بمناسبة عيد ميلادها... صور نادرة لفيروز من يوم زفافها وهذا ما قدمته للعروس في أغانيها
تحتفل سفيرتنا الى النجوم، السيدة فيروز بعيد ميلادها الـ88 وسط تألق فني منقطع النظير لم يخفّ وهجه مع مرور كل هذه السنوات. فالنجمة اللبنانية التي سطع نجمها منذ خمسينيات القرن الماضي حتى اليوم قدمت في مسيرتها الفنية بعض الأغاني الخاصة بالعروس، وزُفت بدورها عام 1950 عروسا إلى عاصي الرحباني، وبعد سبعين عاماً من الزواج تم الكشف عن بعض صور زفافهما.
بمناسبة عيد ميلاد إحدى أهم نجمات الزمن الجميل سنلقي نظرة على إطلالة فيروز في يوم زفافها بالفستان الأبيض ونتطرق إلى بعض أغانيها التي خصت بها العروس.
فيروز قصة حب توجت بالزواج
جمعها الحب مع عاصي الرحباني على مدى 24 عاما من الزواج إنتهت بالفراق. بدأت قصة حبهما بأحاسيس مُرهفة تُوجت بالزواج في شهر يوليو من العام 1954، واتخذ الثنائي من ضاحية إنطلياس مقرا لهما، حيث شكل المنزل الذي سكناه مُلهما للكثير من الأغاني. عاصي كان كل شيء بالنسبة لفيروز التي حلقت عاليا في سماء الشهرة عن طريقه، وعاشت الحب معه، وعزف الرحباني هذه القصة الجميلة بأغانيها التي أطربتنا.
وفي يوم الزفاف أطلت النجمة اللبنانية فيروز عروساً ناعمة وأنيقة بحسب ما ظهرت في الصور النادرة التي تم تداولها لمناسبة عيد ميلادها عام 2020 وأثارت ضجة وتوثق بعض اللقطات من حفل زفافها على الراحل عاصي الرحباني. وظهرت فيروز في الصورة خلال مراسم حفل الزفاف داخل الكنيسة عام 1950 أي قبل نحو 70 عاما بفستان زفاف تميز بكونه أنيق وناعم ومحتشم مزين بالدانتيل مع الأكمام الطويلة وعبّر عن الذوق الراقي لهذه النجمة.
ولكن هذه الزيجة لم يُكتب لها الاستمرار وانتهت بالانفصال وأبكت النجمة كثيرا في وحدتها وهي التي قالت يوما إن "عاصي هو اللي كان، وبعدو ما راح يكون.. عيلتنا متل التراجيديا الإغريقية، الفرح فيها شي موقت، والحزن والألم هو الأساس، وفرحنا الموقت كان الحلم. والحزن كان الحقيقة. بس ما كنت أعرف هالشي.. ما كنت أعرف إنه الإنسان إذا ضحك، راح يبكي ألف دمعة مقابل هالضحكة". هذه الدموع التي أخفتها فيروز دائما عن محبيها غالبتها حينما كان تؤدي أغنية سألوني الناس عنك يا حبيبي من كلمات منصور الرحبانى وألحان ابنها "زياد" والتي كانت تجسد حالة مرض زوجها وغيابه لأول مرة عن تقديم عمل لها، فدمعت عيناها عندما غنت مقطع:
"بيعز عليي غني يا حبيبي
ولأول مرة ما منكون سوا
سألوني الناس عنك سألوني
قلتلن راجع أوعى تلوموني"
وفي 21 يونيو من عام 1986 رحل عاصي عن الحياة مسببا فراغا كبيرا لفيروز التي اعترفت بأنه رغم الخلافات والانفصال كان كل شيء بالنسبة لها، وبذلك أُسدل الستار على قصة حب أثمرت عن ولادة الملحن وعازف البيانو اللبناني زياد الرحباني، ليال الرحباني وريما الرحباني وهالي الرحباني.
