تكرراها بشكل يومي هو الأخطر .. حقائق لم يخبرك بها أحد عن نوبات حبس النفس عند الأطفال
تعد نوبات حبس النفس أحد أكثر المواقف التى تسبب زعراً شديدًا للأبوين إذ يصبح الطفل في حالة مقلقة للغاية بمجرد التعرض لها، وخصوصًا عندما يفقد الوعي، وعلى الرغم من كونها قصيرة إلا أنها قد تزهق أنفاس الأهل قلقًا على الطفل، فما هي نوبات حبس النفس،؟ وكيف يمكن التشخيص والعلاج،؟ وماذا يجب على الأبوين فعله عند تعرض الطفل لها؟
لأهمية هذا الموضوع، يُسعدنا أن يجيب عن أسئلتنا هذه الدكتور عبدالله كنبوس أخصائي طب الأطفال بدبي، لتوعية الأهل بنوبات حبس النفس أو فواصل حبس النفس عند الأطفال تحقيقًا لسلامتهم.
ما هي نوبات حبس النفس وكيف تكون؟
نوب حبس النفس أو ما يسمى بغشي البكاء هي مشكلة شائعة في الطفولة الى حد ما تحدث لدى 27 % أو أكثر من الأطفال الأصحاء وتبدأ هذه النوب عند معظم هؤلاء الأطباء بعمر 12 شهرًا حتى عمر الـ 5 سنوات تقريبا، ومن الممكن أن تبدأ في عمر أبكر في عمر شهرين، وقد تحدث النوب مرات عديدة في اليوم وقد لا تحدث إلا نادرًا كمره وحيدة خلال سنة، والأكثر شيوعًأ حدوث هجمات متعددة خلال الأسبوع.
وتحدث نوبات حبس النفس على شكل هجمات مفاجئة لا إرادية، وغالبًا ما تكون مخيفة ومقلقة للأهل لأنها قد تشكل خطرًا كبيرًا يهدد حياة الطفل مثل الاختلاجات والصرع.
من هو الطفل الأكثر عرضة للإصابة بنوبات حبس النفس؟
يعد الأطفال ذوي المزاج العصبي هم الأكثر تعرضًا لمثل هذه النوبات، إذ تحرض بالغضب أو الانزعاج، أو، الاحباط، أو الخوف، أو التنبيه الألمي مثل ضرب الرأس أو البكاء الشديد لطلب أمر ما حيث تبدأ نوبة حبس النفس النموذجية بالبكاء الذي قد يطول او يقصر عادة بعد بكاء قصير المدة يصبح الطفل صامتا دون أي صوت ويوقف تنفسه ثم يصبح لونه أزرق أو شاحبًا أو مختلفًا بين اللونين ثم يرتجف جسمه كاملًا ثم يعاود تنفسه مجددًا، وتستمر هذه النوبة من ثوان إلى أقل من دقيقة وتنتهي الحادثه في نوب حبس النفس البسيطة دون أن تترافق بغشي أو تبدلات بالوضعية أما في الحالات الشديدة قد تترافق بنقص وعي وحالات إغماء.
كيف يتم تشخيص نوبات حبس النفس عند الأطفال؟
يتم تشخيص هذه الحالة من خلا معرفة القصة المرضية من خلال شرح مفصل للهجمة وعلى وجود قصة عائلية لنوب حبس النفس فقد لوحظ وجود تاريخ وراثي لنوب حبس النفس عند 20-30 % من الأطفال المصابين وكما يجب الاستفسار عن تاريخ مرضي لاضطرابات عصبية او شذوذات قلبية.
ويشمل التشخيص الفحص السريري الكامل لمظهر الطفل وسلوكه ونموه وتطوره وفي بعض الحالات، ويتم إجراء بعض الفحوصات المخبرية كالخضاب والبحث عن فقر الدم ونقص الحديد لدى الطفل وفي حال النوبات المعقدة يمكن اجراء تخطييط للقلب وتخطيط للدماغ.
