يؤذي دماغ جنينك وأكثر .. احذري التوتر خلال الشهور الأخيرة من الحمل
قد تصاب الحامل بالتوتر خلال الحمل لأي سبب من الأسباب، وخصوصًا إذا كانت تعاني من أعراض الحمل المزعجة خلال الثلاثة شهور الأولى بشكل لافت، وقد يكون السبب في شعورها بالتوتر، شعورها بالخوف والولادة وخصوصًا خلال الشهور الأخيرة من الحمل. وما يجب الإشارة عليه هنا، ضرورة انتباه الحامل إلى مخاطر التوتر عليها وعلى جنينها. وقد تشمل هذه المخاطر ارتفاع ضغط الدم وزيادة احتمالات تعرضها وجنينها لمخاطر جمة قد تصل إلى حد الوفاة، وذلك بسبب الإصابة بتسمم الحمل. كما أن للتوتر مخاطر أخرى قد يتعرض لها الجنين مثل التأثير سلبًا على نموه، وزيادة احتمالات التعرض لمخاطر الولادة المبكرة.
التوتر أثناء الحمل يؤثر سلبًا على ذكاء الذكور
ولا تقف مخاطر التوتر أثناء الحمل عند ذلك الحد إذ يؤدي إلى الإضرار بدماغ الجنين والتأثير سلبا على مستويات الذكاء وخصوصًا لدى الأطفال الذكور.
دراسة
خلُصت دراسة علمية طرحت حول آثار التوتر الخطيرة على الجنين إلى أن ارتفاع مستويات التوتر خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة يؤدي لزيادة مستويات الكورتيزول مما يؤثر على نمو دماغ الجنين. حيث أظهرت الدراسة أن تعرض الحامل للتوتر، وخصوصًا في المرحلة الأخيرة من الحمل يمكن أن يؤدي إلى انخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال الذكور، وفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" Daily Mail البريطانية.
وقد أشارت دراسات إلى أن مستويات الكورتيزول ترتفع لدى الحامل بشكل طبيعي، وهو نفسه هرمون الستيرويد الذي يتم إطلاقه استجابة للتوتر، والذي يعد ضروريا للنمو الصحي للطفل وله تأثير إيجابي على نمو مخه. فقد توصل فريق من الباحثين إلى أن المستويات المفرطة من هرمون الكورتيزول خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل تؤثر سلبًا في معدل الذكاء لدى الأطفال الذكور في مرحلة عمرية لاحقة بعد الولادة تحديدًا في عمر سبع سنوات.
وقام الباحثون بتحليل البيانات المتعلقة بمستويات الكورتيزول لدى 943 حاملًا خلال المرحلة الأخيرة من الحمل، وتم عمل اختبارات الذكاء لأطفالهن في سن السابعة لفحص تأثير التوتر على الوظيفة الإدراكية لدى الأطفال أثناء نموهم.
وبحسب ما نشرته "العربية" على موقعها الالكتروني، فقد توصل الباحثون في الدراسة التي تم تقديم نتائجها في المؤتمر الأوروبي للغدد الصماء في ستوكهولم، إلى أن الحوامل اللاتي يحملن صبياً لديهن مستويات أقل من الكورتيزول في الدم مقارنة بالنساء اللاتي يحملن فتاة، وأن الأولاد الذين تعرضوا لمستويات أعلى من الكورتيزول في الرحم، سجلوا نتائج أقل في اختبارات الذكاء في سن السابعة، في حين أنه لا يبدو أن الفتيات يتأثرن بارتفاع هرمون التوتر خلال الشهور الأخيرة من الحمل.
وقال الباحثون من "جامعة أودنسه" في الدنمارك، إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن الأولاد ربما يكونون "أكثر عرضة للتعرض للكورتيزول قبل الولادة" مقارنة بالفتيات.
التوتر واضطراب شخصية الأطفال
أشارت دراسة أخرى كانت قد أعدتها لدورية البريطانية للطب النفسي، إلى أن تعرض المرأة الحامل لتوتر معتدل لفترة طويلة له تأثيرات سلبية على الأطفال بعد الولادة مثل اصابيتهم في مرحلة عمرية لاحقة باضطراب الشخصية. ولتوضيح هذا التأثير قام القائمين على الدراسة بمتابعة مستويات التوتر لأكثر من 3600 امرأة حامل في فنلندا، كما جرت متابعة أطفالهن بعد الولادة..
وتتعدد أشكال اضطراب الشخصية، منها على سبيل المثال، شدة القلق أو الاضطراب العاطفي أو جنون العظمة أو الانعزالية. ويمكن للتربية ومشاكل الدماغ والجينات أن تلعب دوراً في تطور اضطراب الشخصية.
وقد تم سؤال الحوامل في هذه الدراسة أسئلة حول مستويات التوتر والإجهاد العقلي التي يختبرنها. وكان عليهن تحديد ما إذا كن يعانين من توتر شديد، أو بعض التوتر أو لا يعانين مطلقا. وكانت النساء اللاتي أجريت عليهن الدراسة يعشن في مدينة هلسنكي، في فنلندا، وولد أطفالهن بين عامي 1975 و 1976.
وكان نتيجة الدراسة وجود 40 حالة من الأطفال يعانون من اضطراب الشخصية، وبحاجة إلى تلقي العلاج والرعاية داخل المستشفى، والسبب في ذلك مستويات التوتر المرتفعة خلال فترة الحمل.
وكان الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم للتوتر الشديد خلال الحمل، أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية بنسبة 9.53 مرة من أولئك الذين لم تواجه أمهاتهم أي توتر أو ضغوط.
ما الذي يجب على الحامل فعله لتتجنب مخاطر التوتر هي وجنينها؟
بداية يجب على الحامل استشارة الطبيب المختص وطلب الرعاية منه فور تعرضها للتوتر بدرجة كبيرة للاطمئنان على سلامتها ومن ثم سلامة الحمل. كما يجب عليها تجنب التعرض لمستويات عالية من التوتر قدر الإمكان تحقيقًا لسلامتها وسلامة الجنين أيضًا.
كيف يمكن تقليل التوتر أثناء الحمل؟
لتجنب التعرض لمستويات مرتفعة من التوتر، يجب على الحامل الالتزام بتطبيق النصائح التالية مثل:
- عدم التردد في طلب الدعم من الأهل والزوج والأصدقاء.
- تجنب التدخين، وتجنب تناول الكافيين.
- تجنب السهر والنوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا.
- عدم التردد من طلب الدعم النفسي من المختصيبن النفسيين.
- ضرورة اعتماد نمط حياة صحي قائم على تناول وجبات صحية متوازنة، والنوم بشكل منتظم، وممارسة الرياضة التي تصلح لها وفقًا لمرحلة الحمل التي تكون فيها، وبعد استشارة الطبيب بشأن ذلك، والالتزام بتوصياته.
وختامًا، ولتكون الحامل وجنينها بمأمن من كل سلبيات التوتر، يجب عليها أن لا تتردد في طلب الدعم من المقربين إليها، كما يجب عليها تعزيز التفكير الإيجابي، والتخلي عن الأفكار السلبية ومحاربتها بكل الطرق.
والآن.. يسعدنا أن تشاركونا الرأي، ما هي مخاطر التوتر على الحامل والجنين؟، وما هو السر وراء انخفاض معدلات الذكاء لدى الأطفال الذكور في مراحل عمرية لاهقة؟
مع تمنياتي لكل طفل بطفولة سعيدة ومبهجة ودون أي مشاكل،،،