المصمم اللبناني كريكور جابوتيان لـ "هي": أخلّد فستان الزفاف من خلال التطريزات الجذابة
بين أروقة الاتجاهات وزوايا التصاميم العصرية الشابة، تتمركز في الوسط فساتين الزفاف الكلاسيكية التي تعود بنا إلى الجذور والأصول. إلى هناك، إلى تلك الحقبة التي ترّبعت فيها الملكة فكتوريا على عرش الموضة، من خلال تجذير اتجاه الفستان الأبيض وطرحته الناصعة. ومهما تعدّدت التصاميم وانبثق عنها أنماط حديثة، جريئة، وترندي في الوقت الحاضر، يبقى للفستان الكلاسيكي المطعّم برائحة ولون العصر، بريقه الخاص؛ فهو الفستان الوحيد الذي يخلّد العروس لسنوات قادمة وطويلة.
مفهوم تخليد الفستان يختصر توصيف تصاميم فساتين زفاف المصمم كريكور جابوتيان، الذي استلهم من عمله كمدير إبداعي لدى دار إيلي صعب، مفهوم وقيمة التطريز، ليستمد من ذلك شغفاً لتكثيف أبحاثه في تطوير تلك التقنية، كي تتسيّد قصات وتصاميم الفساتين. انطلق جابوتيان في رحلته بعالم الأزياء باكراً، لتأتي فساتينه ندرة لا تشبه ما نراه يومياً في المجموعات والعروض؛ ذات بصمة خاصة هي، تربط بين المفهوم الشرقي والأوروبي للتصاميم، وتمزج بين أفخر الأقمشة في قالبين، أحدهما قديم لا يعتق، والآخر جديد في تحديث دائم.
"هي" أجرت حواراً مع المصمم اللبناني الشاب كريكور جابوتيان، وعدنا في جولة لن تملّي فيها من الإمعان في فساتين ترتقي بفساتين الزفاف إلى درجات أعلى في الموضة.
- نشهد عودة إلى الأزمنة القديمة في هذا الفستان. أخبرنا عن الوحي، والقماش المستخدم وتفاصيل إضافية
حقاً، استلهم من الحقبات الكلاسيكية لتصميم فساتين الزفاف، لكن دون أن ألتزم كليًاَ بموضة حقبة الأزمنة القديمة؛ بل أحاول دمج التصاميم الكلاسيكية ضمن أنماط عصرية تواكب التحديثات والاتجاهات في موضة اليوم.
هذا الفستان مكشوف الأكتاف يتضمن مشداً على شكل سهم مع صف من الأزرار يمتد إلى أسفل التنورة مع قطار بحزام التفتا يتدفق من الخصر. استخدمنا في فستان الزفاف هذا قماش الساتان المزدوج، وأرفقناه بذيل من التفتا المتدرّج مع حزام متصل في الخلف. يتميّز الكورسيه المطرّز باللؤلؤ والحجر في هذا الفستان أنّه يظهر على شكل قلب وزوج من الطيور. تم كذلك اعتماد عصبة رأس "الفاوانيا" المصنوعة من الريش، تحت الطرحة المكوّنة من التول المنفوش، لخلق غطاء رأس مميز.
- فساتين الزفاف التي تصممها لا تشبه غيرها من ناحية الألوان والقصات. ما هي بصمة كريكور جابوتيان الخاصة؟
يمكن القول إنّي أحرص عند تصاميم معظم فساتين الزفاف أن تكون مرتبطة بالأنماط والظلال الكلاسيكية التي أعيد تصميمها كي تظهر بشكل خالد، لا يحدّه الزمن. أسعى إلى مراقبة الأنماط القديمة، ثم أُعيد تحديثها مع بصمتي الخاصة من وجهة نظر حالية متعدّدة الأوجه للوقوف عند الأحداث الجارية والاتجاهات. ما يهّم هو تخليد الفستان لسنوات قادمة، تبقى من خلاله العروس متوهّجة وعصرية بقالب كلاسيكي يليق بالمناسبة.
