خاص "هي": نصائح للأم العاملة.. هكذا يمكنك التفوق وأنت لستِ وحدكِ في هذه الرحلة!
بقلم المدربة المهنية والتنفيذية غايل تيرزيس
يُشكل تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والأسرية، بالنسبة للأمهات العاملات في العالم العربي، تحديا بشكل خاص. إذ ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن منظمة العمل الدولية، فبنسبة 18،5 في المئة فحسب من النساء في المنطقة العربية يشاركن في القوى العاملة، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 39 في المئة.
هذا وتواجه الأمهات في المجتمعات العربية العديد من التحديات الفريدة التي يمكن أن تجعل من ممارسة المهنة أمر أكثر صعوبة من بقية العالم. ويمكن أن تشمل هذه التحديات المعايير المجتمعية التي تعطي الأولوية للأمومة وتولي أهمية أكبر للأدوار التقليدية للجنسين، والوصول المحدود إلى فرص التدريب، والوصول المحدود إلى مراكز رعاية الأطفال والدعم داخل مكان العمل، وسياسات الشركات التي قد لا تدعم التوازن بين العمل والأسرة.
وعلى الرغم من هذه التحديات، تقوم العديد من النساء العربيات بكسر الحواجز التقليدية والسعي وراء الوظائف والمهن، وغالباً ما يتم تحقيق هذا الأمر أثناء التوفيق بين المسؤوليات الأسرية.
وبصفتي مدربة مهنية محترفة وامرأة لبنانية أيضاً، فأنا أفهم التحديات الفريدة التي تواجهها الأمهات العاملات في منطقتنا. حيث تُعد الموازنة بين العمل والأسرة رقصة معقدة، ولكن، بوجود الإرشادات والاستراتيجيات الصحيحة، يمكنك تحقيق المجالين بنجاح.
سأقدم في هذا المقال النصائح العملية، مما سيمكنك من التفوق على المستويين الشخصي والمهني
1- احتضان الدعم الثقافي: يُعد دعم الأسرة والمجتمع جزء لا يتجزأ في العالم العربي، لذا، أُطلبي المساعدة من أفراد العائلة الممتدة، وشاركي الأمر مع مقدمي الرعاية الموثوقين، أو أُنظري في موضوع الدعم من حيث المساعدة المنزلية الموثوقة. بالإضافة إلى ذلك، استخدمي قوة الروابط المجتمعية لإنشاء شبكة تنهض بك وتدعمك في إدارة كل من المسؤوليات المهنية والأسرية.
2- تعزيز الثقة بالنفس: كأم عاملة، فمن الضروري أن تؤمني بقدراتك وقيمتك. فازرعي الثقة بالنفس من خلال التعرف على إنجازاتك ونقاط قوتك. وادركي بأن السعي وراء مهنة وتكوين الأسرة هي إنجازات جديرة بالثناء، ولا تترددي في الاحتفال بنجاحاتك. إذا كنت تتطلعين إلى العودة إلى القوى العاملة أو حتى الشروع في عمل من نقطة الصفر، فلا تقللي من قيمة وقت إجازتك أو تقعي بالمتلازمة النفسية التي تُدعى "متلازمة المحتال". فقد اكتسبت مهارات قابلة للتحويل إلى حدٍّ كبير كأم، مثل إدارة الوقت ومهارات حل النزاعات بين الناس، والإنتاجية والتنظيم وقدرات التواصل، التي تم تعزيزها من خلال دورك كأم. وما من فرق سواء قمت ببناء هذه المهارات في العمل أو في المنزل خلال تأدية دور الأمومة، إذ يمكنك استخدام هذه المهارات كركائز أساسية لحياتك المهنية.
3- تعزيز التواصل المفتوح: يُعد التواصل الواضح والمفتوح مع زوجك وعائلتك وصاحب عملك أمر ضروري. لذا، شاركي تطلعاتك وتحدياتك وتوقعاتك بشكل علني، مما يسمح للآخرين بفهم التزاماتك والتعاون في إيجاد حلول قابلة للتنفيذ. شجعي الحوار واسعي إلى التسويات التي تناسب مسؤولياتك المهنية والأسرية.
4- تحسين إدارة الوقت: تُعد الإدارة الفعالة للوقت هي الركيزة الأساسية من حيث الموازنة بين العمل والحياة الأسرية. فحددي أولويات المهام وفوّضي المسؤوليات وانشئي جدول منظم يلبي احتياجات كلا المجالين. واستفيدي من أدوات التكنولوجيا والإنتاجية لتسهيل عملية سير عملك وكسب المزيد من الوقت الممتع لنفسك ولأحبائك.
5- الحدود: ضعي حدوداً واضحة لمنع تعدي العمل على حياتك الشخصية. فحددي ساعات عمل محددة وبلّغيها بحزم لزملائك ورؤسائك. ستساعدك هذه الممارسة في الحفاظ على توازن صحي بين الحياة المهنية والأسرية وستحمي وقتك الثمين مع عائلتك.
