كيف تجعلين زواجك ناجحا ؟ مفاتيح أجمعت عليها الدراسات
كيف تجعلين زواجك ناجحا ومثالياً؟ سؤال يشغل بال الكثيرات من المقبلات على الزواج، ودراسات كثيرة حاولت الإجابة عن هذا السؤال وأجمعت معظمها على عدد من المفاتيح التي تجعل الزواج ناجحاً خصوصا في هذا الزمن الذي انتشرت فيه أرقام الطلاق في الكثير من الدول بسبب غياب الأسس السليمة التي يُبنى عليها الزواج الناجح وتجعله أقوى في مواجهة التحديات التي تمر بها كل الزيجات.
هل يوجد شريك مثالي؟
يسعى الإنسان بطبعه إلى البحث عن الكمال والمثالية في كل شيء حتى أن بعض الأشخاص مستعدين للدفاع عن هذه المثالية في بحثهم حتى ولو تسبب ذلك بالتعاسة لهم. ولكن المحللة النفسية سيسيليا كومو جزمت في كتابها الذي أصدرته بعنوان "لا وجود للزواج المثالي" بأنه عندما يكون لكل طرف توقعاته، فإن ذلك يزيد احتمال التعرض لخيبة أمل، ومن خيبة أمل إلى أخرى، ينشأ نوع من الاستياء وتتضرر العلاقة بين الزوجين. ورفضت تشبث البعض بفكرة الكمال حتى ولو كان ذلك يعني التعاسة، وتعرض المحللة النفسية مثالاً عن كيفية تدمير المثالية للعلاقة فتقول أنه في مرحلة الخطوبة يحاول كل طرف إظهار أفضل ما فيه، ولكنها تؤكد أنه من الصعب إخفاء حقيقتنا لوقت طويل. وبمرور الوقت، يبدأ الشخص بالعودة لطبيعته والتخلي عن بعض العادات الأولية التي أظهرها في بداية اللقاء مما يربك الشريك ويؤثر عليه وعلى العلاقة لأن الطرف الثاني قد يظن بأن علاقتهما لم تعد قابلة للاستمرار. ولكن الحقيقة بحسب المحللة النفسية هو أن المثالية في بداية العلاقة هي التي دمرتها.
وبرأيها "لا توجد تعليمات معينة يمكن اتباعها في الزواج الناجح ولكن يجب أن نحب أنفسنا ونتقبل عيوبنا".
الزواج السعيد ليس مسألة حظ
الزواج السعيد أو الناجح هو ليس مسألة حظ إنما قرار. هذه العبارة تختصر ما حاولت الكاتبة آنا تيزاك في مقالها بصحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن توصله للرأي العام عن الزواج الأبدي الذي يدوم إذ ساقت أمثلة عدة منها مثال رجل استمر زواجه السعيد لأكثر من 46 عاما وهو القاضي البريطاني بول كوليرج. فهذا الرجل يؤكد بأن زواجه الطويل والسعيد ليس مجرد مسألة حظ، وأن الملل هو القاتل الأكبر للزواج ولكن استطاع مع زوجته أن يحافظا على زواجهما بشكل جيد.فالزوجين برأيه عادة ما يسيران في ثلاثة اتجاهات: فإما أن يتباعدا بشكل متزايد، أو أن يسيرا في خطين متوازيين لا يلتقيان، أو أن يتقاربا نحو بعضهما بعضا أكثر فأكثر. ويدعو كوليرج الأزواج الى اختيار الاتجاه الأخير لزواج سعيد.
ما دور روح الدعابة في الزواج الناجح؟
أكثر من مئة دراسة أجمعت على أن روح الدعابة في الحياة الزوجية وسيلة مهمة لمواجهة الضغوط والقلق وتزيد من الرضا عن الحياة الزوجية.
وفي دراسة أقامها علماء جامعة كنساس اكتشفوا أن الأزواج الذين يمزحون مع بعضهم البعض ويضحكون باستمرار أكثر عرضة لإنجاح علاقتهم الرومانسية. ورأوا بأن الضحك وتبادل النكات أمر هام في العلاقات، ولكنهم حذروا من أساليب المزاح الشريرة (كأن يتم السخرية من شخصية الشريك أو عائلته). ورأى قائد الدراسة البروفيسور جيفري هول بأن المتعة في العلاقة الرومانسية تُعد عنصرا حاسما في الترابط وضمان الاستمرارية. ويعد الضحك المشترك مؤشرا هاما على عوامل الجذب الرومانسية بين الأزواج المحتملين".
من جانب آخر يري بعض علماء النفس أن الشخص عندما يأخذ كل الأمور بجدية تتغير حالته المزاجية وأسلوبه في الكلام ونبرة صوته بل وإشاراته مما يجعله حادَّ الطباع، وقاسياً، مما يزيد الفجوة بينه وبين الآخرين بمن فيهم الشريك.
