أبرزها الشعور بالذنب .. تحديات تواجه الأم العصرية خلال رحلة الأمومة
من الطبيعي أن تواجه الأم العصرية العديد من التحديات خلال رحلة الأمومة، والحقيقة أن إهمالها لمشاعرها ولراحتها، ورغبتها في القيام بكل ما عليها من واجبات ومسؤوليات على أكمل وجه أمر مرهق للغاية، لأنه يزيد من حدة هذه التحديات، لأنها كأي أم أخرى مثلها تعاني من قلة الوقت وقلة الطاقة، وقلة فهم المحيطين بها لحجم المسؤولية الواقعة عليها، وهي أمور صعبة تضعها في مواقف صعبة تعصف بصحتها في كثير من الأحيان
مشاعر مهملة
اختلفت الأمور كثيراً عن السابق، فالأم العصرية اليوم تشعر بالإرهاق والاكتئاب والقلق المزمن الناتجين عن شعورها الشديد بالوحدة، ومن فرط تفكيرها في تحقيق التوازن بين الأطفال والعمل وما يحمله من طموحات وأحلام ترغب في تحقيقها والوصول إليها، وكذلك الزوج والمنزل والأسرة ككل، والنتيجة إهمال الأم لمشاعرها ولمتطلباتها في سبيل تحقيق سعادة أسرتها.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ..
هل يمكن للأم القيام بمهام الأمومة والنجاح فيها مع هذا الإهمال؟
بصفتي أم أواجه العديد من التحديات خلال رحلة الأمومة، لا يمكن لها تحقيق ذلك، لأن الإرهاق من الممكن أن يؤدي في النهاية إلى انهيار قواها وانعدام عزيمتها، ولذلك يجب أن تهتم الأم بالاهتمام بمشاعرها وراحتها، وبمنح نفسها الاسترخاء اللازم لشحن طاقاتها من جديد، ولتقوية عزيمتها لتكون قادرة على مواجهة كل التحديات التي تواجهها خلال رحلة الأمومة، كما يجب عليها تدليل نفسها والاهتمام بها وباحتياجاتها لمحاربة أي مشاعر سلبية ناتجة عن اصطدامها لنفسها.
ما هي التحديات الصعبة التي ترهق الأم العصرية في الوقت الحالي؟
تواجه الأم العصرية العديد من التحديات الصعبة المرهقة لها نفسياً وجسدياً، لعل من أبرزها وأقواها ما يلي:
الشعور بالذنب
يبدأ الشعور بالذنب عند الأم العصرية وخصوصاً العاملة بعد الولادة، حيث ظهور العديد من التحديات التي تبدأ مع الأيام الأخيرة لانتهاء اجازة الوضع الخاصة بها، على سبيل المثال لا الحصر: كيفية الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، والقلق على رضيعها عند تركه والذهاب إلى العمل، وشعورها بالتقصير لعدم منحه الوقت الكافي له في أهم مرحلة عمرية بعد ولادته، وخصوصاً مع احتياجه الملح للشعور بالأمان معها.
الحرمان من النوم
الحرمان من النوم وانهيار قوى الأم يتسبب في إصابتها بالاكتئاب والقلق والتوتر، ولا تقف تأثيراته عند هذا الحد، إذ يمتد للتأثير على صحتها بمشاكل صحية عديدة أخرى مثل تأثر مناعتها سلباً، وفقدان القدرة على المواصلة في بعض الحالات، وإزدياد جاجتها لمختص يتفهم أوجاعها ومعاناتها من أجل مساعدتها للاستمتاع بأمومتها.
مرض الأطفال
ما إن يمرض الأطفال إلا وتزيد أوجاع وتوترات الأم العصرية، لأنها تكون واقعة تحت ضغط شديد ما بين الذهاب إلى العمل، أو البقاء لرعاية طفلها المريض. بعض الأمهات يحلون هذه الإشكالية بعدم الذهاب إلى العمل لتمريض أطفالهن، والبعض الآخر يبحثن عن مقدم الرعاية الصحية الذي من الممكن الاعتماد عليه في تمريض الأطفال حتى الشفاء.
تفعيل مفهوم الأم الخارقة
ينظر أصحاب الأعمال والآباء بل والمجتمع بأكمله إلى الأم العاملة على أنها أم خارقة، وأنها قادرة على القيام بكل الأدوار بنفس الكفاءة، وهي توقعات صعبة تضعها في صراع مستمر لتكون كما يحب أن يراها الجميع، ولكي لا تتعرض للنقد اللاذع. هذه التوقعات المتضاربة لها أثرها السيء العميق، حيث تستمر الأمهات في التدافع والتضحية لتحقيق التوازن، ما يجعلهن يشعرن بالتوتر والإرهاق والذنب.
وجود حواجز مهنية
إن تحقيق التوازن بين الأسرة والعمل ليس أمراً هيناً لأن الأمهات اللاتي يعملن خارج المنزل غالباً ما يواجهن عدداً من الحواجز والتمييز الصحيح عندما يتعلق الأمر بالتوظيف. ليس فقط لأن النساء يكسبن أقل من نظرائهن من الرجال، بل لأن أغلب المنظمات والشركات تدار من قبل الرجال ومن ثم وجود بعض التمييزات التي تصب في صالح الرجل، وهو ما بدأ النظر إليه في الآونة الأخيرة لتعزيز تمكين المرأة في المجتمع.
معاناة الأم العزباء
هنا تكون الأعباء مختلفة تماماً لأن الأم العازبة تواجه العديد من التحديات الصعبة المرهقة لصحتها النفسية بشكل لافت، ومنها الحرمان من النوم، والصراع مع الشريك السابق، وانعدام الشعور بالأمان، وتكالب المسؤوليات على عاتقها خصوصاً مع رفض الشريك السابق الانفاق على أطفالها، ودخولها في العديد من الصراعات الأخرى، الأمر الذي يزيد من احتمالات تعرضها للاكتئاب والعديد من النوبات النفسية الأخرى.
ما هي أهمية تعزيز الصحة النفسية للأم العصرية؟
تعتبر الصحة النفسية لبنة أساسية لتمكين المرأة وتعزيز قدرتها على القيام بكل ما عليها من أعباء بشكل جيد وعلى أكمل وجه، لأن النفسية الجيدة تساعدها في الحفاظ على أطفالها، وصفاء الذهن والتفكير في أفضل الطرق التي تحقق لها الموازنة بين العمل والأسرة.
كما أن تعزيز الصحة النفسية للمرأة العصرية يساعدها على تنمية مهاراتها والمقومات التي تجعلها مميزة في عملها لتكون عضواً مؤثراً في المجتمع.
وختاماً، يجب على المجتمعات ومؤسسات الأعمال والمنظمات بكافة أنواعها التضافر من أجل تسخير العقبات التي تقف عائقاً في طريق الأم العاملة تماماً كما تفعل دولة الإمارات العربية المتحدة التي تهتم بشكل فائق بتمكين المرأة ودعمها وتقديرها واحترام مهاراتها وقدراتها وفتح الطريق أمامها لتكون كما يليق بها كامرأة، وهو ما يجب أن تخطوه باقي المجتمعات العربية.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي، ما هي أصعب التحديات التي تواجه الأم العاملة؟
دمتم بخير،،،