ثورة في حفلات وفساتين الزفاف في الستّينات... وهذه النجمة أيقونة العرائس في العالم
لحقبة الستّينات وقع خاص في الموضة! هذا ما يتفق عليه الباحثون والخبراء في المجال ومتتبعو الاتجاهات الرائجة؛ ما يطرح تساؤلاً حول الأسباب خلف الثورة في صناعة الأزياء عام 1960 وما تلاها طوال العقد. "هي" تبحث اليوم في ما أنتجته هذه الحقبة من أنماط جديدة غزت حفلات الزفاف وفساتين العروس والعادات في ما بينها.
تحوّل عالمي يستهدف عالم الأزياء
شهدت حقبة الستّينات انعطافة بارزة في السياسة والاجتماع والثقافة الشعبيّة والفنون، بل في مرافق الحياة كافة، واعتُبرت مفصلاً تاريخياً في حياة الشعوب لما تخلّلها من أحداث على صعيد العالم. بعد 15 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية، كان للشعوب حول العالم الكثير ليقولونه، لتشرّع حقبة الستّينات الثقاقة المتمرّدة المضادة، لا سيّما في الولايات المتحدة وأوروبا؛ فانبثقت ثورة في الأعراف الاجتماعية اخترقت الملابس والموسيقى، والحياة الجنسية، والعادات الاجتماعية، والحقوق المدنية، وغيرها. فقد غذّت القوة الاقتصادية المتطوّرة إحساسًا جديدًا بالهوية والحاجة إلى التعبير عنها لدى النفوس، فما كان من صناعة الأزياء إلاّ أن تتجاوب بسرعة مع هذا التحرّرالصاخب والتحوّل الجذري، من خلال ابتكار تصاميم للشباب لم تعد ببساطة تنسخ أنماط كبارهم.
اللافت أنّ الستّينات كانت شاهدة على عصرابتكار الموضة للنساء، فأنتجت أوائل هذه الحقبة من القرن الماضي بنطلون الجينز وسراويل الكابري، وهو أسلوب شاع من قبل نجمات أيقونات عالمية، أمثال البريطانية أودري هيبورن. حينها، أصبح اللباس غير الرسمي هو الاتجاه الأكبر للجنسين، وغالبًا ما كان يتألّف من قمصان منقوشة بأزرار مزروعة للأسفل، مع بنطال دنيم أزرق رفيع أو بنطال مريح أو تنانير.
وفيما أصبحت الموضة تتجه تدريجياً نحو الملابس الأكثر "كاجوال" للجنسين بكافة الأعمار، اتبعت النساء اتجاهات ثلاثة عامة: الأناقة المهذّبة الممتدة من العقد الماضي، والأنماط الشبابية لماري كوانت المستوحاة من تأثير عصر الفضاء، وأسلوب "الهيبي" الذي كان رائجاً حينها.
هذه الثورة أرخت بظلالها على العروس، التي بدورها أخذت دور "المتمرّدة" على الأنماط السائدة، فبدأت رويداً ورويداً بتحويل منحى حفل الزفاف واللوك إلى اتجاه مختلف كلّياً؛ وفيما احتفظت بعض العرائس في أوائل الستّينات بحجم الفستان المتأرجح والفضفاض الآتي منالخمسينات، كانت فساتينالزفاف تشقّ طريقها نحو إطلالات أكثر إنسيابية، لتتجه نحو الموديلات القصيرة والملوّنة، بمكياج "هيبي" وتصفيفات شعر مكلّلة بتيجان من الزهور.
حقبة الستينات: الترند الجديد في فساتين الزفاف
في الستّينات، شهدت فساتين الأعراس والطرحات ثورة في الموضة، وأصبحت الأخيرة فضفاضة تُصنّع من قماش التول،وعالية عند الرأس، كي تظهر تسريحات الشعر على شكل خلية نحل.
وهكذا، بدخول الستّينات إلى القرن الماضي، حلّت تصاميم A-line محل تنانير الخمسينات الواسعة والطويلة، وأصبح الخصر الإمبراطوري، أكثر القطع شعبية بالنسبة للعروس. فتم استبدال الياقات على شكل قلب والأكمام الطويلة برقبة عالية، مع أكمام مغطاة. كان لعصر الفضاء أيضًا تأثيرات على أزياء الزفاف، حيث اكتسبت الفساتين والأكسسوارات عناصر جديدة من الزخارف المعدنية.
