لا بد من الاعتراف
مع ولادة مستشفانا "مستشفى الأكاديمية الأمريكية للجراحة التجميلية" في دبي قبل أكثر من سبعة أعوام، بدأت انطلاقاتنا الإعلامية على صفحات المجلة العربية الأولى "هي".
في تلك الأيام قررت أن يكون لي دور يتخطى العمل السريري، ليصل إلى الباحثات والباحثين عن الثقافة الجديدة وغير التقليدية في طب الجمال، وعن حرية ممارسته وأدائه، والتحدث عنه بثقة في كل المجتمعات.
انطلقت فكرة الكتابة عن طب الجمال وعالمه الواسع وأسراره عند لقائي الأول مع الصديقة والإعلامية مي بدر، رائدة الصحافة النسائية، ورئيسة تحرير المجلة العربية الأولى "هي"، وتبلورت الفكرة، وأصبحت جزءا من أهم الممارسات والنشاطات في حياتي العملية، وليس ذلك فحسب، بل أصبحت علاقة شراكة بين فريقي الطبي من استشاريين وجراحين وفنيي جمال، وبين "هي"، وباتت لهم لمساتهم الطبية الجمالية في كل عدد من أعدادها.
استطعنا يدا بيد أن نكسر النظرة التقليدية إلى عالم الطب الجمالي والثقافة الجمالية المحيطة به من كل الجوانب، وأعتقد أننا نجحنا في تحويله إلى فنون طبية تلغي الأداء المرضي حتى في وجوده، وأصبح حالة حالمة تؤدي غالبا إلى حقيقة جميلة يعيشها طبيب الجمال المداوي والمريض الذي هو أساسا ليس بمريض.
طول السنوات الماضية كنت أرى في كتاباتي على صفحات هذه المجلة الراقية (حتى تلك التي لم تكن تأخذ أحيانا مساحة كبيرة) أن المثال الأقرب لنشر هذه الحرية المشروعة هو سرد الأساطير، والتحدث في التاريخ، ومع الأيام أصبحت مدركة تماما أن مشروعي ثقافي بحت، قبل أن يكون طبيا، فانطلقت بعد ذلك إلى صفحات أخرى، ومجلات أخرى ومواقع إلكترونية وبرامج تلفزيونية عديدة .. ولكن لا بد من الاعتراف بأن انطلاقتي كانت من هنا، من هذه المجلة المميزة، لذلك لم أجد جوابا شافيا لكل من كانت تسألني: لماذا لم نعد نراك كالسابق في "هي"؟ إلا أن أؤكد بأنني سأحاول ألا أكتب بعد الآن في أي مطبوعة أخرى إلا في مجلتي "هي" التي منها انطلقت، ومعها سأبقى وأستمر.