تعرّفي على لغة ورموز الزهور حسب نوعها في حفلات الزفاف
يتخذ تنسيق الزهور حيّزاً هاماً في حفلات الزفاف، ويحتل موقعاً هاماً بين العناصر الأساسية لتزيين الحفل؛ بل أكثر من ذلك، فقد أصبحت الزهور هي محور الزينة. بين الورود، والياسمين، والتوليب، والفاوانا، وغيرها، تثري الزهور كلّ المكان! لكن هل ندرك حقاً ماذا تعني هذه الزهور أو إلى ما ترمز؟ بعبارة أخرى، هل فكرنا أن نفهم لغة الزهور ورموزها؟
تجدر الإشارة إلى أنّه تم التعرّف على لغة الزهور منذ عدة قرون في العديد من البلدان، لا سيّما في أنحاء أوروبا وآسيا، وتم شرحها في الأساطير تاريخية والمسرحيات العتيقة والفلوكلوريات القديمة. كما ظهر تنسيق الزهور في أعمال الكثير من المبدعين عبر التاريخ، أبرزهم ويليام شكسبير، أحد أعظم كتّاب اللغة الإنجليزية.
رموز الزهور في حفلات الزفاف بحسب نوعها
لننطلق من ما نعرفه جميعاً أنّ لا شيء يحوّل موقع الحفل إلى مكان مشّع أكثر من تزيينه بالزهور الجميلة. لكن مع وجود العديد من الخيارات، قد يكون اتخاذ قرار بشأن الترتيبات والتصميم أمرًا مربكًا.
فهل قمتِ مرّة بامتحان معلوماتك عن معاني ورموز الزهور في حفلات الزفاف؟ وهل حقاً تدركين قوّة وتأثير تنسيق الزهور؟ ما يحصل عادة هو أنّ تعتمد العروس على منظم الحفل كي يختار زهورها دون أن تخوض تجربة تحليل المعاني والرموز الغنية التي ثتري حفل الزفاف! لذا، لا بدّ من إنعاش معلوماتك حول زهور الزفاف ورموزها! سنتشارك بعض الأفكار الهامة التي تخدم حفلات الزفاف لناحية زهور الممر، الكوشة، الطاولات، وغيرها! غوصي معنا في جنّة من الزهور وتعرّفي إلى ما ترمز إليه لتحفيز الطاقة الإيجابية في حفل زفافك:
الورد: كل المعاني الإيجابية
هذه الزهرة هي من أكثر الزهور شعبية في حفلات الزفاف، لما تحمله من معانٍ ترتبط بالحب والرومانسية. ناهيك عن أنّ الوردة هي واحدة من أقدم الأزهار على مرّ التاريخ، فإنّ للورود الملوّنة المتنوّعة دلالات مختلفة:
الورود الحمراء: الحب والعاطفة
ترمز الورود الحمراء إلى كل تلك المعاني التي تجعل قصة الحب رائعة: العاطفة، والرغبة، والحب الحقيقي، والرومانسية. فلا عجب لماذا أصبحت الوردة الحمراء زهرة كلاسيكية لعيد الحب! في باقة الزفاف أو ترتيبات الزفاف الأخرى، يمكن أن تمثل الورود الحمراء النعيم الجديد والاحترام المتبادل والتقدير بين الزوجين. في الظلال الأعمق، مثل العنابي، تدل الورود الحمراء على الرغبة في الالتزام والشغف للشريك. إذا كنت تريدين أن يتضمن حفل زفافك هذه الكلمات السحرية الثلاث، فإنّ الورود الحمراء هي طريقة مجرّبة وحقيقية لإخبار شخص ما: "أنا أحبك!" مع هذا المظهر الكلاسيكي، تبدو الورود الحمراء رائعة مع جميع أنواع الزهور.
