أشهر الرياضيين الذين تقابلوا ووقعوا في الحب في دورة الألعاب الأولمبية
هناك بالتأكيد الكثير من الأشياء المشتركة بين عالمي الفن والرياضة، ولعل أحد أبرز هذه الأشياء، حقيقة أن نجوم كلا العالمين لديهم الكثير من المعجبين حول العالم، ممن لا يتطلعون فقط لمشاهدة أفضل ما يقدمه كل من نجومهم في مجاله، وإنما يهتمون أيضا بحياتهم الشخصية، لذلك وبينما يتابع معظم المشجعين من مختلف أنحاء العالم المباريات والمنافسات الرياضية في دورة الألعاب الأوليمبية في باريس في هذا العام، لمعرفة من سيفوز بالميدالية الذهبية، أو أي دولة ستهيمن على الرياضات الأكثر شعبية في الأولمبياد مثل السباحة أو التزلج، أو كرة القدم، ستجد أن عدد ليس بالقليل من المعجبين، يتساءلون أيضا عن الحياة الشخصية للمتنافسين، وخاصة ذلك الجزء من حياتهم الذي يتعلق بالحب والرومانسية، لذلك غالبا ما سنجد أن الكثير من عناوين الصحف والمجلات العالمية، تغطي بجانب أخبار الإنجازات الرياضية الأبرز لنجوم الرياضة في دورة الألعاب الأوليمبية، أخبار الجانب الرومانسي في حياة أبطال الأولمبياد، وتجيب على التساؤلات المتعلقة بشأنها، ومن بينها ذلك السؤال: هل هناك رياضيون وقعوا في الحب حقا أثناء مشاركتهم في دورة الألعاب الأوليمبية؟ إجابة هذا السؤال هي نعم، فعلى مدار تاريخ دورة الألعاب الأوليمبية، وجد عدد ليس بالقليل من المشاركين في الأولمبياد، حب حياتهم، أثناء سعيهم لتحقيق إنجازات في عالم الرياضة، ومن بين هؤلاء روجر فيدرر وميركا فافرينيك، كريستي ياماجوتشي وبريت هيديكان، وغيرهم الكثيرين، وبمناسبة انطلاق دورة الألعاب الأوليمبية في باريس في هذا العام، دعونا نتعرف معا على مجموعة من أشهر قصص الحب الني بدأت في دورة الألعاب الأوليمبية:
روجر فيدرر Roger Federer وميركا فافرينيك Mirka Vavrinec
قبل سنوات من نجاحه في تخليد اسمه في رياضة التنس، شارك لاعب التنس السويسري الشهير روجر فيدرر في أولمبياد سيدني عام 2000، وكان وقتها لا يزال لاعب تنس في بداية حياته المهنية وعمره لا يتجاوز 18 عام، وأثناء مشاركته في الأولمبياد في ذلك الوقت وقع في حب لاعبة تنس من سلوفاكيا، تدعى ميروسلافا "ميركا" فافرينيك، وكانت تبلغ من العمر وقتها 21 عام، فيدرر تحدث عن ذلك في حوار له مع شبكة CNN في عام 2019، قال فيه: "قضينا (أنا وميركا) في ذلك الوقت أسبوعين معا في تلك المساكن (في القرية الأوليمبية) وكان برفقتنا مصارعين والكثير من الرياضيين الرائعين الآخرين. أعتقد أنه خلال هذين الأسبوعين، توطدت علاقتنا كثيرا".
وفقا لما قاله فيدرر أيضا خلال المقابلة، فإنه أقدم على خطوة طلب مواعدة ميركا، بتشجيع من أحد أصدقائه الرياضيين الأولمبيين، والذي كان مصارعا، ولكن ميركا ترددت في البداية في الموافقة على مواعدته بسبب فارق السن بينهما، وقال فيدرر عن ذلك: "لقد أخبرتني أنني صغيرا السن مقارنة بها، ولكنني ألححت عليها وأخبرتها أنني أبلغ من العمر 18 عام ونصف تقريبا، مضيفا حوالي ربع عام إضافي إلى عمر".
في النهاية وافقت ميركا على مواعدة فيدرر، وبعد فترة وجيزة من بداية علاقتهما، أجبرت ميركا على التقاعد مبكرا واعتزال رياضة التنس بسبب إصابة في القدم، لتبدأ بعدها بالعمل كمديرة للعلاقات عامة لفيدرر، وبعد علاقة استمرت لعدة سنوات، تزوج الاثنان في إبريل 2009، وأنجبا خلال زواجهما أربعة أبناء (طفلين توأم وطفلتين توأم)، وفي عام 2022، أعلن فيدرر رسميا اعتزاله رياضة التنس، وفي بيان اعتزاله، أشاد بدعم زوجته له في حياته المهنية كلاعب تنس محترف، وقال عن ذلك: "ود أن أشكر بشكل خاص زوجتي الرائعة ميركا، والتي عاشت كل دقيقة معي (خلال المبارايات)، واعتادت على تشجيعي قبل مشاركتي في النهائيات وشاهدت عددًا لا يحصى من المباريات التي شاركت فيها، حتى وهي في المراحل الأخيرة من الحمل، ولوقوفها إلى جانبي لأكثر من 20 عامًا".
