بعد زفاف الأمير الحسين.. تعرفوا على الطقوس المتشابهة لحفلات الزفاف الملكية البريطانية والأردنية
غالباً ما تتميز حفلات الزفاف الملكية بخصوصية كونها تكون محط أنظار ملايين الناس في مختلف أنحاء العالم، وهذا ما شاهدناه مثلاً في كل احتفالات زفاف أبناء العائلة المالكة في بريطانيا أو ما رأيناه في حفل زفاف ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني مؤخراً. ففي هذين البلدين يوجد عادات صارمة وطقوس متشابهة لا بد من اتباعها منذ لحظة اختيار الشريك إلى حين الانتهاء بمراسم الزفاف وكل تفاصيلها.
فإليكم أبرز الطقوس الملكية التي تميز مراسم زواج أفراد العائلة الملكية في هذين البلدين:
اختيار الشريك لأفراد العائلة الملكية في البلدين
مراسم الزواج تبدأ منذ لحظة اختيار الشريك وهذا يتطلب من أي وريث للعرش البريطاني من الأول إلى السادس، الحصول على إذن الملك كما حصل مع الملك تشارلز عند زواجه بالأميرة ديانا ثم زوجته الحالية كاميلا، أو كما حصل مع ولديه عند زواجهما الأميرين ويليام وهاري. أما في المملكة الأردنية فإن حرية اختيار الشريك تُترك للوريث من دون أي شروط على اختياره.
مراسم الزواج الديني
بالنسبة لمراسم الزفاف فإن عقد القران الملكي في المملكة الأردنية يحصل في أحد القصور الملكية بإشراف إمام الحضرة الهاشمية. وبحسب التقاليد يبدأ الإمام عقد القران بالحديث عن الزواج وأهميته في الإسلام. وبعد توقيع العروسين والشاهدين على العقد، يختتم الإمام المراسم بأدعية متمنيا لهما زواجا مباركا.
ويتم اتباع بروتوكول ملكي صارم خلال حفلات الزفاف الملكية في الأردن يتضمن ترتيب جلوس الضيوف وتوقيت الأحداث والتحية الرسمية لأفراد العائلة الملكية.
أما في بريطانيا فإن مراسم الزفاف الملكي تتم في الكنيسة ويجري خلالها تبادل العهود بين الزوجين وتفرض التقاليد الملكية هنام بأن يجلس أفراد الأسرة المالكة على يسار العروسين إن لم تكن العروس من العائلة المالكة.
عربة تجرها الخيول والموكب الأحمر
بالنسبة إلى الطقوس الملكية في بريطانيا فإنه بعد إتمام مراسم الزفاف في الكنيسة يستقل العروسان عربة تجرها الخيول ويمران بأهم الاماكن التاريخية في لندن مثل ساحة البرلمان والطريق الرئيسي المؤدي إلي "قصر باكنغهام"، والساحة البيضاء وسط تهليل الشعب لهما وهذا ما شاهدناه أثناء زفاف الأميرين ويليام وهاري.
أما في الأردن فإن "الموكب الأحمر" يحضر في حفل الزفاف الملكي ويتألف من 20 سيارة نوع "لاند روفر" 14 سيارة منها تشارك في الموكب و6 سيارات احتياط وترافقها 10 دراجات نارية. ويرتدي أفراد الموكب الـ71، أوشحة حمراء على صدورهم وتكون السيارات الملكية حمراء مكشوفة، مع الإشارة إلى أن الموكب الأحمر كان في بدايته يسير برفقة خيول بيضاء يمتطيها فرسان، واستبدلت بالخيول لاحقاً الدراجات النارية.
الموكب الأحمر شاهدناه خلال حفل زفاف ولي العهد الأردني الأمير الحسين اذ سار في عدد من شوارع العاصمة عمان بعد خروج العروسين من قصر زهران متوجهين إلى قصر الحسينية.
وأثناء مرور موكب العروسين الملكيين سواء في بريطانيا أو في الأردن فإن عشرات الاف العامة يحتشدون على طول مسار الموكب لإلقاء التحية على العروسين.
إطلالة العروس الملكية
من القواعد التي تفرضها العائلة الملكية البريطانية ضرورة أن تكون طرحة العروس طويلة جداً وطويلة ومطرزة، مع ضرورة ارتداء التاج الملكي أيضا في يوم الزفاف حتى لو كانت العروس من عامة الشعب. أما في الأردن فإنه لا يوجد قواعد معينة لإطلالة العروس إنما اتجاه عام بارتداء التاج في يوم الزفاف إذ ان اغلب الأميرات الأردنيات يتألقن به في يوم الزفاف ولكن الملكة رانيا تخلت عن هذا الاكسسوار في فرحها.
