ندرة وندية تحضنها الأناقة... طوني ورد في حديث خاص مع "هي" عن إطلالات عروس ربيع 2025
في تجذير متأصل للموضة المستدامة وبين مجموعة تصاميم ممتنة للكون ونعمه، انطلقت فساتين زفاف طوني ورد لعروس ربيع 2025،ضمن خط ساحر أطلقته الدار اللبنانية العريقة، التي تضم محفظتها 70 عاماً من الإبداع في صناعة الموضة، و70 استحقاقاً انطلق مع عملاق الموضة الأب الراحل إيلي ورد، لتُستكمل المسيرة مع حامل شعلة الإبداع طوني الابن.
عروس طوني ورد لا تشبه مثيلاثها، فهي الحالمة والراقصة، والعاشقة والملكة؛ كزهور الليلك واللانتانا والقمر تطلّ على الضيوف، فتلمع بندرتها وتألقها مستفيضة بالحب والأمل ومشّعة بسحرها المتفرد.
بين أقمشة الأورجانزا والتفتا والحرير والدانتيل، أعلنها ورد عروساً تعانق الكون ونعمه، نديّة بأمواج البحر كما قطرات الندى الربيعية؛ مشرقة وواعدة ببدايات جديدة، كفراشة راقصة تتنقل في أحضان الطبيعة بين الزهور الثلاثية الأبعاد، لتجمع بين الإرث الشرقي والنمط المعاصر ضمن تناغم ساحر.
داخل فساتين حورية البحر الكلاسيكية، والمطرزات البرّاقة، والصور الظلية المودرن، تعرّفي على مجموعة La Mariée لربيع 2025، وتابعي حواراً خاصاً أجريناه مع المصمم المبدع طوني ورد.
Pollen Dance هو عنوان مجموعة فساتين زفاف العام المقبل، ماذا أراد طوني ورد لعروسه أن تجسّد؟ وما الرسالة وراء الفساتين؟
تعكس هذه المجموعة الجمال الداخلي المتداخل في الزهور النادرة، حيث يحمل كل فستان اسم زهرة متفردة، مثل الليلك واللانتانا وزهرة القمر والدفلى وغيرها. هكذا أردت لعروس الربيع أن تكون ندرة كتلك الزهور؛ فغالبًا ما يكون من الصعب العثور على هذه الزهور، ولكن بمجرد اكتشافها، نراها تفيض بالحب والأمل وتشّع بسحرها الفريد، فتتجسد العروس بإحساس مماثل من الندرة والجمال. تمامًا مثل الزهرة النادرة، تظهر العروس في يومها الكبير لتكتشف قوتها الداخلية وجمالها لتنطلق في رحلتها الأبدية.
لنغوص أكثر في تفاصيل هذه المجموعة، كالأقمشة والتطريزات والألوان!
تقدم مجموعة La Mariée لربيع 2025 مزيجًا من الألوان البيضاء والبيضاء الفاتحة والألوان الترابية الممزوجة بشكل متناغم مع مزيج من التقنيات والأقمشة المختلفة، بما في ذلك الأورجانزا والتفتا وحرير ماغنوليا والدانتيل بجميع أنواعه. تجمع كل قطعة بين العناصر الشرقية والأنماط المعاصرة، من الزهور ثلاثية الأبعاد على فساتين حورية البحر الكلاسيكية، إلى المطرّزات الشبيهة بأمواج الماء على الصور الظلية الحديثة، وتأتي مزدانة بطبقات من الكشكشة الرقيقة لمظهر انسيابي خفيف، فضلاً عن احتوائها على تنانير مشغولة من مجموعة متنوعة من الأقمشة المصممة لإبراز أناقة العروس.
تركز تصاميمك في ما يتعلّق بإطلالات الزفاف، على مناجاة الكون وتقدير النعم، وإظهار عناصر الطبيعة. اشرح لنا أكثر عن هذا العمق المتأصل.
استوحي إلهامي من كل ما يحيط بي، ولطالما كانت الطبيعة مصدراً هاماً، سواءً كان بشكل مباشر أو غير مباشر. وفي عالم الزفاف على وجه الخصوص، تتداخل الزهور والجواهر الخفية في قاعدة تصاميمي؛ وهذا ما جسدته في هذا الموسم، حيث تتمحور المجموعة حول النباتات النادرة.
كما أستقي الوحي من التجربة الإنسانية المحيطة بنا، من الأفراد الذين أقابلهم إلى المواقع التي أستكشفها، حيث أسعى إلى خلق تواصل بناء وتفاعل حيوي مع البيئة المحيطة بي، مع أصغر التفاصيل وأكبرها حتى اكتشفت الجمال القابع من الداخل. هذا التفاعل يرافقني دائماً، فخلال تحديقي بالنجوم مساء في اللحظات الهادئة، أستوحي أفكاراً جديدة للتصاميم، تنبع من العلاقة القوية التي تربطني بالكون، مقدراً بذلك كافة النعم من حولي، وشاكراً للسحر والجمال اللذين يحيطان بنا. سواء كان الأمر يتعلّق بالانحناء الناعم للصدفة، أو الأوردة المعقدة لأوراق الشجر، وغيرها من النعم، أكون دائماً في حالة تقدير لخلود وسحر الحياة التي تحتوينا.
