للعروس الجديدة: احذري الطلاق العاطفي بين الأزواج.. وهذه سلبياته المدمرة
على الرغم من ارتفاع حالات الطلاق في المجمتعات العربية، إلا أن المخيف أكثر هو أن الطلاق العاطفي بين الأزواج بات أكثر انتشاراً وتفوق نسبته الطلاق الرسمي بحسب خبراء علم النفس والاجتماع على الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية في هذا المجال. ففي الطلاق العاطفي يواصل الزوجين العيش تحت سقف واحد رغم انتهاء العلاقة بينهما، وسبب الاستمرار تحت سقف واحد يكون لأسباب مختلفة إما بسبب وجود أولاد أو للحفاظ على الشكل الاجتماعي أو للهروب من لقب "مطلق" وغيرها من الأسباب.
فتعرفي معنا عزيزتي العروس على أسباب الطلاق العاطفي بين الازواج وتداعياته وكيفية علاجه خصوصا أنك مقبلة على ولوج الحياة الزوجية عما قريب أو قد تكونين قد دخلتها حديثاً، فتحاولي تجنب الوصول إلى هذه المرحلة مع زوجك وتحاولين إنجاح العلاقة.
الطلاق العاطفي وأسبابه
خلال الطلاق العاطفي بين الأزواج تصبح العلاقة الزوجية مختلة وينفصل فيها الثنائي عاطفياً وفي أغلب الأحيان يصل الانفصال الى الحياة الجنسية ورغم ذلك يستمران في العيش في المكان نفسه مع وجود شرخ في الحقوق والواجبات بينهما التي تتطلبها الحياة الزوجية وتكون خالية من الود والعاطفة. واللافت في الطلاق العاطفي أن الزوجين يظهران أمام المجتمع وكأنهما متوافقين ومتناغمين ولا يوجد أي مشاكل بينهما وفي الحقيقة يعيشان كغريبين.
أسباب كثيرة توصل الزوجين إلى مراحل الانفصال العاطفي، وهذا الانفصال لا يحصل فجأة أو دُفعة واحدة بل يصل إليه الثنائي على مراحل نتيجة التراكمات في العلاقة ومن أبرز تلك التراكمات نذكر زعزعة الثقة بين الثنائي نتيجة الخيانة والكذب، فيفقدان أو يفقد أحدهما الثقة بالاخر فينسحب ذلك بالشك حتى في المشاعر والكلام وتتزعزع الحياة الزوجية.
كما أن فتور العلاقة العاطفية والجسدية من بين التراكمات التي تدمر العلاقة الزوجية وتوصلها إلى الطلاق العاطفي خصوصا مع مرور السنوات وتكثر خلالها العتابات واللوم والاتهامات المتبادلة. ومن التراكمات نذكر أيضاً الأنانية تسيطر على الشخص في الفترة التي تسبق الانفصال العاطفي فيصبح الشريك لا يفكر إلا في ذاته من دون الاهتمام بالعشرة الزوجية والسنوات التي قضياها سوياً وحتى من دون التفكير بمشاعر الأطفال وتأثير ما يجري عليهم.
وتلعب الأوضاع الاقتصادية المتردية دورها في اختلاق المشاكل والتراكمات من خلال النقاشات الحادة حول كيفية تأمين احتياجات الأسرة. وخلال هذه الفترة يأتي الصمت الزوجي ليفاقم المشكلة إذ يبدأ أحدهما أو الاثنان بالابتعاد عن النقاشات أو الحوارات التي ليس لها فائدة مما يزيد من الفجوة بينهما. أمام هذا الشرخ يقع الطلاق العاطفي ويعيش الثنائي في منزل واحد ولكن بشكل مستقل فيه الواحد عن الاخر وتكون العلاقة فيها رسمية بينهما.
