المقبلين على الزواج عبر الانترنت في ازدياد

الزواج عبر الإنترنت ينتشر بكثرة.. أبطاله بالملايين وأرقام نسبة نجاحه صادمة

عندليب دندش
20 أبريل 2023

استطاع الزواج عبر الإنترنت أن يتمدد حول العالم بأرقام قياسية وبات رواده بالملايين على الرغم من أنه ما زال يُعتبر جديداً على المجتمع العربي ولكنه آخذ قبوله بالتزايد بين فئة الشباب التي تبحث عن شريك العمر من خلال طرق غير تقليدية ومن خلال اكتشاف خيارات جديدة للتعارف بعد أن كانت تلك الخيارات محدودة. وأظهرت دراسة أميركية أن 59% من مستخدمي مواقع الإنترنت للمواعدة يرون أن التعارف عبر الإنترنت فكرة جيدة لمقابلة الأشخاص والارتباط.

ولكن هل هذا الزواج يُعد ناجحاً في تأسيس أسرة سعيدة ومتماسكة أم أنه معرض للانهيار في السنة الأولى من الارتباط به؟ وما هي إيجابياته وسلبياته؟

دراسات اجتماعية ونفسية عدة حاولت الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة المتعلقة به وتوصلت إلى حقائق وأرقام مفاجئة، سنتعرف على أبرزها.

زواج الانترنت يقلل فرص الانفصال

في دراسة من جامعة فيينا تناولت الجدل الدائر حول الزواج عبر الإنترنت، توصل الباحثين إلى أن هذا النوع من الارتباط "ناجح ويدوم لفترة طويلة". فالأشخاص الذين يجتمعون عبر مواقع الإنترنت بحسب الدراسة يتزوجون في وقت أسرع كما أن هذا النوع من الزواج يقلل فرص الانفصال والطلاق.

الدراسة كشفت حقيقة حجم هذا الزواج فقالت إن أكثر من 17 في المئة من الزيجات تبدأ من خلال التعارف على الإنترنت، وأن 1 من بين كل 6 زيجات تتم عبر الإنترنت، ومن غير المرجح أن تنتهي الزيجات عبر الإنترنت بالطلاق خلال السنة الأولى.

واللافت في الدراسة توقعها أن أكثر من 80 في المئة من جيل الألفية سيتزوجون من عرق مختلف، وأن نحو 50 مليون شخص يتعارفون عبر الإنترنت.

الزواج عبر الانترنت يقلل فرص الانفصال
الزواج عبر الانترنت يقلل فرص الانفصال

وفي دراسة أخرى اعتُبرت الأكبر في الولايات المتحدة الأميركية عن معدلات الانفصال لدى الأشخاص الذين تزوجوا عن طريق الإنترنت، تبين أن معدلات الانفصال بعد الزواج عن طريق مواقع الإنترنت أقل منها في الزواج عن طرق أخرى مختلفة، حيث معدلات الانفصال في الزواج عبر الإنترنت 5.96% مقابل 7.67% عبر الوسائل الأخرى.

التعارف عبر النت يُسرّع الزواج

أجرى عالم الاجتماع مايكل روزنفيلد في جامعة ستانفورد الأمريكية دراسة عن زواج الأشخاص الذين التقوا عن طريق الإنترنت وتوصل إلى حقيقة مفاجئة مفادها أن الأشخاص الذين يتعارفون عن طريق الإنترنت يتزوجون بشكل أسرع من أولئك الذي يتزوجون بطرق أخرى.

وأرجع روزففيلد هذه الحقيقة إلى سببين الأول أنه يكون لدى الشخص مجموعة كبيرة من الخيارات عن طريق الإنترنت وبثقافات مختلفة ما يجعل الخيار أكثر انتقائية والثاني سهولة تجميع المعلومات من الملفات الشخصية قبل مقابلة الطرف الآخر في الواقع.

التعارف عبر الانترنت يُسرع الزواج
التعارف عبر الانترنت يُسرع الزواج

المتزوجون عبر النت أكثر سعادة

أجرت عدد من مراكز البحوث الاجتماعية دراسات لرصد مدى نجاح مثل هذا النوع من العلاقات ودرجة انتشارها في المجتمعات المختلفة، وتوصلت إلى أن 11% من الأمريكيين مثلا، استخدموا مواقع الزواج، وأن 38 % من غير المتزوجين يبحثون عن الشريك المناسب عبر استخدام هذه المواقع.

وبحسب هذه الدراسات فإن الأشخاص المتزوجين بعد تعارفهم من خلال الإنترنت أكثر سعادة من غيرهم. كما أن نسبة الطلاق لديهم تبلغ 5.7% مقابل 7.6% بين المتزوجين زواجا بالأسلوب التقليدي.

ورأي الباحثون أن هذه النتائج من شأنها أن تطمئن من يخافون من اللقاءات عبر الإنترنت ويعتبرونها غير لائقة لبدء علاقة زوجية تمتد لمدى العمر.

