المصممة السعودية ريم فيصل لـ"هي": أشعر بالاعتزاز والفخر لما تقدّمه المملكة في المرافق كافة
إنّها وثبة في الموضة والاقتصاد والفن والسياحة وكافة المرافق الحياتية. إنّها رؤية ثاقبة عصرية. إنّها امتداد لإرث تاريخي سطّر فصولاً بالاعتزاز والفخر. إنّها احتفالية سبتمبر باليوم الوطني السعودي.
تزامناً مع هذه المناسبة الوطنية، اخترنا في موقع "هي" أن نحتفي مع الرائدات والمثابرات والطموحات والمجتهدات، لنسطّر معهن سطوراً جديدة من النجاح في قصص هنّ بطلاتها. احتفالاً باليوم الوطني السعودي، تحدثت "هي" مع رائدة الأعمال وأول كوتش متخصص بالأزياء في المملكة، الحاصلة على بكالوریوس في تصمیم الأزیاء بدرجة تفّوق من جامعة ماري ماونت في الولايات المتحدة الأميركية، المصممة السعودية ريم فيصل. محطات عديدة شملها الحوار: حديث عن القفزة الاستراتيجية في المملكة وتطرّق لذوق العروس السعودية ومعايير النهوض بصناعة الأزياء.
ضيفتنا متميّزة. فهي بين الأبرز في المجال، نظراً لتعدّد اختصاصاتها وتنوّع الخدمات التي تقدمها في مجال الموضة؛ فقد أسّست ريم فيصل 5 منشآت خاصة بالتفصیل الفردي والكمّي للأزیاء في السعودیة وأطلقت منصة تعلیمیة في ریادة مشاریع الأزیاء في الشرق الأوسط؛ كما شاركت كمستشارة للمشتركین في برنامج الأزیاء الأشھر في العالم العربي "رانوي بروجكت ميدل إيست".
أمّا في ما يتعلّق بالعروس، فتنظر ريم فيصل إلى لغة الجسد كعنصر أساسي في إبراز الطلّة، وتراقب سلوك العروس وتحرّكاتها كي تطلقها بطريقة تعبّر عنها لتضفي سحراً على يوم الزفاف.
تابعي حوار "هي" مع المصممة السعودية ريم فيصل التي شاركتنا خططاً وأفكاراً لتعزيز دور الأزياء من المملكة إلى العالم.
-
ما الدعم الذي يقدمه القيّمون وقادة صناعة الأزياء في المملكة لتعزيز دور المصمم السعودي؟
يتمثل دعم قطاع الأزياء في السعودية من خلال خطوات حثيثة يسعى إليها قادة القرار في مجال الأزياء، من شأنها تعزيز دور المصمم السعودي. تتجسّد هذه الخطوات في مبادرات تقوم بها المؤسسات الحكومية السعودية عبر هيئة الأزياء وهيئة الثقافة وهيئات أخرى مثل "منشآت"؛ حيث تقوم هذه المؤسسات بدعم قطاع الأزياء والمتمرّسين في المهنة من الروّاد والمصممين، لتطال كافة مراحل التنمية والإنتاج.
الجدير ذكره أنّه في يومنا هذا تتعدّد مصادر التعليم في المملكة، من خلال إعداد برامج تدريبية مهنية؛ كما توسّع الانتشار والظهور من خلال المنصات الإعلامية والفعاليات الهامة كأسابيع الموضة في السعودية وغيرها.
هذا، ونتطلعّ نحو التنمية الواعدة في القدرات الصناعية والهياكل القانونية المتاحة لمشاريع الأزياء المختلفة تحت رؤية 2030.
-
ما هي برأيكِ الجهود التي يحتاج إليها قطاع الأزياء السعودي كي ينهض لمستوى مثمر من العائد المادي لاقتصاد الوطن؟
أعتقد أنه يمكن للقادة في قطاع الأزياء بذل الجهود الكافية لتحديد التخصّصات في صناعة الأزياء التي تتماشى مع ثرواتنا، من مهارات كوادر، وإمكانيات هندسية وصناعية، وثروات وموارد طبيعية. إذ لا يعقل أن نمكّن الممارسين وأصحاب المشاريع في نفس الاتجاهات الموجودة في العالم، دون التميّز وتركيز الجهود وتلقي الدعم الحكومي في تخصصات معينة.
على سبيل المثال، بدلاً من تمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة في تفصيل الأزياء حسب الطلب، الأجدر الاستثمار من خلال تمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة في تقنية طباعة الأقمشة وصناعة الخامات بما يتناسب مع مصادرنا الطبيعية في المملكة، وذلك بهدف التخفيف من استيراد الموارد من ناحية، ولتمييز المنتجات السعودية القادرة على تصدير المنتج للخارج من ناحية أخرى.
-
مع التطوّر الحاصل، هل تأثر مزاج العروس وذوقها في اختيار طلتها برأيك؟
بظلّ الانفتاح الحاصل من خلال انتشار مواقع التواصل، أصبح لكل عروس خيارات متنوّعة وعصرية. كما نشهد لوطننا الانفتاح اللافت في كافة الأمور الحياتية؛ لذا، من الطبيعي أن تتأثر العروس السعودية، شأنها شأن أي مواطن، بالاتجاهات والموضة؛ لكنها لا تزال تحافظ على عادات وتقاليد المملكة، وهذا أمر يسرّني. فالحفاظ على عاداتنا وثراتنا سمة تحمل في معانيها الكثير من عناصر الوفاء والفخر.
