مجموعة Loewe خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة: أزياء تتجمد في الزمن… وتتحرك بالفكر

نورا البشر

مجموعة Loewe خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة: أزياء تتجمد في الزمن… وتتحرك بالفكر

في زمنٍ تحكمه الحركة، اختار “جوناثان أندرسون” السكون..توقفًا متعمدًا كان أكثر وضوحًا من أي حركة. في مجموعة “لويفي” لخريف 2025، تخلى عن منصة العرض التقليدية، ليحوّل قاعات فندق “هوتيل دو ميزون” الباريسية إلى معرضٍ حيّ، حيث الأزياء والقوامات والكائنات تتجسد في حالةٍ من التأمل المعلّق. وإن صحّت التكهنات حول كونها آخر مجموعة له في “لويفي”، فقد كانت وداعًا بطيئًا، لكنه مُحكم، ودليلًا على بقاء أثره طويلاً بعد رحيله.

مجموعة Loewe خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة Loewe خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة

 

البيئة المحيطة كانت سريالية بقدر ما كانت فكرية، حيث تخللت المساحة خضروات وفاكهة ضخمة بشكل هزلي، طماطم، تفاح، يقطين، وكأنها محاولة لإعادة ضبط مقياس الإدراك البصري. لكن رغم حجمها المبالغ فيه، لم تُخفِ التصاميم، بل وضعتها في إطار حوار أوسع، حيث تلتقي الموضة بالفن والحرفة في 17 غرفة فخمة.

مجموعة Loewe خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة Loewe خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة

في صميم هذه المجموعة، تكمن فكرة “دفتر القصاصات”، وهو المصطلح الذي استخدمه “أندرسون” لوصفها، تجميع انتقائي للقوامات، القصّات، والتقنيات، يتأرجح بين الأرشيف والمستقبل. تعاون خاص مع مؤسسة “جوزيف وآني ألبرز” منح التصاميم بنية هندسية، وتلاعبًا دقيقًا بالألوان، فيما جسّد حقيبة السلال المنسوجة المستوحاة من أعمال “جوزيف ألبرز” الزجاجية بُعدًا حِرَفيًا ملموسًا.

مجموعة Loewe خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة Loewe خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة

اللعب على النسب والإدراك كان سمةً أساسية، حيث تحوّلت حلقة صغيرة إلى قطعة توب، وانتفخت غرز التريكو لتصبح منحوتاتٍ ملبوسة. قطع مألوفة من خزانة الملابس تم تمزيقها، تهجينها، وإعادة بنائها في أشكال غير متوقعة، فساتين جيرسي نُحتت في تكوينات كروية، الجلد امتدّ وتدلى في بنى معمارية ناعمة، الملابس تقطّعت لتكشف ما بداخلها، محوّلةً الموضة إلى حالة نفاذة، لا جامدة.

مجموعة Loewe خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة
مجموعة Loewe خريف و شتاء 2025 للملابس الجاهزة

 كانت مجموعة “لويفي” لـخريف و شتاء 2025  في أنقى صورها. استعراضًا، تحقيقًا، لحظةً متجمدة في الزمن. طيف عقدٍ من الزمن من رموز “أندرسون” خدع بصرية trompe l'oeil ، التشويهات المقصودة في النسب، والتحليل الفكري لما هو مألوف. لكن هنا، تم تصفيتها إلى جوهرها، مُقدمة ليس في إيقاع عرض عابر، بل في مشهدٍ ينتظر أن يُدرس، أن يُستوعب، أن يُخلَّد.

بدلاً من عرضٍ ينقضي بلحظة، ترك “أندرسون” أثرًا ثابتًا—منحوتة لا تنتهي بانطفاء الأضواء، بل تظلّ هناك، تنتظر من يعيد اكتشافها.