الدكتورة سمية زاهر لـ "هي" بمناسبة يوم المرأة العالمي.. الأمومة لا تتعارض مع طموحات المرأة
تعتبر الأمومة تجربة ثرية وعميقة؛ تساهم في تطوير مهارات جديدة لدى المرأة، مثل تعليمها كيفية إحداث التوازن بين الحياة العملية والأسرية، وتنظيم الوقت، والتفاوض، والتواصل الفعال. وهذه المهارات يمكن أن تكون ذات فائدة كبيرة في مجالات العمل المختلفة وفي حياة المرأة الخاصة أيضًا.
صحيح أن المرأة قد تعيش حالة من التوتر بسبب العديد من التحديات التي تواجهها عند محاولاتها تحقيق التوازن بين طموحاتها في العمل وبين حياتها الأسرية كزوجة وأم. ولكن هذه الحالة لا تستمر طويلًا، لأن المرأة لديها مهارات عديدة وقوة وعزيمة تمكنها من تحقيق هذا التوازن بل وتحقيق تناغم بين واجبات الأمومة وواجبات الحياة العملية، وخصوصًا عندما يتوافر لها الدعم من المحيطين بها.
وبمناسبة يوم المرأة العالمي، يُسعدنا اليوم أن نلتقي بالدكتورة سمية زاهر الدكتورة المدير الطبي لمستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال للحديث عن تجربتها في قطاع الرعاية الصحية وكيف ترى دور المرأة في هذا القطاع الحيوي.
من هي الدكتورة سمية زاهر؟
تتمتع الدكتورة سمية بما يزيد عن 20 سنوات من الخبرة في مجال أمراض النساء والولادة. وقد تخرجت من جامعة داندي في المملكة المتحدة في عام 2001. وانضمت إلى مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال من مستشفى الجامعة في ويلز، المملكة المتحدة، حيث عملت هناك كاستشارية الولادة ومدير البحث والتطوير ومدير خدمات الولادة. كما أنها كانت محاضرة شرفية في جامعة كارديف، وحاصلة على جائزة مؤسسة الخدمات الصحية الوطنية في ويلز للرعاية الصحية والبحوث.
تشغل الدكتورة سمية منصب المدير الطبي في مستشفى دانة الإمارات وهي أيضاً استشارية أمراض النساء والولادة. وتشمل مجالات عملها رعاية حالات الحمل الخطرة وحالات الولادة الخطرة ورعاية ما بعد الولادة. وتغطي اهتماماتها الأبحاث حول الإنتان وتحريض المخاض، والريادة الطبية، والعوامل البشرية، والتدريب على مهارات العلاج المتعدد التخصصات.
وقد ولدت الدكتورة سمية زاهر في كنف أسرة من الأطباء بمدينة مانشستر، وانطلقت في رحلة مميزة قادتها لتولي منصب المدير الطبي في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال في إمارة أبوظبي.
وبفضل حرص أسرتها على توعيتها بأهمية التعليم منذ سنوات حياتها الأولى، تؤمن الدكتورة سمية بأن كل تجربة تقدم لها فرصة للتعلم، وهو ما مهد طريقها نحو تحقيق التميز في عملها.
ما هي التحديات التي واجهتك عند السعي وراء تحقيق طموحك كطبيبة في قطاع الرعاية الصحية؟
لقد واجهت العديد من التحديات الفريدة، خصوصاً وأني أم لطفلين، لذلك سعيت للالتحاق بمهنة ضمن بيئة عمل تمكنني من تحقيق التوازن بين حياتي الأسرية وحياتي المهنية حتى أني أشارك أطفالي في كل الأمورالتي تتعلق بهم، وأتابعهم عن قرب. لأنه لابد من أن لا تغيب المرأة عن دورها الأصيل في الحياة الأسرية. كما أن الطموح حق لها والسعي وراء اثبات لا يجب أن يتعارض مع واجبات الأمومة.
