مدربة الرقص ريتا فرج الله لعروس "هي": هدفي تحويل الرقصة الأولى إلى لحظات ممتعة في يوم الزفاف
إنّها اللحظات الأولى التي يطلّ فيها العروسان على ضيوفهما معلنان افتتاح حفل الزفاف، وكأنّها اللحظات الثمينة التي ينتظرها الجميع قبل الإنطلاق بليلة ساهرة وممتعة وصاخبة. إنّها الرقصة الأولى، التقليد العريق في الأعراس منذ انطلاقة هذه المناسبات الاحتفالية.
وكيف بدأ هذا التقليد في المقام الأول؟ انطلقت هذه العادة كعرف اجتماعي منبثق من الحفلات الرسمية في الأيام الخوالي، حيث كان ضيوف الشرف يفتتحون الرقصة. اليوم، في حفل الزفاف، يكون الزوجان هما من يفتتحا الحفل. تحمل الرقصة الأولى دلالات احتفالية قديمة حين كان العريس "يسرق" عروسه ويتباهى بها أمامأصدقائه من خلال مشاركتها بالرقص حول النار قبل أن تبدأ الاحتفالات. اليوم، يعتبر هذا التقليد لحظة رومانسية، وبداية لتجذير عهود الزواج بين العروسين.
وفيما ترى بعض العرائس أنّ الرقصة الأولى محرجة بعض الشيء، تطمئنها مدربة الرقص اللبنانية ريتا فرج الله أنّها كفيلةبتحويل هذه اللحظات إلى أوقات ثمينة مفرحة وممتعة لا مكان فيها للقلق أو التوتر.
"هي" اجرت حواراً خاصاً مع ريتا فرج الله، بطلة لبنان في الرقص والتي انطلقت في مهنتهامنذ عام 2004. وحازت فرج الله على كأس لبنان في الرقص الرياضي لأكثر من دورة، ومثلت بلدها في الخارج من خلال عدة مباريات وورش عمل للرقص الرياضي حول العالم، منها اليونان، تركيا، وقبرص، فضلاً عن مشاركتها بالألعاب الأولمبية في الصين وألمانيا ولندن.وتعمل ريتا اليوم كرئيسة لجنة الحكّام في الإتحاد اللبناني للرقص الرياضيمنذ عام2017، وسبق لها أن عملت كمدربة رقص في برنامج رقص النجوم (Dancing with the stars Lebanon).
تابعي الحوار واستلهمي رقصتك الأولى من مدربة الرقص ريتا فرج الله واستفيدي من ما ستقوله لكِ لتسهيل هذه المهمة وتحويلها إلى لحظات من الفرح والسعادة والاحتفال.
-
ما الذي ألهمك لمزاولة مهنة الرقص وتصميم الرقصات؟
يرافقني شغف الرقص منذ الصغر، لا سيّما ما يتعلّق برقص الصالونات، حيث انطلقت في التدريب منذ أن بلغت التاسعة. في سن المراهقة،عملت كسكرتيرة في معهد للرقص حيث بدأت مسيرتي في هذا المجال منذ سن التاسعة عشر.ثم شاركت في عدة مباريات في الرقص الرياضي الـlatin and ballroom داخل و خارج لبنان (اليونان، تركيا، قبرص، الألعاب الأولمبية الشتوية في الصين...)، حيث تبوّأت المراكز الأولى في العديد من البطولات محققة ألقاب هامة خاصة في المباريات التي أُقيمت في اليونان International Acropolis Cup؛ كما حصلت علىأول ميدالية برونزية عن فئة رقص الـballroom. إلى ذلك، شاركت في العديد من البرامج التلفزيونية ومنها برنامج رقص النجوم. من ثم بدأت رحلتي كمدربة ورئيسة لجنة الحكّام في الإتحاد اللبناني للرقص الرياضي، حيثاكتسبت خبرة واسعة في الرقص الرياضي والرقص الشعبي و تصميم الرقصات.
