قصة الأميرة صاحبة فستان الزفاف الأزرق.. من منزل تحت الأرض إلى القصر الملكي

الأميرة ليليان من السويد، دوقة هالاند، التي ولدت باسم ليليان ماي ديفيز؛ في 30 أغسطس 1915 وتوفيت 10 مارس 2013، وكانت عارضة أزياء ويلزية وأصبحت عضوًا في العائلة المالكة السويدية من خلال زواجها عام 1976 من الأمير برتيل، دوق هالاند حينها في الفترة ما بين عامي (1912-1997).

وعلى هذا النحو، كانت من أقارب الملك كارل السادس عشر غوستاف ملك السويد، والملكة مارغريت الثانية ملكة الدنمارك، والملكة آن ماري ملكة اليونان.

نشأة ليليان ماي ديفيز

ولدت ليليان ماي ديفيز في 30 أغسطس 1915، في سوانسي، ويلز، وهي ابنة ويليام جون ديفيز، الذي كان لديه كشك في السوق بعد العمل في منجم للفحم، وزوجته غلاديس ماري (née كوران)، مساعدة في متجر.

ويقع موقع المنزل الذي كانت تعيش فيه مع عائلتها في جراج تحت الأرض أسفل مركز التسوق Quadrant، وانفصل والداها في عشرينيات القرن الماضي، لكن لم يتم طلاقهما حتى عام 1939.

وانتقلت إلى لندن عندما كان عمرها 16 عامًا، وقد أسقطت حرف من اسمها الأول عندما أصبحت عارضة أزياء، وتم تصويرها لمجلات شهيرة.

وفي عام 1940 تزوجت ليليان من الممثل الاسكتلندي إيفان كريج (1912-1995) في هورشام، غرب ساسكس، وبعد وقت قصير من زفافهما، انضم كريج إلى الجيش البريطاني وغادر إلى أفريقيا، حيث شهد الخدمة الفعلية خلال الحرب العالمية الثانية، وفي أثناء غيابه، عملت ليليان في مصنع يصنع أجهزة الراديو للبحرية الملكية وفي مستشفى للجنود الجرحى.

وفي عام 1943، التقت بالأمير السويدي برتيل، دوق هالاند، في لندن، في حفل كوكتيل بمناسبة عيد ميلادها الثامن والعشرين، وبعد وقت قصير من لقائهما، أصبحا عشاقًا على الرغم من أنها كانت لا تزال متزوجة من كريج، وعندما تم لم شملها هي وزوجها بعد الحرب، أعرب كريج عن رغبته في الزواج من امرأة أخرى، وتم الطلاق وديًا في 7 نوفمبر 1947.

قصة حب ليليان كريج والأمير بيرتيل

التقت ليليان كريج بالأمير بيرتيل خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد انتهاء ذلك الصراع، تحول تفكيرهما إلى الزواج، لكن ليليان، المطلقة التي ليس لها دماء ملكية، لم تستوفِ كل الشروط الواردة في القائمة الصارمة لمن سيتزوجون من أفراد العائلة الملكية في السويد، والتي هيمنت على الديوان الملكي السويدي في ذلك الوقت.

علاوة على ذلك، كانت الخلافة السويدية محفوفة بالمخاطر على أقل تقدير، وكان اثنان من إخوة برتيل قد تنازلوا بالفعل عن حقوقهم الملكية بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم، حيث قُتل أخوه الأكبر، غوستاف أدولف، في حادث طائرة عام 1947 تاركًا وراءه ابنًا يبلغ من العمر تسعة أشهر وأربع بنات.

ولذلك عرف برتيل أن زواجه من ليليان قد يترك نظامه الملكي ضعيفًا إلى حد ما، لذلك عاش الزوجان معًا بدون حفل زفاف، حتى عام 1976، حيث كبر ابن غوستاف أدولف، وأصبح صبي بعد ذلك وهو "الملك كارل السادس عشر غوستاف" الذي لم يكن مخلصًا لعمه فحسب، بل كان عازمًا على تغيير القواعد الملكية أيضًا ليسمح له بالزواج من حبيبة عُمره.

وبالفعل تزوج كارل غوستاف من سيلفيا سومرلاث، عروسه غير الملكية، في يونيو 1976، وكذلك قام عمه بيرتيل وحبيبته ليليان بأداء مراسم الزواج في الكنيسة الصغيرة بقصر دروتنينغهولم.

وخلال حفل الزفاف؛ ارتدت العروس اللون الأزرق، وهو اختيار ذكي إلى حدٍ ما، حيث كانت العرائس يستخدمن اللون الأزرق لعدة قرون قبل ظهور اللون الأبيض في القرن التاسع عشر.

والفستان الأزرق نفسه صممته إليزابيث ووندراك ومصنوع من حرير الشانتونج. إنه بسيط جدًا ويشبه السبعينات، مع أكمام على شكل جرس وصورة ظلية أنيقة تمتد إلى تنورة واسعة.

كما اختارت ليليان، وهي إحدى أيقونات الموضة، قبعة من الريش بدلاً من أي شيء لامع لشعرها، وأضافت بعض اللآلئ الأنيقة لإكمال المظهر. كان زيها الأول كأميرة كاملة يستحق هذا الانتظار.

واستمر الأمير برتيل والأميرة ليليان في قصة حبهما الخيالية لمدة عقدين آخرين، وعلى الرغم من أن انتظارهما الطويل للزواج، ولم يكن لديهما عائلة خاصة بهما، إلا أنهما كانا مخلصين لأطفال الملك كارل السادس عشر غوستاف والملكة سيلفيا الثلاثة.

وتُوفي برتيل في الخامس من كانون الثاني (يناير) 1997 عن عمر يناهز 84 عامًا، آمنًا بمعرفة أن العرش الذي ضحى بالكثير من أجل حمايته أصبح آمنًا، فيما توفيت الأميرة ليليان في 10 مارس 2013، ودُفنا معًا في المقبرة الملكية في سولنا.

فستان زفاف الأميرة ليليان الأزرق

عادةً ما تتزين العروس يوم زفافها بفستان باللون الأبيض، ولكن كسرت ليليان القاعدة، وارتدت فستان باللون الأزرق، ويعتبر هذا واحد من فساتين الزفاف الملكية المفضلة لدى الكثيرون من مُصممي الأزياء والذين أشادوا بالفستان على مرّ سنوات متتالية.

وبمجرد إلقاء نظرة على ليليان وهي ترتدي الفستان الأزرق يوم زفافها ستشعرين بعواطف جميلة تجعلك ترغبي في ارتداء شيء مثله في حفل زفافك.

ولم يكن الفستان الأزرق الذي ارتدته ليليان في يوم بارد من شهر ديسمبر من عام 1976 فستان زفاف تقليدي، بل كان بمثابة تحفة فنية في الأناقة والفخامة، وكان فستان زفاف أميرة ظلت تحارب من أجل زواج حبيبها.

ولقد مر الآن أربعة وأربعون عامًا منذ أن تزوج أمير السويد بيرتيل من ليليان كريج في حفل وضع الختم على قصة حب لها مكانها الخاص في التاريخ الملكي، وفي ذكرى أحد أكثر حفلات الزفاف الملكية رومانسية على الإطلاق، تم تخليد ذكرى فستان زفاف الأميرة ليليان من السويد.