غدامس.. لؤلؤة الصحراء الحضارية
تلقب مدينة غدامس الأثرية في ليبيا بـ "لؤلؤة الصحراء"، وهي مسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ العام 1986، كأحد المناطق التراثية الليبية.
واعربت ايرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة اليونسكو مؤخرا عن قلقها البالغ تجاه غدامس بعد حديث عن تعرضها لممارسات عدوانية قد تتسبب في خسائر للمدينة ذات القيمة الاستثنائية، مطالبة الليبيين بمزيد من الالتزام بحماية تراثهم الثقافي.
والمتأمل لتاريخ الواحة الواقعة في الجزء الغربي من ليبيا على الحدود التونسية والجزائرية، يعرف مدى عمق تاريخها فقد ذهب البعض إلى أنها واحدة من أقدم ثلاث مدن على مستوى العالم، ، وقد كان موقعها الجغرافي استراتيجيا لأن تصبح المدينة قديما واحدة من أشهر مدن الشمال الإفريقي.
وتأتي قيمة غدامس الثقافية ممثلة في الفن المعماري الذي تتحلى به الواحة، ففنها المعماري هو الذي أهلها لتحتل هذه المساحة الهامة ولتكون واحدة من أهم مواقع التراث العالمي.
وتبعد غدامس عن طرابلس حوالي 600 كم، بطريق بري يمر تحت جبل نفوسة، وهي مسافة بعيدة نسبيا لمن يريد أن يزور المدينة ويتعرف على معالمها التراثية وينعم برؤية نخيلها الوافرة.
ومع قدم المدينة توالت عليها الحضارات المختلفة، فخضعت لحكم الاغريق ثم تبعهم الرومان حتى دخلها العرب لأول مرة بقيادة "عقبة بن نافع" في العام 42 هجريا، ثم خضعت للحكم العثماني، وصارت آنذاك مركز هاما للقوافل التجارية في القارة الإفريقية، حتى احتلها الإيطاليون وخضعت لسلطتهم، لما يزيد على 15 عام حتى دخول القوات الفرنسية لها في 1940، وظلوا فيها ما يقارب الـ 15 عام، وبذلك تكون تعاقبت عليها العديد من الحضارات المختلفة، وكان لكل منها إسهاماتها في الأثرية في المدينة التي وجدت بها نقوش حجرية تدل على وجود حياة فيها منذ 10آلاف عام، وقد وصفها كثير من الرحالة العرب.
وبها عدد من المزارات الأثرية التي تعد من أهم عوامل الجذب السياحي أيضا فهناك أثار تمسمودين الرومانية، وهي مبنية بالأحجار الجبس ويذكر أنها بقايا معابد رومانية قديمة، ويذهب البعض إلى أنها من بقايا حضارة الجرمنت قبل مجيء الرومان. كما توجد بها أيضا بقايا قصور قد تكون حصون مهجورة منها قصر الغول شمالي غدامس وقصر بن عمير وقصر مقدول إضافة إلى القلعة العثمانية التي خصص جزء منها لمتحف غدامس، وتمثل عين الفرس ذات الشهرة التاريخية القديمة وبحيرة مجزم ومنطقة الرملة أهم المعالم السياحية بالمنطقة.