عشرون عاماً من الإبداع... منظم حفلات الزفاف زياد نصار لـ"هي": هذا الثيم هو الأقرب إلى قلبي
عشرون عاماً أمضاها زياد نصّار في إعادة تشكيل تصميم الحفلات والفعاليات، فحوّلها إلى منارة في فضاء الأفراح وميادين الحب والترفيه. مسيرة أعوام انبثقت كسراج منير ينشر إشعاعاته في عالم الزفاف، متخذا بذلك خطاً منفرداً لدى تنظيم المناسبات، ومتخطياً بذلك المألوف في التنظيم والتنسيق والتصميم؛ ومتجنباً اتباع اتجاه معيّن لحفلات الأعراس. فقد خلق نصار اتجاهاته الخاصة،في مسعاه الحثيث كي يروي قصة العروسين من خلال مؤثرات استثنائية تضفي سحراً ورونقاً على موقع الحفل.
بظلّ تنوّع الثقافات والتقاليد والأذواق بين بلد وآخر، يتميّز نصّار بصناعة حفل زفاف متفرّد بطريقته غير المتوقعة، من خلال تحقيق أحلام العروسين، سواءً كان ذلك من خلال تصميم الديكورات الفخمة، أو اختيار الزينة الأنيقة والأزهار المتسقة، أو تحضير الأطباق الشهية، في عالم خاص يمنح الزوجين فرصة لإضفاء لمسة شخصية فريدة على يومهما الخاص، وإظهار جوانب من شخصيتهما وقصة حبهما.
للحديث أكثر عن مسيرة العشرين عاماً من العمل الحثيث والجهد المتواصل، أجرت "هي" حواراً خاصاً مع زياد نصّار وعادت بتفاصيل غنيّة عن مسيرته المتلاحمة مع قصص العروسين المروية ببراعة.
- بعد عشرين عاماً من الإنجازات في عالم الأعراس، كيف يمكن تحديد بصمة زياد نصار الخاصة؟ وما هي علامات التميّز التي كلّلت المسيرة؟
تتجلّى بصمتنا في عالم الأعراس من خلال تقديم تجارب زفاف استثنائية تجمع بين الابتكار والترف، حيث يتم المزج بين الحداثة والتقاليد بشكل فني وراقٍ.
وتُعرف علامتنا بالاهتمام الدقيق بالتفاصيل، وتخصيص كل حفل زفاف ليتناسب مع رؤية العروسين، مما يجعل كل تجربة فريدة وغير متكرّرة، من خلال مسيرة حافلة بالإبداع وتقديم تجارب لا تُنسى للأزواج الذين يبحثون عن التفرد والرفاهية.
ولعلّ أبرز ما يميّزنا هو:
• الإبداع في التصاميم: القدرة على تصميم أجواء مبتكرة تتناغم مع رغبات العروسين.
• تنفيذ متكامل للحفلات: تقديم خدمات شاملة تغطي جميع جوانب الزفاف.
• التعاون مع نخبة من المحترفين: العمل مع أفضل المصممين والمبدعين في هذا المجال، مما يضمن تقديم مستوى عالي من الجودة والتميز.
• التوسع الإقليمي والدولي: نجاحنا في التوسّع بأسلوب فريد إلى مختلف البلدان في الشرق الأوسط وخارجه.
-
ما الذي تغيّر في عالم الأعراس من 20 سنة لليوم؟
على مدار العشرين عامًا الماضية، شهد عالم الأعراس تغييرات كبيرة تمثلت في عدة جوانب، من بينها:
- التكنولوجيا والابتكار: أدّى التطوّر التكنولوجي إلى تغييرات جوهرية في تنظيم الأعراس، بدءاً من استخدام تقنيات الواقع الافتراضي في تصميم القاعات واختيار الديكورات، وصولاً إلى استخدام الإضاءة الذكية والمؤثرات التفاعلية مثل الخرائط الإسقاطية. (projection mapping)
- وسائل التواصل الاجتماعي: أصبح تأثير وسائل التواصل الاجتماعي واضحًا، حيث يعتمد الأزواج على منصات مثل إنستغرام وPinterest كمصدرين للإلهام واختيار ثيمات الزفاف. كما ساعدت هذه المنصات في تعزيز توقعات الحضور، مما زاد من التوجّه نحو التميز والابتكار.
