عروس

ناصر العوجان لـ "هي": أستقي من تراث وثقافة وطني كي أرقى بعالم الزفاف إلى مستويات عالية

لطيفة الحسنية 
23 سبتمبر 2024

أعاد للزفّة مفهومها الصحيح وقدمّها بأسلوب يليق بثقافة بلاده؛ إنّه فنّان الزفّات وصانع إيقاعها في السعودية، الحريص على إتقان الأداء والتدقيق بالتفاصيل، المنتج الموسيقي ومتعهد الحفلات ناصر العوجان، الذي ينطلق من هويته الأصيلة وثقافته ذات الإرث الكبير، ومن نظرة الفخر والاعتزاز بوطنه لينتقل في مسيرته التطويرية في عالم الزفاف.  العوجان ليس منتج زفّات فحسب، بل هو مصمّم حفلات الزفاف ومصمّم موسيقي ينتقي كلماته لينصف العروس وينصف بذلك الحفل. سخيّ بمعلوماته، بل أكثر من ذلك، ينتظره الجمهور كي يستقوا من إرشاداته لينقلوا مستوى أفراحهم إلى درجات أعلى من الرقي والفخامة. ضيفنا اليوم هو صاحب ومؤسس "زفاتكم"، الاسم العلم والعلامة المعروفة في المجال، ناصر العوجان، الذي حاورته "هي" بمناسبة اليوم الوطني السعودي. تابعي الحديث واثري تجربتك القادمة بكمّ هائل من النصائح لحفل زفاف ميمون، مبارك وفخم.

صاحب شركة زفاتكم، ناصر العوجان
صاحب شركة زفاتكم، ناصر العوجان
  • بالإضافة إلى إبداعك بالزفّات، لاحظنا النصائح القيّمة التي تقدمها للعروسين. أخبرنا تفاصيل  أكثر عن الخدمات  التي توفرها "زفاتكم".

قد يعتقد كثيرون أن "زفاتكم" محصورة فقط بالزفّات نسبة للاسم الذي تحمله، وإنّما "زفاتكم" هو اسم العلامة التجارية فقط، حيث تندرج تحته خدمات متنوّعة ومتعددة، منها صناعة كلّ ما يتعلّق بعالم الموسيقى: نبدأ من إعداد أغانٍ خاصة لكافة المناسبات، وتلك ليست محصورة فقط بالزواج، بل تتعدّاها لمناسبات أعياد الميلاد وذكرى الزواج، وحتى الأغاني الوطنية والأوبريتات. فنحن نقدم خدمات واسعة، أبرزها صناعة الموسيقى كلحن، ومسيرات، وتخرّج،  أي كلّ ما من شأنه أن يُعنى أو يخدم أو يكون تحت مضلّة الموسيقى. ليس هذا فحسب، يل تعمل "زفاتكم" كمتعهد لتنظيم الحفلات، لا سيّما  في ما يتعلّق بتأمين النجوم والفنانين وكل ما تحتاجه المناسبة.

  • ما هي البصمة التي تميّزك في مجال  تنظيم الأعراس؟ وما هي رؤيتك الخاصة لهذا المجال؟

البصمة التي تميز "زفاتكم"، وشخصياً ما يميّزني كمصمم للزفّات، ناصر العوجان، هو أنّي أبتكر ولا أقلّد؛ حيث نسعى جاهدين إلى أن لا ننسخ أعمال غيرنا، رغم احترامنا الكبير للزملاء في المهنة.  ولا شكّ أنّ هذا التباين مطلوب في عملنا لتحفيز الإبداع والتنوّع من خلال  إبراز الألوان وتدرّجاتها والتصاميم والانتاج، بحيث تتوفر الكثير من الخيارات، حتى يبرز ما يقدمه ناصر العوجان! ولكن، الأهم في البصمة التي نقدّمها في عالم الأفراح هي ناتجة عن رؤيتي الخاصة لهذا المجال، حيث أنافس وأتحدّى نفسي فقط ودائماً، كي أكون أفضل من السابق. من هذا المنطلق، أنظر لكل عروس كمنبر للإبداع، وفي الوقت نفسه أتحدى ذاتي في العرس الذي يليه كي أصنع الأفضل كل مرّة. 

