بين سلبياتها وإيجابياتها .. هذا أفضل ما تقدمه الأم العصرية لعزل مخاطر التكنولوجيا عن أطفالها
بعد أن أصبح العالم كله بمثابة قرية صغيرة، وبعد أن اجتاحت التكنولوجيا باكتشافاتها المذهلة عقول الكبار والصغار، بات من الضروري احكام القبضة عليها وتزليلها للانتفاع بها وصد الضرر الذي قد يلحق بأطفالنا من خلالها، لأنها سلاح ذو حدين، وعلينا أن نستفيد بسلاحها الآمن في مواجهة مخاطرها.
صحيح أننا نتحدث اليوم عن المخاطر التي تتربص بأطفالنا من التكنولوجيا، ولكن يجب أن ننسى أن منها تكون الإفادة والحيطة أيضًا، إذ يمكن من خلالها منع الضرر الذي من الممكن أن يلحق بالأطفال قبل حدوثه، وذلك من خلال قدرتها على اكتشاف كلمة أو صورة معينة عبر الإنترنت، ووضع علامة عليها كمحتوى ضار للأطفال لتكون بمثابة جرس إنذار لهم
ولعزل مخاطر التكنولوجيا عن الأطفال، يجب أن يكون هناك دورًا واضحًا للأم بصفتها الحارس الأول والأكثر أمنًا لأطفالها، وخصوصًا الأم العاملة التي تظل خارج المنزل فترة ليست طويلة. تُرى كيف يمكنها ذلك؟
كيفية عزل مخاطر التكنولوجيا عن الأطفال
يمكن للأم العصرية عزل مخاطر التكنولوجيا عن الأطفال من خلال ما يلي:
توجيه استخدام التكنولوجيا
يجب تحديد قواعد واضحة حول متى وكيف يمكن للأطفال استخدام الأجهزة الإلكترونية بحيث تشمل هذه القواعد تحديد أوقات استخدام الشاشات وكل الأجهزة الذكية والأماكن المناسبة لذلك.
مراقبة المحتوى
ولعزل مخاطر التكنولوجيا عن الأطفال، يجب أن تراقب الأم المحتوى الذي يتعرض له الأطفال عبر الإنترنت، للتأكد من أنه مناسب لعمرهم وآمن. يمكن استخدام أدوات الرقابة التكنولوجية والتطبيقات التي تساعد في تصفية المحتوى.
تعليم الأطفال معنى الخصوصية
يجب على الأم العصرية توعية أطفالها جيدًا بتعليمهم الخصوصية، وكيفية تطبيقها من خلال التركيز على مخاطر مشاركة المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وكذلك التشديد على تجنب الحديث مع الغرباء عبر الانترنت.
تنظيم الوقت
يجب أن تساعد الأم أطفالها على تطوير عادات جيدة مثل تنظم وإدارة الوقت، بحيث يتم تخصيص وقت للواجبات المدرسية والنشاطات الأخرى قبل استخدام التكنولوجيا التي يجب أن يكون لها وقتًا محددًا وليس طويلًا خلال اليوم.
إعدادات الخصوصية والأمان
توفر إعدادات الخصوصية والأمان على وسائل التواصل الاجتماعي وملفات التعريف عبر الإنترنت إجراءات وقائية فعالة ضد المخاطر المحتملة التي من الممكن أن يتعرض لها الأطفال، كتكوين ملف شخصي للطفل في الوضع الخاص، وتأمينه بكلمة مرور قوية. لذا على الأم أن تقوم بذلك لأطفالها، وأن تستعين بالمختصين في حال لم تستطع ذلك.
تفعيل أدوات الرقابة القوية
يجب تفعيل أدوات الرقاية القوية بمساعدة المختصين لأنها تمكن من مراقبة أنشطة الأطفال عبر الإنترنت، بما في ذلك خيارات قوية لحظر المحتوى لتطبيقات ومواقع ويب محددة. كما إنها تسمح للأم والأب أيضًا وكل مقدمي الرعاية بإنشاء حسابات عائلية مشتركة محمية بكلمة مرور.