كريستي ياماجوتشي Kristi Yamaguchi وبريت هيديكان Bret Hedican
التقت المتزلجة الفنية الأمريكية الشهيرة كريستي ياماجوتشي بزوجها المستقبلي ولاعب الهوكي الأمريكي الشهير بريت هيديكان، بعد أيام قليلة من فوزها بالميدالية الذهبية في أولمبياد 1992 في ألبرتفيل بفرنسا، وتحدثت ياماجوتشي في حوار لها مع مجلة People الشهيرة، عن لقائها الأول بزوجها المستقبلي وقالت إن زوجها المستقبلي "بدا أنيقا ورزينا وهادئ"، وقالت أيضا: "غالبية متزلجي لديهم نظرة سلبية نوعا ما عن طباع وطريقة تعامل لاعبي الهوكي، لذلك فكرت وقتها هذا الرجل يبدو مختلفا".
في حين أن الأعجاب المتبادل بين الاثنين، بدأ بعد لقائهما الأول في الأولمبياد إلا أن العلاقة الرومانسية التي جمعت بين كريستي ياماجوتشي وزوجها المستقبلي بريت هيديكان، بدأت بعد لقائهما الأول بثلاث سنوات، وتحديدا بعد لقائهما في افتتاح ساحة هوكي الجليد في فانكوفر في عام 1995، وفي عام 1998، أعلنا رسميا عن خطبتهما، وتزوجا في عام 2000، وخلال زواجهما أنجبا ابنتين.
جيسون Jason Kenny ولورا كيني Laura Kenny
الدراجين البريطانيين الشهيرين جيسون ولورا كيني، لم يقعا في الحب أثناء مشاركتهما في الأولمبياد، مثل بقية الثنائيات الرياضية الشهيرة في هذه القائمة، وإنما تم الكشف عن علاقتهما الرومانسية السرية للغاية، أثناء مشاركتهما في دورة الألعاب الأوليمبية في لندن في عام 2012، والفضل في ذلك يعود إلى أسطورة كرة القدم البريطانية ديفيد بيكهام David Beckham.
لورا التقطت بزوجها المستقبلي جيسون في اليوم الأول من انضمامها لمنتخب بريطانيا للدراجين في عام 2010، لورا كانت في الوقت تبلغ من العمر 18 عام، واستطاعت منذ اليوم الأول لانضمامها إلى الفريق أن تصبح صديقة جيدة لبقية أفراد الفريق، باستثناء زوجها المستقبلي جيسون، لورا تحدثت عن تلك الفترة من حياتهما، خلال ظهور لها في البرنامج الحواري البريطاني الشهير Loose Women، وقالت إن زوجها المستقبلي جيسون، لم يظهر اهتمام كبير بها، في لقائهما الأول، بعد انضمامها إلى فريق بريطانيا للدراجين، وعلقت ضاحكة: "لقد جلس جيسون وقتها ليشرب فنجانا من القهوة... لم يقم بأي ردة فعل، لا شيء".
لذلك يمكن القول إن قصة الحب التي جمعت ما بين لورا وجيسون، لم تكن حب من النظرة الأولى، وإنما بدأت كعلاقة متحفظة نوعا ما بين زميلين، ولكنها تطورت بمرور الوقت وأصبحت علاقة صداقة جيدة، بسبب وجود الكثير من القواسم المشتركة بينهما، وعلى رأسها، حبهما المشترك لرياضة سباقات الدراجات، وفي ربيع عام 2012، بدأت علاقتهما الرومانسية وفي صيف نفس العام، تم الكشف عن علاقتهما في أولمبياد لندن، والتي قدم كل منهما خلالها أداء مشرفا حيث حصل كل منهما في أولمبياد لندن على ميداليتين ذهبيتين.
أما عن قصة اكتشاف العالم لعلاقتهما، وعلاقة ذلك بديفيد بيكهام، فتتلخص في التالي، بعد انتهاء منافسات لورا وجيسون في أولمبياد لندن، حضر الاثنان معا مباراة كرة طائرة في الأولمبياد، وتصادف جلوسهما في ذلك الوقت، خلف ديفيد بيكهام، ونتيجة لذلك التقطت عدسات كاميرات المصورين التي كانت تتابع بيكهام طوال المباراة، صور للورا وجيسون اللذان كانا يجلسان خلفه، وأظهرت هذه الصورة لورا وجيسون وهما يتبادلان قبلات عفوية أثناء المباراة.
