نصائح منظمي الأعراس لـ"هي" حول حفل زفاف يجسّد قصتك الحقيقية
خلال التحضير لحفل الزفاف، قد يجمع كثيرون أنّ مرحلة من التوتر والقلق والضغط تنتظر العروسين؛ فليس من السهل بمكان البحث عن مكان مناسب وزينة مبهرة، وتنظيم مقاعد الضيوف وتحضير الديكور اللائق. حسناً، لنحاول بعد الإطلاع على المادة هنا أن نغيّر هذا المفهوم ولو قليلاً، أقلّها هذا ما يوحي به أبرز منظمي الحفلات الذين تحدثت إليهم "هي" كي تعود لكِ بنصائح تسهّل عليكِ من خلالها الاستعدادات لليوم الكبير، بين عجقة الثيمات والأنماط المتعدّدة. يرى هؤلاء أنّ ما يهمّ وراء تنظيم حفل الزفاف هو خلق قصة تروي حلم العروسين شخصياً، حيث يتم تسخير كافة العناصر لتحقيق هذا الهدف، بعيداً عن النسخ والتقليد، وتجذير المتابعة الحثيثة بين العروسين ومنظم الحفل للإحاطة بالتفاصيل كافة، لابتكار ليلة لا تُنسى مدى العمر.
فماذا لدى منظمي الأعراس المحترفين أن يقولوا في هذا الإطار؟
نصائح أوّلية لليوم الكبير
بين عجقة الثيمات والعناصر المكرّرة في حفلات الزفاف، لا بدّ من خلق محتوى "خارج الصندوق" يروي قصة العروسين في يومهما الميمون.
لذا، قد تحتارين كعروس إن كان هناك من ضرورة لاستشارة منظم حفلات زفاف أو تمتلكين الثقة لتنظيم حفل زفافك بنفسك؛ قبل اختيار القرار المناسب، ربما عليكِ التأكد أنّ حفل زفافك يروي قصتك وتجاربك مع العريس كي تأتي المناسبة تجسيداً لواقعكما، وهذا ما يتفق عليه الخبراء في المجال.
منظمة الأعراس الشابة يارا اسطفان ترى أنّه في حال كان الزفاف مقتصراً على عدد معيّن من الضيوف وآخذاً طابع البساطة، قد لا يتحتّم على العروسين الاستعانة بأحد لتنظيم زفافهما. لكن، عندما يكون الزفاف كبيراً، من الضروري استشارة منظم حفلات، خاصة إذا ما كان العروسان يقيمان خارج البلد الذي سيُقام فيه حفل الزفاف؛ إذ يستحيل عليهما الإحاطة بالتفاصيل أو التنظيم في هذه الحالة، خاصة لناحية متابعة المورّدين والتصاميم. في هذه الحالة، تقوم شركة تنظيم الأعراس بالتصميم والتنفيذ والتخطيط والتواصل مع الموردين وإعداد الثيمات،لخلق محتوى مميزاً للحفل، مسهّلين بذلك التعب على أي ثنائي، من خلال إجراء متابعة كاملة وشاملة لتنفيذ العناصر كافة بتقنية وحرفية.
قبل المباشرة في تنظيم حفل الزفاف، ومنذ اللحظة الأولى التي تلتقي فيها العروسين، تحرص اسطفان على معرفتهما عن كثب، كي تسهّل عليهما الضغوطات التي قد تنجم خلال التحضيرات، بهدف تطمينهما "أننا سنقوم بالواجب كاملاً كي يسعدا بيومها الكبير". أمّا النصيحة المثالية هنا، فتقضي بأن "يفكر العروسينبالتفاصيل كافة والتشاور مع الأهل قبل القيام بأي خطوة". كما تحفّز اسطفان العروسين على متابعة حلمهما بدقة من خلال تحديد الميزانية المطلوبةوعدد الضيوف، قبل الاهتمام بأي تفصيل آخر.
نقل تجارب العروسين الخاصة
يرى صانع المحتوى لحفلات الزفاف في العالم، طوني بريس، أنّ تنظيم حفل الزفاف يجب أن ينقل تجارب وحياة العروسين إلى قصة فاخرة في جميع أنحاء العالم. ويقول: "في ظل تنوّع حفلات الزفاف وجماليتها حول العالم، يشاهد العروسان حفلات أيقونية يحلمان بها؛ لذا، نسعى إلى تحقيق حلمهما بالطرق التي تناسبهما، من خلال ابتكار حفلات خاصة بهما لا تشبه غيرها". ويشير بريس إلى ضرورة تحديد اتجاه الزفاف، "بعد أن نغوص في عدة عناصر، فنتعرّف على الثقافة التي ينبع منها العروسان، البلد، الميزانية، وشخصيتهما، بهدف اكتشاف حلمهما لتحويله إلى حقيقة، من خلال خلق أفكار جديدة وغير مسبوقة. فنستخدم هذه العناصر مجتمعة لخلق قصة جديدة لتنظيم حفل مميّز وساحر".
بريس يؤكد على ضرورة أن تخدم كافة العناصر المتعلّقة في حفل الزفاف، حلم العروسين؛ بدءاً بالديكور، نوع الطعام وتنسيقه، عوامل الترفيه، كيفية استقبال الضيوف (...) وذلك كي يشعر الجميع أنهم يعيشون الحلم خلال هذه الساعات.
