كيف تستهلون حياتكم الزوجية من دون أن يهدد الإنفصال علاقتكم؟
كيف تستهلون حياتكم الزوجية من دون أن يهدد الإنفصال علاقتكم؟ سؤال تساعد الإجابة عنه في مساعدة المقبلين على الزواج او المتزوجين حديثا على تجاوز الكثير من خلافاتهم ومحاولة حلها بما يتناسب مع العلاقة الزوجية خصوصا أن السنة الاولى من الزواج تكون الأخطر في العلاقة الزوجية وتحدد مدى نسبة نجاح العلاقة بين الثنائي لاحقا.
الخلافات الزوجية.. وطريقة حلها هي الأساس
صحيح أن ما من علاقة زوجية لا يتخللها الخلافات والمشاكل ولكن الصحيح أيضا ان كيفية التعامل مع هذه المشاكل هي التي تحدد مدى استمرارية العلاقة من عدمها.
هذه الحقيقة يؤكدها الباحثون الذين أجروا دراسات كثيرة حول هذا الموضوع وتوصلوا الى استنتاج بأن السنة الأولى من الزواج مليئة بالتغييرات والتعديلات والتحديات، وعلى الزوجين أن يتكيفا مع حياتهما وأدوارهما الجديدة، وشددوا على أن كيفية تعامل الشريك مع فترة التكيف أمر بالغ الأهمية لضمان استمرار الزواج في المستقبل. وقد توصلت دراسة قام بها قسم الاجتماع وعلم النفس بجامعة الأسكندرية ، أن 45 % من حالات الإنفصال بين الأزواج تقع في السنة الأولى من الزواج وهذا ما يجعل أي ثنائي أمام تحدي الانطلاق في حياة زوجية لا يهددها الانفصال.
كما رأت دراسة أميركية أن الطلاق يكون شائعا في السنوات الأولى من الزواج بسبب المرحلة الانتقالية التي يمر بها الأشخاص في ما يتعلق بالزواج نفسه واختبارهم الأبوة لأول مرة.
دراسة مفاجئة بشأن مؤشر الطلاق في العلاقات
دراسة أخرى أجرتها جامعة تكساس كشفت أيضاً على أهمية الانطلاقة الزوجية بطريقة لا تشكل خطرا على استمرار العلاقة مستقبلاً إذ وجدت الدراسة أن تراجع الحب والعاطفة بين الزوجين وزيادة التناقض والاختلافات بينهما خلال العامين الأولين من الزواج يعدان مؤشرا على الطلاق بعد 13 عاما.
وبحسب الدراسة فإن الأزواج الذين انفصلوا خلال العامين الأولين من زواجهم كانوا قد أظهروا علامات تدل على خيبة الأمل، وكانوا سلبيين تجاه بعضهم البعض في الشهرين الأولين من زواجهم، على عكس العلاقات الزوجية الناجحة التي استمرت وكانوا الشركاء فيها سعداء فقد أظهر هؤلاء مشاعر إيجابية تجاه الطرف الآخر منذ بداية العلاقة.
وأرجع العلماء خيبة الأمل وعدم الرضا إلى أسباب عدة منها التوقعات غير الواقعية أو مستوى ما يعيشونه مقابل ما كانوا يتوقعونه في ما يتعلق بالزواج. ومن بين الأسباب أيضا بحسب العلماء أمور صغيرة غير متوقعة، والمنافسة بين الزوجين، وعدم تحمل المسؤوليات، واختلاط الأدوار الخاصة بكل شخص، وكذلك الجنس.
هؤلاء أكثر عرضة لتراجع السعادة في الزواج
إحدى الدراسات الأميركية توصلت إلى نتيجة مفاجئة مفادها أن المتزوجين حديثا الذين يميلون إلى تقدير أن مستويات سعادتهم سترتفع أو على الأقل ستبقى كما هي خلال السنوات الأربع الأولى من الزواج هم في الواقع أكثر عرضة لتراجع السعادة بمرور الوقت.