تداعيات الطلاق العاطفي بين الأزواج
لا تقتصر تداعيات الطلاق العاطفي بين الأزواج على الثنائي فقط بل لها آثارها المدمرة على كل أفراد العائلة إذ تحول المنزل إلى مكان خالي من المشاعر يسوده الصمت أو الخلافات وتنعدم فيه المودة والرحمة. أما بالنسبة للمنازل التي يتواجد فيها أطفال فإن الطلاق العاطفي له آثاره السلبية الخطيرة عليهم إذ يحوّل في أغلب الأحيان هؤلاء الملائكة الصغار إلى قساة يتعاملون مع الاخرين بحدة وبغضاء نتيجة ما توارثوه من آبائهم بحسب خبراء علم النفس والاستشاريين في العلاقات الأسرية. كما سيعانون من الفراغ العاطفي والحرمان العاطفي وسيختارون العزلة ويفقدون الثقة بالنفس وستتأثر علاقة الأخوة بين بعضهم بهذه الآثار السلبية فتجدهم سلبيين في التعامل مع بعضهم أما عندما يكبرون فسيسيرون على خطى آبائهم في الجفاف العاطفي.
علاج مشكلة الطلاق العاطفي بين الأزواج
ولأن لكل مشكلة حل فإن الطلاق العاطفي لا يشذ عن القاعدة بحسب علم النفس إذ يمكن للزوجين تجاوز هذه المشكلة بكل سهولة إذا امتلكا إرادة للحل وإلا فإن الطلاق العاطفي سيستمر وهو أصعب من الطلاق العلني.
فعندما يبذل أحد الطرفين جهداً لتغيير الوضع والروتين في العلاقة لا بد من أن يلاقيه الطرف الآخر لا أن يتمسك بالروتين حتى لا يستسلم الطرف الأول بعد فشل محاولاته فيصبح الحل حينئذ صعباً.
ومن الحلول التي يطرحها علم النفس لعلاج مشكلة الطلاق العاطفي بين الزوجين محاولة الوصول للمشاعر العميقة بينهما من خلال الحوار لأن تلبية هذا الاحتياج يمثل أفضل علاج للتخلص من الطلاق العاطفي خصوصا إذا كان الشعور العاطفي ما زال موجوداً مع عدم الرغبة في البوح عنه.
كما يتطلب الحل إعطاء الأولوية للشريك وعدم تفضيل الآخرين عليه سواء أقرباء أو أصدقاء أو أي كان، مع ضرورة إيجاد مساحة مشتركة في الاهتمامات والأهداف وكسر الروتين والمشاركة في أنشطة مختلفة مشتركة بينهما وتحضير المفاجآت والتجارب الجديدة عليهما لكسر الملل وعيش لحظات مميزة تنعكس على علاقة الثنائي.
ولا بد أيضا بحسب خبراء النفس أيضاً التعامل بصراحة ووضوح بين الزوجين ومحاولة فهم الطرف الآخر وفهم مخاوفه وهواجسه وواجباته ومشاعره والتوصل لحلول ترضي الأطراف كافة عند وقوع المشاكل بعيدا عن الصراخ والضجيج والمشاجرات ومحاولة التخفيف من الأوقات التي يتم قضاؤها على مواقع التواصل الاجتماعي كونها تُعتبر أحد أهم الأسباب التي تساهم في تغذية الطلاق العاطفي.
ويُنصح الزوجين منذ البداية بضرورة الاعتياد على نقاش المشاكل وعدم تركها تتراكم، ومعرفة استخدام الألفاظ التي لا تثير استياء الشريك أو تقلل من احترامه حتى لا يولد ذلك الحقد والكراهية. ويمكن للطرف الذي يرغب باستعادة العلاقة أن يبادر بالأفعال الإيجابية نحو الشريك لأنه مع مرور الوقت والتكرار ستنتقل هذه العدوى للطرف الثاني ويبدأ بتطبيقها.
ومن النصائح الضرورية للزوجين المنفصلين عاطفيا ويرغبان باستعادة العلاقة المبادرة إلى زيارة مراكز الاستشارات الأسرية وعدم الخجل منها بهدف إنجاح المحاولات ولطلب النصح.
ولكن في حال تعثر الأمر بين الثنائي ولم تنجح كل طرق العلاج ووصلت الأمور بينهما إلى حائط مسدود فحينها يصبح الطلاق الفعلي هو الأفضل من الطلاق العاطفي بالنسبة لهما وللأطفال.