المصمم السوري رامي العلي لـ"هي": هكذا جسّدت ثقافة بلادي في تصاميم فساتين الزفاف
من سوريا إلى العالم، انطلق رامي العلي في رحلته بالموضة، يرافقه الإبداع في تصاميم فساتين السهرات ومجموعات فساتين الزفاف، فدخل صناعة الموضة من بابها العريض من على مدرجات عواصم الموضة العالمية. على السجادة الحمراء داست نجمات العالم بفساتينه الراقية، وفي المهرجانات العالمية حطّت فساتين سهراته رحالها بفخامة، فكلّلها بفساتين زفاف عصرية أنثوية منسوجة من عبق التاريخ، لتتسيّد كلاسيكية التصاميم مجموعاته العرائسية في قالب عصري يجمع بين ثقافة بلاده والحضارة الدولية. عروس رامي هي مجموعة عرائس: الأميرة، والأنثى، والكلاسيكية والعصرية، يتمايلن جميعهن اليوم بين الدانتيل الفاخر والساتان الراقي المشبّع بحبات كريمة، زاهيات بخالص أنوثتهن، فيعانقن خلود اللحظات الأبدية ويسطّرن حروفاً في كتاب المستقبل.
كيف حمل رامي العلي إرث بلاده إلى عواصم الموضة؟ وماذا عن مجموعته الأخيرة لفساتين الزفاف؟ حوار أجريناه معه لنعود بوصف مطرد لفساتين زفاف خالدة تجسّد إلهام المصمم السوري في عالم العروس الحالم.
- كمصمّم سوري وصل إلى العالمية، هل نقلت ثقافة بلادك إلى العالم؟
لا شكّ أنّ تصاميمي تحمل في طيّاتها الإرث السوري، إذ تثري ثقافة بلادي مجموعاتي من خلال عناصر عدّة، كالتطريز والترصيع والرسومات والحرف اليدوية والغرافيكس؛ إن من خلال مجموعات الهوت كوتور أو الملابس الجاهزة، أو فساتين الزفاف. لكن، من الطبيعي أن نقوم بدمج هذه العناصر مع ثقاقات أخرى لتطبيعها بروح حديثة وعصرية تواكب الموضة.
- قيّم لنا تجربتك الأخيرة في أسبوع نيويورك العرائسي لعام 2024
يُعتبر أسبوع نيويورك العرائسي واحداً من أهم وأشهر منصات الأزياء الحالية لأسباب عديدة. فهو يغطي إحدى أكبر الأسواق العالمية الشهيرة، ويستقطب الأسماء اللامعة في عالم أزياء العرائس، كما ترتبط به أهم شركات التجزئة والشخصيات المؤثرة في عالم الموضة ومنسقي الأزياء ومنظمي المناسبات والجهات الإعلامية. وقد أسعدتنا المشاركة في هذه الفعالية التي تلقى اهتماماً واسعاً وتغطية وحضوراً كبيرين، كما منحتنا فرصة مثالية لإبداع ابتكارات جديدة تشكّل جزءاً من مشهد موضة العرائس المميز.
- اشرح لنا تفاصيل عن هذا الفستان (الوحي، القماش، الفكرة...)
هذا الفستان هو فستان ملكي مصنوع من قماش الساتان المطرّز بالكامل والمطبع بالأزهار، مع فتحة رقبة على شكلV. أردت أن يتم إرتداؤه بأكثر من طريقة وأن يحمل أكثر من وجه، بشكل بسيط وأنيق يتضمن عناصر كلاسيكية قديمة مع توجّه عصري. أضفت الكاب كي نضفي طابعاً رسمياً على الفستان لتعزيز رونق الفخامة عليه. بكلام آخر، يمكن للعروس من خلال فستان الزفاف هذا أن تظهر بمظهرين مختلفين بالفستان نفسه. هذا، واعتمدت الترصيع المستوحى من الثقافة السورية، حيث تضمن العمل اليدوي خيوطاً ذهبية وفضية، وأتى مرصعاً بالسيكوينس مع الكريستال والخرز، فضلاً عن مواد أخرى كشفت التفاصيل الناعمة والدقيقة للتصميم، وأضافت بريقاً راقياً عليه.
_ أخبرنا عن المجموعة البيضاء الأخيرة لفساتين الزفاف
تضم هذه المجموعة باقة متنوّعة من الإطلالات الرسمية المناسبة للسهرات وتصاميم فساتين الزفاف الجاهزة، التي تعكس بصمتي الخاصة بدمج الطابعين العصري والرومنسي بلمسات مفعمة بالأنوثة. تجسّدت المجموعة في 12 قطعة،وقد تم عرضها للمرّة الثالثة خلال موسم أسبوع الموضة لفساتين الزفاف في نيويورك.
