"هي" تأخذ العروس في جولة على عالم الزخرفات وأصولها لاختيار الأجمل لفستانها
فن التطريز هو عمل فني، استحوذ على صناعة الأزياء منذ آلاف السنين، من خلال تزيين الملابس يدويًا عبر الغرز بالحرير والخيوط بالترتر والخرز والريش واللؤلؤ. تغييرات عدّة شهدها هذا الفن، لا سيّما في أنواع الغرز والأقمشة المستخدمة، وطريقة التنفيذ، التي انتقلت من استخدام الإبرة والخيط، إلى المكننة! لكن الجوهر المتجذر في هذه الحرفة القديمة لم يتغيّر، ولا يزال قائماً حتى اليوم.
في ما يتعلّق بفساتين الزفاف، لا شكّ أنّ التطريزات والزخرفات هي عناصر كفيلة أن تحوّل العروس إلى نجمة ليوم واحد تدوم ذكراه مدى العمر. بين التصاميم العصرية والكلاسيكية، أو الترندي والتقليدية، تجتاح الزخرفات فساتين الأعراس، كما يوليها عمالقة الموضة اهتماماً خاصاً.
غالباً ما يخطف أنظار العروس شكل التطريز والزخرفة، دون أن تكوّن أدنى فكرة عن ما تحمله تلك التطريزات من دلائل. في ما يلي سنقوم بجولة على أصول الزخرفات وأنماط التطريزات الحديثة ومعانيها، وننقل لكِ مختاراتنا من أجمل زخرفات العام بتوقيع مصممين عرب وعالميين، كي تنتقي منها ليومك الكبير.
أصول الزخرفات في فستان الزفاف
تقول بيث مونتيمورو، أستاذة علم الاجتماع في جامعة ولاية بنسلفانيا: "يتيح لك الفستان الأبيض أن تكوني من المشاهير في اليوم الذي يكون فيه كل الاهتمام منصباً عليك". فما بالك إذا كان هذا الفستان مزخرفاً ومطرزاً؟ لا شكّ أنّه سيحوّلك إلى ملكة.
بداية، لنعود إلى أصول فساتين الزفاف البيضاء التي ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر فقط، بعد أن كانت الفساتين الملوّنة هي القاعدة والأساس في الزفاف.
في عام 1840، ارتدت الملكة فيكتوريا ثوبًا أبيض من نسج الحرير مزيّناً بدانتيل هونيتون في حفل زفافها على الأمير ألبرت، وبدأت النساء من يومها بتقليدها من خلال ارتداء الفستان الأبيض.
وبينما يشهد العالم اليوم أنماط تطريز مختلفة فساتين الزفاف، لا بأس في العودة إلى أصول التطريزات التي تعود إلى الصين والشرق الأدنى؛ فيما انطلق التطريز أيام Cro-Magnon أو عام 30000 قبل الميلاد. هذا، وتكشف الاكتشافات الأثرية من هذه الفترة الزمنية عن بقايا أحفورية لملابس مزيّنة ومخيطة يدويًا بشكل واضح.
بعدها، تطوّرت الخياطة مع الزمن، وتم اختراع آلة للتطريز اليدوي في فرنسا عام1832 .
لكن التطريز انطلق فعلياً في العالم الغربي، عندما انفتحت التجارة بين الهند والشرق الأقصى، وتم استيراد الحرير والأقمشة والمنسوجات ذات الألوان الزاهية إلى أوروبا، وذلك بين أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر.
اللافت أنّ التطريز والزخرفة هما تجسيد لفنّ هندي قديم يتضمن عملية تزيين الأقمشة بمواد مثل الخيوط واللؤلؤ والخرز والريش والترتر. اليوم، تختلف الأقمشة ومواد التزيين المستخدمة في التطريز التقليدي من منطقة إلى أخرى.
الجدير ذكره اليوم أيضاً، أنّ الدانتيل المطرّز هو من أشهر أسماء أقمشة التطريز التي تعتمد عليها دُور الأزياء العالمية في تصميم أرقى الموديلات. فهو لا يحتاج إلى عمل إضافي في تزيينه، بل يأتي مجهّزاً بتطريزات في الخيوط اللامعة والخرز أحياناً.
أنواع الزخرفات ومعانيها
نتفق جميعاً أنّ فستان الزفاف الفاخر الذي يتضمن الكثير من التفاصيل المصنوعة يدويًا والتقنيات الفريدة هو فستان فخم وأنيق يبرز أنوثة العروس، وهذا ما يخلق الصورة الملكية الفاخرة.