نصائح للعروسين لإبعاد شبح الانفصال في بداية الزواج
- من المعلوم أن الخلافات المالية تُعتبر من أهم الأسباب التي توصل إلى الطلاق بين الأزواج ولذلك يجب مناقشة الشريك بأي أمر يتعلق بالمال منذ الخطوبة والاتفاق على الخطوط العريضة بشأن هذه المواضيع إن لناحية الكشف لبعضهما البعض عن كل مصادر أموالهما أو احتفاظ كل منهما بخصوصيته بالأمور المالية، وكذلك بشأن المصاريف المستقبلية وغيرها.
- من المعروف أن تدخل الأهل والأقارب في حياة الزوجين تعتبر من الأسباب المدمرة للزواج خصوصا عندما يتدخل أهل العروس في حياتهما. لذلك يجب على العروسين مناقشة حدود تدخل الأهل في حياتهما وما هو مسموح لهم في العلاقة من عدمه.
- تسبب الأعباء المنزلية الملقاة على عاتق المرأة في بداية الزواج سبباً لاختلاق المشاكل خصوصا إذا لم تكن معتادة على تحمل مثل هذه المسؤوليات من قبل. هنا يمكن للعروسين أن يقسّما الأعمال المنزلية بشكل مناسب بين الزوجين وبما يراعي ظروف كل منهما للحد من توتر الزوجة ومحاولة ضمان السعادة في الزواج.
- يجب أن يتثقف العروسان مسبقا حول كيفية حل الخلافات الزوجية بطريقة بناءة تقود إلى الاستقرار في العلاقة لأن الخلاف أمر موجود لا بد منه ولكن طريقة علاجه تحدد مصير العلاقة الزوجية. فيجب أن يبذل الثنائي جهداً كبيرا لحل الخلاف بحوار بنّاء والاستماع للطرف الآخر مع الحفاظ على الاحترام المتبادل بينهما.
- يُجمع اخصائيي النفس على موضوع في غاية الأهمية وهو ضرورة قضاء وقت ممتع بين الأزواج لخلق ذكريات عزيزة بينهما وبالتالي توطيد العلاقة بين الثنائي وتقويتها. ولكن هذا لا يعني أبداً أن يُلغي كل طرف منهما ارتباطاته مع المحيط سواء الأهل أو الأصدقاء بل يجب قضاء وقت ممتع أيضا مع هؤلاء.
- عندما يناقش الثنائي توقعات كل منهما بشأن الحياة الزوجية منذ بداية الطريق فإن ذلك يخفف من خيبات الأمل لاحقاً على عكس التوقعات المرتفعة التي تنتهي بخيبات أمل وتشكل ضغوطا كبيرة على الزوج تنتهي في حالات كثيرة بالانفصال. وينصح علماء النفس بعدم رفع مستوى التوقعات لتجنب تدمير العلاقة بل يجب أن تكون التوقعات مقبولة وممكنة. كما يجب أن يتمتع الثنائي بالصبر في محاولة التكيف مع الحياة الجديدة ومسؤوليات كل منهما فيها بدلا من افتعال المشاكل هروبا من الواقع.
- في بداية رحلة الزواج قد يلجأ البعض إلى إلقاء اللوم على الشريك في أي مشكلة قد تصادفهما ولكن هذا الأسلوب يعد خطير جداً على العلاقة الزوجية إذ أنه لن يجدي إلا في إضرام نار الخلافات أكثر بين الثنائي. ويُنصح الأزواج بضرورة مناقشة أي مشكلة بطريقة حضارية والعمل على حلها بدلاً من تحميل المسؤولية لأي منهما. كما يُنصح بضرورة إظهار التقدير دائما للشريك عبر شكره مثلاً على أي أمر يقوم به لصالح المنزل أو الطرف الاخر فمثل هذا الأسلوب يساعد الطرف الآخر على الشعور بالرضا بدلاً من خيبة الأمل.
- يجب أن يُدرك الثنائي أنه لا يمكن تغيير الشريك وطريقة تصرفاته ولكن ما يمكن فعله هو أن يبادر الشخص إلى تغيير رد فعله مما يدفع الآخر إلى تغيير ردود فعله أيضاً. ويجب أن يعي أي ثنائي أن كل منهما جاء من بيئة مختلفة وثقافة مختلفة وبالتالي فإن أسلوب التربية بينهما سيكون مختلفاً، لذا يجب تقبّل هذا الأمر واحترام هذه الاختلافات لتحسين العلاقة الزوجية.