أسبوع نيويورك العرائسي يختتم أعماله وهذه رسالة مصمّمي فساتين الزفاف لعام 2024
أُسدلت الستارة على عروض أسبوع نيويورك العرائسي، بعد أن تم إطلاق موضة فساتين زفاف ربيع 2024. لوحات فنيّة على مدّ النظر جسّدتها فساتين زفاف ثلاثية الأبعاد، أُخيطت بالدانتيل الراقي والأبيض الكلاسيكي الممزوج بالنيود والأزرق السماوي. فساتين زفاف لم تمرّ دون رسائل أطلقها صانعو الموضة كي تنقل ثيماث عملهم في حملات مُعلنة نقلت العروس إلى عالم آخر من الخلود والإبداع. فساتين زفاف ربيع 2024 من نيويورك جمعت أرقى التصاميم الانسيابية، وطمحت إلى تحقيق هدفين في الموضة والثقافة، كان عرّابيها المصمّمون: إطلاق اتجاهات الزفاف للعام المقبل وترسيخ حضارات موطنهم. في السطور التالية، تتفرّد "هي" في نقل تلك الرسائل، مختتمة بذلك العروض والأهداف.
ريم عكرا تخلّد العروس في فساتين زفاف كلاسيكية ناعمة
من جديد، تلتزم ريم عكرا هذا العام بالطابع الكلاسيكي للعروس في تصميم فساتين الزفاف، وهو بالمناسبة طابعها المفضّل، حيث تستوحي تصاميمها في العادة من الحقبة الفكتورية التي تحمل ذكريات الماضي في التصاميم، وتدمجها في واقع الظروف الحياتية والاتجاهات والتغيّرات والبيئة، لتأتي الفساتين بقالب عصري وترندي. عن شغفها بالحقبة الفكتورية، تشرح ريم عكرا لـ "هي" وتقول: "ترافقني رحلة عشق قديمة للعصر الفيكتوري حيث أنظر إليه كجزء من الماضي والتاريخ". وتتابع، "ربما لن تعود التصاميم نفسها كما في تلك الحقبة، لكن سيستمر الإلهام إلى السنوات القادمة؛ وتستطرد، "لطالما تعيدني تلك الفساتين في حنين جارف إليها، لينطلق الإبداع من خلال تصميم مجموعات رومانسية، تجسّد هذا الطابع التاريخي".
وهكذا لم تتغيّر الحال هذا العام، حيث انطلقت فساتين زفاف ريم عكرا لربيع 2024 مجسّدة رسالة عنوانها خلود العروس. فأتت الفساتين مشبّعة بأوراق ثلاثية الأبعاد، مصقولة بطرحات راقية متدلية بأناقة في قماش الدانتيل الفاخر، لتكشف النقاب عن عروس راقية بصور ظلّية وفتحة رقبة كلاسيكية على شكل V، مع تطريزات مشغولة يدوياً ومرصّعة بحبات اللولو والمجوهرات، لتزيّن الإطلالات. تنوّعت التطريزات بين اللونين الذهبي والفضي، وظهر على ساحة نيويورك تصميم الديكولتيه دون حمّالات، ليكشف أناقة الخياطة على الصدر، دون أن تغيب العروس الرزينة المحافظة التي اعتدنا عليها في تصاميمها.
يُعرف عن المصممة اللبنانية ريم عكرا تفرّدها في رسائلها الخاصة عند إطلاق أي مجموعة، حيث تنطلق مع كل تصميم حديث قصة تجسّد تحفة فنيّة مجبولة بالرقي والعراقة. من لبنان إلى الولايات المتحدة الأميركية، تنقل عكرا حضارات وثقافات متنوّعة تجذّر من خلالها الحب والرومانسية لتنشرهما في كل مكان."ما يلهمني هو الحب الذي أراه في العرائس والحلم الذي يأتي مع فكرة الزفاف بأكملها"؛ هكذا روت لنا.
من عشق نيويورك التي ترسمها عكرا في لوحاتها، إلى شغف بيروت عاصمة بلدها الأم، وبين الماضي والحاضر، تكمن عراقة الرسالة والحضارة: مدينتان لا تتوانى المصممة اللبنانية أن تمثلهما في تفاصيل مجموعاتها؛ هنا، تستحضرنا تصاميمها عام 2018، من داخل مكتبة نيويورك العامة، حيث نقلت ثراث الوطن لبنان من خلال تصاميم ملائكية أتت بمثابة تحيّة للكاتب والشاعر اللبناني الأميركي جبران خليل جبران، فأحيت عكرا ذكراه في لفتة تاريخية، وزّعت من خلالها كتبه على الحضور، فارتقى العرض من صناعة الأزياء إلى تجذير الثقافة. وفسرّت ريم عكرا حينها قصائد الراحل إلى مجموعة أثيرية من خلال فساتين الدانتيل الراقية، حيث ارتدت العارضات التيجان في خيوط من أزهار الكرز والأزهار البيضاء وظهرت العرائس بعناقيد من الخزامى والورود في فساتين انسيابية شفافة.
بين التصاميم التقليدية والحديثة ترسم المصمّمة اللبنانية العالمية ريم عكرا فساتين زفافها في نغمات تجمع الثقافتين الشرقية والغربية، وتجسدّهما في عالم رومانسي وحالم يشبه حلم العروس في يوم الزفاف.