-
كيف تغيّر ذوق العروس السعودية مؤخراً؟ وما هي الاتجاهات التي تركز عليها؟
تواكب العروس السعودية الذوق العام في ما يتعلّق بالجمال والموضة؛ وهي بذلك أصبحت تأخذ في عين الاعتبار عدّة عناصر في يوم الزفاف، كاختيارها لثيم حفل الزفاف والإضاءة في التصوير. كما تطلّع العروس إلى تعزيز الإحساس بالرفاهية من خلال الاهتمام بكافة التفاصيل للحصول على حفل متكامل وتعزيز ظهورها بشكل لائق في يوم الزفاف. ورغم ديمومة عنصر الفخامة في الأعراس السعودية إلى يومنا هذا، إلاّ أنّ هذا العامل أصبح مرتبطاً بمعايير أخرى تاخذ في عين الاعتبار راحة العروس وتنسيق إطلالتها مع الديكور.
إلى ذلك، هناك خطوة أوّد التنويه بها، وهي الخطوة المعتمدة بشكل واسع في يومنا هذا، والمتمثلة بإعادة استخدام فستان الزفاف في المستقبل، من خلال التخطيط لأفكار إبداعية وتقنيات خاصة تمنح هذا الفستان فرصة إعادة الظهور خلال سنوات بعد الزواج؛ وهذا لا شكّ يساهم في تجذير الموضة المستدامة، التي أصبحت محور اهتمام صنّاع الأزياء حول العالم.
-
كيف تنظرين إلى التطوّر الحاصل في المملكة والقفزة الكبيرة التي ترافق كافة المرافق الحياتية؟
أشعر بالفخر الكبير والإعتزاز الشديد جرّاء التطوّرات التي نشهدها كشعب سعودي في الميادين الصناعية والثقافية كافة. فقد انطلقت رؤيتنا المستقبلية بهدف إحياء التراث القيّم في مواكبة للتطوّر الحاصل والسعي نحو المستقبل، وهذا من شأنه أن يعزّز هويّتنا بين المجتمع العالمي.
حقيقة، لا يقتصر التطوّر على جوانب معيّنة، بل يقوم وطننا بقفزة شاملة تطال كافة المرافق بهدف تحسين نمط حياتنا الى الافضل.
يكفينا الخطوات الهامة التي قامت بها المملكة في السنوات الأخيرة نحو تعزيز دور المرأة، وذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن تحفيز دور الشباب اليافعين للمشاركة في الخطوات المستقبلبة. كل ذلك جعل السعودية مثالاً يُحتذى به. ولعلّ أبرز ما تتمثل به القفزة التي قامت بها المملكة، هي انتقال دور السعودية من بلاد مواكبة للتطوّر، إلى وطن سبّاق وضع نفسه في الصدارة، إلى حدٍ أصبحت الدول الكبرى تترقب تطوّر المملكة في خطواتها نحو المستقبل. لهذه الخطوات تأثير جذري في إعادة تشكيل الأجيال القادمة للتوصّل نحو مجتمع قيّم يسعى نحو الأفضل في كافة المرافق الحياتية.
-
أخبرينا عن آخر مجموعة لكِ في إطلالات الزفاف
- في مجموعتنا الأخيرة، انصب اهتمامنا على التنوّع والابتكار والتميّز في عالم تفصيل أزياء الاعراس، من خلال اعتماد الدانتيل والخامات العالية الجودة من مصادر مختلفة في العالم، لتلبية كافة الأذواق والرغبات. كما اعتمدنا تقنيات جديدة لتحويل أسس وقوام فستان الزفاف لأزياء أكثر عملية مساهمة منا في تعزيز الموضة المستدامة.
-
أخبرينا عن Fashion The Mentor الذي تتولين إدارته وأهميته في صناعة الأزياء.
منصة دا فاشن منتور هي منصة متكاملة تطرح حلولاً جذرية، من خلال التمكين الإداري والمالي عند القيام بمشاريع تتعلّق بالأزياء، بالإضافة إلى الاهتمام بجوانب الإنتاج بكفاءة عالية تضاهي معايير المنافسة في سوق الملابس.
تقدم منصتنا جلسات استشارية وجلسات حول التطوير المهني للأفراد والمؤسسات التي تُعنى بقطاع الأزياء، ناهيك عن أنّها دار إنتاج تحت إشراف سعودي بالمطلق.
-كونك أول كوتش متخصص في الأزياء بالمملكة، ما هي الأخطاء التي تنصحين العروس بتجنبها في يوم زفافها؟
أنصح العروس باستشارة محترفين فيما يخصّ إطلالتها في يوم الزفاف، كي يساعدوها في تحضير كافة المتطلبات والعناصر المطلوبة في اليوم الكبير، من جلسة التصوير وكيفية التصرف والزينة وغيرها؛ كما لا بدّ من استشارة من يدعمها في الظهور من خلال التركيز على لغة الجسد والمقوّمات المطلوبة لإطلالة ناجحة.
-ما هي المعايير التي تنصحين بها العروس عند اختيار فستان زفافها؟
من الضروري أن تمثّل العروس نفسها عند اختيار فستان الزفاف، حيث تترك انطباعاً عن شخصيتها وطبعها وعاداتها. أنصحها أن تبحث دائماً عن فستان يجسّدها بالكامل، ويكون خالداً مدى العمر. ليس من الضروري أن تتبع العروس اتجاهات الموضة، بل من الأفضل أن ترتدي فستاناً كلاسيكياً يمكنها مشاركته مسقبلاً من خلال الصور، مع أبنائها وأحفادها في ما بعد.