تجنب استنساخ الأفكار
بظلّ توافر مواقع التواصل وانتشار فيديوهات لحفلات زفاف عالمية، قد تحتار العروس في الثيم الذي تريده ليومها الميمون. ورغم أنّ مواقع التواصل قد تزوّدها بأفكار جديدة، إلاّ أنّ الخبراء ينصحون بعدم نسخ أفكار عن الإنترنت. وهنا، ينصح طوني بريس العروسين بأن يثقوا بمنظّم الحفل، وتجنب التمسّك بأفكار نقلاها عن غيرهما، بل عليهما تسهيل الأمر على منظم الحفل ليبتكر قصة رومانسية حالمة خاصة بهما.
أمّا صاحبة شركة تنظيم الأعراس، باميلا منصور، فترى أنّه لا اتجاه محدد ووقتي في ما يتعلّق بالترند والاتجاهات. وتشير إلى أنّه "بحكم خبرتنا في هذا المجال، نقوم بتنظيم الزفاف بحسب ذوق العروسين وميزانيتهما، والمرحلة المرافقة، والظروف المحيطة. على سبيل المثال، خلال جائحة كورونا كانت حفلات الزفاف تتم بشكل ضيّق، فيما اليوم عادت الأمور إلى سابق عهدها، وبتنا نلاحظ حفلات زفاف ضخمة. ما يهّمنا هو دراسة وضع أي ثنائي وتنظيم حفل يليق بهما؛ كما أنّنا نهتم أن يكون حفل الزفاف غير محدّد باتجاه أو وقت، حتى تدوم رهجته لوقت طويل.
يارا اسطفان، بالمقابل، تعتبر أنّ حفلات الزفاف أصبحت تشبه بعضها لكنها لا تغفل عن توافر الترند المتحرّك باستمرار في عصر الإنترنت ووسائل التواصل؛ لذا، "أخصّص للعروسين والضيوف ثيمات جديدة بطريقة يعيشون من خلالها تجربة جديدة ويختبرون قصة فريدة. وأسعى دائماً إلى خلق أفكار جديدة، من خلال متابعة آخر الاتجاهات في ما يتعلّق بالتصاميم والديكورات والهندسة والإضاءة وغيرها من العناصر المكمّلة لحفل الزفاف. "
في سياق العلاقة بين العروس ومنظم الحفل، تقول باميلا منصور: "بصفتي خبيرة في المجال وسيدة في نفس الوقت، أحرص على تقريب المسافة مع العروس كي أنصحها بكافة الأمور التي تتعلّق بزفافها، منها الستايل، والمكياج،والشعر، والفستان. وأتابع العروس من أول خطوة حتىنهاية الزفاف، حتى أرافقها في كل خطواتها في يوم الزفاف عند مصفف الشعر وخبير المكياج، وأقدم المشورة بما يناسبها، كي تكون راضية عن اللوك بشكل تام."
وفي ما يتعلّق بأتيكيت وأصول تصرّف العروس، تقول باميلا:
يتوقف هذا الأمر عند كل عروس، حيث ننصح كل سيدة على حدة بما يجب القيام به أو تجنبه؛ لكن يهمني أن ألفت نظر العروس أن تحافظ على هيبتها ورزانتها خلال الحفل حتى لا تتعرّض لأحكام مزعجة. لذا، أحرص دائماً على متابعة العروس، كي أراقب أي خطأ قد ترتكبه.
منصور ترى أنّ منظم الحفل هو بمثابة مساعد نفسي للعروس، فهو يسعى لتخفيف الضغوطات عنها، من خلال تقديم المشورة المناسبة في كافة الأوقات، وتجنيبها التعرّض لأي ضغط.
قطعة الحلوى لتجسيد حلم العروسين
يُعد تصميم كعكة الزفاف جزءًا من عملية طويلة جدًا، فقد يستغرق الأمر شهورًا للخروج بالأفكار الأولى نحو تصميم كعكة زفاف مفصّلة ونهائية.
وكما عناصر تنظيم الحفل كافة، يتحتم على قطعة الحلوى أن تجسّد قصة العروسين؛ فهذا ما أشارت إليه صانعة الحلوى العالمية، بشرى مرير، التي حصدت جوائز عالمية متعدّدة لتفوّقها في صناعة قوالب حلوى تروي قصصاً تاريخية ومغزى حديث في قالب عصري.
تسعى مرير أن تروي قصة العروسين من خلال قطع السكّر، حيث يتم تصميم كعكة الزفاف بالكامل ومن الصفر بناءً على رغبات العروس والعريس، فترسم "سكتش" توضيحيًا خاصًا للكعكة بمناسبة يومهما الكبير. وتقول: "قبل أن أباشر بتنفيذ أي تفصيل، أدرس حاجات العروس ورغباتها وماذا تفضّل؛ ثم أجمع كافة العناصر التي تلقيتها مع الإلهام والأفكار، حتى تأتي تلك اللحظة السحرية عندما يسيطر خيالي وإبداعي على التصميم والتنفيذ". وتضيف، "أستمتع بتغلغلي في عالم العروسالتي تلهمني وتساعدني على ابتكار تصميم حصري خاص بعالمها. وهكذا، استنادًا إلى المعلومات التي أجمّعها، أرسم مخططًا بخيارات تختلف في اللون والشكل والتفاصيل وقوام الوسائط الصالحة للأكل لتختار العروس من بينها".
بالنسبة لبشرى مرير، كل قالب حلوى يمثل تحديًا حقيقيًا لها. "أحب مقابلة زبائني للاستماع إلى قصصهم والتعرّف إلى البيئة التي تحيطهم والإحساس بالكون الذي يعيشون فيه؛ فينصب تركيزي على إعداد لهم تصميمًا خاصًا جدًا، حيث أستغرق وقتًا طويلاً في العصف الذهني للوقوف عند متطلباتهم وابتكار التصميم الفريد.