العزلة والهدوء غير المعتاد أبرزها .. أعراض إصابة الطفل بالاكتئاب
الاكتئاب ليس حكراً على الكبار فقط، لأنه يعرف طريق الأطفال جيداً، حتى أنه قد يصيب الطفل في عامه الأول، ويترك دلالات قوية من أهمها، اضطراب المزاج، والبكاء، وفقدان الوزن، ومن عمر 3 سنوات تظهر أعراض أقوى وأكثر وضوحاً للأم والأب، فما هي أعراض الاكتئاب عند الأطفال في هذا العمر تحديداً، وما هي أعراضه بوجه عام خلال مرحلة الطفولة؟، وكيف يمكن للأم والأب التعامل، ومساعدة الطفل على التعافي منه ضماناً لسلامته؟
أعراض الاكتئاب في عمر 3 سنوات
بحسب علماء النفس والمعنيين في هذا المجال تظهر أعراض الاكتئاب عند الطفل في عمر 3 سنوات على هيئة مشكلات غير معتادة تظهر فجأة في سلوك الطفل في الحركة والنوم ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:
- اضطرابات في النوم.
- مشاكل في الحركة.
- ميله للعزلة.
- فقد الرغبة في اللعب مع الأطفال الآخرين.
- فقدان الرغبة في اكتشاف الأشياء وهو العمل المحبب للأطفال في عمر 3 سنوات.
- هدوئه غير المعتاد.
- غياب العناد واستسلامه للأوامر.
- الحزن والكآبة.
- انعدام رغبته في التطوير.
غريب جداً بالنسبة لنا نحن الكبار أن يُصاب الأطفال بالاكتئاب، فما هي الأسباب التي تجعلهم عرضة للاصابة به؟
أسباب إصابة الطفل بالاكتئاب
بحسب أشهر علماء النفس، قد يعاني الطفل من الاكتئاب في مرحلة مبكرة جداً من حياته، وقد تختلف الأسباب باختلاف المرحلة العمرية التي يمر بها، فمن الممكن أن يكون سبب الإصابة بالاكتئاب مرتبطاً بالمرحلة العمرية الأولى بعد الولادة وما يليها حيث شدة ارتباط الطفل بالأم، وشعوره بالاهمال لانشغالها عنه لأي سبب من الأسباب مثل تراكم المسؤوليات والأعباء المنزلية على عاتقها.
وقد يتعرض الطفل للاكتئاب بعد فقدان الأم بسبب الموت أو الطلاق، أو بعد الأم لأسباب قاهرية، والنتيجة حرمان الطفل من عاطفة الأمومة العاطفة الأسمى على الإطلاق، وهو شعور قاسي يجعله يبدو حزيناً كئيباً، وتظهر أعراض الاكتئاب عليه بوضوح.
وبوجه عام وبحسب أغلب الدراسات التي طرحت حول إصابة الأطفال بالاكتئاب، لا توجد أسباب مؤكدة تفسر حدوث ذلك، إلا أن أغلب الآراء العلمية ترجع أسباب الإصابة إلى حدوث خلل في توازن المواد الكيميائية في الدماغ، والذي قد يحدث بسبب ما يلي:
- تعرض الأطفال لصدمات نفسية قوية بسبب تعرضهم لبعض الأحداث مثل: تغيير المدرسة، أو الافتراق عن الأصدقاء، أو انفصال الأب والأب، أو وفاة أحدهما أو كلاهما، أو وفاة أحد المقربين للأطفال مثل الجد أو الجدة.
- عامل الوراثة والجينات الوراثية
- تناول أدوية معينة، مثل: الستيرويدات، أو الأدوية المخدرة المضادة للألم.
- تعرض الأطفال للإساءة بسبب التنمر أو التحرش.
- بسبب الامتحانات وذلك في مرحلة عمرية لاحقة.
والآن .. هل تكفي الأعراض السابق ذكرها أعلاه لاكتشاف إصابة الطفل بالاكتئاب؟
أعراض إصابة الطفل بالاكتئاب
لإكتشاف إصابة الطفل بالاكتئاب، يجب على الأب والأم مراقبة سلوك الطفل جيداً والتأكد من عدم ظهور الأعراض التالية عليه.