أغاني خاصة من فيروز للعروس
صحيح أن العروس لم يكن لها حصة كبيرة من أغاني السيدة فيروز، ولكن ما قدمته للعرائس من أغانٍ يُعتبر ذا قيمة كبيرة ومميزة بعفويتها وبساطتها ورقيها من بينها على سبيل المثال لا الحصر اغنية "اطلعي يا عروسة"، وفيها تقول:
اطلعي يا عروسة عالكرم نقي العنب.. وطلعت العروسة من الكرم طار العنب.. وطلعت العروسة تنقي تين.. ضحك لها الناطور وقلبو حزين..ولوحت بعيونو لفته مليانه عتب ..وضاع بهالبراري وانبح صوت القصب.. وطلعت العروسة تنقي عريس..رماها الهوي ونقاها العريس.. لبست الأساور والطرحة كلا قصب.. رقصت العروسة وضحك رنين الدهب
ومن الأغاني التي قدمتها فيروز للعروس نذكر أيضا أغنية "عروستنا الحلوة" والتي تقول فيها:
"عَرُوسِتنا الحلوِة .. يا نيسانِة يا حلوِة..يا مشوار .. من دار لَدار..يا حلوِة..تتبارَك حجار البيت .. تتبارَك العتْبِة..والخَوَابي نبيد وزيت .. وتفيض المَحَبِّة..كُوني قَمْحْ وسكَّرْ .. كُوني وَرْدْ وعَنبرْ..وقنديل الزوّارْ .. اللي متَوَّج بالنارْ.. يا حلوة..كبروا زهور البَسَاتين .. ومتل الكذبِة كبرْتِ
.. وحلِيتِ بين الحلوين .. ولعريسك صرْتِ..عالحبّ تْلاقيتو .. وعِمرِتْ قصِّة بيتو..ودار الهَوى دار .. من دار لَدار.. يا حلوة
وفي أغنية الميج الميج كان للأعراس نصيبها المميز عندما صدحت فيروز بالقول "الميج بو الميج يا بو الميجانا..أعراسنا غناني و هوا و حب و هنا.. عقبالهن يتجوزوا كل ال أجو.. و بعرسهن يتفرجوا عارقصنا". وتضيف فيها قائلة "ما أجملك بالحب يا ليالي الجبل.. زيني عا زينات الدنيي أعراسنا.. عريسنا بليل الهنا يبقى لنا.. و تبقي لنا يا أرضنا و يا بلادنا".
ومن الأغنيات المميزة للعروس والتي غنتها فيروز أغنية "طلعت با محلا نورها" وفيها تقول فيروز "طلعت يا محلا نورها شمس الشموسة..يللا بنا نملاها و نحلب لبن الجاموسة.. قلتلو بقلبى يا خلي يا اسمر يا حليوي..قدم لي ورد و قلي حلويي يا عروسة".
فيروز في سطور
في 21 نوفمبر من عام 1935 وُلدت نهاد حداد التي اختارت في ما بعد اسمها الفني "فيروز"، في جبل الأرز في لبنان لعائلة سريانية كاثوليكية فقيرة. فأبوها وديع يعود نسبه إلى مدينة ماردين وكان يعمل في مطبعة الجريدة اللبنانية لوريون، أما والدتها فهي اللبنانية ليزا البستاني التي تنتمي للطائفة المسيحية المارونية. ترعرعت فيروز في حي زقاق البلاط في بيروت ودرست بداية في مدرسة القديس جوزيف في بيروت ثم اضطر الفقر، والدها الى نقلها للمدرسة الرسمية خلال الحرب العالمية الثانية.
بدأت مسيرتها الفنية عام 1940 ولم تكن تجاوزت الـ5 سنوات بعد، ولكن الحظ فتح له أبوابها عندما التقت بالأخوين عاصي ومنصور الرحباني فكان لقاء تاريخي وجاء تعاون الثلاثي ليسجل لهم النجاح والشهرة الحقيقية.