مسارح لندن والساعات السويسرية
ترددت كثيرا قبل الموافقة على أن أكون سفيرا ووجها إعلاميا لواحدة من أرقى وأعرق شركات الساعات السويسرية في العالم، فعندما عرضوا عليّ الأمر تساءلت بيني وبين نفسي، ما الذي يجمع بين طبيب أسنان عربي وساعة سويسرية المنشأ؟ ولكنني عندما جلست مع الفريق الذي رشحني لهذا المركز، وحدثوني عن سبب اختياري، وعن تاريخ الشركة ومبادئها، وجدت أن هناك الكثير من القيم والمفاهيم المشتركة بيني وبين صانعي تلك الساعات، ولعل من أهمها تلك التي تعلمتها، وتجذرت في داخلي من خلال حبي وتأثري بالمسرح اللندني، فقد كنت وما زلت أعتبر لندن من أكثر المدن التي أثرت في بناء شخصيتي، وخصوصا مسارحها التي تعلمت منها أهم أربع قواعد في حياتي، وهي:
الأهتمام بالتفاصيل: ما يميز المسرح اللندني أنه يهتم بأدق التفاصيل، وأن لكل عرض أدواته وأزيائه وديكوراته التي تفصل خصيصا له، ولا تستخدم لمسرحية أو عرض آخر.
التطوير والحداثة مع المحافظة على الأصالة والعراقة: مسارح لندن من أقدم مسارح العالم، ومازالت تحافظ على طابعها القديم وأصالتها ومع ذلك، فهي تستعمل أدق وأحدث الأجهزة العصرية في عروضها.
التفاني بالعمل والاستمرارية في النجاح: هناك بعض المسرحيات في لندن استمرت ومازالت تعرض على مدى ربع قرن أو أكثر وبالقوة والنجاح نفسهما.
الدقة في الوقت واحترامه: مسارح لندن لا تقبل أن يدخل أحد أو يخرج أثناء العرض ووقت بداية العرض وانتهائه هو أمر متعارف عليه، ولا يمكن تغييره أو تبديله مهما كانت الظروف.
أعتقد أن تلك القيم التي تعلمتها من مسارح لندن العريقة هي نفسها التي تميز دار الساعات التي عرضت عليّ ذلك المنصب، وهي القيم نفسها التي كانت سببا في نجاح تلك الدار وريادتها على مدى أكثر من قرن ونصف القرن من الزمان، لذلك قبلت بالمنصب، وأنا فخور بأن أكون ممثلا لـ "زينيث" تلك الدار الرائدة، على أمل أن نضيف لبعضنا البعض ما يغني مسيرتنا التي نتقاسم بها القيم والأهداف نفسها.