عرض أزياء كريستيان ديور لربيع 2018
التقرير
عرض أزياء كريستيان ديور لربيع 2018
سمح دخول "ماريا غراتسيا كيوري"، المديرة الفنية لمجموعات النساء لدى دار ديور Dior إلى قلب الحركة السورياليّة بإضفاء لمسة منعشة من الخيال إلى مجموعة التصاميم المترفة "أوت كوتور" لربيع-صيف 2018، وجمعت ما بين الأمور المادية الأخرى والوهم البصريّ الدائم.
كما تنطبق السورياليّة على الكلمات والعبارات المثيرة للأحاسيس التي أرشدت "ماريا غراتسيا كيوري" إلى ابتكار مجموعة يطغى عليها الأسود والأبيض مع لمسة من الوهم والمفاجآت.
يجب ألاّ نثق أبداً بالانطباع الأول... ومن هذا المنطلق، نجد ثنيات وطيّات سخيّة على فستان سهرة أبيض محفورة بالأسود على غرار صفحات كتاب، بينما القفص، النمط المتكرّر في الأعمال السورياليّة، يتحوّل إلى قماش شبكيّ أسود يحتضن الجسم ويسلّط الضوء على الشفافية حيث تتداخل الشبكة الفضّية مع كثافة المخمل.
لكن قبل كلّ شيء، فإنّ جاذبية الفنانة "ليونور فيني" هي التي تحدّد طابع هذه المجموعة الصارم والجذريّ في آن واحد. غادرت "ليونور فيني" إيطاليا متوجّهةً إلى باريس في الثلاثينيّات، وأقامت معرضها الأول في صالة عرض "كريستيان ديور" وأصبحت صديقة المصمّم ابتداءً من تلك اللحظة. وكلّما كانت تظهر بكامل أناقتها، كانت غالباً ترتدي تصاميم "ديور" Dior. كانت "ليونور فيني" تجسّد الفكرة التي كانت ثوريّة في حينها والتي مفادها أنّه يجب أن تبقى دائماً مستقلاً وتُعيد ابتكار نفسك لتمثّل كافة الحقائق الممكنة. كانت تستخدم الثياب لتحدّد نفسها وتُعدّ مسرحها الخاص، في الأماكن العامة كما في الجلسات الخاصة: كانت مؤثّرة وصارمة وأنيقة، كانت تتّخذ وضعيّات تصوير مستوحاة من صور الرجال من عصر النهضة، ومن التفاعل المستمرّ بين الفن والحياة، والمزيج ما بين الطبيعيّ والاصطناعيّ. وتجسّدت روائع التصاميم المترفة "أوت كوتور" في بُعدٍ معلّق بين الحلم والواقع.
وهذا ينطبق أيضاً على ألبسة النهار التي كان يبرع فيها "كريستيان ديور"، وبالأخص الأشكال التي تتمّ إعادة تصميمها بواسطة الأقمشة التقليديّة المستخدمة في ألبسة الرجال. تستمدّ منها "ماريا غراتسيا كيوري" الإلهام ضمن سلسلة من البذلات التي تُعيد مراجعة مقاييس "ديور" Dior وفق أذواق يومنا هذا، بالتزامن مع التنانير ذات التباينات المتعدّدة.