قبعات حفلات الزفاف الملكية البريطانية تقليد مستمر حتى اليوم.. إليكم قصتها
ما زالت العائلة الملكية البريطانية تتوارث الكثير من التقاليد على مر العصور والتي يعود بعضها إلى مئات السنين من بينها القبعات التي يتم ارتداءها في جميع الحفلات الملكية بما فيها حفلات الزفاف، في تقليد تطبقه العديد من العائلات الملكية في أوروبا ومنذ زمن بعيد.
ومن المعروف أن أحداً من أفراد العائلة المالكة لا يستطيع أن يحضر حفل زفاف من دون ارتداء قبعة زفاف لتكريم العروسين من خلال ارتداء هذه القبعة.
هذا التركيز على القبعات جعل الملكة الراحلة إليزابيت الثانية تملك قبعة متطابقة مع كل زي موجود في خزانتها لتتناسق إطلالاتها باستمرار لناحية الشكل واللون. كما أن خبير ملكي كشف في أحد كتبه عن الموضة الملكية بأن القبعات التي ترتديها الملكة الراحلة إليزابيت الثانية كانت تُعتبر تذكيراً بأنها "ملزمة" بوظيفة خدمة الأمة.
واستطاعت العائلة الملكية البريطانية أن تتميز بالعديد من القبعات الفاخرة أو المميزة المتناسقة مع أزيائها لا سيما خلال حضور حفلات الزفاف لتصبح بذلك القبعات هي الاكسسوار الذي يُشترط ارتداؤه في كل زفاف ملكي، والإكسسوار الذي لا بد منه في خزانة كل أميرة في العائلة المالكة.
إلزام الضيوف بارتداء القبعة في حفلات الزفاف الملكية البريطانية
المراسم الملكية البريطانية لا تفرض فقط على العائلة الملكية ارتداء القبعات في حفلات زفافها بل يجب على المدعوين إلى حفل زفاف ملكي الالتزام بعدد من القواعد بشأن اطلالتهم منها مثلاً ارتداء زي رسمي أو معطف صباحي أو حلة رسمية، وعلى الرجال بحسب البروتوكول الملكي ارتداء معطف صباحي رماديا أو أسود، مع صدرية رمادية أو صفراء وقبعة رسمية رمادية، يرتديها الضيف في الأماكن المفتوحة، أو يتأبطها في الأماكن المغطاة. كما يمنع البروتوكول الملكي ارتداء القبعة الرسمية أثناء التقاط الصور التذكارية. يتوجب على الضيف ايضا حمل قفازين من لون يماثل لون الصديرية.
وبالنسبة الى السيدات فيتوجب عليهن ارتداء ثوب مع معطف وقفازين وقبعة في حال كان الحفل نهاريا ويمكن الاستغناء عن القبعة في الاحتفال المسائي وهذا ما شاهدناه في جميع حفلات الزفاف الملكية منها حفل زفاف الأمير هاري التي ارتدت خلاله النساء القبعات في الحفل النهاري.
القبعات واغطية الرأس ليست حكرا على ملوك بريطانيا
من المعروف أن أغطية الرأس سواء بالقبعات أو التيجان ليست حكرا على العائلة الملكية البريطانية بل هو تقليد يعود إلى آلاف السنين إلى عهد ملوك مصر القديمة الذين كانوا يتميزون بارتداء التيجان المرصعة بالأحجار الكريمة، وبعضهم استخدم الورود والريش وقرون الحيونات للدلالة على السلطة والحُكم وليتميزوا عن سائر الطبقات، من النبلاء والعامة، وحذا الإغريق والرومان حذوهم في الأمر.
كما تُظهر إحدى اللوحات التي رُسمت منذ أكثر من 5000 سنة في مقبرة طيبة في مصر رجلاً بقبعة من القش. أما النقوش السومرية التي تعود إلى 4500 سنة فتظهر النساء يرتدين ما يشبه القبعات على رؤوسهن، وكذلك في بعض التماثيل كتمثال عشتار المشهور حيث تشبه القبعة المخروطية الشكل، التاج الملكي.
