Rabanne خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة: توازن بين الفوضى الأنيقة والانضباط المتمرّد
التقرير
Rabanne خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة: توازن بين الفوضى الأنيقة والانضباط المتمرّد
في هذا الموسم، اختار “جوليان دوسينا” أن يعزف مقطوعة مختلفة على اللحن ذاته الذي يُعرّف “رابان”—حوار مستمر بين المعدن والملمس، بين الانضباط والتحرر، بين الحدة والانسياب. لم تكن مجموعة خريف 2025 مجرد استمرار للرموز الأيقونية للدار، بل كانت إعادة تفكيكٍ لها، وإعادة صياغة بمعادلة تحتفي بالتناقضات.
هندسة التراكم… واللعب على الحدود
في هذه المجموعة، كانت الطبقات هي الموضوع الأساسي، حيث يطلّ الفرو من تحت معاطف الترانش، ويتقاطع الـPVC الشفاف مع الأقمشة الثقيلة، من التويد بنقشة “هيرنغبون”، والصوف، وحتى الجلد المصقول. الأحجام المتحكّم بها، وياقات الفرو المتفجّرة خلقت رقصة بصرية بين الصرامة والفوضى الأنيقة، أشبه بكولاج مشحونٍ بطاقة خام، تتشابك فيه الخامات والتشطيبات وكأنها تتحدى بعضها البعض.



في لحظات، بدا التويد وكأنه يشع وهجًا غير متوقع مع انعكاس الترتر اللماع، بينما PVC الشفاف أضاف عنصرًا مخادعًا، حيث الخفة تلتقي مع ثقل النسيج بطريقة لا تخلو من التوتر الحسي. لم يكن هناك تكرار أو نمط ثابت، بل مزيج من الفوضى المصمّمة بعناية، تترك للنظر مساحات لاكتشاف التناقضات دون أن تفقد تماسكها.


بين البساطة المعمارية والفائض الحسيّ
في قلب هذا التلاعب بالخامات، برزت المعاطف والفساتين بخطوطها الانسيابية الخالية من التعقيد، تصاميم ذات حواف حادّة لكنها مغلفة بجاذبية أنثوية غير متكلّفة، تقف على الحافة بين العصرية الجامحة والبساطة المدروسة. لكن هذه الأناقة البسيطة لم تكن منفردة؛ فقد اصطدمت بجرعة من الفائض البصري، حيث الفراء المنفوش، والكشاكش المتدفقة، واللمعان الطاغي للترتر. إنها ثنائية الحدّية والتطرف، حيث الحد الأدنى يتشابك مع الحد الأقصى في معادلة مشحونة بالتوتر الجمالي.


المعدن يتراجع خطوة… لكنه يظل في الصدارة
رغم أن سلاسل الـChainmail والمعدن، بصمتا “رابان” الأيقونيتان، لم تكن في الواجهة كما اعتدنا، إلا أنها لم تتوارَ تمامًا. بل جاءت كعنصر جوهري غير معلن، خلف الكواليس لكنه متحكّم في المشهد—إرثٌ متجذّرٌ في فكرة تجاوز الإبرة والخيط لصالح المعادن والوصلات، تاريخٌ صامت لكنه حاضر في كل تفصيل من المجموعة.


“رابان” خريف 2025: نوتة جديدة على السيمفونية ذاتها
هذه المجموعة لم تكن ثورةً على هوية “رابان”، لكنها كانت إعادة تفسير جريئة لها—حيث الانسياب يلتقي بالتصلب، والبساطة تتصارع مع الفائض، والفوضى الأنيقة تتحوّل إلى نظامٍ بصري مشحون بالإثارة. في النهاية، لم يكن السؤال عن ما أضافه “دوسينا” إلى إرث “رابان” فحسب، بل كيف استطاع أن يوسّع حدوده دون أن يُفقده جوهره.