جيسون علق على ذلك الموقف الطريف وغير المتوقع، خلال حوار له مع صحيفة ديلي ميل في عام 2021، وقال عن ذلك: "في صباح اليوم التالي استيقظت لورا على سلسلة من الرسائل النصية من وكيلها والتي تضمنت أشياء مثل: لورا، ماذا حدث بحق الجحيم؟ ابحثي عن نفسك على جوجل"، وأضاف قائلا: "بعدها اكتشفنا أن جميع الصحف تظهر صور لنا ونحن نتبادل القبلات خلسة مثل المراهقين، أثناء المباراة بينما كان يجلس أمامنا ديفيد بيكهام".
بعد سنوات قليلة من الإعلان عن علاقتهما الرومانسية بطريقة غير متوقعة في أولمبياد لندن 2012، وتحديدا في سبتمبر 2016، تزوج الاثنان في احتفال زفاف عائلي، وأنجبا خلال علاقتهما ابنين، وفي عام 2020، أعلن جيسون اعتزاله، بعد أن أصبح في ذلك الوقت، أكثر الرياضيين الأولمبيين البريطانيين نجاحا على الإطلاق، أما لورا فقد أعلنت اعتزالها رسميا في مارس 2024، قبل أشهر قليلة من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024.
كاترينا كوركوفا Katerina Kurkova وماثيو إيمونز Matthew Emmons
مر الرامي الأمريكي ماثيو إيمونز بتجربة درامية للغاية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2004، التي أقيمت في أثينا باليونان، فبعد أن تعرضت بندقيته للتخريب في غرفة تبديل الملابس، اضطر إلى استعارة واحدة أخرى للمنافسة في البطولة، وبالرغم من فوزه بالميدالية الذهبية في مباراته الأولى إلا أن تصنيفه العالمي هبط من المركز الأول إلى المركز الثامن في مباراته الثانية، بعد فشله في تسديد طلقته الأخيرة في المباراة.
ماثيو إيمونز كان بالطبع محبطا للغاية، مما أثار تعاطف زملائه الرياضيين الآخرين، وخاصة الرامية التشيكية كاترينا كوركوفا، والتي قامت بمواساة ماثيو إيمونز، بكلمات مراعية، عندما التقطت به لاحقا، في إحدى الحانات، ويبدو أن ذلك كان بداية ارتباطهما عاطفيا في وقت لاحق، كوركوفا تحدثت عن ذلك خلال لقاء لها مع مجلة تايم في عام 2008، وقالت عن ذلك: "الطريقة التي تعامل بها مع هذه الخسارة بدت رائعة للغاية بالنسبة لي"، وأضافت قائلة: "إنه شخص لطيف حقا".
ماثيو إيمونز وكاترينا كوركوفا، تزوجا في عام 2007، وأنجبا خلال زواجهما أربعة أطفال، منذ ذلك الحين، قامت كوركوفا بدعم وتشجيع زوجها إيمونز، في حياته المهنية كرامي محترف، وكانت بجانبه، بعد تعرضه لخسارة محبطة أخرى في دورة الألعاب الأوليمبية لعام 2008. (لكنه فاز بالميدالية البرونزية في مسابقة منفصلة في ذلك العام)، وقالت في تصريح لها لوسائل الإعلام في ذلك الوقت، تعليقا على خسارة زوجها في الأولمبياد: "هذه الأشياء تحدث لسبب ما. لقد قلت ذلك في المرة السابقة وهذه هي الحقيقة".
إيرينا رودريجيز Irina Rodríguez وأندير ميرامبيل Ander Mirambell
هل تساءلت يوما ما إذا ما كانت الرومانسية الأوليمبية تزدهر بين الرياضيين في الأولمبياد الصيفية والأولمبياد الشتوية؟ في حين أن هذه ظاهرة نادرة إلى حد كبير، إلا أنها سبق وأن حدثت من قبل، وأحد أبرز الأمثلة على ذلك، قصة الحب التي جمعت ما بين السباحة المتزامنة الإسبانية إيرينا رودريجيز ومتسابق الزلاجات الصدرية الإسباني.
اللقاء الأول بين الاثنين، كان في عيادة للعلاج الطبيعي في دورة الألعاب الأوليمبية في فانكوفر عام 2010، حيث كانت أيرينا في ذلك الوقت قد بدأت عملها في العيادة، كمعالجة علاج طبيعي، بعد اعتزالها بعد مشاركتها في دورة الألعاب الأوليمبية لعام 2008، والتي فازت فيها بالميدالية الفضية، وأثناء عملها في العيادة، التقت بميرامبيل والذي ذهب إلى العيادة للحصول على علاج طبيعي كان بحاجة إليه حتى يتمكن من المنافسة في الأولمبياد في فانكوفر، بعد لقائهما الأول، بدأت علاقتهما الرومانسية، والتي أنجبا خلالها ابن واحد، إيرينا رودريجيز وأندير ميرامبيل، أطلقا أيضا قناة رسمية لهما على موقع يوتيوب، تحمل اسم AguaconHieloTV، ويعني اسمها "الماء مع الثلج"، وتقوم هذه القناة بتوثيق رحلاتهما ومغامراتهما معًا.