وداعاً نظام العطلة الفوضوي ومرحباً بالمدرسة .. 8 نصائح فعالة للانتقال السريع من فوضى الصيف إلى الانتظام في مقاعد الدراسة
لا داعي للتوتر أبداً بشأن عودة الأطفال إلى روتين الدراسة من جديد بعد انتهاء العطلة الصيفية، كما أنه من الخطأ اعتبار ذلك تحدياً كبيراً، لأنه من الطبيعي أن يحتاج الأطفال وقتاً كافياً للانتقال من النظام الفوضوي للعطلة إلى الانتظام في مقاعد الدراسة، ولذلك عليكِ بالهدوء غاليتي الأم، ومتابعة هذا المقال معنا لأن يحوي بين سطوره نصائح فعالة من الخبراء والأطباء بشأن توديع الفوضى والعطلة الصيفية واستقبال الدراسة بشغف وحب واقبال كبير عليها.
ما قبل العودة للمدارس
أنتِ بحاجة إلى وضع نهاية للفوضى قبل بدء الدراسة بأسبوعين على الأقل، وعليكِ بالسماح لأطفالك بالتسوق معك لشراء احتياجات المدرسة، إضافة إلى تهيئتهم نفسياً، واخبارهم بلطف بقرب موعد بدء، ويعد ذلك أمراً منطقياً للغاية، كما يتعين عليكِ لفت انتباههم لدخول العام الدراسي الجديد بطريقة أكثر عاطفية من خلال الحديث عن اشتياقه لزملاء الدراسة، وتذكيره بهم وبتجمعاتهم معاً فهل أنت مستعدة لمساعدتهم على الانتقال السريع من الفوضى إلى النظام.
نصائح فعالة
للانتقال السريع من النظام الفوضوي للعطلة الصيفية إلى الانتظام في مقاعد الدراسة، يجب عليكِ عزيزتي الأم الالتزام بتطبيق النصائح التالية:
وضع روتين خاص بالنوم
تقول الدكتورة عبلة صالح استشاري طب الأطفال أن النوم المبكر يعود بفوائد جمة على صحة أطفال المدارس بوجه خاص حيث ثبت أن الضرر الذي يلحق بجودة النوم مهما بدا طفيفاً، يحمل في طياته العديد من العواقب، من أبرزها، اضطرابات في التركيز والتعليم، واضطرابات سلوكية، واضطرابات في السلوكيات الاجتماعية، وكذلك اضطرابات المزاج وازدياد خطر الاصابة بالاكتئاب، العدوانية وغيرها. وجميعها أمور لها أن تترك آثاراً سلبياً على أطفال المدارس، ولذلك من الأفضل وضع روتين خاص بالنوم والبدء بالانتظام عليه، مثل الاستحمام قبل النوم لأنه يساعد على الاسترخاء، والقراءة أو فعل أي نشاط محبب له يساعد على النوم، ويمكن الاستماع إلى موسيقى البيانو الهادئة التي تجعلهم يخلدون إلى النوم بسرعة.
إلغاء فكرة الحرمان من اللعب
يجب عليكِ عزيزتي الأم طمأنة أطفالك بإمكانية تمتعهم بمساحة جيدة من اللعب والمرح مع موسم العودة للمدارس كنوع من الترويج لهم والتخفيف عنهم، لكي يزيد اقبالهم على الدراسة، وليكون لديهم الحافز على الالتزام بالنظام وبكل الإجراءات الجديدة التي تساهم في حدوث الانتقال السريع من فوضى العطلة الصيفية إلى الانتظام في مقاعد الدراسة.
اعتماد الغذاء الصحي
توجد علاقة كبيرة بين الغذاء والتحصيل الدراسي فكلما كان الغذاء صحياً ومتنوعاً وكافياً لاحتياجات الأطفال زادت معدلات التحصيل الدراسي لديهم، ولذلك يمكن القول بأن التحصيل الدراسي المرتفع ينبع من مطبخك، وعليه يجب عليكِ الاهتمام بتقديم الغذاء الصحي المتنوع الشامل المتضمن لجميع احتياجاتهم الجسمانية والعقلانية، لذا يجب التخلص من فوضى الغذاء التي سادت في العطلة الصيفية حيث الاعتماد بشكل كبير على الوجبات السريعة بمختلف أنواعها، خصوصاً وأن الغذاء يؤثر على الصحة وعلى عملية النمو والتطور الفكري لدى الأطفال، كما أنه يلعب دورا في دعم القدرة على التركيز والقدرات الذهنية.
