القوة والطاقة الإيجابية والولادة الجديدة... هذا ما ترمز إليه تطريزات فساتين الزفاف
بين التصاميم العصرية والكلاسيكية، أو الترندي والتقليدية، تجتاح الزخرفات فساتين الزفاف، كما يوليها عمالقة الموضة اهتماماً خاصاً. وغالباً ما يخطف أنظار العروس شكل التطريزات والزخرفة في التصاميم، خلال رحلتها في البحث عن إطلالة الزفاف؛حيث تتخلّل هاذين العنصرين تفاصيل ساحرة كافية أن تحوّل العروس إلى نجمة ليوم واحد في ذكرى خالدة لمدى العمر.
وفن التطريز هو عمل فني، استحوذ على صناعة الأزياء منذ آلاف السنين، من خلال تزيين الملابس يدويًا عبر الغرز بالحرير والخيوط بالترتر والخرز والريش واللؤلؤ. إلاّ أنّ هذا الفن شهد تغييرات كبيرة على مر السنين، لا سيّما في أنواع الغرز والأقمشة المستخدمة، وطريقة التنفيذ، التي انتقلت من استخدام الإبرة والخيط، إلى المكننة، فيما بقي الجوهر المتجذر في هذه الحرفة القديمة ثابتاً ولا يزال قائماً حتى اليوم.
في هذا التقرير، قمنا بتجميع باقة فساتين أعراس مزخرفة بأنماط تطريزات حديثة من آخر العروض، كي تغوصي أكثر في عالم من الشياكة والفخامة لإطلالة ملكية في يوم الزفاف. كما سنعرّفكِ على معاني ورموز التطريزات، كي تختاري ما يتوافق ورغباتك لتعزيز طلّتك العرائسية.
ما هي التطريزات التي يتخلّلها فستان الزفاف؟
نتفق جميعاً أنّ فستان الزفاف الفاخر الذي يتضمن الكثير من التفاصيل المصنوعة يدويًا والتقنيات الفريدة هو فستان فخم وأنيق يبرز أنوثة العروس، وهذاما يخلق الصورة الملكية الفاخرة.
هذا، ويمكن أن تتميّز فساتين الزفاف بعناصر كمالية ساحرة من التطريز، مثل الورود، وتخريمات الدانتيل، والخرز، والترتر، والشرائط، والأحجار الكريمة وحبات الكريستال واللولو.
وقد تختلف جودة هذه الزخرفاتوالتطريزات اختلافًا كبيرًا من مصمّم إلى آخر، حيث يستخدم البعض بلورات حقيقية، فيما يستخدم البعض الآخر خرزًا بلاستيكيًا، على سبيل المثال. فما رأيكِ أن تتعرّفي على أبرز أنماط الزخرفات ومعانيها؟
فساتين زفاف بتطريزات الورود ... ولادة مشرقة
رغم تنوّع تصاميم الزفاف وتحديثها عند كل استحقاق وموسم، يبقى لإطلالات العروس بالورود رونقاً خاصاً، لا سيّما في عروض الربيع، حيث تتفتح النباتات والأزهار معلنة ولادة جديدة. خلال العروض العرائسية الأخيرة التي تضمنت إطلاق مجموعات فساتين زفاف ربيع 2025، طغت الورود على فساتين الزفاف، من أسبوع نيويورك إلى ميلانو وبرشلونة. بالمقابل، أطلق عمالقة الموضة من مقر إقامتهم مجموعات الربيع بقالب ندر، تضمنت كذلك طبعات الورود بقالب فنّي وعصري.
فساتين زفاف بحبات السواروفسكي.. طاقة إيجابية للعروس
من الناحية الرمزية، تمثل البجعةأوswan جمال الطبيعة والحب الأبدي، وهو شعور ينعكس في حب سواروفسكي للكريستالات، كما تقول العلامة التجارية؛ فهل من عنصر أفخم من حبات السوارفسكي على فستان الزفاف؟
على الرغم من أنّ أحجار أو كريستالات سواروفسكي ليست في الواقع بلورات بمعنى الأحجار الطبيعية_ بل هي عبارة عن زجاج كريستالي جيد من صنع سواروفسكي في النمسا، لكنها تملك نفس طاقات الأحجار وكذلك طاقات الألوان، ما يعني أنها تجلب الطاقة الإيجابية والأمل والفرح والحظ السعيد وتقضي على الطاقة السلبية، وهذا حقاً ما تحتاجه اي عروس.
فساتين زفاف بالريش لتعزيز الأمل والتواصل
غالباً ما يمثل الريش القوة والتطوّر والأمل والحرية؛وهذا الأمر مستّوحى من الطيور التي تحلّق بحرية في السحب، إضافة إلى أنّ الريشة كانت تعني في الأزمنة القديمة رسالة مرسلة من الجانب الآخر، بهدف تعزيز التواصل وتوطيد العلاقات. من هنا، يرمز الريش في إطلالات الزفاف إلى الطيران والسماء والتواصل.
الأحجار في فساتين الزفاف.... مصدر قوّة العروس
تجسّد الأحجار الكريمة في فساتين الزفاف عنصر القوة، حيث يمكنها تحفيز طاقتك، وتقوية حدسك، كما تعمل كجاذب فعّال للثروة.وتقول الساطير إنّ الأحجار تعزّز ثقة المرأة بنفسها وتجذب الحب؛وحتماً لن تحتاجين إلى أكثر من هذه العناصر في يوم زفافك.