الورود البرتقالية: الطاقة والرغبة
تتحدث الوردة البرتقالية النابضة بالحياة عن نفسها، لأنّها تمثل السحر والحماس والرغبة والطاقة، كما ترمز الورود البرتقالية أيضًا إلى الإعجاب والإثارة. بهذا المعنى الإيجابي والمشجع، ستضيف الورود البرتقالية في تنسيق زهور الزفاف دفعات من الطاقة الإيجابية. إذا كنت تحبين معنى الورود البرتقالية ولكنك تبحثين عن لون أكثر هدوءًا، فاختاري الورود المرجانية التي تنقل رسالة مماثلة! كما يمكن تنسيقها مع الزهور البيضاء مثل الزنابق التي ستخلق تباينًا جميلًا مع هذه الإزهار.
الورود الخضراء: الخصوبة والثراء
استعدي لحياتك الجديدة بتحفيز الثروة والنمو من خلال اعتماد الورود الخضراء التي تتمحور حول التطور والثراء؛ كما ترمز هذه الورود إلى التجدد والخصوبة وتجديد الروح والطاقة، فضلاَ عن أنّ لونها الأخضر يثير مشاعر التوازن والاستقرار والسلام.
الورود البيضاء: حب الشباب والبراءة
ترمز الورود البيضاء إلى النقاء والشباب والبراءة، حيث يرتبط حب الشباب والولاء الأبدي والبدايات الجديدة أيضًا بمعنى الورود البيضاء، ما يجعلها خيارًا شائعًا لحفلات الزفاف والمناسبات الرومانسية. ننصحك بتنسيق الورود البيضاء مع المساحات الخضراء الجميلة.
حوذان: رمز السعادة
يُطلق على الحوذان اسماً أكثر شيوعًا وهو رانونكولوس. هي نوع زهور يُعتمد غالباً في حفلات الزفاف، بألوان الأصفر والوردي والبرتقالي والأحمر والأرجواني. تزهر الحوذان من أواخر الربيع إلى أوائل الصيف، وغالبًا ما ترتبط بالأطفال، ويقال إنها تدل على الصداقة والفرح، والشباب، والسعادة، والإشراق.
الفاوانيا: اختصار لثيم حفلات الزفاف
في حفلات الزفاف، تمثل الفاوانيا كل معاني الزواج السعيد والثروة والرومانسية، ما يجعلها زهرة مثالية للديكور والهدايا. كما يُعتبر الفاونيا من أقدم أنواع الأزهار، ويعود تاريخه إلى 1000 سنة قبل الميلاد مع أصول في آسيا، وتحديداً الصين.
التوليب لحب مثالي
بشكل عام، الزنبق هو رمز للحب والعاطفة. على وجه التحديد، الزنبق الأحمر هو بمثابة إعلان عن الحب، فيما يمثل الزنبق الأبيض الجدارة والاستحقاق في الحب. أمّا الزنبق الأصفر، فهو ينقل الشعور بأن أشعة الشمس تشرق في ابتسامتك!
تشتهر زهور التوليب بتنوّع ألوانها المذهلة، وترمز إلى الحب المثالي، ما يجعل وجودها رائعاً بين طرق تنسيق زهور الزفاف. ليوم زفافك، يمكنك اختيار ألوان الوردي والأحمر والبرتقالي والخوخي والأبيض والأصفر والأرجواني وحتى الألوان المختلطة منها.
الأوركيد لتحفيز الخصوبة
منذ العصور البدائية، كان يُعتقد أنّ زهرة الأوركيد تمثل الحب والجمال والسحر والرفاهية والخصوبة؛ وقد أصبحت شائعة في العصر الفكتوري ما جعلها خيارًا شائعًا للعرائس. كونها زهوراً ميمونة ترمز إلى الجمال والخلود، يمكن استخدام زهور الأوركيد بعدة طرق في حفل الزفاف، بدءًا من باقات الزهور وصولاً إلى تزيين موقع الحفل بأكمله.