برأيكِ هل تتعارض الأمومة مع طموحات المرأة؟
بالطبع لا تتعارض الأمومة مع طموحات المرأة بل وعلى العكس من ذلك يمكن أن تكون الأمومة دافعًا إضافيًا للمرأة لتحقيق أهدافها وتطلعاتها المهنية والشخصية. لأنها تمنح المرأة قوة إضافية وتعزيزًا للتفاني والإصرار على تحقيق النجاح في حياتها المهنية. كما أن الإحساس بالمسؤولية تجاه الأطفال يمكن أن يكون دافعًا قويًا لها على تحقيق النجاح وتقديم الدعم للعائلة.
ما هي نصيحتك للأم العاملة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة اليوم؟
بداية أود أن أهنئ المرأة باليوم العالمي للمرأة، وأشيد بدورها كامرأة عاملة وكأم لأطفال تقع عليها العديد من المسؤوليات. وأود أن أذكرها بأنها قادرة على تخطي الحواجز التقليدية بين الحياة المهنية والأسرية، لذا يجب عليها أن تجتهد لتحقيق التوازن قدر الإمكان لأن تحقيق النجاح والوصول إلى الأهداف لا يجب أن يكون على حساب الأطفال والحياة الأسرية ككل. ولذلك يجب عليها تنظيم الوقت وطلب الدعم من المحيطين وتخصيص وقت لأطفالها وزوجها.
دعيني أخبرك بلحظات لا يمكن أن أنساها خلال مسيرتي المهنية تحديدًا بعد عودتي من العمل في وقت أبكر من المتوقع بعد إجازة الأمومة. وقتها تم تكريمي من قبل رئيس الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد. وصعدت على خشبة المسرح بصحبة طفلي واكتملت سعادتي لأني كنت سعيدة بأمومتي وبتكريمي معًا.
برأيك ماذا تحتاج المرأة من المجتمع لتحقيق التوازن بين طموحاتها في العمل وواجباتها نحو الأمومة؟
كامرأة عاملة وأم؛ أشيد وافتخر بدور الإمارات الحبيبة في تمكين المرأة وتذليل كل الصعوبات لها، وحث كل القطاعات والمؤسسات على مساعدة ودعم الأم العاملة. وأتمنى أن تحصل المرأة في كل الدول على مثل هذا الدعم الكبير الذي تنعم به المرأة في الإمارات. ولاقتناعي التام بمكانة المرأة في المجتمعات، لا أتردد أبدًا عن دعم النساء في قطاع الرعاية الصحية وأقوم بتطبيق مبدأ الدولة في تمكين المرأة بكل ما أوتيت من خبرة وإدارة وهذا ما يجب علينا جميعًا فعله.
بما تنصحين النساء المقبلات على دخول الميدان الطبي؟
إن النجاح ليس مرهونًا بالتضحية بأمر ما على حساب أمر آخر، لأنه لا يوجد تعريف محدد للنجاح. كما أنه لا يجب أن يأتي على حساب الصحة أو الأسرة. ولذلك يجب أن تتوافر المرونة، ويتحقق الالتزام بتحقيق التوازن الإيجابي بين الحياة الشخصية والمهنية باعتبارها عوامل تمكنهن من شق طريق النجاح الخاص بكل منهن ومن ثم المساهمة في استشراف مستقبل شامل وداعم.
ومع ذلك، يجب الاعتراف بأن هناك تحديات تواجه الأم العاملة، وأنها بحاجة إلى دعم وتسهيلات من أجل تحقيق التوازن بين الأمومة والحياة المهنية بشكل أفضل. من خلال إيجاد بيئة عمل داعمة وتوفير سياسات مرنة تتيح للنساء مزيدًا من المرونة في إدارة وقتهن بما يقلل من توترهن ويحقق التناغم بين واجبات العمل وواجبات الأمومة.