الحناء إحدى أساسيات زينة العروس وحفل الزفاف.. تعرفي على تاريخها
تحولت الحناء على مرّ السنوات عند الكثير من الثقافات في العالم إلى إحدى أساسيات حفل الزفاف وزينة العروس ولا يكتمل الحفل من دون تنظيم ليلة خاصة بالحناء سواء للعروس أو العريس سواء في الهند أو البلدان العربية وغيرهم من الشعوب.
فالحناء قادرة على مضاعفة أنوثة العروس وجاذبيتها خصوصا إذا أحسنت اختيار تفاصيلها لناحية الرسوم والنقش ولون الحناء بما يتناسب مع إطلالتها وفستانها وإكسسواراتها.
ولكن هذه الزينة التي باتت ضرورية للكثير من العرائس حول العالم، من أين جاءت وما هو أصلها؟
تضارب المعلومات حول أصل الحناء ومنبت انتشارها، فالبعض يُرجعها إلى أكثر من 9 الاف عام عندما ظهرت عند الفراعنة حيث كانت تستخدم كطلاء لأيدي المومياء قبل دفنها، اعتقادا منهم أن وضعها على الأيدي والأقدام يحفظها ويقيها من الشر، ثم استخدمتها الملكة كليوباترا كنقش على جسمها لتتزين بها. وبحسب هؤلاء فإن الحناء انتقلت إلى الهند بواسطة المغول، في القرن الثاني عشر ميلادي ومن ثم حققت انتشاراً واسعا لدى النساء، بعد أن استخدمت كـنقش تاريخي تراثي.
ولكن في المقابل هناك وجهة نظر أخرى تقول بأن استخدام الحناء بدأ تاريخيا في الجزيرة العربية والقارة الهندية والشرق الأوسط وأجزاء أخرى من شمال أفريقيا بحيث تم استخدامها لصبغ الجلد والشعر والأظافر، وكذلك الأقمشة بما في ذلك الحرير والصوف والجلد.
وبحسب العلماء فإن أقرب نص يشير إلى الحناء هو في سياق احتفالات الزواج والخصوبة ويأتي من أسطورة قديمة تشير إلى "أسطورة الأوغاريت في بعل وعناث"، التي تشير إلى النساء التي يميزن أنفسهن بالحناء استعدادًا لمقابلة أزواجهن، وعناث تزين نفسها بالحناء للاحتفال بالنصر على أعداء بعل.
كما أن تماثيل عدة للشابات التي يرجع تاريخها إلى ما بين 500 و1500 عاما قبل الميلاد على طول سواحل البحر المتوسط تُظهر أيديهنمرفوعة بعلامات تتوافق مع الحناء، مما يزيد الاعتقاد بأن أصل ليلة الحناء التي يُحتفل بها في الشرق الأوسط حاليا يعود إلى تلك الحقبة التي ربطت بين الشابات والحناء والخصوبة.
كيف يتم الاحتفال بليلة الحناء في بعض الدول؟
تتنوع الطرق الاحتفالية بليلة الحناء بين دولة وأخرى إذ لكل منها تفاصيلها الخاصة وإن كانت تتفق كلها على نقش الحناء على يد العروس وصديقاتها.
فمثلا في السودان فإن ليلة الحناء تتعلق بالعروسين معاً وليس بالعروس وحدها، فحناء العريس هناك تكون خالية من النقوش بينما نقوشات العروس قد تصل إلى المعصم والساق ويتم الاحتفال بهذه الليلة قبل بضع أيام من الحفل.
بينما طقوس الحناء في مصر تكون مختلفة بعض الشيء إذ يتم الاحتفال بها قبل الزفاف بيوم واحد ويتم استخدام الحناء ذات اللون البرتقالي لنقوشات العروس. ويتم الاحتفال وسط ترديد الأغاني الشعبية الموروثة الخاصة بهذه الليلة.
ولكن طقوس الحناء في المغرب ربما تتربع على عرش أجمل ليالي الحناء في الوطن العربي إذ لها طقوسها الخاصة المستوحاة من الثقافة المغربية ويتم إحيائها قبل الزفاف بيوم وتسمى "ليلة البرزة" وترتدي خلالها العروس قفطانا أخضر اللون يسمى النطاع، وتكون الحلى ومكان جلوسها أيضا باللون نفسه.
ويتم وضع الحناء أمام العروس فوق طاولة موشاة بالأخضر يطلق عليها "الطيفور"، وهي الطريقة التقليدية، في حين يفضل البعض الطريقة العصرية برص تلك اللوازم على طاولة متحركة تسمى "الشاريو". ويتم وضع الشمع والبيض والورد والسكر والحليب إلى جانب الحناء اعتقادا من السكان هناك بأنها تجلب الحظ والسعادة والوفرة لحياة العروسين. وبعد نقش الحناء للعروس يتم النقش لمن يرغب من الضيوف على أيديهم.
