
سامر خزامي لـ "هي": حين يترجم مكياج العروس لغة الروح... الجمال الحقيقي لا يشيخ
بينما يسعى الجمال في الزمن الحالي إلى اللحاق بالقطار السريع، حيث يربط المجتمع جاذبية العروس بعمر الشباب ويختصر إشراقتها بدقات الساعة اليافعة، يقف سامر خزامي ليحرّر إطلالة الزفاف من أسر السنين. بأنامله الساحرة، ومكياجه المميّز، يتراءى لكل عروس صوت يهمس لها: جمالكِ لا يشيخ.

يقدم خبير التجميل اللبناني العالمي رؤية مختلفة لمكياج الزفاف، تنبع من رحلة متجدّدة للإشراقة لا تعترف بخيوط الزمن، بل ترقى بجاذبية الإطلالة نحو الخلود. فهو يحتفي بالهوية والثقة والأثر، مقدّراً التجارب على ملامح الوجه، فيرسم عليها بخطوط ريشته قصة العروس المتفرّدة، محتفلاً بجاذبيتها على اختلاف عمرها. في هذا الحوار الخاص، يحدثنا خزامي عن فلسفته الخاصة كصانع للجمال ومعزّز لتوهج العروس بعيداً عن هوس اللحظة. من مكياج العشرينات إلى وهج الأربعينات، يخبرنا سامر أنّ الجمال الأصدق هو ذاك الذي ينبع من الداخل، ويترجم بثقة وإشراقة تتحدى السنين.
ما هي أبرز الصيحات التي تفضلها في مكياج العروس لهذا الموسم؟

لمكياج العروس مكانة خاصة بالنسية لي، حيث لا يشبه أي مكياج آخر. هذا المكياج هو خارج الجمال اللحظي، بل يتخطاه نحو الخلود. وأهم ما في مكياج العروس أنّه يبقى أنيقًا وجميلاً حتى بعد مرور ساعات على تطبيقه.
أمّا الصيحات هذا الموسم، فهي تميل إلى البساطة المضيئة: بشرة مشرقة وصحية، حواجب مصقولة بأسلوب طبيعي، وشفاه بألوان ناعمة كالوردي الترابي أو النيود. لكن، يبقى الأهم من أي موضة هو أن يُبرز المكياج هوية العروس وجمالها الحقيقي، لا أن يخفيه. فالإشراق لا يأتي فقط من المستحضرات، بل من الداخل، والمكياج الجيد هو الذي ينعكس بلطافة وذكاء، ويعزّز ثقة العروس بنفسها في أهم يوم في حياتها.
-أخبرنا عن مكياج ماريلين نعمان هنا. وهل تنصح به للعروس في الحقيقة؟
مكياج ماريلين في هذه الحملة كان مستوحى من أجواء نجمات الزمن الجميل، لكن تم تنفيذه برؤية عصرية استعراضية تعكس شخصيتها المتألقة. اعتمدت على تقنية نحت الوجه التي أُعرف بها لإبراز ملامحها بشكل راقٍ وجذّاب، مستخدمًا ألوانًا ترابية بلمعة خفيفة تضيف لمسة من الفخامة والأناقة.
أمّا العيون، فكانت محور الإطلالة، حيث استخدمت تقنيات مكياج السموكي المضيء، وأضفت لمسة استعراضية باستخدام الستراس حول العينين وخصلة الشعر الأمامية، ما منح اللوك بُعداً فنياً ساحراً وخارجاً عن المألوف.
هذا اللوك لا يُعد مكياجًا عرائسيًا تقليديًا، لكن ممكن تطبيقه إذا كانت العروس تبحث عن إطلالة استثنائية وجريئة. يمكن تعديل بعض التفاصيل لتتناسب أكثر مع طبيعة الزفاف، لكن الجوهر يظل مثاليًا لمن ترغب بأن تكون محطّ الأنظار بإطلالة مميّزة وفنيّة في يومها الكبير.
-هل ترى أنّ الجمال لا عمر له؟ وكيف تعكس هذه الفلسفة في عملك؟
بكل تأكيد. الجمال الحقيقي لا يُقاس بالسن، بل بالحضور، بالثقة، وبالطريقة التي تعبّر بها المرأة عن ذاتها. السنوات قد تمر، لكن الأناقة، الشخصية، واللمعان الداخلي، كلّها عوامل لا تبهت مع الزمن، بل تزداد نضجاً وعمقاً. في عملي، أحرص على أن أُبرز هوية كل امرأة، مهما كان عمرها، وأن أُظهر النسخة الأقوى والأصدق منها.
شخصياً، لا أؤمن بإخفاء الملامح خلف الأقنعة أو بتجميل يطمس معالم العمر، بل أؤمن بتقنيات تعزّز الملامح وتُبرز الجمال الطبيعي الذي تحمله كل سيدة في كل مرحلة من حياتها. كل تجعيدة قد تروي قصة، وكل نظرة تعبّر عن تجربة، وهذا ما أحرص على احترامه وإبرازه في كل إطلالة أعمل عليها. الجمال بالنسبة لي ليس هدفاً ثابتاً، بل رحلة شخصية لكل امرأة، وأنا فقط أرافقها خلالها لتتألق على طريقتها الخاصة.
- غالبًا ما تربط صناعة التجميل الجمال بالشباب. كيف تحاول كسر هذه القاعدة في عملك؟
أؤمن أن لكل عمر سحره وتفرّده. فالجمال ليس لحظة عابرة نمرّ بها في مرحلة معينة، بل هو مسار طويل يتغيّر وينضج مع الزمن، تماماً كما تنضج الشخصية والخبرة والرؤية. من خلال عملي، أحرص على اختيار تقنيات تناسب طبيعة كل بشرة وتفاصيل كل وجه، لأُظهر كيف يمكن للجمال أن يتحوّل مع السنوات دون أن يفقد وهجه.
لا أُحاول أن "أخفي" العمر أو أُقلّص من ملامحه، بل أُضيء على ما يجعل كل مرحلة في حياة المرأة مميّزة بطريقتها الخاصة. أُؤمن أن التجاعيد قد تحمل دفء الذكريات، وأنّ النظرة العميقة تُغني عن الكثير من الكلمات. الجمال بالنسبة لي ليس محاولة للعودة إلى الوراء، بل احتفال بالحاضر بكل صدقه، وأنا أستخدم أدواتي كي أجعل كل امرأة ترى نفسها كما تستحق: جميلة، قوية، ومتصالحة مع كل ما مرّ ومرّ بها.
- كيف يمكن للعروس أن تُشعّ جمالاً في أي مرحلة من حياتها دون أن تُخفي آثار الزمن؟

