تجاهل بعض النصائح ضرورة ملحة .. هذا ما تحتاجين إليه كأم جديدة في عالم الأمومة
أنتِ الآن أم جديدة في عالم الأمومة الجميل، ومن المؤكد أنكِ تتلقين النصائح من معظم من سبقوكي إليه، سواء الأم أو الجدة أو الصديقات أو حتى من الغرباء الذين قد تجمعك بهم الظروف سواء في الأماكن العامة وأنتِ تتنزهين مع طفلك، أو في الأماكن الخاصة كالنوادي وعيادات الأطفال وغيرها. الجميع يقدمون النصائح لكِ في مواقف مختلفة، وهذا أمر جميل، ولكنه قد يكون مقلقًا بعض الشيء، وخصوصًا مع قلة خبرتك كأم، إذ أنه ليس بالضرورة أن تكون كل النصائح سليمة وفي محلها. ولذلك فإن السؤال المهم الآن، كيف تعلمين أن ما يتردد على مسامعك من نصائح، هي نصائح سليمة وفعالة؟، وما هي أهم النصائح التي تساعدك كأم جديدة؟
هذا ما سأحاول الرد عليه في مقالي هذا للتعرف على احتياجاتك كأم عصرية جديدة في عالم الأمومة الجميل، من خلال بعض النصائح المجربة الفعالة التالي ذكرها أدناه.
نصائح ذهبية للأم الجديدة
في ما يلي ذكر لأهم النصائح وأكثر ما أنتِ بحاجة إليه بعد ولادة مولودك الأول كل ما عليكِ استيعابها جيدًا، وتطبيقها، وهذه النصائح هي:
كوني واعية ويقظة
إن أكثر نصيحة يمكنني أن أشاركها معكِ ومع كل أم جديدة في عالم الأمومة، أن تكوني أمًا واعية ويقظة وهادئة بعيدة عن القلق والتوتر. ولتكوني كذلك، تخلصي من كل مخاوفك. وتذكري أن الأمومة بالفطرة وليست بالتجربة. واعلمي أن أكثر ما يحتاجه طفلكِ منكِ في هذه المرحلة أن تكوني يقظة وواعية ليس له فقط بل لنفسك أيضًا. لذا مارسي اللطف أولًا مع نفسك ليتحقق استقرارك ووعيك ويقظتك بمولودك.
ذكري نفسك بأنها مجرد مرحلة
تذكري حلمك بأن تكوني أم، وتحملي تعب ومشقة الشهور الأولى وسهر الليالي، وذكري نفسك بأنها مجرد مرحلة، وستليها مرحلة بمهام أخرى ومذاق آخر وهكذا إلى ما شاء الله. لذلك امنحي نفسك فرصة للاستمتاع بكل مرحلة بما فيها من سعادة وجهد وإثارة.
ثقي بقوتك التي حباكِ الله عز وجل بها
خلق الله عز وجل المرأة بعاطفة جياشة وغريزة قوية تمنحها القوة لتحمل الألم والتعب. وقد اصطفاها سبحانه وتعالى لمسؤولية الحمل والولادة والتربية. لذا ثقي بقدراتك، وانظري إلى جسدك باعتباره سلاح قوي به ستتنصرين على تحديات المرحلة، وستصلين بقوته إلى بر الأمان.
احذري أن تفوتك فوائد الرضاعة الطبيعية
لا عيب أن تكوني أم عصرية وترضعين طفلك رضاعة طبيعية، ولكن العيب في عدم الاستفادة من فوائدها الجمة لطفلك ولكِ. إن ممارسة الرضاعة الطبيعية ستقوي العلاقة أكثر بينك وبين وليدك، وستحقق أمانه، وستجعلك تفقدين سعرات حرارية عالية، وستقيك من مرض سرطان الثدي.
لذا مارسي الرضاعة الطبيعية بسعادة وانعمي بكل المشاعر الجميلة التي تترتب عليها، واستفيدي بكل فوائدها الأخرى. ولا تيأسي مع وجود أي من العقبات التي تحول بينك وبينها، حاولي بكل الطرق لارضاع طفلك رضاعة طبيعية.
بعد ولادة ابني واجهت صعوبات كبيرة في إرضاعه طبيعيًا خصوصًا وأن ظروفه الصحية اقتضت وضعه في الحضانة لمدة أسبوع. لم أتركه في المستشفى وحده، بقيت معه وكنت لا أحصل على كفايتي من النوم لأني كنت أذهب إليه حتى أقوم بارضاعه طبيعياً. واجهتني صعوبات أخرى، ولكن كنت أقوى منها. ورغم تحديات العمل بعد انتهاء اجازة الوضع، حرصت على أن أكمل مدتها كاملة. استمعي إلى نصيحتي وحاربي من أجل ممارسة الرضاعة الطبيعية، وأسألي المختصين عند وجود أي عقبات. وامنحي طفلك الأمان والسلامة، وامنحي نفسك كأم الشعور بالسعادة.