هل من علاج لنوبات حبس النفس عند الأطفال؟
أما بالنسبة للعلاج من المهم أن يعلم الآباء والأمهات أن هذه النوب سليمة، وأن الاطفال سوف يتعافون منها، وذلك من خلال تثقيف الأهل وتوعيتهم ليكونوا قادرين على التعامل مع أزمات نوبات حبس النفس، وهنا نوصيهم بالهدوء أولًا ثم وضع الطفل بوضعية الاضطجاع الجانبي لتجنب الأذى، والاستنشاق المحتمل مع مراقبته حتى زوال النوبة نهائيًا، كما يجب عليهم وعدم وضع أي شيء في فم الطفل وعدم هزه أثناء النوبة، وعدم رشه بالماء.
إما إذا حدثت النوبة أثناء الأكل وسد الطعام مجرى الهواء الفموي يجب تنظيف الطرق الهوائية مع تجنب القلق الزائد أثناء تعرض الطفل لنوبة حبس النفس، وتجنب توبيخ الطفل بعدها.
ولا يقتصر علاج نوبات حبس النفس عند الأطفال على ذلك فقط إذ توجد بعض العلاجات الدوائية لنوب حبس النفس كمكملات الحديد الفموي حيث أثبتت الدراسات أن العلاج بمكملات الحديد سوف يخفض تواتر نوب حبس النفس كما أثبتت نسبة حدوثها مرتفعة عند الأطفال الذين يعانون من فقر الدم بعوز الحديد، وفي بعض الحالات التي تتطلب وصف دواء معين يوصي الطبيب بوصف أدوية طبية مثل دواء البيراسيتام والديازيبام.
كيف يمكن حماية الطفل من مخاطر نوبات حبس النفس؟
قال الدكتور عبدالله أن نوبات حبس النفس عند الأطفال قد تؤدي في بعض الحالات إلى الإصابة بالصرع ولكنها نادرة، ولكن بشكل عام وأكثر شمولية هي ليست بالضرورة أن تكون مسببة لمرض الصرع.
ولحماية الطفل من مخاطر نوبات حبس النفس يجب على الأم الانتباه جيدًا لملاحظتها على الطفل والقيام بما يلي:
- يجب التعامل مع الطفل بطريقة هادئة مع تجنب إستخدام العنف معه في التربية، لأن تجنب حث الطفل على الشعور بالغضب يحميه من الإصابة بنوبات حبس النفس عند الأطفال، وخصوصًا الحرص على الحفاظ على هدوئه عند تناوله للطعام، لأنها تكون أشد خطورة إذا هاجمته خلال هذه الأثناء.
- يجب تجنب إعطاء الطفل ما حاول الحصول عليه قبل النوبة.
- يجب إخبار مسؤولي جميع الأماكن التي يذهب إليها الطفل عن تاريخه مع نوبات حبس النفس واخبارهم بكفية التصرف معه عند حدوث ذلك.
- من الضروري وضع الطفل أثناء حدوث النوبة على جانبه ونزع أى طعام من فمه حتى لا يسستنشق الطفل في هذه الأثناء ولكي لا تزيد الحالة سوءاً
- يجب البدء بإجراءات الإنعاش القلبى للطفل وتعليم كيفية ذلك مسبقًا إستعدادًا لهذه الأعراض الخطيرة المفاجئة التي قد تصاحب حالات حدوث نوبات حبس النفس عند الأطفال أثناء تناول الطفل للطعام، وظهور أعراض انسداد الطريق التنفسى على الطفل.
- يجب احتضان وتهيئة الطفل بعد انتهاء النوبة.
- يجب الذهاب إلى المستشفى فورًا أو طلب مساعدة الاسعاف الطبي لعلاج فقدان الوعى أو التشنجات تحقيًا لسلامته.
وختامًا يجب على الآباء والأمهات إستشارة الأطباء وسؤالهم عن نوبات حبس النفس بالتفصيل لمعرفة كيفية التعامل مع الأزمة بشكل علمي وتوعية كبيرة تقي الطفل مخاطر الإصابة بها في أي وقت.
والآن يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. ماذا تعرفون عن نوبات حبس النفس عند الأطفال،؟ وما هي مخاطرها؟، وكيف يمكن التعامل معها لوقاية الطفل من مخاطرها؟
مع تمنياتي بالشفاء العاجل والسلامة الدائمة لكل الأطفال،،،