حفل الاستقبال للعروسين
البروتوكول الملكي البريطاني يفرض على العروسين الإطلالة على الشعب من شرفة في قصر باكنجهام بعد الزواج، وقبل الانضمام لبدء حفل الاستقبال، ويقومان بتقبيل بعضهما. وفي الأردن يقوم أيضا العروسان باستقبال الضيوف وإلقاء التحية عليهم.
ضيوف الحفل
سواء في الزفاف الملكي البريطاني أو الأردني فإنه يشارك في الاحتفال قادة دول ودبلوماسيين ومشاهير يتم توجيه دعوات لهم. كذلك يشارك عددا من أفراد العائلة الملكية بالإضافة إلى أصدقاء العروسين وأفراد الأسرتين. ويتم توجيه الدعوات في الزفاف الملكي البريطاني إلى المئات من عامة الشعب من اشخاص محليين، وعاملين في مؤسسات خيرية، وطلاب مدارس، وعائلات الخدم الملكي.
طقوس مختلفة في مراسم الزفاف الملكي للبلدين
على الرغم من بعض أوجه التشابه في مراسم الزفاف الملكية في كل من بريطانيا والأردن إلا أنه يبقى لكل بلد منهما عاداته وطقوسه التي لا تشبه البلد الآخر منها على سبيل المثال أن المراسم الملكية البريطانية تفرض على المدعوين إلى حفل الزفاف بأن يلتزموا بارتداء زي رسمي أو معطف صباحي أو حلة رسمية. فعلى الرجال بحسب البروتوكول الملكي ارتداء معطف صباحي رماديا أو أسود، مع صدرية رمادية أو صفراء وقبعة رسمية رمادية، يرتديها الضيف في الأماكن المفتوحة، أو يتأبطها في الأماكن المغطاة. كما يمنع البروتوكول الملكي البريطاني ارتداء القبعة الرسمية أثناء التقاط الصور التذكارية. يتوجب على الضيف ايضا حمل قفازين من لون يماثل لون الصديرية. وينصح بعدم ارتداء صديرية بدون ظهر، حتى لا تمنع مرتديها من خلع المعطف. ومن شروط الزي الرجالي ايضا ارتداء رباط عنق وقميص من لون واحد. ويتعين أن تكون الأحذية سوداء وذات أربطة معقودة.
وبالنسبة الى السيدات فيتوجب عليهن ارتداء ثوب مع معطف وقفازين وقبعة في حال كان الحفل نهاريا ويمكن الاستغناء عن القبعة في الاحتفال المسائي. وعليهن ايضا انتعال حذاء عالي الكعب وحقيبة يد ملائمة.
هذه الشروط التي نراها في مراسم الزفاف الملكي البريطاني هي غير موجودة في الزفاف الملكي الأردني الذي يتميز من جانبه ببعض الطقوس المحلية منها على سبيل المثال حمام العريس والذي أقامه مؤخراً الأمير عمر بن فيصل في منزلهلابن عمه ولي العهد الأمير الحسين، بمشاركة الأمير هاشم بن عبدالله الثاني وعدد من أقارب ورفاق الأمير الحسين.
كما يُعتبر عشاء "القرا" من الثوابت في الزفاف الملكي الأردني وهو ما قام به الملك الأردني عبد الله الثاني لمناسبة زفاف ابنه إذ أقام وليمة في مضارب بني هاشم قبيل حفل الزفاف. و"القرا" هي عادة أردنية قديمة يتم خلالها طهي المناسف وتُقدم للحاضرين.
كما أن من عادات العائلة الملكية في الأردن تنظيم ليلة حناء ملكية للعروس مع صديقاتها وأقاربها من الفتيات ضمن أجواء تراثية يتم خلالها نقش الحناء للعروس والضيوف. وقد أقامت الملكة رانيا ليلة حناء للأميرة رجوة حضرتها العديد من الأميرات، ومدعوات من مختلف محافظات وقرى المملكة، تخللها الرسم بالحناء، وأهازيج فرح أردنية ممزوجة بالتراثالعربي والحجازي وزغاريد شعبية أصيلة.