إلى ذلك، يمكن أن تتميّز فساتين الزفاف بعناصر كمالية لكن ساحرة، مثل الدانتيل، والخرز، والترتر، والشرائط، والأحجار الكريمة وحبات الكريستال واللولو. يمكن أن تختلف جودة هذه الزخرفات والتطريزات اختلافًا كبيرًا من مصمّم إلى آخر، حيث يستخدم البعض بلورات حقيقية، فيما يستخدم البعض الآخر خرزًا بلاستيكيًا، على سبيل المثال. لكن، من المعروف أنّ الزخرفات - والعمل المرتبط بدمجها في الفستان – تؤثر بشكل كبير على تكلفة فستان الزفاف. كما يمكنك أن تتخيلي، فإنّ كونك عروسًا تبحثين عن فستان زفاف قد يكون أمرًا مربكًا للغاية، لتوافر العديد من أنماط فساتين الزفاف المزخرفة المختلفة. لذا، إليكِ أبرز أنماط الزخرفات ومعانيها:
حبات اللولو رمز البدايات
لا يمكن إنكار حقيقة تميّز حبات اللولو التي ترقى بفستان الزفاف بأناقة، حيث أن معظم اللآلئ بيضاء تتجانس مع لون الفستان. بالإضافة إلى ذلك، يرمز اللؤلؤ الأبيض إلى بدايات جديدة، وهو الشعور المثالي التي تحتاجه العروس، خاصة إذا ما تم إقران الفستان المرصّع باللولو مع عقد من اللؤلؤ أو أي مجوهرات لؤلئيّة أخرى.
ما يميّز حبات اللولو أنّها كانت تُستخدم منذ الأزمنة العابرة. إذ، على مرّ القرون، ارتبطت اللآلئ بالثروة والأنوثة والنقاء والحكمة والصبر والسلام. نظرًا لمظهرها، غالبًا ما تمت مقارنتها بالقمر، ويقال إن لها تأثير مهدئ.
في حال لم تسمعي من قبل بمصطلح "لؤلؤة البذور" التي كانت تُستخدم قديماً، فهي بشكل عام لآلئ طبيعية صغيرة، يبلغ قطرها عادةً أقل من 2 مم. في حين أن بعض فساتين الزفاف تتميز بلآلئ من البذور المزيفة، فإنّ البعض الآخر يحتوي في الواقع على لآلئ البذور الطبيعية.
خلال عام 1947، ارتدت الملكة إليزابيث الثانية واحداً من أكثر فساتين الزفاف شهرة في كل العصور، وهو مصنوع من الساتان الحريري واللؤلؤ الأبيض والخيوط الفضية والزينة المعقدة وطرحة التول الحريري.
في عام 1956، ارتدت غريس كيلي فستان زفاف- يظهر الآن في متحف فيلادلفيا للفنون- مع دانتيل من الحرير وتول حريري، ولآلئ بذرة.
زخرفات الخرز تعزّز الأنوثة
هي رمز واحتفال بالأنوثة والحياة الجنسية والخصوبة وكانت ترمز إلى الشفاء قديماً. كذلك تقول الأساطير إنّها ترمز إلى الحيض الأول والإغواء؛ وكلّ هذه العناصر أنثوية وتليق بالعروس حتماً.
الريش للقوة والأمل
غالباً ما يمثل الريش القوة والتطوّر والأمل والحرية؛ إذ أنّ الطيور تحلّق بحرية في السحب، إضافة إلى أنّ الريشة كانت تعني في الأزمنة القديمة رسالة من الجانب الآخر؛ من هنا، يرمز الريش إلى الصعود والروح والطيران وحتى السماء.
الأحجار الكريمة للطاقة الإيجابية
تحمل الأحجار الكريمة في فساتين الزفاف عنصر القوة. يمكنها تحفيز طاقتك، وتحفيز حدسك، كما أنها تجذب الثروة. إلى ذلك، تقول الساطير إنّها تعزز ثقتك بنفسك وتجذب الحب. فما أجمل من جذب هذه العناصر في يوم زفافك؟
حبات الكريستال رمز النقاء
حبات الكريستال، وبحسب الدراسات، ترمز إلى النقاء والكمال، وغالبًا ما تُستخدم في السياقات الدينية. كما يُقال إنّ البلورات ذات الأحجار المحدّدة تساعد في تخفيف أمراض معينة مثل القلق والاكتئاب والأرق أو الأمراض الجسدية مثل مشاكل الجهاز الهضمي.
لن تصدقي إلى ماذا يرمز الترتر!
الترتر مشتق أساسًا من فكرة النقود. فالترتر أو القماش اللمّاع المتلألئ هو صيحة موجودة دائماً على منصات العرض، ولا تقتصر هذه الصيحة على فساتين الزفاف وحدها، بل هي متوفرة بفساتين السهرات والقمصان والسراويل والإكسسوارات، لطلات نهارية وليلية، وتعتمدها أفخم الماركات العالمية.
في السياق، أخذ فستان زفاف جورج حبيقة الذهبي ضجة واسعة هذا الموسم عند عرضه على جادة الشانزيليزيه في باريس، وكان من التول والترتر الرائعين.
حبات السواروفسكي
من الناحية الرمزية، تمثل البجعة أوswan جمال الطبيعة والحب الأبدي، وهو شعور ينعكس في حب سواروفسكي للكريستالات، كما تقول العلامة التجارية؛ وهل من عنصر أفخم من حبات السوارفسكي على فستان الزفاف؟
وعلى الرغم من أنّ أحجار أو كريستالات سواروفسكي ليست في الواقع بلورات بمعنى الأحجار الطبيعية_ بل هي عبارة عن زجاج كريستالي جيد من صنع سواروفسكي في النمسا، لكنها تملك نفس طاقات الأحجار وكذلك طاقات الألوان المتعلّقة بلونها، ما يعني أنها تجلب الطاقة الإيجابية والأمل والفرح والحظ السعيد وتقضي على الطاقة السلبية، وهذا حقاً ما تحتاجه اي عروس!