هذا، وازدانت القطع المميّزة بالأقمشة الفريدة والتفاصيل الراقية التي تعكس شغفي بتقديم أزياء فاخرة ومبتكرة، من خلال الجمع بين الدانتيل والحرير الفاخر والتول والأورجانزا، ما أضفى طابعاً شاعرياً وحالماً على قطع المجموعة. إلى ذلك، تنفرد كل قطعة بطابعها الخاص، بفضل العمل اليدوي المتقن والمتجسّد في التطريزات المميزة، مع قطع كريستال سواروفسكي، التي أضفت إحساساً بالتميّز والجاذبية.
كما اعتمدنا في المجموعة الجديدة ألوان فساتين الزفاف التقليدية، كالأبيض الكلاسيكي والأبيض اللؤلؤي ولمسات الفضي المتألق. فقد نجحنا في دار رامي العلي مجدداً بتقديم مجموعة كلاسيكية فاخرة ترقى إلى أعلى درجات الأناقة والفخامة مع تميّزها بطابع عصري مبتكر، كي نمنح عاشقات العلامة فرصة التعبير عن أنفسهن والتألق بالإطلالة التي لطالما حلمن بها.
- ما الثيم الأساسي وراء المجموعة الببضاء التي جسّدت فساتين زفاف رامي العلي في نيويورك؟
اعتمدنا في مجموعتنا الأخيرة على مفهوم استثنائي للجمال لتقديم تصاميم مبتكرة وفريدة تناسب العروس العصرية، فتألقت الفساتين بطابع شبابي وحيوي مع تصاميم انسيابية وتفاصيل جذابة تحاكي الأسلوب العصري والمبتكر الذي تشتهر به دارنا.
تضم المجموعة فساتين تقليدية شبيهة بفساتين الأميرات وتنانير واسعة طويلة مع تصاميم الكورسيه الضيقة، كما تزهو القطع المميزة بالتفاصيل الهندسية والتصاميم الأنيقة،بلمسات ملكية مفعمة بالأنوثة، لتلبي تطلعات العروس العصرية.
- خلال متابعتنا لأسبوع الموضة، لاحظنا أنّ فساتين الزفاف الثلاثية الأبعاد طغت على الموضة، صف لنا بصمة رامي العلي الخاصة هنا!
لا زالت التفاصيل ثلاثية الأبعاد معزّزة بموضة فساتين الأعراس وباتجاهات مختلفة، بعد انطلاقتها الأولى منذ عدة سنوات، نظراً لأنّها تغني التصاميم، لا سيّما لناحية التقاط الصور وتفاصيل أخرى تهم العروس.
- دمجت في مجموعتك لأسبوع نيويورك الطابع العصري بالكلاسيكي! هل ترى أنّ الفساتين العصرية الجريئة تحول دون تخليد العروس؟ كيف نطمئن العروس التي تفكر خارج الصندوق هنا؟
بطبعي، ومن خلال تصاميمي، أميل إلى الطابع الكلاسيكي في تصميم فساتين الزفاف، وأقرنها بتفاصيل وعناصر ناعمة لإضفاء الطابع العصري على التصميم. لأ أحبذ الأفكار الجريئة في فساتين الزفاف، أي تلك التي تبطل موضتها خلال وقت قصير، بل أسعى لتخليد الفستان والعروس لسنوات بعيدة. هذا لا يعني أني أغفل عن الذوق العام أو ما يطلبه الجمهور وما تتطلبه صناعة الموضة في فساتين الزفاف، من خلال ابتكار لوك متفرّد لكل عروس، حيث أحرص على أن تظهر العروس بمظهر طبيعي من خلال فستان زفاف يشبه شخصيتها وطبعها ويترك لها بصمة خاصة تدوم مدى العمر.
كيف تقيّم مشاركة المصممين العرب في أسابيع الموضة العالمية؟
بصمة المصممين العرب حاضرة في عواصم الموضة كافة، حيث تترك تصاميمهم أثراً كبيراً إن لناحية الأزياء الراقية أو الملابس الجاهزة، أو على صعيد فساتين الزفاف. كما تساهم الجاليات العربية في انتشار هذه التصاميم من خلال الدعم الذي يقدمونه العرب؛ وهذا لا يشك يساهم في تحفيز انتشار الحرفية العالية التي يعرضها المصممون العرب. إلى ذلك، تلعب عملية التسويق دوراَ بارزاً في دعم وانتشار التصاميم، ما جعل الفساتين المذيّلة بتوقيع عربي موازية لأشهر العلامات التجارية العالمية.