يجب اختيار الأوقات المناسبة خلال اليوم لحماية جلد الطفل من مخاطر الآشعة فوق البنفسجية

جفاف الجلد وتشقق البشرة .. أعراض أمراض جلدية يسببها السفر فكيف تحمين طفلك منها

ريهام كامل

لا تأتي الرياح دائماً بما تشتهيه السفن، فمع بهجة الأطفال وفرحتهم العارمة بالسفر لا يسلم الأمر من تعرضهم للإصابة ببعض الأمراض خلال العطلة الصيفية، وتعد الأمراض الجلدية أحد أشهر هذه الأمراض، فقد يشعر الأطفال بأعراض عديدة، ويعد جفاف الجلد وتشقق البشرة أحد أهم هذه الأعراض، وهي أعراض مزعجة تحول دون استمتاع طفلك بالسفر.

من أجل ذلك نقدم لكِ اليوم مزيد من المعلومات عن الأمراض الجلدية التي تنتشر في الصيف، والتي من الممكن أن تزيد احتمالات إصابة طفلك بها في السفر، حتى يكون بمقدورك تفهم الأسباب، ومعرفة طرق الوقاية التي تكفل استمتاع طفلك بأجواء السفر منذ البداية حتى النهاية وبلا أي منغصات.

ولأهمية هذا الموضوع نقدم لك اليوم عزيزتي الأم، إفادة طبية من الدكتورة عيشاني شاه، أخصائية الأمراض الجلدية في مبادلة للرعاية الصحية دبي، للتعرف على أشهر الأمراض الجلدية التي تزيد الإصابة بها في فصل الصيف بوجه عام، وكيفية التفرقة بينها، وطرق الوقاية منها وخصوصاً أثناء السفر، كل ذلك وأكثر في مقالنا اليوم، فتابعي معنا القراءة.

حماية طفلك من الأمراض الجلدية خلال السفر تعزز من استمتاعكم جميعاً بالعطلة الصيفية
حماية طفلك من الأمراض الجلدية خلال السفر تعزز من استمتاعكم جميعاً بالعطلة الصيفية

الأمراض الجلدية الأكثر شيوعًا في فصل الصيف

تؤثر ارتفاع درجة حرارة الطقس خلال فصل الصيف على بشرة الأطفال وصحتهم عموماً مع تعرضهم لأشعة الشمس، لأنها تخلق بيئة ملائمة للإصابة بالعدوى والأمراض الجلدية ما لم يتم الالتزام بالتوصيات الصحية. فهنالك العديد من الملوثات المؤذية في الهواء، والتي من الممكن أن تلحق الضرر ببشرة الطفل، لاسيما عند التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية والتعرق، مسببة له أمراض وحالات جلدية عديدة. وهنالك العديد من الأمراض الجلدية التي تصيب بشرة الأطفال في فصل الصيف، أكثرها شيوعاً الطفح الجلدي المعروف والالتهابات البكتيرية والفيروسية وغيرها.

ومن أكثر الأمراض الجلدية شيوعاً لدى الأطفال خلال فصل الصيف في دولة الإمارات هو طفح الحر، والعدوى البكتيرية مثل القوباء، وهو طفح جلدي معدي يظهر على شكل بثور مليئة بالسوائل، والالتهابات الفيروسية مثل المليساء المعدية حيث تظهر نتوءات صغيرة على جلد الطفل، ويمكن أن تكون على الوجه والصدر والظهر. ويظهر هذا المرض بسبب فيروس الجدري، ومن الشائع انتقاله بين الأطفال في المدارس. كما أن تفشي أمراض اليد والقدم والفم أمر شائع جداً، خاصة في مراكز رعاية الأطفال ودور الحضانة والمخيمات الصيفية أثناء السفر ويمكن أن تنتشر بسرعة كبيرة من طفل إلى آخر.

عوامل الخطورة

توجد عدة عوامل تزيد من خطورة الإصابة بالأمراض الصيفية في فصل الصيف، ومن هذه العوامل ما يلي:

  • السفر والتعرض لبيئة مختلفة.
  • المشاركة في نشاطات في الخارجية.
  • الإفراط في التعرض لأشعة الشمس.
  • التعرض للدغات الحشرات وخصوصاً مع انتشارها في فصل الصيف.
  • ارتفاع حرارة الجو وزيادة الاعتماد على المكيفات.
  • زيادة الرطوبة والحرارة العالية في فصل الصيف وزيادة مشاكل في البشرة معها مثل طفح الحرارة، والعدوى البكتيرية، والالتهابات، والفطريات، والتهاب الجريبات.
  • تعرض البشرة لفترة طويلة للحرارة والرطوبة العاليتين، يسبب ذلك انسداد الغدد العرقية، بما يقود للالتهابات والحساسية. كما يسبب الإفراط في التعرض للأشعة فوق البنفسجية تلفاً في خلايا البشرة والعديد من مشاكل الجلد.

