من بينها التواصل الفعال وأهمها التعاطف مع الآخرين .. استراتيجيات تطوير الذكاء الوجداني للطفل
للذكاء الوجداني دور كبير في تعزيز القدرات العقلية عند الأطفال إذ يلعب دوراً هاماً في تحقيق النجاح في حياتهم ومستقبلهم، وخصوصًا عند الكبر حيث يساعدهم على التفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين وحل المشكلات بطريقة فعالة. ولذلك يجب أن لا تنحصر جهود الأم في تعزيز نمو الطفل الجسدي فقط، أو الاكتفاء بالغذاء الصحي فقط في تعزيز قدرات الطفل الجسدية والعقلية إذ توجد العديد من الأمور الأخرى التي يجب الاهتمام بها لتعزيز القدرات العقلية من بينها تطوير الذكاء الوجداني للطفل، فما هو؟، وما هي أهميته؟، وكيف يمكن تطويره؟
ما هو الذكاء الوجداني للطفل؟
يعرف الذكاء الوجداني بالذكاء العاطفي، ويشير إلى توافر القدرة على فهم وإدارة العواطف بشكل فعال، ويشمل الذكاء الوجداني ما يلي:
- الوعي الذاتي أي القدرة على التعرف على المشاعر وفهمها وتأثيرها على السلوك.
- التحكم الذاتي أي القدرة على إدارة العواطف بطريقة تساعد في التفاعل بفعالية مع الآخرين.
- التحفيز الذاتي أي القدرة على استخدام العواطف لتحقيق الأهداف، والحفاظ على الدافع والنشاط.
- التعاطف ويعني القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم.
- مهارات العلاقات الاجتماعية مثل امتلاك القدرة على بناء علاقات ناجحة ومثمرة.
ما هي أهمية تطوير الذكاء الوجداني للطفل؟
تعزيزًا للقدرات العقلية للطفل يجب على الآباء والأمهات الاهتمام بتعزيز الذكاء الوجداني لديه لأنه يجعل النجاح حليفهم في جميع المراحل وعلى جميع المستويات الشخصية أو الدراسية أو المهنية، وتعود أهمية تطوير الذكاء الوجداني للطفل إلى ما يلي:
-
تحسين المهارات الاجتماعية
الأطفال الذين يتمتعون بذكاء وجداني عالٍ عادة ما يكونوا أكثر قدرة على فهم مشاعر الآخرين والتفاعل معهم بطريقة إيجابية. ولذلك يصبح الطفل الذي يتمتع بذكاء وجداني كبير قادرًا على تحقيق علاقات صحية وقوية مع الأقران والمعلمين.
-
تعزيز القدرة على إدارة العواطف
يساهم تطوير الذكاء الوجداني وبشكل ملحوظ في تدريب الأطفال على كيفية التحكم في عواطفهم بشكل أفضل، مما يقلل من التوتر والقلق، ويساعدهم في التعامل مع الضغوط بشكل أكثر فاعلية.
-
تعزيز الثقة بالنفس
يعزز فهم الطفل لعواطفه وقدرته على إدارتها بفعالية في تعزيز ثقته بنفسه وفي المهارات التي يمتلكها ومن ثم تعزيز قدرته على تحقيق أهداف وإحراز تقدم ملحوظ فيها.
-
تحسين الأداء الأكاديمي
يعزز الذكاء الوجداني للطفل من قدرته على التركيز ويقوي انتباهه بشكل لافت بما يساهم في تحقيق نتائج إيجابية خلال رحلة التعليم، والنتيجة تحسين الأداء الأكاديمي لديه.
-
تعليم مهارات حل المشكلات
لتطوير الذكاء الوجداني للطفل دور كبير في فهم العواطف بدرجة كبيرة من الوعي كما أنه يساهم في تعليم الطفل كيفية حل المشاكل التي تواجهه خلال أي مرحلة عمرية بطرق مبتكرة وفعالة الأمر الذي يعزز من قدرته على التفكير النقدي، واتخاذ قرارت سليمة وجادة.
-
تجنب السلوكيات السلبية
يحقق تطوير الذكاء الوجداني للطفل فائدة عظيمة تعود بنفع كبير على تصرفاته إذ يساهم في تقويم سلوك الطفل بمساعدته على تجنب السلوكيات السلبية وتعزيز قدرته على فعل ذلك. وهذا الأمر ينعكس على حياة الطفل بشكل إيجابي يستمر تأثيره طوال مراحل عمره ومراحل تعليمه وصولًا إلى مرحلة الشباب والاستقلالية التامة والخروج إلى بيئة العمل وهو متسلحًا باستراتيجية غاية في الأهمية ألا وهي، استراتيجية التعامل مع المشاعر وإدراتها بشكل أفضل.
