منظم الحفلات كريم كنعان لـ "هي": هذه معاييرنا لنصمّم حفل الزفاف الفينتج
عودي معنا إلى حقبة العشرينات والسبعينات وما بينهما، حيث كانت تُقام حفلات الزفاف الندرة بمفهوم الفينتج! كالحجر الكريم هي تعتق، لكن جوهرها يبقى مصقولاً برمزيته الخالدة. من أجواء الرولز رويس الفخمة التي تنقل العريس كي يصطحبك معه في رحلتكما الأبدية، إلى إطلالتكِ بالدانتيل الفاخر، وحفل زفاف في قصر تاريخي... كلّها أجواء حالمة تأخذكِ وضيوفكِ في رحلة عبر الأزمنة. ليس هذا فحسب، بل لأعراس الفينتج أهمية بالغة في تعزيز البيئة المستدامة من خلال إعادة تدوير بعض عناصر الحفل ضمن قالب صحّي في مشروع أخضر يعزّز الحفاظ على البيئة ويواجه تغيّرات المناخ التي أصبحت قضية العالم بأكمله وشغله الشاغل.
إن كنتِ تستعدين لحفل زفافكِ هذا الموسم، ولا زلت تبحثين عن ثيم مميّز، فننصحكِ بثيم الزفاف الفينتج! للحديث أكثر عن مفهوم الزفاف الفينتج، أجرت "هي" حواراً مع منظم حفلات الزفاف، كريم كنعان. تابعي الحوار وشاهدي الصور كي تستفيدي من سلّة معايير تساعدكِ على تنظيم حفل زفافكِ الخالد.
شاركنا نبذة عن مسيرتك المهنية ولما اخترت مجال تنظيم حفلات الزفاف؟
أنا مهندس معماري أحملُ الجنسيّتينِ اللبنانية والإيطاليّة. درسْتُ الهندسةَ في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت وحصلْتُ على شهادة "ماستر" في "fashion marketing, design and brand strategy" من باريس. عملت في مجالِ تنظيمِ وتصميم الحفلات والمناسبات الضخمة منذ بضعةِ أعوام، ثمّ افتتحت شركتي الخاصّة في هذا المجال منذ سنتين. لقد كان التحوّل من العمل في الهندسةِ المعماريّةِ إلى مجال تنظيم الحفلات بديهيًّا بعد اكتشافي للشغف في إدارة المشاريع التي تحتاج للابتكار، ورأيت تجانساً في المجالين، حيث كِلا العملَينِ يعتمدان على التصاميم واللمسات المميزة.
هذا، وجذبني تصميم الاحتفالات لأنّه جعلني أبتكر صورًا جميلةً وأجواء مرحة تعكس اهتمام العروسين وتساهم في إضاقة الإلفة مع المدعوّين في لحظاتٍ خاصة لخلق ذكريات لا تُنسى.
ما هي أبرز وأجدد الأفكار لتنظيم حفل زفاف مستوحى من أجواء المتوسّط؟
منذ سنواتٍ قليلة، كانَت الاحتفالات تتركّز على الجماليات والديكور. بعد جائحةِ كورونا، حافظ الديكور على أهمّيّته، ولكنْ تركزَ اهتمامنا أكثر على تصميم اختبار أو خلق حالةٍ ما، يعيشها الزوجان مع المدعوّين. كنّا في الماضي نعملُ على تزيين طاولات الطعام بطابعٍ شرقيّ راقٍ مثلًا، أمّا الآن فقد امتدّ عملنا إلى ما هو أبعد من الطاولات إذ أصبحنا نعمل على تزيين قاعةِ الاحتفال كلّها بالطابع الشرقيّ، أو بِنصبِ خيمةٍ شرقيّةٍ عملاقةٍ تجتمع الطاولات تحتها وتساعد الموجودين على أن يعيشوا في المكانِ والزمان الّلذَين نوحي بهما إليهم،من خلال الاهتمام الدقيق بالتفاصيل، بدءاً من مداخل القاعة وغرف الاستقبال والطعام وغيرها.
