النجمة المصرية الراحلة داليدا.. زواج واحد ومواعيد فاشلة مع الحب
في مثل هذا اليوم من عام 1933 ولدت الفنانة المصرية ذات الأصل الإيطالي يولندا كريستينا جيجيليوتي التي فازت بلقب ملكة جمال مصر عام 1954 والتي اتخذت لاحقاً اسم داليدا لقباً فنيا لها.
إنها الفنانة التي عاشت تألقاً فنيا قل نظيره في مجال الغناء ولكنها عبثاً حاولت أن تجد الحب الحقيقي أو تستمتع به فانتهت العديد من علاقاتها العاطفية بانتهاء أحبائها منتحرين، لتُسطر بدورها آخر أنفاسها بالانتحار وهي ممددة على سريرها الفخم في باريس تاركة وراءها عبارة صغيرة " "سامحوني.. الحياة لم تعد محتملة".
إذاً لماذا عجزت داليدا عن تحمّل الحياة وهي التي نالت شهرة فنية عالمية وتركت وراءها أكثر من ألف أغنية بلهجات متعددة؟ إنه الحب الذي بدأ معها بريئا في فترة المراهقة عندما أحبت شابا إيطاليا من شبرا المنطقة التي ولدت فيها بمصر، وانتهى بصدمات عاطفية متلاحقة دفعتها للانتحار بعد الفشل المتكرر.
داليدا.. زواج واحد وقصص حب متعددة
كان الزواج الأول في حياة داليدا هو من نصيب لوسين موريس أحد أشهر مقدمي البرامج الإذاعية في فرنسا والذي كان له علاقات كبيرة في الوسط الفني ساعدته في دعم داليدا فنياً. ارتبط الثنائي بعلاقة حب لمدة 5 سنوات، على الرغم من أنه كان متزوجا ولديه طفلة فطلق زوجته وتزوج من داليدا وقالت عنه إنه أول رجل أحبته بصدق وكان حبهما مثل القصص الخيالية وكل واحد منهما كان يصرح للآخرين بأنه متيم بالآخر ولا يمكنه أن يعيش من دونه. ولكن بعد أشهر فقط من الزواج انفصلا عن بعضهما بسبب وقوعها في حب رجل آخر وهو الرسام جان سوبيسكي الذي اعتقدت أنها اكتشفت معه الحب الحقيقي ولكن في النهاية تزوج هذا الرسام من امرأة اخرى وانتحر بإطلاق النار على نفسه عام 1961.
أما طليقها الأول فتزوج مرة جديدة ولكن زيجته انتهت بالطلاق أيضا فحاول العودة إلى داليدا التي رفضت الأمر فأنهى حياته بإطلاق النار على نفسه.
في عام 1967 كانت داليدا على موعد مع الحب مجدداً إذ كانت تبلغ حينها 34 من العمر، ووقعت في حب شاب يصغرها بست سنوات يُدعى لويجي تنكو كان لا يزال في بداية طريقه، فقامت بدعمه ليصبح نجماً، وسافرت معه إلى مهرجان "سان ريمو" للمشاركة بمهرجان غنائي ولكن الصدمة أنه عندما علم تنكو بأن أغنيته خرجت من المنافسة النهائية دخل في حالة من الاكتئاب والإحباط دفعته إلى الانتحار بإطلاق النار في صدغه الأيسر قبل أشهر قليلة من موعد زواجه بداليدا.
اهتزت داليدا لهذا الانتحار خصوصا أنها هي من اكتشفت الجثة الأمر الذي دفعها إلى محاولة الانتحار بعد شهر من الحادثة حين تناولت جرعة زائدة من المهدئات فى باريس، فظلت 5 أيام في الغيبوبة واحتاجت شهوراً من النقاهة لتتعافى. وبعد عودتها مرة ثانية للغناء أدت أغنية Ciao Amore Ciao " "وداعاً حبي وداعاً"، التي كتبها حبيبها الراحل تكريماً له.
الحب الأخير في حياة داليدا
لم تيأس داليدا من العثور على الحب الحقيقي فدخلت في سبعينيات القرن الماضي في علاقة عاطفية جديدة مع الإعلامي والمغني الفرنسي ريتشارد تشانفراي الذي دق باب قلب داليدا في لحظة من أسوأ لحظات حياتها عندما كانت لا تزال تحاول الخروج من صدمة انتحار حبيبها السابق وطليقها ووفاة والدتها، فاتخذت منه كتفا تتوكأ عليه.
استمرت في علاقتها معه منذ 1972 حتى عام 1981 أي قرابة الـ9 سنوات قبل أن ينفصلا ويقوم بالانتحار عن طريق استنشاق غازات عادم السيارة بعد 3 سنوات من انفصالهما بسبب غرقه في الديون.
نهاية الفنانة داليدا
ومع أفول آخر حب في حياتها بالانتحار، وبعد أن بلغت عامها الـ54 من دون أن تستقر عاطفياً وسط الخيبات المتلاحقة لها في هذا الجانب والتي حرمتها السعادة الشخصية كما تقول، بالإضافة إلى خوفها من الشيخوخة اتخذت داليدا قرارها الصعب بالانتحار في 3 مايو 1987 فودعت الدنيا من خلال تناولها لجرعة زائدة من المهدئات تاركة ورائها رسالة قصيرة قالت فيها "الحياة لم تعد محتملة.. سامحوني".