كيف ارتبطت أسماء الأبراج الصينية بالحيوانات؟
الرياض – شروق هشام
في الوقت الذي تعتمد فيه الأبراج الغربية على أشهر السنة تعتمد الأبراج الصينية على دورة السنة القمرية المكونة من اثني عشر شهراً، حيث يتمثل كل برج والاشخاص الذين ينتمون له تحت هذا البرج باسم حيوان محدد. وبالرغم من أن أراء علماء وخبراء الفلك تعددت حول أسباب اختيار هذه المسميات، إلا أن معظمهم اتفقوا على عدة نقاط ومنهم ليلى المقداد الأخصائية في التحليل النفسي والتارو والأبراج الصينية، كذلك خبير الأبراج الصينية راغب أبو شهبة. ويمكن تلخيص هذه النقاط من خلال التحقيق التالي.
أساس منهج الأبراج الصينية
تقوم الابراج الصينية على علم دراسة الشخصية عبر التاريخ وليس علوم الفلك والطالع أو التنجيم وتم تكوين منهج للأبراج الصينية حيث تشمل إثنى عشر برجاً بأسماء الحيوانات والتي تعزى وتنسب إلى صفات ذلك البرج وطبيعة صاحب الإشارة الصينية حيث يعتقد الصينيون بأن هذه الصفات موجودة في كل حيوان على حدة.
أسماء الأبراج والحكماء الصينيون
اشتهر الصينيون في دراسة علم الفلك وقراءة الأبراج وكان منهم العلماء والحكماء والفلاسفة، وعرف الحكماء الصينيون أبراجهم بأسماء الحيوانات من خلال دراسات قاموا بها على هذه الحيوانات منذ ولادتها إلى نشأتها وتطورها إلى كافة مراحل حياتها، وربطوا بينها وبين المولود في فترة حياتها وذلك منذ آلاف السنين. ومن خلال دراستهم الفلكية حول الأبراج حددوا العلاقة وأوجه التشابه بين الحيوان والإنسان وربطوا ربطا وثيقا بسمات ومزايا وخصائص مشتركة بينهما في كل ما يتعلق بمراحل الحياة. واتفقوا على تسمية السنوات الميلادية بأسماء اثني عشرة حيوانا على عدد الأبراج، وبذلك أصبح كل اثني عشرة سنة تشكل دورة فلكية واحدة والإنسان المولود في سنة معينة من السنوات يتلقى مجموعة من السمات الولادية تحدد مصيره ونمط حياته.
أسماء الأبراج والأساطير الصينية
ارتبط أصل تسمية الأبراج الصينية بعدد من الأساطير القديمة، ومن أشهرها التي تقوم على أن "بوذا" ومنذ آلاف السنين وقبل أن يفارق الحياة، استدعى جميع حيوانات المملكة كي تأتي لتوديعه ولكن لم يلب دعوته سوى اثني عشر حيوانا هي: الفأر - الجرذ – الثور – النمر – الأرنب - الهر – التنين – الأفعى – الحصان – الخروف (العنزة) – القرد – الديك – الكلب – الخنزير، فأكرمهم بوذا بأن منح لكل منهم سنة تسمى باسمه. وبحسب ترتيب وصولها حيث جاء الفأر أولا ثم البقرة الى أخر حيوان الخنزير، وجدت الروزمانية الصينية التي تحمل طابع الحيوان والتي تنتمي إلى اسمه.
لكن معظم خبراء الفلك لا يعتقدون بهذه الأسطورة لأسباب كثيرة منها أن التنين كان قد أنقرض قبل بوذا بملايين السنين، اضافة لذلك أن تعاليم بوذا كان لها الأثر الأكبر في أواسط أسيا ولم يكن لها تأثير كبير على الشعب الصيني.
أسماء الأبراج وتميز الحيوانات
من ضمن التحليلات والتي قد تكون هي الأقرب إلى الصحة، أن احتياج الناس الى حيوان ما أو تميز حيوان على أخر في سنة معينة جعلهم يطلقون أسم الحيوان على تلك السنة، فمثلا أطلق الصينيون سنة البقرة لأنه في تلك السنة حدث أن حوصرت مناطق من الصين الشمالية من قبل قبائل المغول فلم يجد الصينيون ما يأويهم ويوفر لهم الحليب والغذاء غير البقر فأطلقوا على تلك السنة بسنة البقرة ثم أنتقل هذا التقليد الى بلاد الهند فأصبحت البقرة كرمز من رموز التقديس، وهكذا بالنسبة الى تسمية السنين الأخرى.
وأخيراً نستطيع القول بأن الأبراج الصينية نشأت على مبدأ علاقة الإنسان بالحيوانات المحيطة به ومدى التفاعل بينهما، وأن الأبراج الصينية هي مدخل للنفس البشرية والغوص في أعماقها، حيث يعتقد الصينيون بأن المولود في سنة معينة يحمل في داخله حيوان يمثل تلك السنة.