-التخصيص: في الماضي، كانت حفلات الزفاف تتبع قوالب تقليدية، بينما اليوم يسعى الأزواج لتخصيص كل التفاصيل وفق شخصياتهم واهتماماتهم الخاصة، فأصبحت الأعراس أكثر تفرداً وتعكس قصص الحب بأسلوب شخصي ومميز.
- التوجّه نحو البساطة والأناقة: في حين كانت حفلات الزفاف الفخمة والكبيرة شائعة في السابق، بدأ العديد من الأزواج اليوم يفضلون البساطة مع لمسات أنيقة. وأصبح الزفاف العصري يميل إلى التفاصيل الدقيقة والجودة العالية بدلاً من الكمية.
- تغيّر الأذواق والمفاهيم: خلال السنوات الأخيرة، تغيّرت التقاليد والمفاهيم المتعلقة بالزواج وحفلات الزفاف. فقد أصبح من الشائع إقامة حفلات في وجهات غير تقليدية مثل الشواطئ أو الأماكن الريفية، وابتكار تجارب فريدة بعيداً عن القاعات التقليدية.
- الاستدامة والوعي البيئي: في السنوات الأخيرة، زاد اهتمام الأزواج بالاستدامة في حفلات الزفاف، من خلال استخدام مواد قابلة لإعادة التدوير أو تقليل الهدر في الطعام والديكورات، ليصبح الزفاف صديقًا للبيئة.
باختصار، تغيّر عالم الأعراس ليصبح أكثر تطورًا، تخصصًا وابتكارًا، مقارنة بما كان عليه قبل 20 عامًا.
-مع تعدّد ثيمات حفلات الزفاف، ما هي الأقرب إلى قلبك؟
مع تعدّد ثيمات حفلات الزفاف، من الصعب اختيار واحد فقط، ولكن الأقرب إلى قلبي هو الثيم الكلاسيكي الفاخر الذي يجمع بين الأناقة والتفاصيل الراقية. يتميّز هذا النوع بالبساطة الأنيقة والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة التي تضفي لمسة من الفخامة والرقي. فالإضاءة الدافئة، الزهور الطبيعية الفاخرة، والألوان الناعمة مثل الأبيض والعاجي والذهبي تخلق أجواء ساحرة وخالدة.
كما يعكس هذا الثيم جمال التقاليد وعراقة الأصالة مع الحفاظ على حداثة التنفيذ والتصميم، مما يجعله مزيجًا مثاليًا بين التراث والابتكار.
-خلال هذه المسيرة، ما هي حفلات الأعراس التي ساهمت بانتشار اسم زياد نصار؟ وما هي أبرز العناصر التي تضمنتها؟
خلال مسيرتي في عالم الأعراس، كانت هناك عدة حفلات زفاف بارزة ساهمت بشكل كبير في انتشار اسمي في المنطقة. بعض هذه الحفلات تميزت بالابتكار والتصاميم المبهرة، ومن أبرزها:
- حفلات زفاف الشخصيات المرموقة: تنظيم حفلات لأفراد من العائلات المالكة ورجال الأعمال البارزين، حيث تم الجمع بين الفخامة والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة لتقديم تجربة لا تُنسى. تميّزت هذه الحفلات بالتخطيط المثالي والديكورات الفاخرة المصممة خصيصًا لتلائم ذوق العروسين
- حفلات زفاف الوجهات الفاخرة(Destination Weddings): تميّزنا في تنظيم حفلات زفاف في وجهات ساحرة مثل الشواطئ أو القصور الفاخرة حول العالم، كفرنسا، وإيطاليا وتركيا. جمعت هذه الأعراس بين الفخامة وجمال المكان، مما خلق تجربة مبهرة للضيوف والعروسين.
- حفلات زفاف مستوحاة من التراث: نظمنا حفلات زفاف مستوحاة من التقاليد الثقافية والتراث، حيث تم دمج لمسات حديثة مع العادات الأصيلة. وتميّزت هذه الأعراس بالمزج بين الماضي والحاضر في تجارب زفاف راقية.
- حفلات زفاف ثيمية مبتكرة: نظمنا حفلات بتصاميم ثيمية فريدة مثل "الزفاف تحت النجوم" أو "الزفاف الشتوي الثلجي"، حيث تم استخدام تقنيات الإضاءة والمؤثرات البصرية لخلق أجواء حالمة لا تُنسى.
وأبرز العناصر التي تضمنت هذه الحفلات:
- تصاميم مخصصة بالكامل: تم تصميم كل حفل زفاف بطريقة متفردة ليناسب ذوق العروسين، ما جعل كل تجربة مميزة وفريدة.
