لكي لا يفترسه الاكتئاب .. إليكِ أهم النصائح ليصبح طفلك اجتماعيًا
إن انعزال طفلك عن الآخرين له آثار سلبية عديدة تستهدف سلامته النفسية وتحول دون تطوره ذهنيًا ونفسيًا واجتماعيًا. والحقيقة أنكِ أيضًا لن تسلمي من سلبيات ذلك، إذ أنه لا يوجد شيء أكثر احباطًا لكِ كأم من رؤية طفلك وهو حزينًا منفردًا غير قادرًا على تكوين صداقات تطور من مهاراته الاجتماعية وتجعله في حالة نفسية أفضل مثله مثل باقي الأطفال من نفس المرحلة العمرية التي ينتمي إليها.
قد يكون الأمر محبطًا للغاية، ولكن تحويل طفلك من طفل انطوائي إلى طفل اجتماعي ليس أمرًا بعيد المنال، لأنه توجد عدة طرق وأساليب متنوعة يمكنك من خلالها وبمساعدة أبيه أن يصبح طفلك اجتماعيًا. ولكن وقبل التطرق إلى ذلك يجب أولًا معرفة علامات الطفل غير الاجتماعي.
كيف أعرف أن طفلي غير اجتماعي؟
سؤال مهم جدًا تسأله كثير من الأمهات. أنتِ لستِ الأم الوحيدة التي تقلق بسبب إنطوائية طفلها. والحقيقة أنه توجد العديد من العلامات التي تخبرك وتخبر كل أم أخرى تسأل نفس السؤال بأن طفلها غير اجتماعي وهذه العلامات هي:
-
الخجل الشديد
يكون الطفل خجولًا ومترددًا في التحدث مع الآخرين، ويميل إلى الاختباء أو الانسحاب عند مواجهته بمواقف اجتماعية جديدة.
-
تفضيل العزلة
يكون الطفل منعزلًا عن الآخرين بسبب تجنبه للتفاعلات الاجتماعية، فالطفل غير اجتماعي إذا كان يفضل اللعب بمفرده أو يتجنب الأنشطة التي تتطلب التفاعل مع الآخرين.
-
الهدوء والتزام الصمت أغلب الوقت
بعض الأطفال غير الاجتماعيين قد يبدون هادئين جدًا ولا يتحدثون كثيرًا وخصوصًا في الأماكن العامة، حتى إذا كانوا نشيطين ومتحمسين في المنزل.
-
الانسحاب من تجمعات العائلة
إذا كان الطفل يفضل الانسحاب من التجمعات الأسرية أو حفلات الأعياد أو الرحلات المدرسية، فقد فإن ذلك يخبرك بأنه غير اجتماعي.
-
عاجز عن تكوين صداقات
الطفل غير الاجتماعي يجد صعوبة في تكوين صداقات أو الحفاظ عليها. قد يكون لديه عدد قليل من الأصدقاء المقربين وفي حالات عدة لا يكون لديه أصدقاء.
-
الرهاب الاجتماعي
القلق والتوتر الدائم من مواجهة مواقف اجتماعية والخوف من الدخول في علاقات اجتماعية من العلامات التي تدل على أن الطفل غير اجتماعي.
-
التعلق المفرط بالوالدين
الطفل غير الاجتماعي دائمًا ما يكون متعلقًا بشكل مبالغ فيه بوالديه ويشعر بعدم الأمان إذا ابتعد عنهما وخصوصًا إذا وجد نفسه فجأة في أي من المواقف الاجتماعية.
-
التأخر في تطوير المهارات الاجتماعية
البطء في تعلم المهارات الاجتماعية مثل التحدث بثقة، والتعاون مع الآخرين، والقدرة على حل النزاعات دون اللجوء للأبوين كلها أمور تدل على أن الطفل غير اجتماعي.
-
السلوك العدواني أو العصبية
بعض الأطفال غير الاجتماعيين قد يظهرون سلوكًا عدوانيًا أو عصبية عندما يكونوا في مواقف اجتماعية غير مريحة، وذلك بسببب شعورهم بالخوف الشديد من الاحتكاك بالآخرين.
-
الانغماس في اهتمامات فردية
الطفل غير الاجتماعي ينغمس في ممارسة أنشطة فردية، مثل الألعاب الإلكترونية أو القراءة، ويفضلها على غيرها من الأنشطة الاجتماعية.
