تعويده على الاختيار منذ نعومة أظافره يجعله صانعًا ماهرًا للقرار .. إليك المزيد
تعد تنمية قدرات الطفل في اتخاذ القرارات أحد أهم المسؤوليات التي تقع على عاتق الآباء والأمهات لأن هذه القدرات يجب أن يتعلمها الطفل خلال مراحل عمره الأولى. تحديدًا عندما يستطيع التعبير عن نفسه بالكلام. ولأن التعليم في الصغر تمامًا كالنقش على الحجر، يجب أن يبدأ تعليم الطفل في عمر مبكرة لكل الأمور التي تجعل منهم طفل سوي قادر على مواجهة الحياة باتخاذ قرارات سليمة وناجحة.
من أجل ذلك ولتنمية قدرات الطفل في اتخاذ القرارات بأساليب ممتعة وفعالة، يُروق لي أن أقدم لكم نصائح مهمة حول هذا الموضوع لتكون مرجعًا مفيدًا للآباء والأمهات على حد سواء، وبما يعود على الطفل بتأسيس مستقبل مشرق له.
أساليب ممتعة وفعالة لتنمية قدرات الطفل في اتخاذ القرارات
بداية أحب أن أنصح كل أم وكل أب أن يتحدا معًا في تعليم أطفالهم كيفية اتخاذ قرارات سليمة في الصغر حتى يكبروا متسحلين بهذه المهارة المهمة باعتبارها المهارة الأكثر تأثيرًا في حياتهم الخاصة والدراسية والعملية في مراحل عمرية لاحقة، وخصوصًا أن مسؤولية اتخاذ القرار تزداد صعوبة مع تقدمهم في العمر، فالطفل الذي يحاول أن يختار اليوم بين لعبة هو طالب الغد الذي سيختار المواد التي يريد أن يدرسها لتأهيله لدخول الكلية التي يرغب في الالتحاق بها، هو نفسه الشاب اليافع الذي سيختار أي مجالات العمل التي يريد أن يختبر فيها مهاراته وقدراته من أجل تحقيق نجاحات متتالية، وهو أيضًا الرجل الذي سيختار في ما بعد شريكة حياته التي ستكون عونًا له على تكوين أسرة سعيدة وتنشأة أطفال سعداء قادرين هم أيضًا على اتخاذ قرارات سليمة وفعالة.
ومن أبرز الأساليب الممتعة والفعالة في تنمية قدرات الطفل في اتخاذ القرارات ما يلي:
اللعب بألعاب الأدوار
تعتبر هذه الألعاب من الأساليب الممتعة والفعالة في تنمية قدرات الطفل في اتخاذ القرارات وليس ذلك فحسب إذ أنها تكون مصحوبة بتقبله للنتائج المترتبة على قراراته أيضًا. لذا يمكنهم محاكاة الأدوار مثل الطبيب، الشرطي، المهندس، المدرس، أو أي دور آخر ترون فيه فكرة ملهمة للطفل في تعليمه كيفية اتخاذ قرارات سليمة وناجحة.
تعلميه التغلب على التحديات بممارسة الألعاب الذهنية
يمكن استخدام التحديات المعرفية والألعاب الذهنية لتنمية قدرات الطفل في اتخاذ القرارات. مثل لعب ألعاب الأحاجي، أو الألعاب التي تتطلب اتخاذ قرارات سريعة مثل الألعاب الرياضية.
رواية القصص التفاعلية له
تعد القصص التفاعلية أداة رائعة لتمكين الطفل من اتخاذ القرارات بفعالية كبيرة. ويمكن أن تكون هذه القصص مكتوبة أو رقمية على أن يختار الطفل الشخصيات أو الخيارات التي تؤثر على نهاية القصة بنفسه.
تحفيز دخوله في مناقشات جماعية
يمكن تنظيم مناقشات جماعية حول مواقف مختلفة، والاستماع فيها إلى وجهة نظر الطفل لمساعدته على اكتساب فهم أعمق للقرارات التي يتخذها، وكذلك فهم عواقبها.
تعويد الطفل على اتخاذ قرارات في الممارسات اليومية
يُمكن تنمية قدرة الطفل على اتخاذ القرارات من خلال تعزيز ممارساته اليومية، سواء في اختيار الألعاب أو تقديم الاختيارات الصغيرة في حياتهم اليومية عبر مواقف مختلفة، كاختيار الملابس التي سيرتديها بعد الاستحمام، واختيار وجبة الافطار والعصائر التي يريد تناولها إلخ.
