العطلة الصيفية مرح للأطفال وتحدي للآباء .. كيف يمكن تحقيق التوازن بين اللعب والتعلم في الصيف
بعد انتهاء موسم الامتحانات بكل ما فيه من ضغوطات وتوترات، ومع آخر أيام الدراسة، يعلن الأطفال جميعاً صغاراً وكباراً عن مخططاتهم للعطلة الصيفية، وذلك من خلال وضع برنامج للاستمتاع بكل دقيقة في الاجازة، ومن الطبيعي أن يكون برنامجهم قائماً على اللعب والمرح ويتخلله كثير من الفوضى حيث السهر، والاستيقاظ متأخراً، وهي أمور تثير قلق ومخاوف الآباء، وخصوصاً في ما يتعلق بمستوى أطفالهم في العام الدراسي، فكيف يمكن تحقيق التوازن بين رغبة الأطفال في المرح واللعب ورغبة الآباء في بقاء أذهانهم على اتصال بما تلقوه من تعليم خلال العام الدراسي؟
الصيف مرح للأطفال وتحدي للآباء
ما إن تبدأ العطلة الصيفية إلا ويواجه الآباء العديد من التحديات، وخصوصاً مع تفكير الأطفال في اللعب والتسلية والاستمتاع بالاجازة فقط دون أي شيء آخر، ولذلك يحتاج الأمر إلى تحقيق تقارب كبير بين رغبة الطرفين حتى يمكن الاستفادة القصوى بالعطلة وتحقيق التوازن بين المرح والتعلم أيضاً.
ولأهمية هذا الموضوع، تقدم لنا الدكتورة مارينا حكيميان أخصائية نفسية في مركز ثرايف للصحة النفسية اليوم نصائح حول كيفية تحقيق هذا التوازن وبما يرضي طموحات الأطفال في الاستمتاع باللعب في العطلة الصيفية، وآمال الآباء في الحفاظ على مستويات التعلم لدى أبنائهم.
ما المقصود بسمر سلايد؟
تتضح فكرة "سمر سلايد" في العطلة الصيفية من خلال رغبة الأطفال في الحصول على اللعب والمرح والاستمتاع بالعطلة طوال الوقت، الأمر الذي يهدد فكرة الاحتفاظ بما تم دراسته خلال العام الدراسي المنقضي.
وبحسب دكتورة مارينا وفي ما يتعلق بـ "سمر سلايد" يوجد نوعان من وجهات النظر المتناقضة للاستكشاف. وتتمثل وجهة النظر الأولى في أن ما تم تعلمه يظل مخزناً لاسترجاعه في المستقبل عند الحاجة إليه، مما يخلق أساساً متيناَ للنمو المستمر.
أما وجهة النظر الثانية فهي ترى أن انعدام التدريب على ما تم دراسته خلال العام الدراسي المنقضي يؤدي إلى تلاشى المعرفة ، وبالتالي حدوث انتكاسة عند دخول العام الدراسي الجديد، وهنا تكمن الخطورة التي يخشى الآباء على أبنائهم منها، ولذلك يشعرون بأنهم يواجهون تحدياً كبيراً للغاية، وهو كيفية تحقيق التوازن بين المرح والتعلم في العطلة تجنباَ لحدوث ذلك.
نصائح لتحقيق التوازن بين اللعب والتعلم
بحسب دكتورة مارينا ولتحقيق التوازن بين اللعب والتعلم، يجب الالتزام بتحقيق النصائح الذهبية التالية:
تحفيز الأطفال على القراءة
يجب تحفيز الأطفال على القراءة، وجعلها روتيناً يومياً يقومون به ضمن خطط اللعب الخاصة بهم، كما ويجب تعزيز فضولهم وتشجيعهم على اختيار الكتب والقصص المفيدة لهم بحسب اهتماماتهم شريطة أن تكون ملائمة لأعمارهم وفي مستوى متوسط لأن ذلك سيحقق لهم تجربة قراءة جذابة ومعززة للثقة، فإذا كان الطفل يفضل القراءة على جهاز ما، وجب على الآباء التفكير في تعريفه بنسخة مبسطة الكترونياً مثل جهاز Kindle المناسب للأطفال، بشرط التأكد من أن هذه الأجهزة تعزز رحلة القراءة الخاصة بهم دون أي تأثيرات سلبية عليهم.
تحويل المهمات إلى مغامرات
يجب اشرك الأطفال في إدارة المهمات مع آبائهم وتحويل المهام الروتينية إلى تجارب تعليمية قيمة، وذلك من خلال تسليمهم قائمة التسوق وتمكينهم من المساعدة في تحديد العناصر، وهنا سيستفيد الأطفال في انعاش ذاكرتهم لأن التسوق من البقالة يعد فرصة ممتازة لممارسة المهارات المعرفية، لذا يجب تشجيعهم على مقارنة المنتجات ومقارنتها وفحص بلد المنشأ، والتحقق من تفاصيل الكمية والتغذية ، وإثارة فضولهم لطرح الأسئلة حيث أن هذا النشاط الجذاب لا يعزز قدراتهم في الرياضيات فحسب ، بل يُثري أيضاً مفرداتهم ومهاراتهم اللغوية.
جعل كل نزهة فرصة للتعليم والاستكشاف
يجب التواصل مع الأطفال من خلال إشراكهم في صنع القرار، وسؤالهم عن تصوراتهم لقضاء العطلة الصيفية، وكذلك عن الأمور التي يفضلون القيام بها خلالها، لأن ذلك يجعلهم يشعرون بالتقدير والأهمية.
يمكن السماح لهم بلعب الألعاب الكلاسيكية مثل Trivial Pursuit أو Snakes and Ladders أو Uno لأنها لا توفر متعة لا نهاية لها فحسب، بل تكسبهم مهارات حياتية قيمة مثل تبادل الأدوار وحل المشكلات والتفكير النقدي. كما أنه يمكن من خلالها الاستفادة بتعميق الروابط الأسرية بمشاركة الأطفال أثناء الشروع في هذه التجارب الممتعة والثرية.
تعزيز المحادثات الهادفة
يجب أن يحرص الآباء على الانخرط في محادثات هادفة مع أطفالهم فهي ضرورية لتعزيز مهاراتهم التي يتمتعون بها، مع الأخذ في الاعتبار فترات الاسترخاء الخاصة بهم، واختيار الأوقات المناسبة للحوار معهم.
كما يجب احترام حدودهم واختبار استعدادهم للتواصل، والحرص على أن تكون المحادثات ممتعة وجذابة من خلال تعزيز بيئة داعمة تساهم في تنمية وتطوير لغتهم بشكل فعال مع احترام تفضيلاتهم الفردية وما يرغبون في القيام به.
وأخيراً وبحسب دكتورة مارينا يمكن للآباء تحقيق التوازن بين اللعب والتعلم من خلال المزج بين التعلم والمرح بسلاسة، وإعادة توجيه الأنشطة اليومية بما يحقق هذا الهدف، مثل إشراك الأنشطة التعليمية وتحديات القراءة والتجارب التفاعلية، ومساعدة الأطفال على احتضان النجاح الأكاديمي عند عودتهم إلى المدرسة إلى جانب تحقيق المتعة والمرح لهم.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. كيف يمكن بقاء ذاكرة الأطفال منتعشة بما تم دراسته خلال العامل الدراسي المنقضي خلال العطلة الصيفية؟