  • ما هي أنواع الزفّات التي تنصح بها للعروس بحسب شخصيتها؟

بفضل الخبرة التي وصلت إليها، نتيجة 22 سنة في العمل بهذا المجال، أصبحت مخوّلاً أن أجعل تصنيف العرائس عندي مندرجاً تحت أربع شخصيات رئيسية: الشخصية الأولى، وهي الشخصية التي قد يصفها البعض بالغرور، فيما أراها صاحبة شخصية ملكية، لا تبتسم كثيراً، وتناسبها  موسيقى الأوركسترا أو الأوبرا، أو الأنماط المماثلة. أمّا الشخصية الثانية، فهي الشخصية الاجتماعية التي تشعرك وكأنّك تعرفها منذ سنوات، بطبيعتها المبتسمة دائماً بطريقة تدخل القلب دون إستئذان؛ هذه العروس يناسبها النمط الشرقي والخليجي، وتحديداً آلتي العود والقانون. أمّا الشخصية الحالمة والخجولة والناعمة التي لا تحب الأضواء، وتعيش الموسيقى التي تسير على إيقاعها بهدوء، فهي بالغالب تعشق آلتي البيانو والكمان.  أمّا الشخصية الرابعة، فهي الشخصية الكلاسيكية، والتي نطلق عليها صفة الموروثية، أيّ العروس التي تفضّل الأساليب القديمة مثل الهبسة، العدة، المختري، الدق والمزاهر، حيث نسعى هنا أن نخلق تناغماً في هذا الإطار من خلال إدخال النمط العصري على الزفّة.

  • ما هي أنواع الزفات التي تنصح بها للعروس السعودية؟

برأيي، مهما تطوّرت الأمور والأحداث، ومهما تنّوعت والموسيقى وتجدّدت، لا بد أن تبقى في إطار ثقافة العروس وبيئتها. فاليوم، على سبيل المثال، صنعت زفّة ليبية بأسلوب عصري، ولكن ضمن حدود الثقافة الليبية؛ والحال نفسها تنطبق على منطقة الخليج وتحديداً السعودية. فلو حتى اختارت العروس موسيقى أوروبية خالصة، لا بدّ أن تتضمن هذه الموسيقى  لمسة أو لمحة أو إيقاع عربي، ليتجانس الثيم مع شخصية وهوية العروس؛ وهذه هي نصيحتي لكلّ عروس: أن لا تخرج عن إطار تقافتها حتى لو أردات أن تغيّر في مفهوم الموسيقى.

  • لفتنا ما تقدمه من نصائح مفيدة لتحرّكات العريس في يوم الزفاف. زوّدنا بالمعايير الأساسية التي على العريس التمسّك بها.

غالباً ما ينقص العريس الخليجي أو السعودي المعلومات والإرشادات الكافية للتصرّف في هذا الحفل العظيم، واسميّه عظيماً لأنّ هذه المناسبة تملك كافة المقوّمات العظيمة من جمهور وكاميرات وحدث يحصل للمرة الأولى في العمر. وحتى لو كان يملك العريس فكرة وافية عن طريقة ارتداء البشت، لكنّه قد لا يملك الدراية اللازمة لكيفية تعامله مع العروس في تلك اللحظات، خاصة في عملية التصوير. فلا بدّ أن يتم تقديم الإرشادات الكافية له لخلق تناغم مع عروسه مع الحفاظ على هيبته كرجل شرقي أو سعودي خليجي على وجه التحديد. لذلك أحرص على تقديم المشورة اللازمة كوني ابن هذ البلد وأدرك جيداً العادات والتقاليد الصحيحة لإنجاح الحفل.

  • ما تطرّقت له في هذا الفيديو هام جداً لناحية اتباع اللهجات الصحيحة. أخبرنا أكثر تفاصيل متعلقة بالأسباب وأهمية هذا الأمر.

قد يكون منتج الزفة مختلفاً عن باقي المنتجات التي تختارها العروس، فلا بدّ من الذي يقدّم الزفة أن يكون قريباً من ثقافة العروس ودائرتها. على سبيل المثال، لا يمكنني أن أكتب كلمات لعروس مصرّية لأنّي ببساطة لست مصرياً. الحال نفسها تنطبق على السعودية، فكي أكتب كلمات الزفة لعروس سعودية، يتعيّن عليّ أن أكون ابن هذا البلد حتى أعرف المخرجات والمفردات والكلمات التي تتناسب مع ثقافة العروس. برأيي، المنتج الموسيقي هو كالسهل الممتنع، قد يكون بسيطاً بالنسبة لكثيرين لكنّه عميق جداً ولا بدّ من حسن الاختيار للكلمات وغيرها من العناصر الأساسية لإنجاح العمل.

  • بحكم خبرتك الطويلة في مجال الأعراس. كيف تغيّر مفهوم الأعراس في السعودية خلال السنوات العشرين أو العشرة الأخيرة؟

ما أقدّمه اليوم كناصر العوجان في عالم الأفراح وتحديداً الزفات، مختلفاً مجتمعياً عن ما كانت عليه الحال منذ عشر سنوات، حيث كان من الصعوبة بمكان تقبّل أية أفكار جديدة؛ وهذا بالفعل كان أمراً صعباً حتى أقنع مجتمعاً بأكمله أنّ ما أقدمه هو المنهج الحقيقي والمفهوم الصحيح للزفة. ولم تكن الزفة قبل عشر سنوات بنفس أهميتها اليوم، لكن ساهمت مواقع التواصل بدور فعّال لناحية اطلاع السعوديين على كل جديد على صعيد العالم؛ خاصة وأنّ الزفّة هي العامود الفقري للاحتفالية كاملة وهي جوهر الزفاف. لذلك، استطعت أن أقنع الجميع بالبروتوكول الصحيح، وقد كتبت عني إحدى المجلات كيف "أعدت للزفّة مفهومها الصحيح". فشخصياً، أنا لم أبتكر الزفة لكن أخذت المنهج الصحيح وقدمته بمفهوم يليق بثقافة بلدي.