إلى ذلك، شهدت حقبة الستّينات بعض التغييرات الصادمة في فساتين الزفاف بالنسبة للعروس المحافظة؛ فقد تحوّل فستان الخمسينات الطويل إلى التنورة القصيرة، وأصبحت الفساتين ذات التصميم العصري رائجة للعروس.
لعبت كذلك"فتيات تكنولوجيا المعلومات" دوراً بارزاً بالتغيير الحاصل في ذلك الوقت، وتُرجم ذلك من خلال انتشار فساتين الزفاف الملوّنة، حيث اختارت العرائس الفساتين الوردية والزرقاء والصفراء وحتى الحمراء.
مع مشارفة الستينات على نهايتها واقتراب السبعينات، شَقَّت أزياء "زهرة الأطفال" طريقها إلى ملابس الزفاف، وأصبحت زهرة الأقحوان الأكثر شهرة، حيث أدرجتها العديد من العرائس في نمط فساتينهن أو في باقات الزفاف.
بالمقابل، اختارت بعض العرائس في هذه الحقبة فساتين زفاف أميرية خاصة بهن مع أكسسوارات وقبعات مستديرة ترافق الطرحة، لكن تم اعتماد خطوط التنورة القصيرة في فساتين الزفاف الحديثة، وتقلّص حجم القطارات، حتى تلاشى بالكامل، ليتسيّد الفستان الصغير المشهد.
أحذية الزفاف الملوّنة
قبل ظهور نمط "البوهو- شيك" جنبًا إلى جنب مع شعبية المهرجانات الموسيقية، كانت الأحذية المدببة هي النمط المفضل لدى العرائس. لكن ظهور الثقافة الجديدة، جعل العرائس تتخلّى عن هذا النمط من الأحذية بالكامل، وتمت الاستعاضة عنها بأحذية مطبّعة بالزهور أو تلك من النوع الميتاليك توازياً مع الترند آنذاك، كما تمّ التركيز على الأحذية المتوسطة الكعوب والملوّنة.
اتجاهات جديدة لمكياج وشعر العروس
بشرّت الستّينات بثورة في اتجاهات الشعر والمكياج، وكانت فترة من أكثر العقود شهرةً من حيث الشعر والمكياج، بدءًا من رموش “look at me”الطويلة، إلى عيون القطط الدراماتيكيةالتي اشتهرت بها أيقونات الجمال مثل بريجيت باردو، وتويغي وصوفيا لورين. الجدير ذكره أنّإطلالات المكياج في الستّينات جاءتعلى نوعين: بعض العرائس اعتمدن المظهر الطبيعي، فيما اتبعت أخريات نمط الهيبيز من العيون الدرامية المطبعة بالأبيض والأسود.
اللافت أنّ الرموش أخذت حيّزاً كبيراً من المكياج، وكان يتم التركيز عليها لإظهار أنوثة العروس من خلال الرموش المستعارة الكثيفة على شكل العنكبوت_كلّ ما كان العنكبوت أكثركثافة، كلّ ما كان المكياج أفضل! فأتت الرموش طويلة جدًا ومنفصلة، من خلال اعتماد الماسكار بشكل كثيف على الهامشين السفلي والعلوي من العين.
في ما يتعلّق بالشعر، كانت نجمة الستّينات شارون تايت ملكة تصفيفة الشعرذات الأطراف المتعرّجة، واتبعتها العرائس في هذا النمط. فظهر لوك الرترو مع نهايات مقلوبة من الأسفل كي يمنح العروس تسريحة شعر ناعمة وجذابة.
كما كان يتم اعتماد أقواس وشرائط الشعر؛ اتجاه تمكّن من فرض نفسه في حقبة الستّينات، حيث كنت الخيوط تأتي مربوطة إلى الخلف بأقواس في شرائط حريرية أو مخملية. أمّا الطبعات، فكان لها الحصة الأكبر في تصاميم الشعر، حيث كانت العروس تهتم بتسليط الضوء على أكسسوارات من أكاليل الزهور النابضة بالحياة، لتصبح الزهرة سيّدة الموضة بكل ما من معنى للكلمة.