-
تعزيز الصحة النفسية
يلعب تطوير الذكاء الوجداني للطفل دورًا كبيرًا في فهم مشاعره والتعبير عنها بشكل صحي ما يساهم في تعزيز صحته النفسية بشكل لافت لأن فهم المشاعر وامتلاك القدرة على التعبير عنها بارتياحية يجنب الطفل العديد من المشاكل والاضطرابات النفسية التي تترتب على الكتمان وعجزه عن التعبير عن ما يشعر به.
كيف يمكن تطوير الذكاء الوجداني للطفل؟
يجب أن تكون مسؤولية تطوير الذكاء الوجداني للطفل مسؤولية مشتركة ليس بين الأب والأم فقط ولكن بين الأب والأم والمدرسة، وذلك ضمانًا لتعزيز نموه بشكل سليم على كل المستويات لتأهيله لمواجهة تحديات الحياة المختلفة سواء كان ذلك على صعيد الحياة الخاصة أو خلال رحلة التعليم أو الحياة العملية.
في ما يلي خلاصة نصائح الخبراء والمختصين لتطوير الذكاء الوجداني للطفل واستراتيجيات فعالة ومثمرة:
-
تعزيز التواصل العاطفي
ويتحقق من خلال تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره بصراحة وبطريقة بناءة، وذلك من خلال الانصات إليه بدقة والتركيز معه ومنحه الفرصة للتعبير عنها بعدم مقاطعته أو الحكم عليه.اختيار الوقت المناسب لتعبير الطفل عن مشاعره، مما يساعده على فهم وتقدير المشاعر المختلفة. كما يجب التحدث معه عن المشاعر وتنوعها ومساعدته على التعرف عليها من خلال قراءة القصص أو مشاهدة الأفلام أو استخدام الألعاب التعليمية.
-
تشجيع التعاطف
يجب تعليم الطفل كيفية التعاطف مع الآخرين، وتفعيل عنصر القدوة يعد أفضل طريقة لتعليم الطفل التعاطف، وكذلك تجربة مشاعر الطفل حيال الآخرين بوضعه في مواقف مباشرة معهم، وحثه على تقديم الدعم لمن هم بحاجة إلى المساعدة.
-
تعليم المهارات الاجتماعية
يجب تدريب الطفل على مهارات التواصل الفعالة، مثل التحدث بوضوح والاستماع الفعال.
-
إدارة الغضب والضغط
يجب تدريب الطفل على كيفية إدارة مشاعر الغضب عند الشعور به كنصحه بالتنفس العميق أو العد بشكل معين لتفويت لحظات الغضب، ويجب أن يكون الأبوين قدوة للطفل في تدريبه على كيفية إدارة الغضب والضغوط.
-
التشجيع على الاستقلالية
يجب منح الطفل فرصة جيدة لاتخاذ قرارات صغيرة ومتابعة عواقب اختياراته، فمن شأن ذلك أن يساعده على تطوير مهارات اتخاذ القرارات وحل المشكلات.
-
التقدير والمكافأة
لتطوير ذكاء الطفل الوجداني يجب اعتماد مبدأ التقدير والمكافأة، ومدح الطفل على القيام بالسلوكيات الإيجابية المتعلقة بالذكاء الوجداني أو العاطفي مثل التعاطف، والمشاركة، والتعاون، ومساعدة المحتاجين، والانصات إلى من هو بحاجة إلى من ينصت إليه، ومحاولة فهم ما يمر به، والقيام بمساعدته.
وختامًا، ولتطوير الذكاء الوجداني للطفل بشكل فعال يجب التطبيق المنتظم والمستمر للاستراتيجيات، والنصائح التي تم ذكرها أعلاه، وخصوصًا في ما يتعلق بتفعيل القدوة الحسنة بأن يكون كل من الأب والأم قدوة حسنة للطفل حتى يتعلم كل ما سبق بسهولة، وليصبح أكثر وعيًا بمشاعره ومشاعر الآخرين ومن ثم اكتساب المهارات اللازمة لبناء علاقات صحية وناجحة.
والآن .. خبروني عزيزاتي الأمهات بخبراتكن في تطوير الذكاء الوجداني لأطفالكن.