للحصول على فوائدها وتجنب مخاطرها .. إليكِ الدليل الأكثر دقة حول استخدام أطفالك للأجهزة الرقمية
في عصرنا الرقمي الحديث، أصبحت الشاشات جزءًا لا يتجزأ من حياة الأسرة. يستمتع الأطفال في كثير من الأحيان باستخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والتلفزيونات والكمبيوترات وأجهزة الألعاب. بينما يمكن أن تقدم الشاشات فوائد للأطفال، فإن استخدامها بحكمة والتعرف على المخاطر المحتملة أمر أساسي في تقنين استخدامها بما يحقق الفائدة من إيجابياتها وتجنب سلبياتها.
من أجل ذلك ولتوضيح كيفية الاستخدام الأمثل للشاشات نقدم في ما يلي أهم التوصيات حول كل ما يتعلق بالشاشات بدءت من التوصيات الخاصة بالعمر وحتى طرق الاستفادة منها بما يحقق تطورًا صحيًا للطفل ودون إلحاق أي ضرر به من خلال إفادة ليليان القنطار معالجة في التأهيل النفسي الحركة بعيادة أمان للعافية
لماذا يجب تحديد وقت لجلوس الطفل أمام الشاشة؟
تقدم الإدارات الصحية العامة والجمعيات الطبية الخاصة بالأطفال في أمريكا الشمالية وأوروبا إرشادات لتعريض الأطفال للشاشة، وتقدم هذه التوجيهات، التي تصدرها الجمعية الكندية للأطباء الأطفال، توصيات مناسبة للعمر كما يلي:
- الأطفال دون سنتين: تجنب التعرض للشاشات لتعزيز النوم الأفضل وحرصًا على نمو الطفل في هذه المرحلة العمرية الدقيقة.
- الأطفال من عمر 2 إلى 5 سنوات: يجب تقليل من وقت الشاشة لا يزيد عن ساعة واحدة في اليوم لجميع الأجهزة المدمجة
- الأطفال فوق سن 5 سنوات : يجب التركيز على استخدام الشاشة الصحي الذي لا يتداخل مع المدرسة، أو النشاط البدني، أو النوم، أو ممارسة أي من الأنشطة الاجتماعية. بينما لا يوجد حد زمني محدد حيث تقترح الإرشادات الكندية لحركة 24 ساعة حدًا أقصى لوقت الشاشة يوميًا قدره ساعة.
ما هي المخاطر التي تتربص بالطفل بسبب قضاء وقت طويل على الشاشات؟
يمكن أن يؤثر الوقت الزائد على الشاشة سلبًا على تطور الطفل كما يلي:
سرقة أجمل لحظات الطفولة الجميلة، وضياع الوقت المخصص للأنشطة الأساسية مثل التفاعل، الاجتماعي واللعب البدني والاستكشاف بحيث يمكن أن يؤدي هذا النقص في التوازن إلى مشاكل مختلفة، بما في ذلك تقليل المهارات الحركية، وضعف المهارات الاجتماعية، وانخفاض القدرات الإدراكية، وضعف التحكم العاطفي، ونقص الانتباه، ومشاكل النوم، وانخفاض الثقة بالنفس، ومشاكل صحية مثل السمنة.
صح أم خطأ .. الفيديوهات التعليمية ضرورية لنمو وتطور مهارات الطفل؟
يعتقد العديد من الآباء أن تقديم التكنولوجيا الرقمية لأطفالهم أمر ضروري لنجاحهم المدرسي في المستقبل. ومع ذلك، تشيرالأبحاث إلى أن استخدام الشاشات في الطفولة الصغيرة لا يعزز التطور أو يمنح الأطفال حافة أكاديمية، ولذلك يجب استبدالها بنشاطات أخرى أكثر فائدة للطفل، فعلي سبيل المثال تعد قراءة القصص للأطفال وإشراكهم بألعاب تقليدية يُعدان الطفل بشكل أفضل للمدرسة.
ما هي التوصيات المتعلقة بالنشاط البدني اللازم لتعزيز النمو الصحي للطفل؟
يجب على الآباء والأمهات تشجيع أطفالهم للقيام بأنشطة بدنية تعزز من نموهم وتتطورهم الصحي إذ يحتاج الأطفال إلى نشاط بدني وفير لتطويرهم. وفي هذا الخصوص تقترح الإرشادات القائمة على الدراسات والأبحاث العلمية ما يلي:
- يجب أن يكون الرضع دون سنة نشطين عدة مرات في اليوم.
- يجب أن يشارك الأطفال في مجموعة من الأنشطة البدنية بدءًا من سن 1 إلى 4 سنوات.