الياسمين لمباركة حفل الزفاف
تُعرف الياسمين على نطاق واسع بزهرة الحب والجمال الأبدي. مع زهورها البيضاء اللطيفة ورائحتها المهدئة، فهي بالتأكيد نوع مشهور بين باعة الزهور أيضًا. بسبب أزهارها البيضاء، تُعتبر الياسمين أيضًا رمزًا للنقاء، ولجلب الحظ السعيد.
ترمز هذه الزهرة أيضاً إلى الحب المعطّر، وكثيراً ما يتم اعتمادها خلال تنسيق زهور حفلات الزفاف في الشرق الأوسط، حيث يُعتقد أنها تبارك الزوجين الجديدين بمودّة عميقة وسعادة أبدية. في التقاليد الإسلامية، وكذلك في التقليد الهندوسي، يتم تسمية الياسمين تحت اسم "عطر الحب".
زهرة الصبار لتخليد الزواج
زهرة الصبار هي رمز لحب الأم، لأنها يمكن أن تزدهر في ظروف قاسية وبالتالي فهي رمز لحب الأم غير المشروط؛ فيما بين الثقافات الأميركية الأصلية، يمثل الصبار الدفء والحماية والحب الخالد. نظرًا لأن نباتات الصبار يمكن أن تعيش في ظروف قاسية، فقد أصبحت رمزًا للحب الأبدي، كما تشي إلى قوة الصبر والتحمّل. تجدر الإشارة إلى أن نبتة الصبار هي الترند الأقوى هذا العام في تنسيق زهور الزفاف.
كالا ليلي
يمثل هذا الشكل البوقي رمزًا للزواج كما يحمل معنى البراءة والنقاء. ينمو الجذع بشكل مستقيم مع زهرة لولبية رقيقة وتأتي في مجموعة متنوعة من الألوان الزاهية. بسبب تفرّد هذه الزهرة، غالبًا ما تُستخدم كطقوس في الحياة الزوجية، خلال حفل الزفاف وبعده بسنوات، إذ لزنبق الكالا دلالة على الطهارة والقداسة والإخلاص.
هذا، ولزنابق الكالا البيضاء تأثير وافر على الحظ السعيد في الزواج، ويمكن أيضًا أن تتفتح على مدار السنة إذا تم الاعتناء بها بشكل صحيح. تعود جذورها إلى جنوب إفريقيا، حيث تنمو بدرجات حرارة دافئة ومياه كافية. تجدر الإشارة إلى أنّ أكثر موسمين يليقان باعتماد هذه الزهرة هما الصيف والربيع.
نبذة تاريخية عن تنسيق الزهور
لا بدّ من العودة إلى جزور تنسيق الزهور، كي نتعرّف أكثر على ثقافة الشعوب وراء هذا العنصر الآخاذ في حفلات الزفاف. اللافت أنّ أصول تنسيق الزهور تعود إلى الحضارتين الشرقية والغربية: بين إيطاليا ومصر انطلق عصر الزهور!
يعود أصل باقات الزهور في حفلات الزفاف إلى روما القديمة، حيث كان تنسيق الزهور من الزخارف الشائعة في حفلات الزفاف الرومانية، لأنها عُرفت كرموز لبدايات جديدة، وتحفيز للإخلاص والخصوبة. مع مرور الوقت، ظهرت نباتات وأزهار مختلفة، لتصبح موضة تتصدّر عناصر حفلات الزفاف.
هذا، ويعود أقدم تنسيق للزهور إلى مصر القديمة، حيث كان المصريون يزيّنون مناسباتهم بالزهور منذ حقبة 2500 قبل الميلاد، وكانوا يضعون الزهور المقطوفة بانتظام في المزهريات، كما استخدموها كأكاليل عند دفن الموتى؛ حيث كان يتم اختيار تنسيق الزهور وفقًا لمعنى رمزي، مع التركيز على الأهمية الدينية. على سبيل المثال، زهرة اللوتس أو زنبق الماء، والدلفينيوم، والنرجس، وشجرة النخيل، والورد كانت تُعتبر زهوراً مقدسة للرموز الحاكمة آنذاك.