ومنذ تلك السنوات اتجهت الطبقة الميسورة الى القبعات المصنوعة من قماش الحرير والمخمل والساتان وغيرها من الأقمشة الغالية الثمن تشبّهاً بالحكام والملوك الذين رصعت قبعاتهم وأرديتهم بالأحجار الكريمة والماس.
هذا التقليد ما زال مستمرا حتى اليوم مع العائلات الملكية في أوروبا وأفريقيا وبعض الدول العربية وتميزت نساء العائلة الملكية البريطانية بقبعاتهن التي اعتمدتهن في المناسبات الرسمية لا سيما الملكة الراحلة إليزابيت الثانية والأميرة الراحلة ديانا والأميرة بياتريس والدوقة كايت مدلتون وغيرهن وبعض تلك القبعات كانت كلاسيكية بينما تميزت اخرى بغرابة تصميمها والإبداع في صنعها.
أذواق الملكة الراحلة وأميرات بريطانيا بشأن القبعات
إذاً شهدت مختلف حفلات الزفاف الملكية البريطانية على مر السنوات وجود قبعات فاخرة تميزت بها نساء العائلة الملكية فجاء بعضها كلاسيكيا واخرى تميزت بارتفاع عالٍ جداً أو بتزيينها بطرق غريبة.
فمثلاً لا يمكن نسيان أجمل القبعات التي تالقت بها الملكة إليزابيت والتي كانت أغلبها من دون حواف كي لا تحجب الوجه والعينين عن الناس لأن ذلك يُعتبر وقاحة برأيها. ومن بين قبعات الملكة نذكر مثلا قبعتها التي ارتدتها في حفل زفاف الأميرة بياتريس وإدواردو مابيلي موزي السرى في 17 يوليو 2020، فاختارت حينها قبعة زرقاء اللون مزينة بزهور تول وردية وخضراء. أما في حفل زفاف الأمير ويليام فتألقت الملكة بقبعة صفراء من لون ثوبها.
أما الأميرة الراحلة ديانا فلطالما اتجهت الى تصاميم قبعات أكثر جرأة وبموديلات مختلفة ولكن جميعها تتميز بالأناقة والرقي نذكر منها على سبيل المثال القبعة التي ارتدتها في حفل زفاف هيلين وندسور وتيم تايلور والتي جاءت باللون الأخضر مع شكل قوس كبير في المقدمة.
والامر لا يختلف كثيرا بالنسبة الى الأميرة بياتريس التي ارتدت مثلا في حفل زفاف بيتر فيليبسقبعة مميزة تزينت بمجسمات للفراشات وبألوان جريئة. أما في حفل زفاف السيدة جابرييلا ويندسور وتوماس كينجستون فارتدت بياتريس قبعة ذات تصميم كريمي مزينة بالأزهار الكبيرة.
أما الأميرة كيت ميدلتون فتتجه باستمرار الى اختيار قبعات بتصاميم مختلفة منها مثلا قبعتها التي ارتدتها في حفل زفاف الأمير هاري عام 2018 إذ جاءت باللون الأصفر الباهت من نفس درجة لون فستانها، وتميزت القبعة بالورود البارزة والتي احتلت مساحة كبيرة من القبعة. أما في حفل زفاف شقيقتها بيبا ميدلتون فاختارت كيت قبعة مميزة من Jane taylor وبلون مماثل للفستان، زيّنتها وردة مع شريطٍ ناعم.
أما الملكة كاميلا زوجة الملك تشارلز فاستطاعت ان تتجه إلى قبعات اكثر تميزا بعيدا عن الكلاسيكية وهذا ما شاهدناه عندما حضرت حفل زفاف زارا فيليبس ومايك تيندل، من خلال ارتدائها لقبعة باللون الأوف وايت مزينة بأزهار كبيرة باللون الوردي. أما في حفل زفاف الأمير هاري فتألقت بقبعة وردية كبيرة جدًا مزينة بكشكشة.
أما قبعات ميغان ماركل زوجة الأمير هاري، فتتميز دائما رقيها وتُكمل إطلالتها بطريقة أنيقة منها على سبيل المثال القبعة المخملية باللون البني بتفاصيلها الملتوية بتوقيع Philip Treacy، الى جانب قبعات كلاسيكية اخرى مميزة.