ماذا لو ظهرت العلامات السابقة؟
إذا كنتِ تلاحظين هذه العلامات في طفلك، من المهم توفير بيئة داعمة ومحفزة لنموه الاجتماعي. وفي الوقت نفسه، ينبغي عليكِ تجنب إجباره على أن يكون اجتماعيًا لكي لا يأتي الأمر بنتائج عكسية. كما يجب عليكِ البدء بوضع بروتوكول للتعامل معه وتحويله من طفل غير اجتماعي إلى طفل اجتماعي.
كيف يمكنك دعم طفلك ليكون طفلًا اجتماعيًا؟
التزمي غاليتي الأم بالنصائح التالية ليصبح طفلك طفلًا اجتماعيًا:
شاركيه اهتماماته أولاً
عليك مشاركة طفلك الاهتمام بالأشياء المهمة المفضلة لديه التي يهتم بها كثيرًا، مثل المشاركة في رياضة مفضلة، أو مشاركته العزف على آلة موسيقية يحبها، أو الانضمام إلى نادٍ يهتم به. إن الهدف من مشاركتك اهتماماته حثه على بناء مهارات اجتماعية تبدأ بمشاركتك له وذلك من خلال دفعه للانخراط في ما يحب، ومنحه الفرصة للالتقاء بآخرين يكون لهم نفس الاهتمامات.
شجعيه على طرح الأسئلة
قد يبدو الطفل غير الاجتماعي هادئًا وغير قادرًا على التحدث كغيره من الأطفال، وذلك بسبب انطوائيته. لذا عليكِ بحثه على طرح الأسئلة لأنها تساهم في تطوير مهارات التواصل وخصوصًا تلك التي لا تقتصر الإجابة عليها بنعم أو لا، لأن الهدف من ذلك حثه على التواصل مع الآخرين وتبادل أطراف الحديث معهم والخروج من عزلته.
علميه ممارسة التعاطف
إن تشجيع طفلك غير الاجتماعي على ممارسة التعاطف من خلال اخباره بمواقف مؤثرة له كبير الأثر في تحفيز شعوره بالآخر وشعور الآخر به، ومن ثم تحقيق استمتاعه بالتعاطف من خلال تذوق مشاعر جديدة لم يشعر بها من قبل. واجعليه يشهد مواقف تمارسين فيها التعاطف مع الآخرين ليعي أهمية تكوين علاقات اجتماعية.
اعرفي حدود طفلك
بالطبع لن يكون طفلك غير الاجتماعي الخجول والانطوائي بنفس درجة تفاعل الطفل الذي لديه شبكة علاقات اجتماعية قوية، لذلك عليكِ أثناء تحفيز طفلك على أن يكون اجتماعيًا معرفة حدوده الزمنية التي يستطيع فيها ممارسة التواصل مع الآخرين وخصوصًا في البداية لكي لا يشعر بالارهاق.
كوني قدوة اجتماعية له
كوني قدوة طفلك غير الاجتماعي في علاقاتك الاجتماعية ومثالًا جيدًا له من خلال إظهار السلوك الاجتماعي الإيجابي والتفاعل مع الآخرين بلطف واحترام وتعاطف.
ركزي على نقاط القوة
ركزي على نقاط القوة لدى طفلك واحتفلي بإنجازاته مهما كانت صغيرة. لأن ذلك سيعزز من ثقته بنفسه، ويخفف من توتره أثناء الاحتكاك بالآخرين في أي من المواقف الاجتماعية المختلفة.
طلب الدعم من المختصين
إذا كنتِ قلقة بشأن سلوك طفلك غير الاجتماعي أو إذا كان يؤثر بشكل كبير على حياته اليومية، فقد يكون من المفيد استشارة مختص في الصحة النفسية أو خبير في تربية الأطفال للاستشارة وطلب الدعم وتحقيق مكاسب معنوية مذهلة تعود بنفع كبير على طفلك وعلى سلامته النفسية.
وختامًا، يجب عليك التسلح بالصبر لأن الأمر قد سيستغرق وقتًا ليس قصيرًا حتى يتمكن طفلك غير الاجتماعي من تطوير مهارات اجتماعية جيدة، واجعلي التفاؤل رفيقًا لصبرك وستندهشين بالنتائج.
مع تمنياتي لكِ بمحاولات ناجحة ومثمرة في هذا الشأن،،،