الدعم والتوجيه الأسري الدائم
يجب أن يكون الأهل داعمين وموجهين للأطفال في عملية اتخاذ القرارات، عبر إشراكهم في مناقشات هادفة وتقديم المشورة حول الخيارات المتاحة أمامهم دون إلزامهم على أمر معين دون غيرة، وتعد هذه من الأساليب القوية الفعالة لتنمية قدرة الطفل في اتخاذ القرارات.
نصائح مهمة لتنمية قدرات الطفل في اتخاذ القرارات
لتنمية قدرات الطفل في اتخاذ القرارت يجب على الأبوين الالتزام بتطبيق النصائح التالية:
- يجب أن تكون الألعاب والأنشطة التي تشجع الطفل على اتخاذ القرارات ممتعة ومناسبة للمرحلة العمرية التي ينتمي إليها.
- إذا كان هناك قرار يؤثر عليهم، فاسألهم عن رأيهم وناقش الخيارات معًا بطريقة لطيفة وهادئة.
- يجب تعويد الأطفال على اتخاذ القرارت في وقت مبكر، ومساعدتهم على التفكير في كيفية تأثير قراراتهم على الآخرين.
- يجب منح الطفل الثقة لتعزيز ثقته بنفسه ليتصرف بارتياحية لأن ذلك سيمكنه من اتخاذ القرارات دون خوف أو تردد.
- عند اتخاذ المراهقين لقرارات معينة لا ينبغي التدخل دائمًا عند ملاحظة اتخاذهم لقرارات غير سليمة، لأن تعليمهم اتخاذ قرارات سليمة يحدث من خلال أخطائهم في اتخاذ القرارات وبتفاديها في مرات لاحقة بشرط عدم لومهم أو نهرهم بسبب ذلك. فطالما أن القرار لن يشكل خطرًا عليهم يمكن السماح لهم باتخاذه للتعلم من تجربة الوقوع في الخطأ.
- يجب مساعدة الطفل وبحسب مراحل عمره المختلفة على الإجابة عل هذه الأسئلة قبل اتخاذ أي قرار، وفي البداية يجب أن يمارس الأبوين هذه الطريقة أمامهم ليتعلم منهما الطفل، وهذه الأسئلة هي:
- ما هي خياراتي وأيهما أفضل لي؟
- ما هي إيجابيات وسلبيات القرار؟
- معرفة القواعد والقوانين المهمة المتعلقة بالقرار. مثال الأخذ في الاعتبار قواعد وسياسات المدرسة عند اتخاذ أي قرار يتعلق بها، وهكذا.
- ما هي تأثيرات قراراتي على الآخرين؟ وهنا يوجد إشارة مهمة إلى تعويد الطفل أن لا يكون أنانيًا وأن يهتم براحة الآخرين أيضًا وليس ما يحقق راحته هو فقط.
- ما هي مشاعري حول هذا القرار؟
- هل توجد خيارات أخرى أمامي في حين تعارض هذا القرار مع السياسات أو حرية الآخرين؟
متى يمكن الاعتماد على الطفل في اتخاذ قرارات؟
عندما تزداد ثقة الطفل في نفسه، وعندما تزداد ثقة الأبوين به وبقراراته يمكنك الابتعاد وتركه بمفرده لاختيار القرار الأفضل، وهذه من الطرق المهمة في تنمية قدرات الطفل في اتخاذ القرارات. وللتأكد من سلامة قرارت الطفل وسلامته هو أيضًا يمكن تطبيق ذلك في القرارت البسيطة ثم السماح له باتخاذ قرارات وحده بعد نجاحه فيها.
وقد لا يمكن ترك الطفل لاتخاذ قرارات بمفرده في بعض الحالات التي يلحق فيها الضرر به، ولذلك ولتنمية قدرة الطفل في اتخاذ القرارت في هذه الحالة يجب دعمه وتشجيعه بشكل أكبر، وتعزيز ثقته بنفسه بشكل أعمق لتعزيز قدرته على اتخاذ القرارات بسهولة. وهذا يتطلب أيضًا التشجيع المستمر له ومنحه الثقة الكافية، وتعويده على التفكير بمنطقية وهدوء.
وختامًا، جميلٌ أن نسعد باختيارات أطفالنا وزيادة قدرتهم على اتخاذ قرارات ناجحة وسليمة ولكن أيضًا من الضروري بل من الواجب علينا كأمهات وآباء أن ندرس تأثير هذه القرارت عليهم، وحمايتهم قدر الإمكان من أي مخاطر تترتب عليها، والأخذ بأيديهم والصبر عليهم حتى تنمية قدراتهم في اتخاذ قرارات سليمة وناجحة.