وفري جهدي وطاقتك لمهام الأمومة الجديدة
إن مولودك يحتاج إليك بشدة، عطفك، حنانك، عاطفتك، حضنك، لذا لا تهدري طاقتك في أشياء لا تستحق. لديك الآن ما يستحق كل ذلك وأكثر، كوني له واستمتعي معه بدفء المرحلة. ولا تعكري صفو مشاعرك بصغائر الأمور لتكوني مهيئة لمساعدة طفلك في كل المواقف.
تجاهل بعض النصائح ضرورة ملحة
استعدي لتلقي نصائح لا حصر لها من الأم والجدة والحماة، والأهل والصديقات، والغرباء أيضًا، واستمعي إليها بعناية ولا تطبقيها إلا بعد التأكد من صحتها. ولا تخجلي أبدًا من تجاهل النصائح التي لديكِ شك في سلامتها، وارفضي كل النصائح التي تتعلق بحالة معينة بعينها. لأن الأطفال يختلفون كما أن لكل حالة ملابستها التي يتم التعامل معها من خلالها. كما أن بعض النصائح لا تلائم صحة طفلك ولا تقوم على حقائق علمية مدروسة، وهذه يجب تجاهلها على الفور.
لا تتأخري عن ممارسة الرياضة
في ممارستك للرياضة فوائد جمة، ولكي تحصلي على هذه الفوائد يجب استشارة طبيبك قبل البدء بممارستها، وسؤاله عن الرياضة الملائمة لظروفك بعد الولادة، وبحسب نوع الولادة (قيصرية أم طبيعية). بامكانك غاليتي البدء تدريجيًا. وبشكل بسيط برياضة المشي على أن تداومي عليها ( قليل دائم).
لا تترددي في طلب المساعدة
زوجك، والدتك، أختك، صديقتك، حماتك، بامكانك طلب المساعدة من أحدهم أو من المتاح بحسب وقت حاجتك للمساعدة. لا تخجلي من ذلك، ولا تترددي في طلب العون منهم لتقومي بدور الأم الخارقة لأنك بحاجة إلى وقت للتعافي بشكل جيد. اطلبي مساعدتهم للتفرغ للعناية بوليدك.
لا تحاولي أن تكون أم مثالية
"الأم المثالية"، احذري أن تقعي في هذا الخطأ، المثالية درب من دروب الخيال ولا صحة لوجودها على أرض الواقع. نحن ابتدعناها كبشر، ونطلقها على من يقوم بدوره بدرجة عالية من الاتقان. ومجازًا نقول أم مثالية، أب مثالي، زوج مثالي، وهكذا. لذا احذري من تقمص هذا الدور لأنه سيربك وسيشتتك، وسيسبب إرهاقك بدنيًا وذهنيًا ونفسيًا.
اقبلي بضريبة الأمومة
من الطبيعي أن يتغير شكل جسمك بعد الحمل والولادة والمرور بهذه التغيرات الهرمونية القوية، وهذه هي ضريبة الأمومة. أنتِ الآن في مرحلة مهمة تحتاجين فيها إلى تعويض ما فقده جسمك من عناصر مهمة وفيتامينات ومعادن خلال رحلة الحمل والولادة. مرحلة تحتاج إلى تغذية سليمة. وخصوصًا مع حالات الرضاعة الطبيعية. لا تخجلي من شكل جسمك وافتخري بكل مرحلة تمرين بها في عالم الأمومة. وامنحي جسدك الفرصة للاستجابة للهرمونات. وتناولي الغذاء الصحي ولا تتبعي أي حمية غذائية فما زال الوقت مبكرًا لفعل ذلك.
شاركي في جروبات الأمهات
شاركي في جروبات الأمهات حديثات العهد بالأمومة مثلك وبمن سبقوكي، اسألي، استشيري، ولكن لا تطبقي أي من النصائح التي تتعلق بالمرض أو الصحة. هنا يجب عليكِ انتقاء النصائح كما ذكرت أعلاه. فوائد الاشتراك في مثل هذه الجروبات بتلخص في تحفيزك وتشجيعك وفهم كثير من الأمور. تذكري أنكِ واعية ويقظة لاختيار ما يلائم وليدك ويلائمك.
وختامًا، لا تغفلي أهمية مشاركة شريك حياتك معكِ في حمل الطفل والتصوير معه والاستمتاع باحتضان طفلكما سويًا. ولا تنسي التقاط صور تذكارية لمولودك بمفرده ومع أبيه ومعكِ ومعكما معًا، لتسجيل أجمل الذكريات ولتوثيق أسعد اللحظات.
مع تمنياتي لكِ برحلة أمومة سعيدة ولوليدك الصحة والسلامة،،،