- فقدان الشهية.
- العزلة وانعدام الرغبة في مشاركة الأطفال الآخرين في اللعب.
- الصمت لوقت طويل.
- اضطرابات النوم وعدم الحصول على ساعات نوم كافية.
- الصداع المستمر.
- الإمساك المزمن.
- السكون وعدم الرغبة في ممارسة أي نشاطات مهما كانت محببة إليه.
- إنعدام التركيز.
ماذا بعد التأكد من إصابة الطفل بالاكتئاب؟
لا يجب أن تؤثر صدمة الأبوين بعد التأكد من أعراض إصابة الطفل بالاكتئاب عليهما بشكل سلبي يبعدهما عن الهدف الحقيقي من معرفة الأعراض، ألا وهو سرعة رد الفعل والأخذ بالأسباب لتحقيق التعافي السريع للطفل، وخصوصاً الطفل ذو 3 سنوات لانعدام قدرته على التعبير وشرح ما يحزنه، فالأمر هنا يختلف تماماً عن الحالات الأخري لطفل أكبر في العمر يمكنه التعبير باستفاضة عن ما يشعر به، والبوح بما يخشاه.
من أجل ذلك يجب على الأبوين احتضان الطفل بقوة ليشعر بالأمان، ويجب على الأم بوجه خاص أن توليه اهتماماً بالغاً نظراً لعمق الصلة بين الطفل والأم في هذا العمر، ويجب على الأب أن يسهل على الأم مهمة التفرغ للطفل المصاب بالاكتئاب في محاوله تحقيق شعوره بالدفء والعطف والحنان.
بعد ذلك تأتي الخطوة التالية، وهي خطوة المختص والاستشارة الفورية لأنه سيقدم للأبوين المعلومات اللازمة عن حالة الطفل المصاب بالاكتئاب، وكذلك كيفية التعامل معه بطريقة علمية وفعالة.
وبوجه عام وعند اصابة الطفل بالاكتئاب يجب على الوالدين اتخاذ الخطوات الفعالة التالية التي لها أن تساهم في تعافيه بسرعة، وهذه الخطوات هي:
- تهيئة المنزل للطفل المصاب بالاكتئاب ليشعر بأنه ملاذه الآمن دائماً.
- احتضان الطفل واحتوائه وتقديم الدعم الكافي لهم.
- قضاء وقت طويل مع الطفل.
- توطيد العلاقة مع الطفل المصاب بالاكتئاب وقضاء وقت أطول معه على أن يكون وقتاً سعيداً ومبهجاً.
- التهوية الجيدة للمنزل، وخصوصاً غرفة الطفل المصاب بالاكتئاب.
- الخروج مع الطفل لرؤية الشمس في الأوقات المناسبة.
- اصطحاب الطفل في الأجواء الطبيعية الجميلة وخصوصاً في المساحات الخضراء.
- تجنب الشجار أمام الطفل.
- مشاركته اللعب والأنشطة المحببة إليه.
- تطبيق كل توصيات المختص والمتابعة الجيدة معه، واخباره بكل المستجدات ليكون على علم بتطور حالة الطفل.
وأخيراً، يجب أن ينتبه الآباء والأمهات جيداً لأي تغيير يطرأ على الطفل، وعدم التهاون في هذا الأمر ظناً منهما أنه بمنأى عن الاكتئاب، لكي لا تزيد الأعراض سوءاً، ولكي لا تزيد الأمور تعقيداً لأن سرعة التشخيص، والانتباه للمشكلة، وسرعة ايجاد حل لها أمر هام وضروري جداً في حماية الطفل المصاب بالاكتئاب، وخصوصاً في مراحل عمرية لاحقة مثل فترة البلوغ، لأنها تكون أشد حرجاً، وقد تصل عواقب الاكتئاب في بعض الحالات إلى حد الانتحار.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. برأيكم كأمهات وآباء أي الطرق أفضل في حماية الأطفال من الإصابة بالاكتئاب؟، وكيف يمكن علاج الطفل المصاب به بالفعل؟