وهكذا، أبلور كل ذلك الإلهام لأنقله إلى عالم الزفاف، كرحلة اكتشاف مستمرة تتجاوز وجودنا اليومي، حيث أنظر إلى ما يحيط بنا كنعمة مقدسة، مكتشفاً العجائب حتى في الأمور العادية، وأنا ممتن لذلك إلى الأبد.
من خلال تقديرك للنعم، لا شكّ أنّك تلعب دوراً في تعزيز الموضة المستدامة. أخبرنا عن تجربة دار طوني ورد للأزياء الراقية في هذا الإطار!
لطالما كانت الاستدامة جزءًا لا يتجزّأ من قيمنا في دار طوني ورد، حيث نعمل منذ أكثر من سنوات على هذا الاتجاه، ولا نطبق ذلك في بيئة عملنا اليومية فحسب، بل إن إحدى مهامنا الأساسية تتبلور من خلال تقليل هدر الأقمشة لدى إطلاق أي مجموعة؛ وذلك من خلال تصميم فساتين بقطع مخزّنة لمنحها روحًا جديدة. وقد اعتمدنا هذا النمط بشكل أساسي في صناعة فساتين الأزياء الراقية وأكثر من ذلك في مجموعاتنا العرائسية الأخيرة، حيث تحتوي على الكثير من الأقمشة التي تم إعادة تدويرها، خاصة وأننا أجرينا تعديلات حوّلت الأنماط كافة إلى تصاميم جديدة بأحجام مختلفة.
_ في الإطار، هل يتم التركيز على الاتجاهات في الموضة أم تتبع خطّك الخاص في صناعة الأزياء؟
كما الاستدامة تقضي، نسعى لخلق قطع خالدة لا سيّما في إطلالات الزفاف! بالوقت نفسه لا يمكن إنكار التحديات المتعاقبة في صناعة الأزياء، التي تتطلب مواكبة للاتجاهات! هنا، قد أبتعد في كثير من الأحيان عن التصاميم "الترندي" وأغوص في عالمي الخاص منطلقاً من هويتي الخاصة، مبتكراً بذلك اتجاهاتي المتفرّدة التي تتضمن توازناً بين الموضة العصرية والكلاسيكيات الخالدة، وهذا ما يبحث عنه الزبائن والمشاهير هذه الأيّام.
هناك الكثير ليُقال عن سحر هذه الإطلالة. من تصميم الأكتاف إلى تطريزات الورود؛ رجاء تزويدنا بتفاصيل الخياطة والقماش!
تضمنت مجموعة زفاف ربيع 2025 دمجاً حرفياً بتقنية ثلاثية الأبعاد أتى ممزوجاً بأنواع مختلفة من الأقمشة، كي تشبه التصاميم الطبيعة الأم؛ سواء كان ذلك من خلال التطريزات التي أتت على شكل أمواج مصنوعة على فستان بقصّة حورية البحر، أو الزهور المخيطة بدقّة على التنورة.في مزيج من الريش واللؤلؤ والكريستال والزخارف وبأشكال مختلفة، انطلقت المجموعة معزّزة بالكورسيهات والأشكال الهندسية والطيّات والقصّات المعقدة التي أضفت لمسات من الجاذبية.
بالنسبة لهذا الفستان، أردته أن يجسّد عشقي وشغفي للأزهار، فقمت بدمج الزهار من خلال الدانتيل المطرّز الجريء والمشبّع بتفاصيل كبيرة، حيث تمت خياطته بعناية وبشكل كامل على قماش التول الذي أتى بلون النيود الشبيه بلون البشرة، وصمّم بدقة لا سيّما في قصة الأكمام والشكل العام الذي أتى على نمط A-line. ولعلّ أكثر ما ميّز الفستان هو تفاصيله الدقيقة المشغولة بعناية، لا سيّما لناحية قصة الكتف وخط العنق بالياقة الملكية.
لفتتنا تصاميم الكايب في المجموعة! نحن أمام تصاميم جديدة بتفاصيلها تعيد تشكيل موضة الكايب. ماذا عنها؟
أنظر إلى الكايب من طابعه الملكي الأنيق، وغالباً ما أعتمده في مجموعاتي لفساتين المناسبات، حيث أميل دائمًا إلى ابتكار إطلالات مع إضافة هذا العنصر لاستكمالها. كما أعتمد على تصميم الكايب في إطلالات الزفاف لضمان دخول ملكي للعروس، حيث يتم نزعه في ما بعد لدى اعتماد إطلالة الزفاف الثانية! وقد يمثّل الكايب إضافة خالدة أو كلاسيكية، لكن في كل حالاته، نقوم بتصنيعه في مشاغلنا من خلال اتباع اتجاه معيّن خاص بنا، حيث نسعى جاهدين لننقل الإطلالة إلى مستوى آخر؛ إن من خلال اختيار القماش أو طريقة تطريزه أو طريقة إيصاله بالثوب.
بالنسبة للتطريزات هذا العام، نحن أمام تحف فنية تتراقص على قوام العروس... هل يمكننا القول أنّ طوني ورد أطلق خطاً جديداً للموضة من خلال مشغلكم الخاص؟
نعم، نحن في مسعى دائم للعثور على تقنيات مبتكرة جديدة يمكننا دمجها في خبرتنا وتصاميمنا؛ فنقوم بالكثير من الأبحاث ونبذل كافة الجهود داخل معاملنا لتحقيق ذلك؛ كما نركز على طريقة خياطة وتنفيذ العمل الحرفي بمهنية عالية، لناحية التطريز والشكّ والزخرفة.