6- زرع الرعاية الذاتية: إنّ الرعاية الذاتية ليست برفاهية، بل إنها ضرورة. فخصصي وقت لتعزيز صحتك الجسدية والنفسية والعاطفية. وانخرطي في أنشطة تجدد نشاطك، مثل ممارسة الرياضة أو التأمل أو الهوايات أو حتى قضاء وقت ممتع مع أحبائك. وتذكري أنّ الاعتناء بنفسك يؤهلك لتكوني أفضل نسخة من نفسك في المنزل وفي عملك.
7- الحصول على التطوير المهني: استثمري في نموك المهني من خلال فرص التعلم والتطوير المستمرة. فاحضري ورش العمل والمؤتمرات وأحداث التواصل التي تتوافق مع أهدافك المهنية. فمن خلال توسيع معرفتك ومهاراتك، أنتِ تعززين قيمتك كمهنية عاملة وتزيدين من إمكاناتك للتطور.
8- تبني المرونة: تُعد القدرة على التكيف هي أمر أساسي في إدارة تدفق العمل والحياة الأسرية. لذا، تبني ترتيبات عمل مرنة، عندما يكون الأمر ممكناً، مما يتيح لك فرصة إنجاز التزاماتك المهنية أثناء تواجدك مع عائلتك. ودافعي عن السياسات التي تعزز التوازن بين العمل والحياة داخل مؤسستك ومجالك.
9- بناء شبكة دعم: أحيطي نفسك بالنساء اللواتي تتمتعن بتفكير مماثل وتفهمن وتقدرن التحديات التي تواجهها الأمهات العاملات. وشاركي في الشبكات المهنية أو الجمعيات النسائية أو مجتمعات على الإنترنت، تُقدّم الدعم والإرشاد والتوجيه. فمشاركة تجربتك مع النساء الأخريات يمكن أن تزودهم بإحساس الشجاعة والإلهام في مواقف مماثلة.
بصفتك أم عربية عاملة، فأنتِ تمتلكين قوة وقدرة وعزيمة لا تُصدّق. كما أنّ تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والأسرية هو مهمة صعبة دون أي شكّ، ولكن ممكن تحقيقه من خلال العقلية والاستراتيجيات الصحيحة.
فتذكري، أنتِ لست وحدك في هذه الرحلة، فاطلبي الدعم من أحبائك وابني شبكة من الأفراد الذين يتمتعون بتفكير مماثل واحصلي على التوجيه من المهنيين ذوي الخبرة. فمن خلال العمل معاً ودعم بعضنا البعض، يمكننا كسر الحواجز وخلق بيئة عمل أكثر شمولية وداعمة لجميع النساء العربيات.
لذا، أيتها الأمهات العربيات العاملات العزيزات، آمنَّ بأنفسكن واحضنّ قوتكن كي تحققن أحلامكن. فمع الالتزام والمثابرة والقليل من المساعدة خلال الرحلة، يمكنك التفوق في العمل وفي المنزل، مما يترك أثراً إيجابياً على مجتمعك وعائلتك والعالم بأسره.
إذا كنتِ تسعين للحصول على المزيد من التوجيه المهني بهدف تحقيق التوازن بين العمل والحياة وتحقيق أهدافك، يمكنك زيارة موقع www.boostupcoaching.com.
حول غايل تيرزيس
غايل تيرزيس هي مدربة مهنية وتنفيذية، كما أنها مؤسسة "Boost Up".
مع الخلفية في العمل المصرفي، أمضت غايل أكثر من عشر سنوات في عالم الشركات وهي تعمل على مهام متنوعة، بما في ذلك، تطوير البرنامج الأول المخصص للتمكين المالي للمرأة في الشرق الأوسط.
وبعد عشر سنوات في القطاع المصرفي، مرت بتجربة بنفسها كانت بمثابة نقطة تحول، جعلتها تدرك أنها لم تعد راضية في عملها/حياتها. لذا، قررت أن تخطو خطوة وتغير حياتها بالكامل! واستمرت في هذا الأمر، إلى أن وجدت أخيراً وظيفتها الحقيقية، وهي أن تصبح مدربة مهنية. فقد أرادت أن تساعد المحترفين الآخرين، الذين كانوا أيضاً على مفترق طرق في حياتهم المهنية، كي يجدوا معنى وهدفٍ ما في عملهم.
تركت غايل وظيفتها وتدربت وحصلت على شهاداتها كمدرب محترف معتمد من خلال بعض المناهج الأكثر صرامة في مجال التدريب والتوجيه، مثل، ICF وCenter for Executive Coaches وFirework و DISC. كما أنها حاصلة أيضاً على ماجستير في إدارة الأعمال من Ecole Superieure des Sciences Economiques et Commerciales - ESSEC في باريس.
هذا وتساعد غايل اليوم المتخصصين من المستوى المتوسط على إعادة تصميم حياتهم المهنية وتحقيق أهداف ذات مغزى بشكلٍ أسرع، مع التمتع بحياة متوازنة وصحية وسعيدة ومنتجة.
تقيم غايل في لوكسمبورغ، حيث أسست Boost Up، وهي تدرب باللغتين الإنجليزية والفرنسية. كما أنها تعمل مع عملاء من جميع أنحاء العالم من خلال مكالمات الفيديو.
Website: www.boostupcoaching.com
Instagram: https://www.instagram.com/boost.up.coaching/