وبالنسبة لليلة الحناء في ليبيا فإنها تتم ليلة الخميس وتسمى "يوم السهرية" تحتفل فيها العروس مع صديقاتها بهذه الليلة.
أما في دول الخليج فإن ليلة الحناء تُعتبر من أساسيات حفل الزفاف الذي لا يكتمل من دونها وتسبق الحفل بليلة واحدة. وتتجه الخليجيات إلى النقوش الهندية أكثر من أي نقوش أخرى عند اختيار نقوش العروس.
وفي الهند فإن ليلة الحناء تتم قبل الزفاف بيومين وتُمنع العروس بعدها من الخروج من منزلها ويتم تزيين أقدامها ويديها بالحناء وترتدي للمناسبة ملابس تقليدية خاصة. وبالنسبة إلى العريس هناك يقوم أقاربه بتزيين راحة يده بالحناء.
صينية حناء العروس
عند كل الثقافات فإن صينية حناء العروس يجب أن تكون مزينة بطريقة مميزة كونها ستشهد على التقاط العديد من الصور ناهيك عن أنها احدى ضروريات الليلة لذلك يمكن اختيار صينية ذهبية ممزوجة بالألوان المتنوعة وبشكل لافت مما يجعلها صينية حيوية. أما العروس التي تبحث عن حفل زفاف فخم وكذلك عن ليلة حناء راقية وفخمة فإن اللون الذهبي يبقى الخيار الأنسب لها لاختيار الصينية أو اختيار صينية تجمع بين اللون الذهبي ولون اخر يتناسب معه، كذلك فإن اللون الفضي لصينية الحناء يناسب العروس التي تبحث عن الفخامة في ليلتها.
ويمكن للعروس أن تستخدم الكريستال لأواني الحنة أو لتزيين الصينية نفسها كما تُعتبر الورود والشموع إلى جانب الكريستال إحدى أهم ادوات الزينة لصينية حنة العروس.
نقوش حناء للعروس
قبل أن تختار العروس نقوش الحناء لليلة زفافها يجب أن تختار لون الحناء الذي يتلاءم مع لون بشرتها حتى لا تُفسد إطلالتها سواء الحناء البنية او السوداء او الحمراء او حتى الزرقاء.
تتعدد نقوش حناء العروس من حيث الأشكال والحجم والكثافة، فالعروس التي ترغب برسومات ناعمة ستجد أمامها خيارات كثيرة لمثل هذه الرسوم التي تزيدها نعومة، أما العروس التي تبحث عن حناء كثيفة فالخيارات أمامها واسعة وتستطيع أن تغطي بها يديها والذراعين وقدميها نحو الساق.
فيمكن للعروس أن تختار نقوش الأشكال الهندسية، ونقوش الورود، والقلوب. وهناك نقوش تناسب القدمين وأخرى لليدين أو الرقبة، وكلها مميزة. هناك الأشكال المتداخلة لتزيين اليدين والأصابع فقط إذا كانت لا ترغب بتمدد الرسوم إلى الذراع، كذلك يمكنها تكثيفها إلى أي درجة ترغب بها كونه توجد رسومات كثيفة وطويلة ومتداخلة، وكل هذا يرجع إلى ذوق العروس.
وتستطيعين عزيزتي العروس ترجمة أي فكرة تخطر على بالك برسمها بالحناء على يديك أو قدميك واختيار رسمات شرقية أو رسمات قوية لإطلالة راقية في العيد وتزيين الحناء بالاكسسوارات والخواتم المناسبة لتبدو أكثر عصرية وجاذبية.
وبالنسبة إلى ألوان الحناء فكلها تليق بحفل الزفاف إذا تناسبت مع لون البشرة ولكن يبقى اللون الأبيض للحناء مثالي للعروس إذيتناسب مع عرائس كل الفصول ويزيد هذا اللون من جمال إطلالة العروس وأناقتها، ويضاعف أنوثتها. كما أن هذا اللون يعني التميز والفخامة ومواكبة الموضة.
خرافات قيلت حول الحناء
- يعتبر البعض أن الحناء بركة ويتم تطبيقها لاستجلاب الحظ والفرح والجمال.
- كلما كان لون الحناء داكنا في يد العروس، كانت علاقتها مع حماتها قوية.
- البعض يعتقد بأنه كلما طالت نقوش الحناء على يد العروس كلما كان تعامل أهل زوجها معها جيداً.
- يعتقد البعض أن وضع العروس للحناء ليلة العرس سيجلب لها السعادة.
- بعض الخرافات ترى أن ذهاب لون الحناء بسرعة عن يد العروس دليل على أنها لن تكون سعيدة في زواجها.