والآن، وبعد الإطلاع عن أهم العوامل التي تزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض الجلدية في فصل الصيف، كيف يمكنك غاليتي وقاية طفلك منها في السفر لينعم بعطلة صيفية سعيدة ومبهجة؟

استخدام واقي شمسي ضرورة لوقاية طفلك من الأمراض الجلدية في السفر

كيفية وقاية الأطفال من الأمراض الجلدية أثناء السفر

توجد العديد من التدابير التي يمكن لكِ عزيزتي الأم اتخاذها للحد من تعرض بشرة طفلك للمشاكل خلال فصل الصيف، ومن أبرزها ما يلي:

  1. الحفاظ على نظافة بشرتهم وجفافها من خلال الاستحمام بشكل منتظم واستخدام أنواع الصابون التي تحتوي على مرطبات. وتجنب فرك البشرة بشكل حاد لأن ذلك يسبب تهيجها.
  2. تشجيع أطفالك على شرب كميات كافية من المياه للحفاظ على رطوبة بشرتهم وضبط حرارة الجسم، لمنع الإصابة بجفاف الجلد وتشقق البشرة.
  3. اختيار ملابس أطفالك بعناية، إذ يفضل اختيار ملابس فضفاضة مصنوعة من القطن لأنها تساهم في الوقاية من زيادة التعرق والطفح الجلدي. ومن الأهمية أيضاً تطبيق مستحضرات الوقاية من الشمس التي تتسم بعامل وقاية مناسب، لاسيما عند قضاء وقت طويل في الخارج، وخصوصاً عند السفر، والذهاب إلى الشواطئ، والاشتراك في المخيمات الصيفية، لأنه يعمل على حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة والحد من مخاطر حروق الشمس والحالات الجلدية الأخرى.
  4. تجنب التعرض لمثيرات الحساسية والتهيج، مثل مجموعة معينة من النباتات أو الحشرات، يحقق الوقاية من ردود الفعل التحسسية والعدوى الجلدية، في حين يساعد الحفاظ على نظافة البشرة في تقليص مخاطر الإصابات البكتيرية والتهابات الجلد.
  5. من المهم لأولياء الأمور اتخاذ خطوات احترازية معينة خلال فصل الصيف لحماية أطفالهم من الأمراض الجلدية مع زيادة وتيرة ارتيادهم لأحواض السباحة. فمن الممكن أن يتعرض الأطفال للطفح الجلدي بسبب الكلور، لذلك يجب على الوالدين تطبيق كريمات الترطيب على بشرة أطفالهم قبل توجههم للسباحة والتأكد من أن استحمامهم فوراً بعد السباحة، ومن ثم إعادة وضع المرطب، كما يجب استخدام المرطبات الطبية، وتجنب الاستحمام لفترة طويلة لأن الماء الساخن يمكن أن يفاقم من جفاف البشرة.

ماذا لو أصيب طفلك بأعراض جلدية صعبة خلال السفر؟

عند إصابة الأطفال بطفح الحر، نوصي بإبقاء بشرتهم عرضة للهواء وعدم تغطيتها والحفاظ على جفافها. كما أن ارتداء الملابس القطنية والبقاء في أجواء مكيفة يساهم في تحفيف هذه الحالة والحد من التعرق المثير للحساسية. وعلى مستوى العلاجات المنزلية، نفضل استخدام المنتجات الموصى بها طبياً وليس تلك التجارية التي قد تزيد من سوء الحساسية، حيث ننصح عادة بأنواع محددة من كريمات الترطيب. كما يجب قص أظافر الطفل عند تعرضه للطفح الجلدي لحمايته من خدش نفسه، نظراً لأن هذه الحالة تسبب شعوراً دائماً بالحكة. ويجب أيضاً غسل اليدين بشكل منتظم لتقليل فرص انتشار البكتيريا.

كيفية الوقاية من آشعة الشمس لتحقيق استمتاع أطفالك بالسفر

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الجلد بالبدء باستخدام كريمات الوقاية من الشمس بعمر 6 أشهر. ومن الأهمية أيضاً تبني تدابير فعالة للحد من التعرض للشمس، مثل ارتداء القبعة والملابس المناسبة التي تغطي أكبر قدر ممكن من الجسم. ويجب اختيار أنواع كريمات الوقاية من الشمس بعناية، على غرار تلك واسعة الطيف التي تحمي من الأشعة فوق البنفسجية مع عامل حماية من الشمس يبلغ 30 أو أكثر. وعند استخدام نوع جديد من كريمات الوقاية من الشمس، نوصي بتطبيقه على منطقة صغيرة لعدة أيام للتحقق من عدم وجود أي رد فعل تحسسي. ويعتبر اختيار واقيات الشمس التي تحتوي على مكونات مثل أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم أكثر أماناً، لأنها حاصرات خارجية ولا تتطلب امتصاصها في الجلد لتكون فعالة، مما يجعلها مناسبة للأطفال.