ضعف التحصيل الدراسي عند الأبناء وردود أفعال الآباء .. أمور يجب تجنبها وأخرى يجب البدء بتطبيقها
مع بداية العام الدراسي وبعد انتهاء فوضى العطلة الصيفية وبدء الانتظام في مقاعد الدراسة ومرور فترة قصيرة من ذلك، قد تنتج الاختبارات الأولى عن ضعف في مستويات التحصيل الدراسي لدى الأبناء، ولا شك أن ذلك أمر مزعج ويعد بمثابة صداع مزمن للآباء، ولكن يجب أن لا تطول فترة الانزعاج هذه لكي لا يتأثر المستوى التعليمي للأبناء أكثر وأكثر، ولذلك يجب أن ينتبه الجميع في أسرع وقت للأسباب التي ساهمت في تأخر الأبناء في الدراسة حتى يتم ايجاد العلاج المناسب، وتقديم الدعم اللازم للأبناء.
ردود فعل سلبية
بعض الآباء لا يتقبلون فكرة ضعف التحصيل الدراسي لأبنائهم أبداً ولا يهتمون بمعرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك، كل ما يفكرون فيه فقط هو كيفية عقابهم على تدني مستوياتهم التعليمية في الدراسة، وهنا تكمن الخطورة، لأن احتواء الأبناء في هذا الموقف الصعب هو ما يجب أن يفعله الآباء مع معرفة الاسباب والأخذ بأيديهم حتى تمام التغلب عليها وارتفاع معدلات التحصيل الدراسي لديهم.
كيفية علاج المشكلة
يجب على الآباء البدء في التفكير في علاج مشكلة ضعف التحصيل الدراسي لدي أبنائهم، ذلك من خلال الاهتمام بتطبيق الأمور التالية:
الاهتمام بهم
يجب أن يحرص الآباء على الاهتمام بالأبناء والانصات إليهم وتكوين صداقات معهم ليكون ذلك تمهيداً لهم بالافصاح عن ما يؤرقهم ويحول دون حصولهم على مستويات عالية من التحصيل الدراسي، لأن ذلك هو البداية السليمة للأخذ بأيديهم ليس فقط في ما يتعلق بمشكلات التحصيل الدراسي، ولكل في كل الصعوبات التي من الممكن أن تعترض طريقهم في أي وقت من الأوقات.
سؤال الأبناء عن الصعوبات التي يواجهونها في التعليم
من المهم جداً للتغلب على مشكلة ضعف التحصيل الدراسي لدى الأبناء، أن يقوم الآباء بسؤالهم عن الصعوبات التي يواجهونها في المدرسة سواء من ناحية تلقي المعلومة أو غير ذلك من الأسباب التي تحول بينهم وبين مستويات تحصيل دراسي عالية، والتفكير في حلول ملائمة لكل سبب، فقد يكون الأبناء بحاجة إلى دروس خاصة كتقوية لهم ولذلك يجب الاستعانة بمدرس جيد يقوم بذلك.
تشجيع الأبناء على القراءة
يجب على الآباء تشجيع الأبناء على القراءة والمطالعة، وعدم الاكتفاء بالمعلومات التي يتم تلقيها من المعلم أو المعلمة في المدرسة، وتحفيزهم على ذلك بكل الطرق والتي من أهمها توفير مكتبة منزلية لهم داخل المنزل وتوفير كل الكتب العلمية التي تتعلق بسنوات الدراسة التي ينتمون إليها، بالإضافة إلى توفير القصص التي تروق لهم وتلائم أعمارهم لكي لا ينفروا من التعليم. كما يجب عليهم حثهم على المعرفة عبر القنوات التعليمية الموثوق فيها عبر منصات التواصل الاجتماعي، أو اليوتيوب، لكي يكونوا قادرين على الإجابة عن جميع الأسئلة المطروحة في الاختبارات.
توفير بيئة مثالية لهم في المنزل
قد تكون الأسباب التي تقف وراء ضعف مستويات التحصيل الدراسي للأبناء متعلقة بعدم توفير بيئة مثالية للأبناء في المنزل، وهو أمر يجب أن ينتبه إليه الآباء والأمهات جيداً، لأن هدوء البيئة المنزلية، ووجود تفاهم وألفة بين الأبوين توفر للأبناء بيئة مثالية للمذاكرة والتعليم، ومن ثم الحصول على معدلات تحصيل عالية. ويقتضي توفير بيئة مثالية وهادئة في المنزل منح الأطفال الصغار في المنزل فرصة للانخراط في نشاطات مسلية تعتمد على التفكير فقط.