البقاء متصلة بأطفالها
يجب أن تظل الأم على اتصال باطفالها حول استخدام التكنولوجيا، وأن تكون مستعدة للإجابة على كل تساؤلاتهم حول كيفية ضبط معايير الأمان على أجهزتهم. كما أنه يجب أن تكون الأم منصتة جيدة لأطفالها لضمان أن تكون على علم ودراية بكل ما يتعرضون له أثناء بقائهم متصلين بالانترنت مثل التنمر الالكتروني، والتعرض للإيذاء والابتزاز الجنسي عبر الانترنت.
تركيب كاميرات داخل المنزل
بغياب الأم العاملة عن المنزل فترات ليست قصيرة بسبب عملها تغيب المراقبة عن الأطفال، ولذلك يجب على الأم الاعتماد على الجانب الإيجابي من التكنولوجيا، ووضع كاميرات مراقبة لهم داخل المنزل لتكون عيون الأم داخل المنزل مع اخبارهم بذلك. وبالمثل يجب أن يكون هناك مراقبة جيدة للهواتف الذاكية الخاصة بأطفالها.
تشجيع الأطفال على ممارسة أنشطة البديلة
يجب أن يكون هناك أنشطة بديلة يستمتع بها الأطفال بحيث تتضمن ممارسة أنشطة بعيدة عن عالم التكنولوجيا والانترنت مثل لعب الرياضة، والقراءة، والفنون، والأنشطة الاجتماعية. لأن هذه الأنشطة تساعد في تقليل الاعتماد على التكنولوجيا وتساهم في تطوير مهاراتهم.
التعليم المستمر لتحقيق أمانهم على الإنترنت
يجب أن تحصل الأم على الوعي الكافي الذي يضمن لها سهولة تحقيق أمان أطفالها عبر الإنترت، وتوجيههم بوضع قوانين حازمة من جانبها يكون العقاب نتيجة لمخالفتها، وهذه المفاتيح مثل عدم مشاركة المعلومات الشخصية مع الآخرين، وتوعيتهم جيدًا حول كيفية التعرف على السلوكيات المشبوهة أو غير الآمنة لهم أثتاء تواصلهم عبر الانترنت.
تقليص الوقت المنقضي على الانترنت
يجب على الأم أن تضع خطة لتعزيز التواصل العائلي بين أطفالها وبينها وبين الأب وخصوصًا بعد أن اختفت هذه الروح نتيجة اجتياح الأجهزة الذكية دفء العلاقات الأسرية حيث بات كل فرد من أفراد الأسرة في عالم منفصل عن باقي أفرادها. لذا يجب احياء العلاقة الأسرية بتناول الطعام معًا على مائدة واحدة وفي وقت واحد قدر الإمكان، وممارسة أنشطة عديدة سويًا. والترتيب لنزهات عائلية ممتعة. لأن من شأن ذلك تحقيق هدوء نفسي عميق في الأسرة. كما أنه سيفيد في تقليص الوقت المنقضي على الانترنت الذي كلما زاد كلما زادت المخاطر التي من الممكن أن يتعرض لها الأطفال.
وختامًا، وما يجب أن تعلمه الأم العصرية العاملة أن التكنولوجيات ليست مصدرًا للقلق في حد ذاتها لأنها سبب إزدهار وتقدم العالم من حولنا، وتعود علينا بنفع كبير في مختلف مجالات الحياة. وأن لها آثارًا إيجابية عديدة وأخرى سلبية. وأنه يمكن تجنب الآثار السلبية باستخدام التكنولوجيا كدرعًا واقيًا لأطفالها ضد المخاطر التي من المحتمل تعرضهم لها خلال اتصالهم بالانترنت. كل ما عليها استشارة المختصين وأصحاب الخبرة لوضع خطة آمنة تحقق أمنهم وسلامتهم بسهولة.
وأنت عزيزتي الأم العصرية هل لديكِ أي اقتراحات أخرى تفيد في عزل مخاطر التكنولوجيا عن الأطفال؟