فساتين زفاف الخرز لتعزيز الأنوثة
كانت حبات الخرز في العصور القديمة ترمز إلى الاحتفال بالأنوثة والحياة الجنسية والخصوبة والشفاء من الأمراض. كما تقول الأساطير إنّها كانت ترمز إلى الحيض الأول والإغواء؛ وكلّ هذه العناصر أنثوية وتليق بالعروس حتماً.
فساتين زفاف بحبيبات الكريستال... رمز النقاء
بحسب الدراسات، ترمز حبيبات الكريستال إلى النقاء والكمال. كما يقال إنّ البلورات ذات الأحجار المحدّدة تساعد في تخفيف أمراض معينة مثل القلق والاكتئاب والأرق أو الأمراض الجسدية مثل مشاكل الجهاز الهضمي.
فساتين زفاف بحبيبات اللؤلؤ... دلالة البدايات الجديدة
يشكّل حفل الزفاف صفحة جديدة من كتاب بدايتك المستقبلية مع شريك العمر! فلن تختاري أنسب من حبيبات اللؤلؤ التي ترمز إلى هذا الأمر، خاصة إذا ما تم إقران الفستان المرصّع باللولو مع عقد من اللؤلؤ أو أي مجوهرات لؤلئيّة أخرى.
ولا يمكن إنكار حقيقة تميّز حبات اللولو التي ترقى بفستان الزفاف إلى مستويات عالية منالأناقة، حيث أن معظم اللآلئ تأتي باللون الأبيض كي تتجانس مع لون الفستان.
هذا، وأكثر ما يميّز حبات اللولو أنّها كانت تُستخدم منذ الأزمنة العابرة، ما يجعلها رمزاً يجسّد خلود فستان الزفاف؛ فعلى مرّ القرون، ارتبطت اللآلئ بالثروة والأنوثة والنقاء والحكمة والصبر والسلام. نظرًا لمظهرها، غالبًا ما تمت مقارنتها بالقمر، ويقال إن لها تأثير مهدئ. فخلال عام 1947، ارتدت الملكة إليزابيث الثانية واحداً من أكثر فساتين الزفاف شهرة في كل العصور، وكان مصنوعاً من الساتان الحريري واللؤلؤ الأبيض والخيوط الفضية والزينة المعقدة وطرحة التول الحريري. وفي عام 1956، ارتدت غريس كيلي فستان زفاف- يظهر الآن في متحف فيلادلفيا للفنون- مع دانتيل من الحرير وتول حريري، ولآلئ بذرة.
ما هي أصول الزخرفات في فستان الزفاف؟
يتميّز فستان الزفاف الأبيض أنّه يحوّل العروس إلى نجمة ولو ليوم واحد، حيث يكون الاهتمام منصباً عليها بالكامل. فما بالك إذا كان هذا الفستان مزخرفاً ومطرزاً؟ لا شكّ أنّه سيحوّلك إلى ملكة.
بداية، لنعود إلى أصول فساتين الزفاف البيضاء التي ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر فقط، بعد أن كانت الفساتين الملوّنة هي القاعدة والأساس في الزفاف.
في عام 1840، ارتدت الملكة فيكتوريا ثوبًا أبيض من نسج الحرير مزيّناً بدانتيل هونيتون في حفل زفافها على الأمير ألبرت، وبدأت النساء من يومها بتقليدها من خلال ارتداء الفستان الأبيض.
وبينما يشهد العالم اليوم أنماط تطريز مختلفة لفساتين الزفاف، لا بأس في العودة إلى أصول التطريزات التي تعود إلى الصين والشرق الأدنى؛ فيما انطلق التطريز أيام Cro-Magnon أو عام 30000 قبل الميلاد. هذا، وتكشف الاكتشافات الأثرية من هذه الفترة الزمنية عن بقايا أحفورية لملابس مزيّنة ومخيطة يدويًا بشكل واضح.
بعدها، تطوّرت الخياطة مع الزمن، وتم اختراع آلة للتطريز اليدوي في فرنسا عام1832 .
لكن التطريز انطلق فعلياً في العالم الغربي، عندما انفتحت التجارة بين الهند والشرق الأقصى، وتم استيراد الحرير والأقمشة والمنسوجات ذات الألوان الزاهية إلى أوروبا، وذلك بين أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر.
اللافت أنّ التطريز والزخرفة هما تجسيد لفنّ هندي قديم يتضمن عملية تزيين الأقمشة بمواد مثل الخيوط واللؤلؤ والخرز والريش والترتر. اليوم، تختلف الأقمشة ومواد التزيين المستخدمة في التطريز التقليدي من منطقة إلى أخرى.
الجدير ذكره اليوم أيضاً، أنّ الدانتيل المطرّز هو من أشهر أسماء أقمشة التطريز التي تعتمد عليها دُور الأزياء العالمية في تصميم أرقى الموديلات. فهو لا يحتاج إلى عمل إضافي في تزيينه، بل يأتي مجهّزاً بتطريزات في الخيوط اللامعة والخرز أحياناً.