ثورة في حفلات الزفاف
كما فجرّت فساتين الزفاف وتصاميم الشعر والمكياج ثورة في الستّينات، هكذا كان الحال مع عادات الزفاف. فللمرّة الأولى منذ عقود، اختارت العروس في تلك الحقبة أن تنتفض على العادات والتقاليد المتبعة، وهذا شمل بالطبع ابتكار طقوس جديدة اختلفت بالكامل عن طقوس حفلات الأهل؛ لقد كان عصر التمرد إلى حدّ ما!
هذا، وتأثرت حفلات الزفاف في الستينات والسبعينات بالعديد من الاتجاهات المختلفة - مثل أسلوب الهيبي، وموسيقى الروك اند رول، على عكس الأسلوب السائد قبل، قابله تراجع عن التمسّك بالأعراف الاجتماعية، فأصبحت حفلات الزفاف تتخذ أسلوباً أقل تقليدياً بشكل لافت. وبدأت العرائس تتخلّى عن الطرحة التقليدية وفستان الزفاف الكلاسيكي؛ تغيير لحق العريس أيضاً، فأصبحت البدلات الرسمية الملوّنة للرجال شائعة في السبعينات.
استمرّت العروس بالحفاظ على رونقها كمحور التركيز الرئيسي في يوم الزفاف، ولكن هذا هو العقد الذي بدأ فيه المزيد من الأزواج في إيلاء مزيد من الاهتمام للمكان الذي يختارونه ليومهم الكبير.
وبينما كانت حفلات الزفاف الرسمية تقام في قاعات الرقص والكنائس، خالف الأزواج الآخرون كل ما يتعلق بالتقاليد وذهبوا في طريقهم الخاص. فمع شعبية حفلات الزفاف في "بوهو"، بدأ يزداد الطلب على حفلات الزفاف التي تُقام في أماكن أكثر طبيعية مثل الحدائق والمساحات الخارجية.
عرائس وحفلات زفاف أيقونية في الستينات
أصبحت حفلات زفاف المشاهير تتخذ اهتماماً كبيراً من الجمهور في هذه الحقبة، وبعضها كان حقاً أيقونياً. إليكِ أبرز الحفلات والعرائس المميّزة في حقبة الستينات:
*بريسيلا بريسلي عام 1967
اختار الثنائي ألفيس وبريسيلا بريسلي فندق علاء الدين في لاس فيجاس كموقع لحفلهما الحميم واستقبالهما الفخم، والذي تضمن كعكة زفاف بطول خمسة أقدام! لكن فستان زفاف بريسيلا هو الذي أحدث تأثيراً طويل الأمد لحفل الزفاف. فقد ظهرت العروس الساحرة بفستان مزيّن باللؤلؤ، وطرحة من التول، بتصفيفة شعر منتفخة ومكياج عيون متقن وقوي.
*إليزابيث تايلورعام 1964
اشتهرت النجمة إليزابيث تايلور بأنّها تزوجت ثماني مرات، لذا فإنّ اختيار إحدى الإطلالات المفضلة لعرسها ليس بالأمر السهل، لكن كان لحفل زفافها من الممثل ريتشارد بيرتون الأثرالعظيم في الإعلام (طلّقته في عام 1974، قبل أن تتزوج مرة أخرى في عام 1975، لتتطلّق من جديد في عام 1976!). ارتدت تايلور في حفل زفافها على بيرتون فستانًا بلون أصفر كناري، من الشيفون، على طراز بيبي دول مع بروش الزمرد والألماس، واعتمدتضفيرة مثيرة، مزيّنة بتاج من الزهور وزنبق الوادي.
*أودري هيبورن عام 1969
لن تكتمل قائمة أفضل فساتين زفاف المشاهير في الستّينات بدون استعراض ذاك الجمال! فقد ارتدت أودري هيبورن بعض فساتين الزفاف المذهلة على الشاشة الكبيرة، مع محافظتها على الأناقة والبساطة. في عام 1969، وخلال حفل زفافها على أندريا دوتي، ارتدت فستانًا قصيرًا ورديًا برقبة على شكل قمع من تصميم صديقتها القديمة هوبرت دي جيفنشي، وتضمن الفستان غطاء رأس، مع حذاء باليه مسطّح أبيض بسيط، ما جعلها تظهر بأجمل إطلالة عروس في قائمة حقبة الستينات.