المتزوجون عبر الانترنت هم اكثر سعادة
المتزوجون عبر الانترنت هم اكثر سعادة

ازدياد المقبلين على التعارف عبر الانترنت

كما أظهرت إحدى الدراسات في الولايات المتحدة الأميركية أن 59% من مستخدمي مواقع الإنترنت للمواعدة يرون فكرة المواعدة عبر الإنترنت فكرة جيدة لمقابلة الأشخاص، بينما يجد 53% أنها تتيح الفرص للتعارف على الشخص الأكثر مطابقة له ولأفكاره لكونه يمكنهم من معرفة مجموعة كبيرة من الأشخاص، بينما عارضهم 21% من الأشخاص الذين رأوا أن من يستخدم الإنترنت للمواعدة هو شخص بائس وفاشل في تكوين علاقاته.

أما الدراسة التي قام بها معهد أبحاث الدماغ الإحصائي في الولايات المتحدة فأظهرت في إحصائياتها أن 20% من العلاقات تبدأ عبر الإنترنت، وأكثر من 17% من حالات الزواج بدأت من خلال المواعدة عن طريق الإنترنت سواءً كانت عن طريق مواقع المخصصة للمواعدة أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.

وتوقعت الدراسة ارتفاع هذه النسبة لأشخاص أصبحوا يرغبون في المواعدة عن طريق الإنترنت لشخص ما سواءً كان للزواج أو علاقة طويلة الأمد (المساكنة).

ما هي أبرز إيجابيات الزواج عبر الإنترنت؟

محاولة الزواج عبر الانترنت له بعض الجوانب السلبية
محاولة الزواج عبر الانترنت له بعض الجوانب السلبية

وبعد أن تعرفنا على أبرز الدراسات التي تناولت فكرة الزواج عبر الإنترنت من كل جوانبها، سنتعرف على أهم إيجابيات هذا الزواج:

من إيجابيات هذا الزواج هو سهولة الوصول إلى الطرف الآخر لأسباب عدة منها وجود الملفات الشخصية وما تحتويها من معلومات يسهّل الوصول إلى الطرف الآخر، كذلك تسهّل مواقع الزواج والتعارف الانسحاب من العلاقة قبل أن تصل إلى مرحلة التعارف الشخص.

كما أن هذا النوع من التعارف يمنح الشخص فرصة من الحرية أكبر للتعرف على الطرف الاخر خصوصا في المجتمعات التي تفرض قيودا على اللقاءات مع الجنس الاخر، وهذا الأمر يتيح فرصة أكبر للتعرف على الشخص لفترة أطول بحرية كبيرة.

من إيجابيات هذه الطريقة ما ينعكس على أولئك الذين تأخروا في الزواج إذ يمنحهم فرص جديدة للتعارف على أشخاص مناسبين خصوصا الذين قد لا يجدون أشخاص مناسبين في محيطهم، كما أن هذه الطريقة تُعتبر أفضل للأشخاص الذين يعانون من الخجل في تكوين العلاقات العاطفية.

هذه أبرز سلبيات محاولة الزواج عن طريق الإنترنت

على الرغم من وجود جوانب مضيئة في التعارف عبر الانترنت وصولاً إلى الزواج إلا أنه يبقى لهذه الطريقة جانباً مظلماً لا بد من الانتباه لها لتفادي سلبياتها التي تتجلى بنقاط عدة أبرزها:

أن محاولة الزواج عبر الإنترنت يقدم للشخص أحياناً تجربة غير صادقة كأن يقدم الشخص إعلان كاذب عن رغبته بالزواج فتكون المعلومة غير صحيحة وتهدف إلى أغراض أخرى، أو قد تتعرف الفتاة مثلاً على شخص متزوج من دون أن تُدرك ذلك في بداية العلاقة مما يجعلها تشعر بقلة المصداقية في هذه الطريقة من الزواج.

في بعض المجتمعات يسبب هذا النوع من التعارف عبر الإنترنت مشاكل مع الأهل لعدم تقبلهم للزواج الالكتروني أو عدم رضاهم عن الشخص نفسه فتولد مشاكل كبيرة خصوصا إذ كان هناك تعلق كبير بالشريك على الإنترنت.

 بعض العلاقات تنتهي بعد التعارف وجهاً لوجه على الرغم من نجاح العلاقة أثناء التحادث على الانترنت والسبب أن الإنجذاب قد يفقد هالته عند رؤية الشخص لعدم وجود عناصر الكيمياء بينهما مما يشكل صدمة للشخص.

في بعض الأحيان تتعرض الفتاة للتنمر عندما تلجأ إلى هذا الأسلوب من التعارف خصوصا في المجتمع الرافض لمثل هذه الفكرة للزواج فيُشعرونها بالخجل أمام نفسها والاخرين ويشكلون ضغطاً نفسياً عليها.

وبالإضافة إلى ما ذكرناه قد يشكل التعارف عبر الانترنت للزواج فرصة لتعرض الشخص للنصب والاحتيال تحت شعار الرغبة في الزواج قد تتطور إلى الابتزاز المالي خصوصا عند الحصول على معلومات شخصية دقيقة عن الشخص المستهدف.