التهيئة النفسية
يشعر بعض الطلاب بالقلق من العودة الى اليوم الدراسي الروتيني وترك الاجازة والمرح وأيام الصيف الخالية من الضغوط و المسئوليات، وخصوصاً مع شعورهم بالضغط جراء البيئة الجديدة، المعلم، المعلمة الجديدة، المنهج الدراسي الجديد بكل ما فيه من توقعات. ولذلك ولكي يدخل الأبناء سريعاً في روتين الدراسة دون قلق او توتر تؤكد الدكتورة سمره طاهر، اخصائية العلاج النفسي السريري في المركز الأمريكي النفسي والعصبي ضرورة تهيئة الأبناء نفسياً قبل بدء العام الدراسي بوقت كافٍ، وذلك من خلال ابقائهم منشغلين بمزيد من الانشطة التحفيزية التعليمية والبدنية مع اسناد مهام يومية لهم تزيد يوماً بعد يوم لادخالهم في مود الدراسة شيئاً فشيئاً.
وعلى ضوء التهيئة النفسية للأبناء يجب مساعدتهم في اكتشاف كافة الجوانب الايجابية للمدرسة واقترانه بأصدقائه في التعليم واللعب والمرح أيضاً لأنها تحفزه على التأهب للذهاب إلى المدرسة والانتظام في مقاعد الدراسة.
تخصيص مكان ملائم في المنزل للمذاكرة
يجب تخصيص مساحة هادئة ومضاءة بشكل كافٍ لأطفالك من أجل عمل الواجبات المدرسية واستذكار الدروس فيها، مع تخصيص أماكن جيدة فيها لكل من حقيبة الظهر، والقاموس، والأطلس، والآلة الحاسبة، واللوازم الفنية، والورق، وأقلام الرصاص.
تعويد الطفل على التركيز
يجب تدريب الطفل على التركيز، وانعاش ذاكرته، وذلك من خلال ألعاب سودوكو، والكلمات المتقاطعة، كونها العاب تدعم من ذكاء الأطفال، وتعزز من انتباههم، وتمنع تشتتهم، وليستمتع الأطفال بهذه الألعاب مع الاستفادة منها، يجب مشاركة الأب والأم لهم.
زيارة المدرسة قبل الدراسة
يحب تحفيز الأطفال على الدراسة من خلال التخطيط لزيارة المدرسة قبل بدء العام الدراسي، وزيارة الفصول الدراسية، والكافتريا، والمكتبة، وصالة الرياضة المتوفرة بها، وملعب كرة القدم، والمسرح وغير ذلك من وسائل العلم والترفيه في المدرسة.
الموازنة بين الدراسة والهواية
لينتظم الأطفال سريعاً في مقاعد الدراسة باقبال وحب، يجب على الآباء والأمهات الحفاظ على الوقت المخصص لممارسة الأطفال للهوايات التي طالما مارسوها أثناء العطلة الصيفية لأن اتاحة الفرصة لهم بممارستها ستجعلهم يعطون أفضل النتائح في المذاكرة للحصول على وقت كافٍ لممارسة الهواية المفضلة لدى كل منهم وقت الحاجة لذلك، وهذا هو التوازن الذي يجب تحقيقه للأطفال.
وختاماً وبحسب الخبراء، يجب أن يدخل الأطفال تدريجياً في مود الدراسة، وأن لا يتم اجبارهم على المذاكرة أو دفعهم دفعاً إليها، بل يجب تحقيق كل سبل الراحة والهدوء لهم، ومنحهم الفرصة لذلك دون ضغط أو توتر لكي لا تنتقل إليهم مشاعر القلق والتوتر التي من الممكن أن تكون سبباً في رفضهم الانتظام في مقاعد الدراسة، وهو ما لا نريد جميعاً حدوثه، لأن حب العلم يجب أن يكون نابعاً من الأطفال أنفسهم، وكل ما علينا هو توجيههم إلى الطريق السليم، وتجميله لهم بالموازنة بين العلم والمرح.