أصبحت الفاكهة تتكرر في السنوات الأخيرة. ما القصة وراء انتشارها وإلى ماذا ترمز في حفلات الزفاف؟
يُعتبر اختيار الفاكهة للزينة طريقة سهلة لإضفاءِ جوّ طبيعي وعصري في الوقتِ نفسه. وهذا الاختيار يُنادي حواس المدعوّين ويوقِظُ خيالَهم، من خلال لوحات الفاكهة والأوراق والشموع التي تذكُّر بالصور الكلاسيكيّةِ القديمة للطبيعة الجامدة، وهذا ما يضفي جوّاً جماليّاً وحسيّاً على الطاولاتِ المُزيّنة ينعكس على الحالة الّتي يعيشها الموجودون ويحاكي حواسَهم.
معظم حفلاتِك ذات طابع فينتج. لماذا تفضّل هذا النوع من حفلات الزفاف؟
كوننا شركة تصميم، نعمل بشكلٍ إبداعي مع مراعاةٍ ميزانية العروسين والضمير المهنيّ في ذلك، وطابِعُ الفينتج يُتيحُ لنا فرصةَ استعمالِ أغراض قديمة تميّزُ الحدث وتُحيي الديكور.
الاحتفالُ الّذي نصممُه عابراً للزمن ويصلح لفترة مؤقّتة في نفس الوقت، حيث في كثير من الأحيان قد لا نستفيدَ مرّة ثانية من الأغراضِ الّتي نستعملها في التصميم؛ لذلك نُجنِّبُ العروسين التصاميم المُكلِفة والقصيرة الصلاحيّة مع المحافظة على الناحية الإبداعيّة في الاحتفال.
-زوّدنا بنصائح خاصّة لحفل زفاف في منطقة الخليج؟ كيف يمكن تجسيد تطوّر السعوديّة ونهضتها الرؤيوّية من خلال حفلات الزفاف؟
في منطقة الخليج، ومع كلِّ التغيّرات الاجتماعيّة المستمرّة والسريعةِ، نشجّعُ المتزوّجَينِ على التفكير بالعادات والتقاليد الّتي تأثّرا بها، ثمّ يأتي دورُنا لتصميم نظرةٍ أو سيناريو خاصّ يتناسبُ مع ما تأثّرا به ويتلاءم مع الصورة الّتي نريدُ إضفاءها على حفلِ الزفاف. لقد ورثْنا من الشرقِ ضرورةَ الاهتمام بالضيوفِ وتكريمهم، وحفلُ الزفافِ مناسبة مهمّة للتأثير على الموجودين وتكريمهم وإسعادهم.
لفتنا هذا الحفل. أخبرنا عن قيَم الحفل والعناصر المؤثّرة الأخرى.
هذا الاحتفال هو عشاء لحفل زفافٍ أُقيم في بيروت. للزينة، اعتمدنا على الورود فقمنا بزرعها وسطِ الطاولاتِ لاضفاء جو شاعري رومانسي وتصاميمَ حالمة كي تتناسب مع فخامة المكانِ وعصريّتِهِ. وقد سمحت لنا هذه الاستراتيجيّة بالمزج بين العصريّة والتقاليد مع المحافظةِ على طابع المكان العريق والخِبرة المُتقَنة في فنّ تقديم الطعام. وهذا الاتّجاهُ الفنيّ يكون بالعادة تجسيداً لشخصية العروسين، لأنّ هدفنا وطريقة عملنا تتركّز على الاجتماع مع العروسين عدّة مرّاتٍ ليكون الزفاف انعكاسًا لرغبتهما وأذواقهما وأحلامهما مع إضافة عناصر الابتكار الخاصة بنا وإضفاء قيم شركتِنا ورونقها.