لطالما زيّنت فساتين عكرا السجادة الحمراء ضمن فعاليات توزيع جوائز عالمية، فارتدت فساتينها نجمات عالميات أمثال مادونا، جينيفر لوبيز، أنجلينا جولي، ليلي كولينز وغيرهن من مشاهير الصف الأول. ولطالما أرسلت المصممة اللبنانية العديد من الرسائل في زخرفاتها الشرقية، أبرزها الحنين إلى الجذور والماضي في صناعة الموضة: فساتين زفاف فكتورية بالورود وفساتين سهرة بالزخرفات والأحجار.
تروي لنا عكرا شغفها في دمج العراقة مع العصرية لتقول: " أنا دائماً في رحلة مستمرة لاستكشاف الماضي وتحديثه في أنماط تنسجم مع الحاضر، كما أسعى دائماً لاستكشاف الإلهام من ثقافات مختلفة؛ هكذا أفكّر وأؤمن. بالنسبة لي، من الضروري النظر إلى الماضي والمستقبل، والدمج بين الحضارتين الغربية والشرقية بطريقة حالمة لكن عملية وعصرية."
فساتين زفاف ناديا مانجريز: رسالة تقدير إلى النساء المكسيكيات
أرادت المصممة المكسيكية ناديا مانجريز أن تحتفل هذا العام بالثقافة المكسيكية المتنوّعة، فأطلقت خلال فعاليات أسبوع الموضة العرائسي في نيويورك، باقة فساتين زفاف هي بمثابة تحيّة وجهتها لنساء بلادها؛ وقالت في الإطار: "هذا الموسم، ألهمتني النساء المكسيكيات الرائدات اللواتي شكّلن تاريخ بلدي الأم المكسيك". وهكذا، جسّدت مجموعة ربيع 2024 لفساتين الأعراس تكريماً نسوياً للمرأة المكسيكية القوية والمرنة التي "لعبت دورًا أساسيًا في تشكيل تاريخ البلاد وساهمت في إحياء إرثها".
لتعزيز رسالتها، تعمّقت المصممة المكسيكية في جذور الماضي، وأجرت أبحاث عن نساء عانين للوصول وحاربن من أجل تعزيز حقوق المرأة ودعم دورها عبر الزمن.
في فساتين زفافها لعام 2024، اعتمدت ناديا مانجريز الأقمشة الثقيلة من الساتان والحرير مع صور ظلية بسيطة يمكن إقرانها بإكسسوارات، فتخلّلت فساتينها الكريب المطاطي ثلاثي الشكل مع تطبيقات شانتيلي الفرنسية والشيفون الحريري المجعّد. هذا، وأطلقت تسمية "جوزيفينا" على إحدى فساتينها في لفتة لتكريم جدتها التي تحمل هذا الاسم، وهي خيّاطة ماهرة زاولت المهنة حتى وفاتها. في رسالة امتنان من الحفيدة للجدّة، تروي ناديا مانجريز مدى تقديرها لهدية تلقتها منها_ماكينة الخياطة الخاصة بها. تنظر ناديا إلى جدتها كملهمتها الأولى في تنفيذ الخياطة الكلاسيكية، ما دفعها لتجسيدها في مجموعتها الأخيرة كعربون تقدير.
نعيم خان يحيي الثراث الهندي من جديد
تتجذّر فلسفة نعيم خان في الموضة من خلفيته الفنية، فهو رسّام قبل أن يكون مصمماً، ولطالما ثمثلت لوحاته في فساتين الزفاف التي أطلقها عبر السنين. هذا، ويُنظر إلى نعيم خان كعرّاب للموضة في موطنه الهند لأقدميته في المجال؛ فهو صاحب خبرة أربعين عاماً، ويأتي عمله نتاج أربعة أجيال من التطريز.
انطلقت حياة نعيم خان المهنية في الأزياء الأميركية الفاخرة منذ كان في العقد الثاني من عمره، حيث كان يبلغ من العمر عشرين عاماً عندما تدّرب على يد المصمم الأسطوري الأميركي روي هالستون. تعلّم حينها خان كيفية إنشاء صور ظلية خالدة، مكتشفاً أن تصميم الأزياء هو شكل من أشكال الفن مثل الموسيقى أو النحت.
ولطالما جسّدت تصاميم نعيم خان عراقة موطنه الهند، فرأينا فساتينه مزيّنة بالخرز وريش النعام والمعدن الذهبي في لوحات فنيّة عريقة. بالمناسبة، لا يمكن مشاهدة عروض خان دون تحسّس الجودة العالية للنسيج، ما يشي إلى مدى تكريس المصمم الهندي لحرفته اليدوية.
هذا العام، أراد نعيم خان أن يقدم تحيّة للأناقة من خلال تصاميم فساتين زفاف ربيع 2024، في إحياء للثقافة الهندية القديمة، لتتضمن تصاميمه الشرائط المطوية باليد، وهي ممارسة قديمة تمت هندستها للمهراجا والمهارانيين القدامى في الهند. "نسعى للحفاظ على هذه التقنيات الرائعة المنسية" يقول المصمم الهندي المخضرم.
