Giorgio Armani خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة : عودة إلى “الجذور”، حيث الأناقة تنبع من الصمت
التقرير
Giorgio Armani خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة : عودة إلى “الجذور”، حيث الأناقة تنبع من الصمت
في أجواء مقهى يعبق بالدفء، وسط همسات خافتة تنساب بين الطاولات المصطفة بعناية، كشف “جورجيو أرماني” عن مجموعته لخريف 2025 تحت عنوان “الجذور”. لم تكن مجرد مجموعة أزياء، بل كانت تأكيدًا جديدًا على فلسفة ترسخت في عالم الأناقة، فالأناقة الحقيقية لا تصرخ، بل تهمس، تتجسد، وتعيش.
منذ بداياته، أرسى “أرماني” ثورة ناعمة في عالم الخياطة، حيث لم يكن التحدي في الإبداع الجديد بقدر ما كان في إعادة تعريف الحركة، في جعل القماش يتنفس، في تحرير الجسد من قيود الخطوط الصارمة. هنا، استمرت هذه المحادثة الخالدة و تجسدت في معاطف من الكشمير تنساب فوق الأكتاف، وبذلات من الحرير تتبع حركة الجسد وكأنها ولدت معه. أما التدرجات اللونية، فقد بدت وكأنها مستوحاة من الطبيعة، بيج رملي، بني بركاني، أزرق مستوحى من انعكاس السماء على صخور الكوارتز، وأطياف من الرمادي الدافئ أو كما يسميه “أرماني” دائمًا الـ”غريج”—لون لا يخضع لتعريف، تمامًا كالأناقة الحقيقية.



كان الحضور الطاغي للسيولة واضحًا في القصات، حيث جاءت السراويل واسعة، منسدلة بحركة انسيابية تتجمع عند الكاحل. السترات، رغم ارتكازها على بُنية متقنة، بدت وكأنها تحتضن الجسد برقة، بلا قيود، بلا تصلب. أما الفراء والجلود، فقد تم تطويعها بلمسة “أرماني” المعهودة حيث الفخامة ليست في الثقل، بل في الملمس، في الانسياب، في كيفية تفاعل الجسد مع الأقمشة.


وفي المساء، حلّق الإبداع نحو عوالم أكثر شاعرية. فساتين مزينة بتطريزات أشبه بذرات رمل تراقصها الريح، تنساب برشاقة كأنها لا تلمس الأرض. الحقائب الناعمة، الخالية من الهياكل الصلبة، بدت كأنها امتداد طبيعي للحركة، فيما اكتمل المشهد بأحذية مسطحة مصممة للمرأة التي تمشي بخفة لكنها تترك أثرًا لا يُمحى.


في التسعين من عمره، لا يسعى “جورجيو أرماني” إلى إعادة الابتكار، بل إلى إعادة التذكير بأن الفخامة ليست في الزخرفة ولا في البهرجة، بل في الصمت الذي يسبق الإعجاب، في الملمس الذي يسبق الرؤية، وفي التصميم الذي لا يرتديه المرء، بل يحتضنه كما يحتضن الجسد ظلّه. مجموعة "الجذور”هي بيان آخر و مستمر بأن الأناقة الحقيقية لا تموت، بل تعود، في كل موسم، أكثر أصالة، أكثر نقاءً، وأكثر خفة من أي وقت مضى.