-
هل يمكنك أن تخبرينا عن رحلتك الإبداعية عند تصميم رقصة جديدة للعروسين؟
لدى تصميم رقصة العروسين، أسعى أن تكون الرقصة مميزة ومصممة خصيصاً لهما ومرتبطة بنمط الموسيقى المفضل لديهما، حيث أمزج بين الأناقة والرومانسية والإبداع معا. وغالباً ما نتشارك هذه الرحلة مع العروسين بإبداع منقطع النظير وبأسلوب ممتع وملهم يجعل لحظة الرقص في حفل الزفاف تجربة لا تُنسى للعروسين والحضور.
-
كيف تواكبين أحدث الاتجاهات والأساليب في الرقص؟
أركز كثيراً على البحث ومراجعة المقالات والمقابلات والكتب حول الرقص مع مواكبة حثيثة للاتجاهات الحديثة والإطلاع على آخر التطورات خاصة في الإتحاد العالمي للرقص الرياضي، المرجع الأساسي لكل محترف في الرقص. كما أخضع لتدريب مستمر ومستدام للحفاظ على لياقتي البدنية وتنمية المهارات التي اكتسبتها من خلال خبرتي الطويلة.
-
كيف تقومين بتكييف تصميم الرقصات ليناسب العروسين من مستويات مختلفة؟
قبل أن أصمم أي رقصة، أضع أمامي هدفاً أساسياً هو أن تروي هذه الرقصة قصة العروسين الخاصة، كي تبلور جوهر علاقتهما. أشدد على التواصل البناء مع أي ثنائي كي أتعرّف إلى رؤيتهما وأسلوب معيشتهما وأطباعهما، لإيصال الرسالة التي يرغبان في توصيلها من خلال الرقصة. فأختار معهما أغنية تعكس شخصيتهماأو أغنية يفضلانها لجسيد علاقتهما، ثم أنطلق بتصميم حركات راقصة تعكس حبهما وتبرز جمالهما، مع لمساترومانسية. تجدر الإشارة إلى أنّي أعتمد حوالي ثلاثة أو أربعة حصص تدريب كي أضمن أن تظهر الرقصة بشكل أنيق وسلس في حفل الزفاف.
-
ما الدور الذي تلعبه الثقافة والتقاليد في تصميم الرقصات الخاص بك؟
نشهد اليوم تبادلاً قوياً على صعيد الثقافات حول العالم، وهذا ما يساعدني على إدخال جوانب جديدة ومبتكرة في تصاميمي، خاصة أنّني أؤمن بأهمية التطور والإبتكار في عالم الرقص لتطوير وتحسين المهارات. فاسعى لدمج الثقافات بأسلوب كلاسيكي معاصر تجتمع فيه النفحات الشرقية بالأوروبية، لخلق تناغم أخاذ بالتعبير,
-
ما العناصر التي تأخذينها بعين الاعتبار عند إعداد الرقصة للعروسين؟
أحرص على التركيز على إعداد رقصة تتناسب في الحركات مع مهارات العروسين
، كما أخصص وقتاً كافياً للتدريب لضمانأداء استثنائي في خطوات مبدعة.
-
ما هي التحديات التي تواجهينها أثناء تدريب العروس على رقصة الزفاف وكيف تساعدينها على التألق في يومها الخاص؟
لعلّ أكثر التحديّات التي تواجهنا في عملية التدريب على الرقص هو ضيق وقت العروس التي تكون منشغلة بالتحضير لليوم الكبير، مما يجعل من الصعب العثور على وقت كاف لتخصيصه للاستعداد للرقص في حفل الزفاف. هذا، وقد يصادفني ثنائي بمهارات رقص محدودة، ممّا يتطلب تقديم خطوات مبسطة وأنيقة في الوقت عينه. لذلك،أسعى إلى تذكير العروس بأهمية الاستمتاع بالرقص والتمتع بلحظات التدريب والأداء، وأقدم لها كل الدعمعلى الصعيد النفسي والفني لتحقيق أداء رائع في يوم زفافها.