  • ما هي القواعد الأساسية التي يجب اعتمادها في الزفة لعرس مميّز؟

حتى تنجح الزفة، يتطلب الأمر قواعد أساسية تكمن في اهتمام العروسين بالتفاصيل، منها الصوت، أي أن يتم اختبار صوت الزفة واختبار الإضاءة أيضاً بحيث تتناغم مع الزفة، وأن يتم تدريب العروسين لناحية سيرهما خلال الزفّة لخلق تناغم مع الإيقاع وتحرّكهما. فعندما تيتم تأدية هذه الخطوات بحرفية وتناغم، نضمن نجاح الزفّة وتميّزها، وبالتالي تميّز حفل الزفاف.

  • زوّدنا بنصائح للعروس كي تظهر كالملكة في حفل زفافها!

النصيحة التي طالما أردّدها طيلة مسيرتي في هذا العمل، هي أن تأخذ العروس في عين الاعتبار ما أقوله وأنشره على صفحاتي من نصائح وإرشادات، وأن لا تتهاون بهذه اللحظة العظيمة في يوم زفافها، وأن لا تقبل بأقل من الأفضل وأن لا تعتمد على من يساعدها فقط، بل أن تخوض التجربة بنفسها وأن تتدرّب بعناية قبل يوم الزفاف. فهذه اللحظة لن تعود، وفي حال حصول أي خطأ، لن يمكنها التعويض في ما بعد. 

  • أخبرنا تفاصيل اكثر عن العرض التراثي المميّز هنا!

التراث في في أي بلد هو الهوية والثقافة؛ فلن يكون هناك نجاح في المستقبل في حال تغافلنا عن الماضي، فهو الأساس الذي نبني عليه حاضرنا ومستقبلنا. لذلك، أحرص دائماً كناصر العوجان وكمصمم موسيقي ومصمم زفاف، ورغم تطوّري، أن أحافظ على تراثي وتجسيد بيئتي وأن لا أغيّر بهذا التراث، بل أن أطوّر عملي من خلاله في إطار لائق وجميل، خاصة وأنّ التراث السعودي  مميّز جداً، ويُعتبر متشابكاً مع باقي دول الخليج، وهذا أمر نفتخر به ولا بدّ من ترسيخه للأجيال القادمة.

  • ما هي المواقع التي تنصح بها لإقامة حفلات زفاف في النجد؟

كلمة نجد هي شمولية وكبيرة جداً. في الزمن الحالي، أتمنى أن نميّز منطقة العلا، ورغم أنّها في شمال النجد، إلاً أنّها تحتوي على الكثير من المميّزات المتفردة. هذا، وتتمتع العلا برمزية خاصة في السعودية، لا سيّما في الحفلات النهارية والتي تُقام في  الهواء الطلق، وذلك نظراً لطبيعتها الصحراوية وشكلها الساحر. فلا موقع أجمل من أن نرى العروس تُزّف في الصحراء أو بين الجبال، لخوض تجربة لا تُنسى.

  • ما العادات التي أكثر ما تميّز السعوديين في حفلات زفافهم وترغب بانتشارها حول العالم؟

من أهم العادات التي تميّزنا كسعوديين في حفلات الزفاف، هو عامل الإبهار الذي يحيط بمناسباتنا، وهذا ما أفتخر به شخصياً، خاصة وأننا نظهر دائماً بشكل راقٍ وفخم. وعندما نقارن حفلات الزفاف لدينا ببعض البلدان الأخرى، نلاحظ كيف الصمت يكون سيّد الموقف هناك، حيث  قد يقتصر الحفل على مطرب أو مطربة يقدمون وصلتهم الفنيّة فيما يشارك  الحضور من خلال الاستماع دون أي تفاعل واضح. بالمقابل، نلاحظ ببلدان أخرى مبالغة في الاحتفال حيث تأخذ المناسبة طابعاً شعبوياً خالصاً قد ينتقص من قيمة الحفل ككلّ وقيمة العروس بشكل خاص؛ إنّما في السعودية، فالأمر مختلف، حيث استطعنا أن نحافظ على الموقع الوسطي، أي الاحتفال بفرح لكن بأسلوب راقِ؛ وهذا ما يتجسّد من خلال نمط حياتنا حيث نرسم الفرح والسعادة دون الخروج عن الذوق العام، وهذا برأيي أهم ما يميّز حفلاتنا في المملكة.