الجمال الحقيقي يبدأ من الثقة بالنفس، ومع اختيار المنتجات المناسبة يمكن للعروس أن تتألق في أي مرحلة من حياتها. المهم هو استخدام المكياج الذي يعزّز ملامحها الطبيعية بدلاً من إخفائها. تقنيات مثل الإضاءة الصحيحة على البشرة، اختيار الألوان المناسبة للعيون والشفاه، واستخدام منتجات تمنح إشراقة طبيعية تساعد في إبراز الجمال بطريقة تبين العمر الجميل دون إخفائه. ويكمن السرّ كذلك في تعزيز جمالها الطبيعي بأسلوب يعكس شخصيتها ويظل خالدًا وأصيلًا.
- كيف تختلف طريقتك في المكياج مع عروس في الثلاثينات أو الأربعينات مقارنة بعروس في العشرينات؟
الاختلاف الأساسي يكون في نوعية البشرة وكيفية التعامل معها. في الثلاثينات أو الأربعينات، أركّز أكثر على توحيد اللون، ترطيب البشرة، وإبراز الملامح بلطف. أما في العشرينات، فأكون أكثر تحرّراً بتطبيق المكياج، ولكن دائمًا أعود إلى القاعدة الذهبية: الجمال في البساطة والانسجام.
-ما الرسالة التي تحرص على إيصالها للعرائس اللواتي يعتقدن أن الزمن انتقص من جمالهن؟
زمنكِ لا يسلبكِ جمالكِ، بل يضيف له عمقًا وقصة. كل خط رفيع على وجهكِ، وكل نظرة في عينيكِ، يحملان ذاكرة من حياة عشتِها، من حبٍ، من خسارة، من انتصار صغير مرّ يوماً مرور الكرام. الجمال لا يتلاشى مع السنوات، بل يتكثّف، يتأنّى، ويصبح أكثر صدقاً.
لكل عروس تحمل هذا القلق، أقول: لا تجعلي المقارنة تسرق منكِ متعة اللحظة. هذا يومكِ، بحضوركِ، بخبرتكِ، بما عشتهِ وما أنتِ عليه اليوم. دوري ليس أن أُعيدكِ إلى ماضٍ كنتِ فيه أصغر، بل أن أُظهركِ في أجمل نسخة من نفسكِ الآن، في هذه اللحظة التي تستحق الاحتفال بكل ما فيها من نضج وسكينة وتألق.
-ما العلاقة التي تربط المكياج بالثقة بالنفس، خاصة في لحظة خاصة كحفل الزفاف؟
المكياج لا يخلق الثقة، لكنه يُعزّزها ويُضيء عليها. هو ليس قناعاً تتخفى وراءه العروس، بل مرآة تُظهر أجمل ما فيها وتُذكّرها بجمالها الذي ربما نسيته وسط زحمة التحضيرات والقلق. عندما تنظر العروس إلى نفسها وتجد أنها ما زالت هي، فقط في أبهى حالاتها، تتفتح ابتسامتها بثقة، وتلمع عيناها بفرح حقيقي.
في يوم الزفاف، كل شيء يُبنى على اللحظة: نظرة العريس، الكاميرا، الأضواء، الحضور… لكن ما يصنع الفرق حقاً هو ما تشعر به العروس من الداخل. دوري ليس أن أُغيّر ملامحها، بل أن أقدّم لها هذه المرآة التي ترى فيها نفسها بوضوح، لا شخصاً غريباً عنها؛ حيث أجمل ما يمكن أن تحمله في هذه اللحظة هو شعورها بأنها كافية، مُشرقة، وواثقة من أنها تستحق كل هذا الحب.