- يجب على الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 5 سنوات ممارسة أنشطة بدنية بما لا يقل عن 60 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أو الشديد يوميًا، وذلك إلى جانب الأنشطة ذات الحدة المنخفضة الأخرى.
هل يُعتبر استخدام الشاشات لتهدئة الطفل فعالًا حقًا كما تفعل نسبة كبيرة من الأمهات؟
قد لا يكون استخدام الشاشات كاستراتيجية لتهدئة الأطفال الذين يكونون متحمسين للغاية هو النهج الأمثل. لأن محتواها قد يسبب لهم تحفيزًا زائدًا، ويحول دون سيطرتهم على النفس ويعوقهم عن إدارة المزاج بشكل جيد، ولذلك يجب على الآباء مساعدة الأطفال على تطوير استراتيجيات بديل لتحقيق هدوئهم واسترخائهم بدلاً من الاعتماد على الشاشات وزيادة تعرضهم لبعض المخاطر.
هل يمكن للأطفال أن يتعرض الأطفال لخطر إدمان الشاشة؟
على الرغم من ندرة الإدمان الحقيقي على الشاشة في الطفولة المبكرة، إلا أن استخدام الشاشة بشكل مفرط قد يؤدي إلى مشاكل في المستقبل بحيث تشمل علامات الإدمان المحتملة تجاه الشاشة، نوبات غضب متكررة عند الأطفال في كل مرة يتم فيها طلب إيقاف الأجهزة، والكذب، أو إخفاء استخدام الشاشة، واستخدام الشاشات لتنظيم المزاج، والتفضيل للشاشات على الأنشطة الأخرى. ولذلك يجب على الآباء والأمهات إلهاء الأطفال في أنشطة أخرى مفيدة من خلال وضع قواعد واضحة لوقت الشاشة في وقت مبكر لمنع إدمانهم عليها.
في مقابل المخاطر المحتملة للشاشات ما هي فوائدها؟
الشاشات ليست سيئة بطبيعتها إذ يمكن أن تقدم فوائد ترفيهية وتعليمية عند استخدامها بحكمة، كما أنه يمكن للتطبيقات التفاعلية أن تحفز الأطفال على التعلم في جو من البهجة والمرح، فضلًا عن دور البرامج التلفزيونية عالية الجودة في تعزيز المواقف الإيجابية وتطوير اللغة عند الأطفال.
ومن ناحية أخرى من الممكن أن تساهم ألعاب الفيديو المناسبة للعمر في تطوير المهارات، مثل المنطق وحل المشاكل والمهارات المكانية
كيف يمكن تعزيز التعلم من خلال الشاشات دون تعرض الأطفال لمخاطرها؟
لتعزيز الفوائد التعليمية للشاشات يتعين على الآباء والأمهات تطبيق النصائح الفعالة التالية:
- الحرص على التفاعل مع أطفالهم أثناء استخدامهم للأجهزة ليثري هذا التفاعل الخبرة لديهم. ولكن من المهم أن نفهم أن الأطفال قد يواجهون صعوبة في تطبيق ما يتعلمونه على الشاشات في مواقف الحياة الواقعية.
- تفعيل دور الأنشطة التطبيقية والتفاعل مع الآخرين أمر أساسي لتطوير الأطفال.
- حثهم على قراءة الكتب الإلكترونية إذ توصي الجمعية الكندية لطب الأطفال بتجنب الشاشات لمن هم في عمر السنتين في حين يمكن أن تُقدم الكتب الرقمية الملونة في البداية والحذر من أن تحل محل، الكتب الورقية التي تقدم تجربة متعددة الحواس.
ما هي حدود استخدام الشاشات في دور الحضانة؟
تسمح لوائح دور الحضانة باستخدام الشاشات إذا كانت مدمجة في البرنامج التعليمي. ومع ذلك، من الموصي به أن تقلل خدمات رعاية الأطفال التعليمية من التعرض للشاشة. ويجب على الآباء أن يكونوا على علم بأن وقت الجلوس أمام الشاشة هو حاصل وقت خضوعهم لها في دور الحضانة إضافة إلى الوقت المخصص لها في المنزل.
وختامًا، يجب الإشارة إلى أنه من الضروري جدًا على الآباء تحديد حدود واضحة وتعزيز عادات شاشة صحية، والتأكد من أن الجلوس أمام الشاشات لا يحل محل التفاعلات والأنشطة الحياتية القيمة. لأن تحقيق توازن بين وقت الشاشة، وممارسة أنشطة وتجارب أخرى أمر أساسي لتعزيز تطور الطفل الصحي.