البقاء على اتصال مع معلميهم
بعض الآباء يكتفون بارسال أبنائهم إلى المدرسة معتقدين بأن دورهم يقف عند هذا الحد، وأن المدرسة هي المسؤولة الوحيدة عن تعليم أبناءهم، وهنا تكمن الخطورة لأنهم يغفلون بذلك عن أهمية التنسيق بينهم وبين المدرسة، والبقاء متصلين بالمعلمين، ولذلك قد يكون عدم تواصلهم مع المدرسة بشأن التحصيل الدراسي لأبنائهم هو السبب وراء ضعفه. ولذلك يجب على الآباء البقاء متصلين بالمعلمين، وحضور اجتماعات أولياء الأمور، ومشاركة أي عقبات تواجه أبنائهم مع المعلمين والقائمين على المدرسة في محاولة لتذليلها للارتقاء بمعدلات التحصيل الدراسي الخاصة بهم، وتقديم الدعم اللازم لهم بصفة دائمة.
مشاهدة الأفلام الوثائقية معهم
يجب أن يستغل الآباء حب الأبناء لمشاهدة التلفاز في تشجيعهم على مشاهدة الأفلام الوثائقية التعليمية ومشاركتهم مشاهدتها لتحفيزهم أكثر على ذلك، لأنها ستفيد جداً في دعم الأبناء علمياً وأكاديمياً، وخصوصاً مع حسن اختيارها حسب المواد التي يدرسونها والمرحلة التعليمية التي يمرون بها.
احتضان الأبناء
أكد خبراء التربية على أن الاحتضان يختصر كل أساليب التربية، وأنا كأم لطفل في مرحلة المراهقة أرى أن الاحتضان لا يساهم في تربية الطفل تربية ناجحة وسوية فقط ولكنه أيضاً يعزز من قدراته العقلية ومن قدرته على استذكار دروسة، لأن احتضان الأبناء يشعرهم بحبنا لهم وبالأمان وبراحة نفسية عميقة، ولذلك يجب أن لا ينسى الآباء احتضان الأبناء والتقرب منهم وتخصيص وقتاً كافياً للحديث معهم على أن لا يمنعهم من فعل ذلك أي شيء مهما كان كبيراً، لأن صحة الأبناء النفسية واتزانهم النفسي وصحتهم العقلية يتوقفون على عمق الدفء الذي يشعرون به مع عوائلهم وداخل منازلهم.
مكافئتهم على مستويات التحصيل الدراسي العالية
يجب مكافأة الأبناء عند الحصول على مستويات تحصيل عالية وذلك لتحفيزهم على الدراسة بشكل عملي له أثر كبير عليهم، كما يجب حسن اختيار المكافأة لهم لتكون كما يروق لهم لأنهم هم الأبطال ولابد أن ينالوا ما يرغبون فيه وما يطمحون إليه.
أمور مرفوضة من الآباء
في ما يلي ذكر لأهم الأمور التي يجب تجنبها في حالة ضعف مستويات التحصيل الدراسي للأبناء، وهي:
- النقد اللاذع والسخرية من معدلات التحصيل الدراسي.
- العقاب سواء المادي أو المعنوي.
- تهديد الأبناء وزعزعة استقرارهم النفسي.
- التركيز مع الخطأ.
- عدم التفكير في حلول لعلاج ضعف التحصيل الدراسي للأبناء.
- اهمال التنسيق مع المدرسة لمعرفة أسباب ضعف مستويات التحصيل الدراسي.
- اهمال التواصل مع الأبناء وعدم تخصيص وقت كافي لمشاركتهم نشاطات مختلفة.
- عدم الانتباه لأي مشاكل نفسية يعانون منها.
وختاماً .. ماذا عنكم كآباء وأمهات يسعدنا أن تشاركونا الرأي كيف يمكن علاج مشكلة ضعف التحصيل الدراسي عند الأبناء من وجهة نظركم؟