أهمية المحادثة الفعلية في الزواج السعيد
يؤكد علماء النفس على أهمية التواصل الفعلي بين الأزواج لِما له من تأثير على توطيد العلاقة بينهما. فـ "إيلي فينكل"، أستاذ علم النفس الاجتماعي، ومؤلف كتاب "زواج كل شيء أو لا شيء" يقول إن الأزواج الذين يقضون وقتا أطول في المحادثة الفعلية يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة من أولئك الذين يقضون وقتا أقل. والأزواج الذين يمارسون المزيد من الأنشطة الترفيهية معا، بما في ذلك الأنشطة الخارجية والرياضة وألعاب الورق والسفر، تقل احتمالية طلاقهم.
عدم تجاهل المشاكل أمر ضروري في الزواج السعيد
لا يمكن لعلاقة زوجية أن تبقى دائما في شهر عسل من دون أي مشاكل بل إن الصراعات من الأمور الطبيعية التي يمكن أن تواجه كل العلاقات العاطفية ولا بد من حلها بالمنطق والحلول الوسط. ولكن بعض الشركاء يحاولون تجاهل هذه الخلافات لأنهم لا يريدون خوض الشجار. ولكن الحقيقة أن هذه الطريقة لن تجعل الزواج سعيدا ولا تجعل المشاكل تختفي. وفي هذا الإطار يقول ليون سيلتزر، عالم النفس السريري في ديل مار، كاليفورنيا، إنه لا توجد علاقة يمكن أن تزدهر عندما يكون لدى الطرفان إحباطات مخبأة تحتاج إلى المشاركة والحل. ويرى أن الأزواج عندما يتوقفون عن محاولة حل خلافاتهم ويعودون إلى السلبية للحفاظ على السلام، فإنهم يخزنون أكثر فأكثر بداخلهم وتزداد عزلتهم عن بعضهم. وهذا الإحباط يمكن تلمسه في التعليقات الساخرة للشريك أو الانتقادات أو حتى في زيادة عدم الاهتمام باحتياجات الاخر كما يقول سيلتزر.
لذلك ننصح العروسين بمعالجة الخلافات عند وقوعها لتحسين علاقتهما ومنع التراكمات من غزوها والتأثير عليها.
الاتفاق على أسس الزواج الناجح
يؤكد العديد من علماء النفس على أهمية الاتفاق على أسس الزواج الناجح منذ بداية العلاقة بينهما ويشددون على ضرورة التزام الشريكين بهذه الأسس ليكون بذلك تواصلهما جيداً فيتفاديان الكثير من المشاكل والخلافات العائلية التي يمكن أن تسبب لهما الطلاق.
أي فترة هي الأسعد في الحياة الزوجية؟
ربما يعتقد الكثيرون بأن الفترة الأولى من الزواج وتحديدا السنة الأولى تكون هي السنة الأسعد في الحياة الزوجية كون الثنائي يكونان في شهر عسل مستمر في تلك الفترة. ولكن جاءت دراسة من جامعة بنسلفانيا وجامعة بريغهام يونغ لتدحض هذا الاعتقاد إذ كشفت أن أسعد سنة في الحياة الزوجية ليست في بداية الزواج كما يعتقد الكثيرون. وبعد تحليل لأكثر من ألفي زوج وزوجة، قالت الدراسة إن الأزواج كانوا أكثر سعادة، بعد مرور 20 سنة على الزواج، فهؤلاء يقضون وقتاً أطول في القيام بنشاطات مشتركة، من أولئك الذين لا يزالون في شهر العسل. وبحسب الدراسة نفسها فإن التقدير المشترك بين الأزواج، يزداد ويتعمق مع مرور السنين، أما مؤشر السعادة الزوجية فينخفض بشكل تدريجي، ليعاود الارتفاع مجدداً بعد عقدين من الزمن.
نصائح لللعروس للحصول على زواج سعيد
وبعيدا عن الدراسات وآراء علم النفس لا بد أن تنتبه العروس إلى بعض التصرفات اليومية التي تعيشها مع الزوج من أجل كسبه وإنجاح زواجها به وأبرز تلك التصرفات:
- أن تكون العروس متسامحة في علاقتها مع الزوج لا أن تتربص بهفواته الصغيرة والكبيرة لافتعال المشاكل وإلا فإن حياتهما ستتحول إلى نكد.
- أن تبتعد عن الروتين اليومي الذي يعتبر العدو الأول للسعادة ، وأن تحاول التجديد في العلاقة على كل المستويات سواء في العلاقة الحميمة أو العلاقة الاجتماعية أو في طريقة التعبير عن الحب، فمن شأن هذا الأسلوب أن يشحن العلاقة بالفرح والحب.
- يجب أن تحرص على بناء أجمل علاقة مع عائلته مع ضرورة وضع خطوط حمراء معهم لا تتجاوزها تفادياً للمشاكل.
- كذلك يمكن لها أن تتعاملمع زوجها بعفوية وذكاء في آن معاً، فهذه الطريقة ستجعله متيم بها ومرتاح في التعامل معها وتتقربن بذلك إليه وتستأثر على جزء كبير من قلبه.
- وتبقى الثقة بشريك الحياة واحترامه من أهم متطلبات نجاح العلاقة وسعادة الثنائي لذلك يجب أن تحرص العروس على منح شكريها ثقة كاملةواحترام أفكاره وآراءه لتنعم بزواج سعيد.