-التنظيم المتكامل: من إدارة الحفل إلى الترفيه، تم الاهتمام بكل جانب لضمان تجربة سلسة وممتعة.
- الإضاءة والديكورات الفخمة: الاعتماد على تقنيات إضاءة مبتكرة وتصاميم ديكور فاخرة خلقت أجواء ساحرة لكل حفل.
ساهمت هذه الأعراس المميزة في بناء سمعة زياد نصار كأحد أهم منظمي حفلات الزفاف الفاخرة في المنطقة.
-كلبناني الانتماء والهوية، ماذا نقلت من حضارة بلدك إلى العالم؟
كوني لبناني الانتماء والهوية، استطعت أن أنقل جوانب متعددة من حضارة وطني إلى العالم من خلال عملي في تنظيم حفلات الزفاف. أحد أبرز الأمور التي نقلتها هو مفهوم الضيافة اللبنانية، الذي عُرف به لبنان عبر العصور. فقد حرصت على أن تكون الضيافة في حفلاتي تعبيراً عن هذا التراث، حيث يشعر الضيوف دائماً بالترحيب والراحة بفضل كرم الضيافة اللبناني الذي يظهر في كل التفاصيل.
كما نجحت في مزج الفخامة بالأصالة اللبنانية، إذ تتضمن تصاميم حفلاتي لمسات تقليدية تعكس الحرف اليدوية اللبنانية، والنقوش الشرقية، والعناصر المعمارية المستوحاة من التراث اللبناني. هذا المزيج بين الحداثة والعراقة أضفى على الحفلات لمسة فريدة تمثل الحضارة اللبنانية بكل ثرائها.
إلى جانب ذلك، كان للطعام اللبناني دور مهم في كافة الفعاليات؛ حيث استطعت نقل المطبخ اللبناني، المعروف بجودته وتنوعه، إلى الحفلات الدولية، وقدمنا للضيوف أطباقًا تمزج بين النكهات التقليدية والتقديم العصري، مما أضاف تجربة غنية للضيوف.
الموسيقى اللبنانية كانت أيضًا جزءًا لا يتجزأ من حفلاتنا، إذ حرصنا على إدخال الألحان والأغاني التراثية اللبنانية إلى الأجواء الموسيقية في المناسبات التي ننظمها، ما ساهم في نشر الثقافة الموسيقية اللبنانية على نطاق واسع.
وأخيرًا، الإبداع والمرونة اللذان يشتهر بهما اللبنانيون كانا حاضرَين في كل مشروع قمنا بتنفيذه. فقد أظهرنا مرونة وقدرة على التكيّف مع أي تحديات نواجهها، محولّين الأفكار إلى واقع بأعلى مستوى من الجودة والإتقان. بهذه الطريقة، حملنا جزءًا من الهوية والحضارة اللبنانية إلى العالم، ما ساهم في تعزيز صورة لبنان كبلد للفخامة والإبداع في تنظيم الفعاليات.
-
ماذا لديك لتقوله بهذه المناسبة الخاصة بعد 20 عاماً من الإبداع؟
في هذه المناسبة الاحتفالية الخاصة بمسيرتي التي تمتد لعشرين عامًا، أشعر بالامتنان العميق لكل من دعمني وآمن برؤيتي. هذه الرحلة لم تكن مجرد عمل، بل كانت تجربة غنيّة بالتعلّم والإبداع، ومحطة لتحقيق الأحلام. لقد كان لي الشرف أن أكون جزءًا من لحظات السعادة والحب التي جمعت الكثير من الأزواج في أروع أيام حياتهم.
على مدار السنوات، كان كل حفل زفاف مشروعًا فريدًا يحمل في طياته قصة وحلمًا يجب تحقيقه، وأنا فخور بأنني ساهمت في تحويل تلك الأحلام إلى واقع ملموس. ما يميّز هذه المناسبة هو أنها ليست فقط احتفالًا بمرور الزمن، بل احتفال بالتطور، بالنجاحات، وبالابتكار المستمر الذي لطالما كان هدفًا لي.
أنظر إلى المستقبل بتفاؤل قوي وشغف أكبر، وأعد بأنني سأواصل تقديم الأفضل، متجددًا في أفكاري ومخلصًا في مسيرتي. شكراً لكل من كان جزءًا من هذه الرحلة، ولمن سيستمر معي في الأعوام القادمة.