- زوّدنا بتفاصيل عن الحرفية المستخدمة لناحية التطريزات في فساتين الزفاف
لا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ عالم التطريزات ثري بشكل لا يصدق؛ لذا، ترونني في حالة بحث واكتشاف مستمريين عن تقنيات جديدة مختلفة تجمع ثقافات متعددة لبلدان مختلفة. غالبًا ما نتعاون مع حرفيين بارزين ودور مختصة في المجال؛ كما نقوم بدارنا الخاص بتطوير أنماط التطريز وابتكار طرق جديدة لنرقى بالتصاميم إلى درجات أعلى. على سبيل المثال، نعمل حالياً على تصاميم تتضمن ريش النعام، كي نصنع تأثيرات مختلفة لتزيين ملابسنا.
- أخبرنا عن تجربتك مع الملكة رانيا
تعود علاقتنا مع جلالة الملكة رانيا، ملكة المملكة الأردنية الهاشمية إلى مايو 2012، عندما أنشأنا مجموعة مخصصة لها لارتدائها في غداء اليوبيل الماسي، تلبية لدعوة الملكة إليزابيث الثانية بمناسبة الاحتفالية الماسية لمرور 60 عامًا على تبوّئها الحكم في المملكة المتحدة. الجدير ذكره أنّه لم تكن هذه المناسبة الوحيدة التي تعاملنا فيها مع الملكة رانيا، بل حصل لنا شرف ارتداء جلالة الملكة لتصاميمنا في مناسبات بارزة أخرى أيضًا، ونفتخر جدًا بمشاهدة إبداعاتنا على ملكة نخبويةومحترمة تكرّس نفسها للخدمة العامة.
- اخبرنا تفاصيل عن هذا الفستان
هذا فستان زفاف باللون الأبيض، أتي عاري الظهر، بقصة مستقيمة ثلاثية الأبعاد. تضمن العمل على هذا الفستان حرفية عالية لناحية التطريز، وأتى بقصة مستقيمة من الدانتيل المزوج مع الأورجانزا وأزهار زنبق الوادي التي تنساب تدريجياً من أعلى الفستان إلى أسفله.
- ما هي الأنماط والتصاميم التي تنفرد بها في فساتين الزفافعن بقية المصممين؟
لكلّ مصمم أسلوبه الفريد وحرفيته الخاصة في الإبداع. في ما يتعلّق بي، أركز على عنصر أساسي لأبني عليه تصاميمي. هناك نقطة محورية يتطوّر منها كل فستان، أحاول من خلالها أن ابتكر تصاميم تتناسب معها، أي أفضّل التمسك برؤيتي الأولية دون دمج الكثير من العوامل التي قد تضعف قوتها.
- من هي عروس كريكور جابوتيان؟
أقول دائمًا إنّ عروس كريكور جابوتيان هي من تختار طلّتها. بالطبع تأتي النساء إلى مشغلنا، لأنهن ينجذبن إلى الروح الخاصة التي نتمتع بها في عملنا، ولكن شخصياً أنظر إلى كل عروس على أنّها فريدة من نوعها، تميّزها قدرتها على التكيّف مع الطريقة التي ترى بها نفسها.
- أين تكمن نقاط قوتك في تصميم فساتين الزفاف؟
أهم معيار أستند إليه في تصميم فساتيني هو الحركة، لذا أحرص على أن تشعر العروس بالراحة عند ارتداء فستان الزفاف، حيث أجنّبهاالشعور بالتقيّد عند التحرّك، بلأريدها أن تكون قادرة على التعبير عن سعادتها من خلال التنقلّ بحرية وديناميكية. إضافة إلى ذلك، إنّ جمال الفستان نفسه يكمن في كيفية تحرّكه مع من ترتديه. لذا، عند تصميم فساتين ضخمة وفضفاضة، نحاول تعزيز الجوانب الفنيّة في بناء الفستان من أجل تحقيق سهولة التحرّك.
- عملت كمدير إبداعي لدى المصمم العالمي إيلي صعب. ما الأثر الذي تركته هذه التجرية على الصعيد الشخصي والمهني؟
كان أحد الجوانب التي تفتحت أعيني عليها لدى العمل عند إيلي صعب هو فهم تقنية التطريز وتقديرها، للقيام في بعد بتطوير التقنيات في هذا الإطار.خلال فترة عملي هناك، تعمّقت في العديد من التقنيات الحرفية المعقدة، ثم طورتها لاحقًا لتناسب رؤيتي المستقلة.